|


قال: “استعجلت وأريد العودة”.. ثم اشتعلت النار

الرياض ـ هاني السليس 2017.02.22 | 07:14 am

سبعة أيام مضت على إعلان الهلال توقيعه مع الوسطي النشط عوض خميس لاعب القطب العاصمي الآخر، وستة أيام غابت شمسها على قرار إدارة نادي النصــر تجميـده عــــن المشـاركة في الفريــق الأول والاكتفاء بالدوران حول مضمــــار ملعب النادي الذي يحمل اسم رمزه الكبير عبد الرحمن بن سعود، صاحب المقولة الشهيرة: "النصر بمن حضر"، وقبيل مغيب شمس اليوم السادس تقدم عوض خميس إلى أحد لاعبي الأصفر المؤثرين في القرار وقال: "أشعر أني استعجلت، لست مرتاحاً، وأريد العودة للعب معكم".
كانت هذه العبارة، شرارة بدأت في إشعال نار لا تحتاج إلى المزيد من الحطب، وقد تستمر متقدة فترة من الزمن، رد اللاعــب المؤثر: لمـــاذا لا تتحدث مع رئيس النادي. أجــــــاب عوض: لا أستطيع، فقال زميلـه: اترك الأمر لي. نقـــل الزميل المؤثر عبارة عوض إلى الرئيس فطلب الأخير مقابلة خميس وسمع كل شيء منه، وقال: هذا طريقك وأنت اخترته، فرد خميس: أعرف ومستعد لتحمل كل التبعات.
في المساء التالي، اجتمع الأمير فيصل بن تركي بمجموعة من القانونيين، وتم الاتصال بآخرين خارج البلاد، وزودوا بنسخة من توقيع اللاعب للهلال، وكان الرأي القانوني متقارباً بين المستشارين وهو: سيوقف اللاعب، ويعود لناديه.
وضــــــــع القانونيون الكرة تحت قدم الرئيس، إما أن يسدد، وإما تركها في النقطة ذاتها، وكان خياره إبقاءها والاتصال بشرفيي النادي وبالذات من غضبوا لانتقال عوض، ودار الحديث كالتالي: قلت لكم مسبقاً إن عوض سيغادر لأنه يبالغ في طلباته المالية، وإن قدرة الإدارة المالية لا تفي بما يريد، وعندما غادر غضبتم، الآن لدينا فرصة لاستعادته، هل ستساهمون مالياً؟ جاء الجواب قاطعاً على لسان ثلاثة: نعم.
المساء التالي، الرئيـــــس وقانونــي ورجل ثالث يعتبر المدبر لشـــؤون الأصفر اجتمعـوا بعوض وشــرحوا لـه كل ملابسـات الموقف، والســيناريوهات المحتملة والمتوقعة، فرد بالموافقة، فتم تجهيز العقـــود، ووصلت الشيكات ووقع عوض.
انطلقت الأفراح في المعسكر الأصفر وتغريدات التندر، وهي ثقافة يجيد النصراويون حبكها في أضحك صورها، المعسكر الأزرق تلقى النبأ مبكراً، وبين مصدق ومكذب لم يتخذ أي إجراء حتى تناقلت المنصات الرسمية وغير الرسمية صور التوقيع ورسالة عوض المصورة.
عوض خميس لاعب مجتهد، هو البديل الأول في كل المراكز في الأصفر طوال عامين، بين انتقاله وانتقاله من انتقاله، ظهر الكثير من التناقضــات والســـــوءات والإيجابيــــات، والتربصــــات، والبارحة الأولى حظي عوض بشهرة مضاعفة عما حققه على سطح المعشب الأخضر، واحتل اسمه صدارة المراكز في محركات البحث على مختلف المواقع، وتصدرت صوره كل الصحف المحلية والمواقع.
الفتى النجراني صاحب المقولة الشهيرة: "الصملة يا رجال"، المستمدة من ثقافة نجران الاجتماعية، سيتعرض للوقـف، وتبقـــى المـــدة محددة بتفسيرات القـانـــونيين في لجان الاحتـــراف المحليـة والعالميــة وربما تكون هناك قرارات أخرى تطال النــــاديين، وحتى يتم الحسـم، سيظل خميس ميداناً لجدل كبير في صراع لا يهدأ حتى يشتعل من جديد بين القطبين العاصميين المتنافرين على الدوام.