أكد البرازيلي هيليو دوس أنجوس مدرب فريق القادسية الأول لكرة أنه على الرغم من فوزه على النصر والأهلي وتعادله مع الهلال لم يحقق حتى الآن أهدافه التي على رأسها بقاء الفريق في الدوري السعودي للمحترفين.
وأوضــح أنجـوس في حــواره مع "الرياضية" أن الســـبب الذي كان وراء رحيله من الفيصلي كان عدم ارتياحه هناك، وأنه فضل دفع أكثر من الشرط الجزائي لكي يخرج بعلاقات جيدة مع المجمعة.
تحدث أنجوس عن الدوري السعودي واللاعب الأفضل فيه، كما كشف أنه حتى اليوم لا يعرف السبب الذي بسببه أقاله الاتحاد السعودي لكرة القدم عن تدريب المنتخب السعودي، الذي يعتبره أهم وأفضل مرحلة رياضية مرت عليه، فيما يلي التفاصيل:

ـ ما تقييمك لفريقك القادسية بعد أن أشرفت على تدريبهم في 10 جولات حتى الآن؟
الأرقام هي التي ستجيب على سؤالك وهي التي ستبين مدى تطــور القادسية وتقدمه في سلم الترتيب حيث استلمت النادي وهو في المرتبـــة الثالثـــة عشــرة وبرصيد أربع نقاط ولديه أربعة أهداف من ثماني مباريات والآن نحتل المركز التاسع برصيد 20 نقطــة وبرصيد وافر من الأهداف.
ـ كم احتجت من الوقت ليتشرب اللاعبون طريقتك الفنية؟
احتجت لنحو 15 يوماً لأتعرف على اللاعبين وعلى مراكزهم ويتعرفون هم على طريقتي بشكل كامــــل وأعتــرف أنني قدت مباراة الفتح والاتحاد وأنا ما زلت في بداياتي مع الفريق ولا أعرف كل عناصره واللاعبون ما زالوا لا يعرفون طريقتي لذلك تعادلنا مباراة وخسرنا الأخرى.
ـ ما أفهمه أنك لا تريد تحميل نفسك ثلاثية الاتحاد؟
من يعرفني جيداً يعرف أنني دوماً أقول الخسارة أنا من يتحملها والفوز من حققه هم اللاعبون وهذا ما كنت أفعله مع كل الأندية التي دربتها، لذلك أنا من يتحمل خسارة الاتحاد وأي مباراة تحت إشرافي أنا المسؤول الأول عن نتيجتها.
ـ ما الذي حدث بعد الخسارة من الاتحاد بثلاثة أهداف دون مقابل؟
الذي حصل أنني جمعت اللاعبين بعد المباراة وقلت لهم سأمنحكم إجازة يوم واحد وبعد الإجازة من يستطيع أن يخدم النادي ويساعدنا للنهوض من كبوتنا ولديه القدرة على تحمل المسؤولية فليحضر للتدريبات ومن يرى نفسه غير قادر على ذلك فليبق في بيته وأنا أتقبل اعتذاره، والحمــد لله بتعــــاون الجميـــع إدارة ولاعبين عدلنا مسارنا لكن حتى الآن يجب أن يعلم الجميع أننا لم نحقق أي هدف من أهدافنا ومن أهمها هدف البقاء في دوري المحترفين والمرحلة لا تزال صعبة والمشوار طويلاً، لذلك لن تتوقف المسيرة لتحقيق كل هدف رسمناه.

تجارب سابقة
ـ مع فرق مقدمة الترتيب كسبتم الأهلـــي والنصــر وتعادلتم مع الهلال ولم يتبق إلا الاتحاد فماذا تخفي لهم؟
يجب أن يعرف الجميع أن هدف القادسية هو البقاء في دوري جميل والتقدم في سلم الترتيب وهذا حق مشروع لنا ولم يكن هدفنا تعطيل الكبار، بل أرى أن الفوز على الفرق المنافسة أهم من تعطيل الكبار لأن النقاط الثلاث تكون بمثابة الست نقاط وهذا لا يعني أننا لا نرغب في تحقيق الفوز في أي مواجهة ندخلها وتحقيقنا 7 نقاط من 9 نقاط أمام الهلال والأهلي والنصر دليل على ما نسعى له ونخطط له ونرغب في الوصول له، ومباراتنا أمام الاتحاد ستكون بلا شك مهمة لنا وللاتحاد وسيكون لنا هدف نسعى للوصول له ولن يكون الهدف أن نكسب الاتحاد فقط لمجرد أنه نادٍ كبير، بل الهدف يجب أن يكون أكبر وأن نواصل انطلاقاتنا في الدوري ونتمنى أن نقدم فيها ما يرضي جمهورنا ويشبع رغباتنا.
ـ الجميع يلاحظ أن اللاعبين يلعبون بحماس كبير تحت إشرافك مع كل الأندية التي دربتها ما السر في ذلك؟
أنا لدي جملــــة معروفة أقولها للاعبين دوماً "القمصان لا تلعب في الملعب ولا تكسب المباراة، من يكسب المباراة الرجال الذين يرتدون هذه القمصان"، فيجب أن يكون كل لاعب دمه يغلي حتى يصبح لاعب كرة قدم ناجحاً، فالبرود لن يجعل منك لاعباً مميزاً.
ـ لعبتم أمام الفرق الأربعة التي تتنافس على الدوري الهلال والاتحاد والنصر والأهلي، من أقوى هذه الفرق فمن ترشح لتحقيق اللقب؟
جميع هذه الأندية أندية كبيرة وجماهيرية ولها احترامها لكن كل نادٍ له خاصية أو ميزة تميزه عن الأندية الأخرى؛ فالهلال مثلاً من أحسن الفرق التي تستحوذ على اللعب وتتناقل الكرة وتمتلكها أطول فترة ممكنة ونحن كنا مدركين هذا الشيء قبل اللعب مع الهلال ونعلم أن من الصعب أن يجاري أي فريق الهلال في الاستحواذ لكن كنا واثقين من قوة دفاعنا ورغم أن الهلال لعب أكثر من 700 تمريرة لكن نجحنا في تعطيل الهجمات وحماية شباك فريقنا، أمام الأهلي فهو مشابه للهلال في الهجوم لكنه لا يمتلك اللعب بكثرة مثل الهلال ويتميز عن الهلال بإنهاء الهجمة نظراً لوجود مهاجم مميز مثل عمر السومة، أما النصر فطريقته كانت اللعب على الأطراف والاعتماد على ترماسوف اللاعب بشكل كبير وكان من الصعب الحد من خطورته، أما الاتحاد فيلعب بحماس وروح ويعتمد على سرعة فهد المولد ومهارة كهربا، وبشكل عام أنا معجب بالطريقة الهجومية لكل الفرق الكبيرة وهي تتيح للفرق الأقل فراغات في الدفاع ونستغلها.
ـ لكنك لم تجبني حول سؤالي عن الفريق الأقرب لتحقيق الدوري؟
لن يخرج اللقب من الهلال في المرتبة الأولى ويأتي بعده الأهلي.
ـ هناك من يصفك بالعقدة للأهلي بعد أن استطعت في الموسم الماضي أن تلحق الأهلي بأول هزيمة مع نجران وهذا الموسم كسبت الأهلي بالأربعة؟
الأهلي فريق كبير وكل مدرب يسعى ويفخر بهزيمته ولتحقق ذلك يلزمك العمل في الملعب وكذلك خارج الملعب بتحفيز اللاعبين وبث الحماس فيهم وأنا عادة أقول للاعبين أمام الفرق الكبيرة ثقوا بأنفسكم ولا يوجد أحد أكبر منكم.

خسارة الكأس
ـ هناك من يحملك خروج الفريق القدساوي من مسابقة كأس خادم الحرمين الشريفين أمام الأهلي بسبب عدم منح بعض البدلاء الفرصة وإشراك الأساسيين المرهقين؟
الفوز دائماً أنسبه للاعبين والخسارة أتحملها دائماً لكن الجميع يعلم أننا خرجنا ونحن لا نستحق الخروج بسبب ظروف خارجية الجميع شاهدها، أما ما يخص الإرهاق فأعتقد أن الفريق لم يكن مرهقاً وكان هناك وقت كافٍ بين المباراتين لكن هذه كرة القدم فوز وخسارة.
ـ ماهي هذه الظروف التي تسببت في خروجكم من كأس الملك؟
أنا أود أن أسألك هل شاهدت المباراة؟ إن كان جوابك بنعم فبالتأكيد تعلم ما هذه الظروف التي تسببت في خسارتنا، المهم الآن أن نركز في مباريات دوري جميل المهمة ولا نلتفت للخلف.
ـ رغم النتائج الجيدة نوعاً ما والتعاقدات التي عملتها مع الفيصلي لكنك قدمت استقالتك ما سبب ذلك؟
كانت الاستقالة لأسباب خاصة جداً وحقيقة كان من ضمن هذه الأسباب عدم الراحة هناك، وكان يوجد في العقد بند ينص على فسخ العقد وقمت بفسخه مع تحملي كل التكاليف المترتبة على ذلك، ويمكن دفعت أكثر من الشرط الجزائي في سبيل أن أخرج والفيصلي راضٍ عني لأنه لم يسبق لي أن خرجت من نادً وأنا على خلاف معهم، وما زلت أحمل لهم الود وأعتبرهم جزءاً مهماً من مسيرتي التدريبية في السعودية.
ـ من خلال متابعتك للدوري السعودي من أبرز لاعب أجنبي وأبرز لاعب محلي هذا الموسم؟
أنا متابع جيد للدوري السعودي وخلال السنوات الخمس الأخيرة الأفضل بالأرقام من خلال الفائدة للفريق بالأهــــداف وبالصناعة وبدقائق اللعب إلتون جوزيه، وهناك لاعبـــــون مميزون أتوا للدوري السعودي وحققوا إنجازات لكنهم مع أندية كبيــرة مثل الهـلال والنصـــر والأهلـــي والاتحاد بينما إلتون أصبح بطلاً مع نادٍ صغير مثل الفتح وهذا الفرق بينهم وهذا ما جعلني أضعه في المرتبة الأولى، أما اللاعبون المحليون وبحكم أنني وضعت إلتون الأبرز خلال السنوات الماضية فأعتقد أن ياسر الشهراني في الموسم الماضي قدم موسماً استثنائياً وكان أبرز لاعب سعودي على الإطلاق حيث كان يخدم طريقة المدرب بشكل كبير ويلعب في ظهيري الجنب اليمين والشمال وكان لاعباً مقاتلاً جداً، أما هذا الموسم فأعتقد أن الجميع يتفق على أن نواف العابد وفهد المولد هما الأبرز سواء مع نادييهما الهلال والاتحاد أو مع المنتخب السعودي ويؤسفني غياب نواف العابد المتكرر في الفترة الأخيرة ولا أعلم ماهي الأسباب، أما فهد المولد فلاعب قتالي سريع قوي والمستقبل له.

أنجوس والمنتخب
ـ نعود بالذاكرة للوراء قليلاً ماذا تحمل من ذكريات مع المنتخب السعودي الذي دربته عام 2007؟
أحمل الكثير من الذكريات الجميلة في تلك الفترة حيث قدمنا كرة قدم حقيقية فيها الحمـــاس والمهارات والروح والنتائج وكانت من أجمل حياتي في التدريب كمدرب محتــــرف ولن أنساها وأتذكر أن الشارع الرياضي والجمهــــــور الســعودي كانوا غير راضين في البداية بالتشكيلة المعلنة وكانوا يطالبون بضم بعض اللاعبين، خاصة بعض لاعبي الخبرة لكني أعلنت تشكيلة تضم مجموعة كبيرة من الشباب لأنني بطبيعتي أحب أن أمنح الشباب الفرصة وأنا من أشرك ديدا حارس الميلان في سن 17 سنة وهالك المحترف في الصين حالياً كذلك أشركته وهو صغير جداً مع الفريق الأول وستشاهدون ذلك قريباً في القادسية بمنح أكبر فرصة للاعبين الشباب، وأتذكر أنه قبل البطولة في جاكرتا أصيب أفضل لاعب وسط سعودي آنذاك محمد الشلهوب وتم استبعاده وكانت صدمة لنا لكني نجحت في تعويضه بثلاثي شاب وهم أحمد الموسى وتيسير الجاسم وعبدالرحمن القحطاني.
ـ ما قصة إصرارك على مشاركة ياسر القحطاني رغم إصابته؟
بالفعل ياسر القحطاني كان مصاباً في (الصفاق) والجميع يتذكر أنه أجرى عملية بعد نهاية البطولة، فقبل البطولة كان مصاباً وكان سيستبعد لكني أتيت له وقلت له أريدك لو تلعب (بالعكاز) ومنحته شارة القيادة لأنه كان نموذجاً فنياً مميزاً لبقية اللاعبين فتفجرت طاقة ياسر القحطاني وكانت دعماً كبيراً له وقدم مستوى مميزاً وحقق هداف البطولة وكان من أبرز اللاعبين فيها، وفي الحقيقة أنا أصررت على مشاركة ياسر لثقتي في إمكاناته حيث إنني أعده من أفضل اللاعبين الذين دربتهم طوال مشواري التدريبي ومن ضمنهم النجم البرازيلي الشهير روماريو الذي سبق أن حقق كأس العالم مع البرازيل وأنا أشبه ياسر بلاعب برازيلي معروف اسمه (كاريكا) كان هو هداف المنتخب البرازيلي في كأس العالم 1982 لكن الإصابة غيبته ولعب بجوار مارادونا في نابولي وشكلا أفضل ثنائي في العالم وقتها هذا هو شبيه ياسر بحق وحقيقة.
ـ ما سبب إقالتك من الاتحاد السعودي حينها؟
حتى الآن أنا لا أعلم ما الأسباب ولا يوجد أي شيء غير طبيعي في الموضوع لكن ربما الاتحاد السعودي كان يرغب في التغيير وأنا قبلتها بحكم أنني مدرب محترف، وأعتقد أنها كانت مفاجأة لي وللجمهور السعودي الذي لا يزال يحترمني ويبادلني الود وهذا ما لاحظته بعد عودتي للتدريب هنا في السعودية وأتمنى أن يستمر الحب والاحترام بيننا وواثق أنه سيزيد مع الوقت ومع كل نتائج إيجابية أحققها في المستقبل.
ـ ختاماً.. كيف ترى مستوى المنتخب السعودي حالياً وكم نسبة تأهله لمونديال 2018؟
المنتخب السعودي حالياً جيد جداً وتطور مستواه عن الفترة السابقة وأتوقع بإذن الله أن نسبة تأهله لكأس العالم 70% وأنا أتمنى أن أستمر أطول فترة في المملكة العربية السعودية هذه الدولة الطيبة وأن أشاهد المنتخب السعودي يقدم أفضل المستويات في كأس العالم في روسيا.

- بصراحة هل تخشى الهبوط؟

ما لمسته من تعاون وحماس وحرص وتطور في المستوى من اللاعبين يجعلني متفائلاً بتحقيق نتائج أفضل في المستقبل ويبعد عنا القلق والخوف من شبح الهبوط، لذلك عملنا جيداً والمؤشرات تؤكد عدم هبوطنا.

- دربت مؤخراً ثلاثة أندية في السعودية نجران والفيصلي والقادسية هل وجدت اختلافاً فيما بينها؟

من دون شك توجد فروقات واختلافات كثيرة لكني سأتكلم فقط عن مستوى اللاعبين، فالقادسية لاعبوه من فئاته السنية وهذا يعطي هوية مميزة للفريق ويعطي حماساً وتفاعلاً وإخلاصاً وانتماءً وتفكيراً في خدمة الكيان وتقدمه بشكل أكبر.

- يلاحظ عليك العصبية أثناء المباريات وكثرة نقاشك مع الحكام وتعرضت للطرد في بعض المباريات؟

أنا بطبيعتي حماسي ولا أحب الجلوس أثناء المباريات وأحب أن أحفز لاعبي وأوجههم وأحياناً تظهر علي العصبية بسبب القرارات الخاطئة من الحكام "غير المتعمدة" من دون شك لكن هذا لا يعني أنني أسيء أو أتلفظ على الحكام بالعكس أحترمهم وأتبادل معهم الحب والتقدير في كثير من المباريات.

( CV هيليو سيزار بينتو دوس أنجوس )

يعتبر أنجوس أحد أهم المدرين البرازيليين الذين مروا على الكرة السعودية، وهو من مواليد السابع من مارس 1958.
بدأ حياته كمدرب لغريميو وجوفنتود ثم درب أندية غوياش وفورتاليزا وأتلتيكو باراناينسي وفيتوريا وجوفينيل وفاسكو دا غاما.
غير أن المرحلة الأشهر في مشواره الفني قيادته للمنتخب السعودي الأول لكرة القدم لمدة 15 شهراً، قاده خلالها للحصول على المركز الثاني في كأس أمم آسيا 2007، ولكنه لم يستمر طويلاً مع المنتخب على الرغم من أنه ساهم في بروز لاعبين جدد وشبان على الساحة، فتم إلغاء عقده ليدرب فريق غوياس البرازيلي.

البطولات التي حققها

1994 ـ بطولة باوليستا (مع نادي بيراشيكابا)
1995ـ بطولة بارناينس (مع نادي ريمو)
1996ـ 1997 بطولة برنامبو كانو (مع نادي سبورت)
1999 ـ بطولة برازيليان (مع نادي غوياس)
2000 ـ بطولة كوبا شينترو (مع نادي غوياس)
2002 ـ بطولة ديستريو فيدرال (مع نادي غاما)
2003 ـ بطولة برنامبو كانو (مع نادي سبورت)