رفض الغيني إسماعيل بانجورا، مهاجم فريق الرائد وضعه في مكان المقارنة مع السوري عمر السومة مهاجم فريق الأهلي، والذي يتنافس معه على جائزة هداف بطولة دوري المحترفين السعودي.

وسجل إسماعيل بانجورا 12 هدفاً وضعته في المركز الثالث لقائمة ترتيب هدافي البطولة خلف المصري محمود كهربا لاعب فريق الاتحاد الذي يملك 13 هدفاً في المركز الثاني، بينما يتصدر السومة الترتيب برصيد 19 هدفاً.

وفي حواره مع "الرياضية"، أشار بانجورا إلى أن الأخلاق العالية التي يملكها عمر السومة تبدو سبباً رئيسياً إلى رفضه الدخول في مجال المقارنة، مضيفاً: "السومة مهاجم مميز، وأكن له كامل التقدير والاحترام، وهو يستحق ما وصل إليه مع فريقه في الموسمين الماضيين".

واعتبر بانجورا (32 عاماً) الوقت مبكراً للحديث عن إمكانية تجديد ارتباطه مع الرائد، مشيراً إلى أنه يتمنى البقاء لموسم أو موسمين، نظراً للراحة التي وجدها في النادي منذ قدومه إليه مطلع يناير عام 2016. وفي السطور التالية.. تحدث بانجورا عن أوضاع فريقه الرائد في الموسم الجاري، وأجاب عن فوارق وأجواء المعيشة بين مدينة بريدة ومدينتي دبي الإماراتية والدوحة القطرية، إلى جانب عدد من المدن الأوروبية، خاصة أنه قضى في أنحاء فرنسا عدة سنوات خلال تمثيله عدداً من الفرق، قبل أن ينتقل إلى مدينة كييف الأوكرانية عندما مثل فريق دينامو كييف الأوكراني عام 2008، ومن ثم الرحيل إلى دبي عاماً ونصف العام للعب مع فريق النصر من صيف عام 2010 وحتى يناير عام 2012، وأخيراً الانتقال إلى الدوحة القطرية للعب مع فريق أم صلال عام 2012.

ـ بداية كيــف ترى مستويات الفريق فيما مضى مــن منافســات الموسم؟

الحمد لله.. أعتقد أننا قطعنا مشواراً طويلاً لتحقيق هدفنا الذي رسمناه في بداية الموسم، ومازال أمامنا الكثير، حيث ننظر باهتمام بالغ للقاء المقبل أمام الاتفاق في الدمام، ضمن بطولة الدوري، ونتطلع إلى حصد النقاط الثلاث سعياً إلى التقدم في سلم الترتيب.

ـ وما الذي تتطلعون إلى الحصول عليه بنهاية الدوري؟

برأيي أننا في وضع مطمئن حتى الآن، حيث نحتل المركز السابع برصيد 23 نقطة، ووصلنا إلى دور الـ16 من مسابقة كأس ولي العهد قبل الخروج على يد الهلال، وفي مسابقة كأس الملك قدمنا مباراة كبيرة أمام التعاون ولكننا خرجنا بخسارة غير مستحقة، ولكنني أتمنى أن ننهي الموسم في مركز لا يقل عن الخامس، وهذا إن حدث فهو مكسب كبير.

ـ ما هي العوامل التي ترى أنها أحدثت تغييراً على مستوى الفريق ما بين الموسم الماضي والموسم الجاري؟

لا يمكنني الحديث بشكل موسع عن الموسم الماضي، نظراً لأنني لم ألتحق بصفوف الفريق إلا في الأشهر الخمسة الأخيرة من الموسم، ولكنني في الموسم الجاري شاهدت العديد من العوامل التي أرى أنها سبب رئيس في المكاسب التي تحققت أخيراً، ومن أهمها وجود مجموعة مميزة من اللاعبين وعلى رأسهم جهاز فني متمكن بقيادة التونسي ناصيف البياوي، فضلاً عن البيئة الصحية التي صنعتها إدارة النادي برئاسة عبد العزيز التويجري، وكذلك عبد الله السبيعي المشرف العام على الفريق.. إنهم جعلونا نشعر بأننا أسرة واحدة في النادي.

ـ بذكـــر الأسرة الواحدة.. ما سر تقديمك الهدف الأول الــــذي سجلته في مرمى فريق الخليج ضــمن بطولة دوري المحترفين للسوداني تاج السر سكرتير النادي؟

كانت تلك المباراة في الجولة 13، وقبلها لعبنا أمام الشباب في بريدة ضمن الجولة 10 وسجلت الهدف الأول، ثم توقفت عن التسجيل أمام القادسية في الخبر ضمن الجولة 11، ثم أمام الأهلي في جدة ضمن الجولة 12، لم يحالفني الحظ في ترجمة الفرص إلى أهداف، وقبل المباراة أمام الخليج كان السـكرتيـــر تاج الســر من ضمــن الأشخاص الذيـــن ساعدوني كثيـــراً لتجاوز الأزمة، وقدمت له الوعد بأنني سأهدي له أي هدف أسجله في شباك الخليج، وهذا ما تحقق، حيث سجلت الهدف الثاني لفريقي في المباراة التي كسبناها 3ـ2، وكتبت اسم تاج في القميص الداخلي، وذلك لأنه يستحق أكثر من ذلك.. تاج السر شخص محبوب لدى العاملين في النادي، وهذا ما شاهدته عن قرب، ويقدم أعمالاً جليلة منذ سنوات، وهو بمثابة والدي، وأكن له كل الاحترام والتقدير.

ـ دعني أعود قليلاً إلى الوراء لأسألك عن كيفية إتمام عملية انتقالك إلى الرائد؟

وصلني العرض عن طريق وكيل أعمالي ولم أتردد في قبوله، وافقت على العرض، وتوجهت إلى العاصمة القطرية الدوحة لإكمال عملية الفحص الطبي، وهناك التقيت بعبدالله السبيعي المشرف على الفريق، وكان هو أول شخص ألتقيه من نادي الرائد، وبعد ذلك أكملنا إجراءات التوقيع حتى نهاية الموسم، قبل أن أمدد التعاقد مع عبد العزيز التويجري الرئيس الجديد، والذي استلم المهام في الصيف الماضي.

ـ ألم تواجه بعض الصعوبات في بداية المشوار مع الرائد؟ خاصة أنك قدمت إليه في منتصف الموسم؟

من الطبيعي أن يحدث مثل هذا، ولكن ثقتي في نفسي ساعدتني كثيراً على تجاوز مرحلة البداية حتى تمكن الفريق بجهود المجموعة كاملة من تحقيق البقاء في دوري المحترفين، وبعد الفوز على فريق الباطن في مجموع مباراتي الذهاب والإياب تحدد الفريق الهابط إلى بطولة دوري الدرجة الأولى.

ـ كيف كنت تتعامل مع الظروف التي واجهتها في بداية المشوار خلال الموسم الماضي؟

لا أخفيك بأنها مرحلة عصيبة، حيث كان الفريق يصارع على البقاء ويحتل مركزاً متأخراً في سلم الترتيب، بدأت مع الفريق ولعبت ست مباريات متتالية أمام الشباب والاتحاد والهلال والفتح والقادسية والخليج دون أن أتمكن من التسجيل أو الصناعة، حتى جاءت المباراة السابعة، حينها سجلت هدفاً حاسماً في شباك فريق هجر منح فريقنا النقاط الثلاث والفوز 2ـ1، وبعد ذلك، واصلت التسجيل في المباريات الست الأخرى أمام الفيصلي والوحدة والنصر والتعاون والأهلي ونجران، وبمعدل هدف واحد في كل مباراة، حتى الوصول إلى مباراتي الحسم أمام الباطن، وسجلت هدفاً في الذهاب، ومثله إياباً.

ـ لمن تدين بالفضل بعد الله فيما تحقق لك حينها؟

للكثيرين في الإدارة والجهاز الفني، وكذلك زملائي اللاعبين، ولا أنسى أمراً مهما أيضاً، وهو عدد من جماهير النادي الذين وقفوا بجانبي وعملوا على رفع معنوياتي.

ـ وماذا كان دور هذه الجماهير؟

بكل صراحة، كانوا يعلمون جيداً من هو إسماعيل بانجورا، ولم يهتموا كثيراً بما يطرح عن مستواي الفني في الست مباريات الأولى، بل كانوا حريصين على الرفع من معنوياتي والوقوف إلى جانبي ومساعدتي على تقديم أفضل ما أملك، حتى تككلت الجهود بتسجيل الأهداف.

ـ وهل هذا هو سبب العلاقة المتينة التي تربطك بجماهير الرائد؟

قد يكون كذلك، وفي طبيعة كرة القدم تميل الجماهير بالعادة إلى اللاعب الذي يسجل الأهداف باستمرار ويساهم مع زملائه اللاعبين في تمكين الفريق من الفوز وحصد النقاط، وللأمانة أنا فخور بكمية الحب والتقدير التي أجدها من جماهير الرائد.

ـ تتحدث عن الجماهير بكمية من الاحترام في وقت ينتظر منك محبو الرائد تجديد الارتباط مع النادي والبقاء لمواسم أطول؟

وأنا أتمنى هذا الأمر، ولكنني تركته معلقاً إلى نهاية الموسم، حينها سأدرس جميع العروض المقدمة لي قبل اتخاذ القرار النهائي.



ـ هل يمكننا القول إنك ستستمر مع الرائد في الموسم المقبل؟

هذا في علم الغيب، ولكنني داخلياً أتمنى البقاء لموسم أو موسمين، نظراً للراحة التي أجدها هنا، فضلاً عن الحب والتقدير من الجميع، ولكن كما أسلفت لا يمكنني حسم الأمر في الوقت الحاضر، دعنا ننتظر إلى نهاية الموسم، لأنني أنظر باهتمام بالغ إلى المباريات المقبلة، وفيها نحتاج إلى حصد مزيد من النقاط لتحسين موقف الفريق في سلم ترتيب بطولة الدوري.

ـ ماهي المباراة العالقة في ذهنك طوال فترة مشوارك مع الرائد؟

هناك عدد من المباريات لها مكانة خاصة في داخلي، بالنظر إلى الظروف التي سبقتها أو التي شهدتها، ولكن لقاء "الديربي" أمام المنافس التقليدي التعاون في الموسم الماضي هو الأجمل بالنسبة لي، كوننا لعبنا تلك المباراة أمام فريق يقدم مستويات مميزة، ويحتل مركزاً متقدماً في سلم الترتيب، تلك المباراة انتهت بالتعادل بهدف لمثله، وسجلت لفريقي هدف التعادل من كرة صعبة، وفي مثل هذه المباريات لا يحصل المهاجمون على فرص وافرة للتسجيل.

ـ كيف ترى تسجيلك 21 هدفاً مع الرائد في بطولة دوري المحترفين لتكون الهداف التاريخي للفريق؟

هذا شيء يدعو إلى الفخر، وحقيقة لا أهتم بمثل هذه الأشياء بقدر حرصي على مساعدة الفريق في الفوز والحصول على مركز جيد في سلم الترتيب.

ـ سجلت 12 هدفاً في بطولة الدوري حتى الآن ودخلت في المنافسة مع السوري عمر السومة مهاجم الأهلي على جائزة الهداف؟

عمر السومة مهاجم مميز، وأكن له كامل التقدير والاحترام، وهو يستحق ما وصل إليه مع فريقه في الموسمين الماضيين، ومن يشاهد أخلاق وتعامل عمر السومة يخجل من الدخول معه في المنافسة، كونه يملك من الأخلاق الشيء الكثير قبل الحديث عن المستوى الفني، لذلك لا أجد نفسي في المقارنة أو المنافسة مع السومة.

ـ من هو أصعب مدافع لعبت ضده في الدوري السعودي؟

مدافعو الأندية السعودية جميـعهم مميزون، دون تحديد اسم معين، وبشكل عام.. يجب على المهاجم احترام المدافعين ليتمكن من تسجيل الأهداف، لا توجد مباراة تشهد تسجيل المهاجمين للأهداف لأن المدافعين ضعفاء، بل العكس، برأيي أن المهاجم يسجل الأهداف لأنه يحترم خصومه المدافعين، وفي الرائـــــــد لدينا جفـــين البيشي وأحمد الحبيب وحسين الشـــــويش، جميعهم مدافعــــــون مميزون، كحال باقي الأندية.

ـ وماذا عن الأجواء العامة في النادي.. مـــن هو اللاعب القريب منك؟

جميعهم قريبون مني، حيث أحرص دائماً على كسب مودة المجموعة من لاعبين وأجهزة فنية وإدارية وطبية، علاقتي بالجميع في الرائد مميزة، أحبهم وبالتأكيد هم يبادلونني الشعور ذاته، وأعتقد أن هذا من أسباب ما وصل إليه الفريق في الموسم الجاري.



قطعنا مشواراً طويلاً في طريقنا إلى تحقيق أهدافنا التي رسمناها للموسم الجاري، بقي أمامنا العديد من المباريات الهامة والتي سنسعى من خلالها إلى حصد المزيد من النقاط، لتحسين موقع الفريق في سلم ترتيب بطولة دوري المحترفين، حتى الآن فريقنا في وضع مطمئن، حيث نحتل المركز السابع برصيد 23 نقطة، ومن وجهة نظري أن المركز الخامس إن تحقق في نهاية المنافسات فهو حصيلة مميزة لنا.



كيف تتعامل مع أجواء المعيشة في مدينة بريدة مقارنة بمدينة كييف الأوكرانية خلال فترة لعبك مع فريق دينامو كييف الأوكراني والمدن الفرنسية والخليجية؟



بالطبع هناك فروقات كبيرة، وفي السعودية بشكل عام أجد الارتياح الكامل، نظراً لأنني مسلم، وأبحث عن المكان الذي تطبق فيه الأحكام الإسلامية.. برنامجي اليومي يذهب منه جزء كبير بالتواجد في المنزل بعد نهاية الحصة التدريبية اليومية، لا أحرص كثيراً على الخروج، بل أهتم بالبقاء في المنزل وتناول الوجبات الغذائية الأساسية وفق برنامج غذائي منظم، إلى جانب النوم المبكر، والتحضير الذهني اللازم للمباريات.



سألني كثيرون عن سر اختفاء فرحتي المعروفة "Dab"، بعد تسجيلي هدفي الفوز في مرمى الباطن قبل أسبوعين، والسبب يعود إلى أنني استعجلت اللعب بعد تسجيل زيارة الشباك مرتين في الشوط الأول، حيث كنت أهتم بشكل كبير بضمان الفريق لنقاط الفوز، نظراً لأهمية المباراة وتأثير نقاطها الثلاث على موقفنا في سلم الترتيب، وبعد صافرة النهاية احتفلت كثيراً مع الجماهير بنفس الطريقة التي تعودها الكثيرون مني بعد كل هدف.



واجهت مصاعب عدة في بداية مشواري مع فريق الرائد، وقعت على العقد الرسمي في 12 يناير 2016، ولعبت ست مباريات متتالية ضمن بطولة دوري المحترفين دون أن أضع بصمتي، حتى جاء يوم 12 مارس 2016، حينها سجلت الهدف الثاني للرائد في شباك فريق هجر، وساهمت بالفوز 2ـ1. كانت 60 يوماً عصيبة، وقف إلى جانبي عدد من أعضاء الإدارة والجهاز الفني وزملائي اللاعبين، إلى جانب بعض الجماهير التي لم تلتفت إلى الانتقادات، بل كانت تدعمني وتحاول الرفع من معنوياتي، لأنها تعرف جيداً من هو إسماعيل بانجورا، والحمد لله أنني كنت عند حسن ظنهم.