|


مواجهة العراقيين بوابة التأهل

حوار - عبدالغني عوض 2017.03.28 | 06:09 am

يرى عبيد الدوسري، المهاجم السعودي الدولي السابق، أن الروح العالية التي يتمتع بها لاعبو الأخضر في مباراتهم الماضية أمام تايلاند ضمن التصفيات الآسيوية المؤهلة لمونديال روسيا 2018 ستكون عاملا مؤثرا بدرجة كبيرة في مباراته اليوم أمام العراق، خاصة أن الجمهور السعودي سيكون مساندا للاعبين اليوم في الجوهرة.
وكشف الدوسري في حواره مع "الرياضية" أن حياته الخاصة وصلت إلى درجة كبيرة من التدني والمعاناة المادية، في ظل ابتعاده النهائي عن المستطيل الأخضر، بعد قرار النادي الأهلي بشطبه في 2003، وأكد أن عبد الرزاق أبوداوود أعدمه كروياً، وكان سبباً في كراهيته لكرة القدم وعدم رغبته في التعامل معه من جديد حتى لو عن طريق المشاهدة.
واعترف بضيق الحال منذ وفاة الأمير محمد العبد الله وتخلي الجميع عنه باستثناء حسين عبد الغني، نادماً على التفريط في تأمين مستقبله وقت نجوميته الطاغية التي حصدها بأهدافه المؤثرة.

ـ كيف ترى فرصة المنتخب السعودي اليوم أمام العراق؟
المستوى الذي قدمه المنتخب السعودي في مباراة تايلاند الأخيرة يؤكد قدرته الكبيرة على تخطي عقبة المنتخب العراقي والفوز عليه، في ظل وجود الروح العالية التي تعتبر دائماً وأبداً أهم أسلحة الفوز، خاصة أن الجمهور السعودي لن يرضى بغير التأهل لكأس العالم المقبلة في روسيا بعد غياب طويل، وأعتقد أن العراق سيكون النقطة الفارقة في اقتراب تحقيق حلم المونديال؟
ـ وماذا عن مستوى العراق في جيلك وأدائه الآن؟
لعبت أمام العراق مرتين، ولاعبوه السابقون كانوا نجوماً جعلوا من منتخب بلادهم فريقاً قوياً تهابه الفرق الكبيرة على المستويين الآسيوي والخليجي، أما الجيل الحالي فلم أتابعه ولم أشاهد له أية مباراة، إلا أنني أعتبر أن الجيل الحالي من الصعب أن يصل إلى ما وصل إليه الجيل السابق الذي شارك في كأس العالم 1986 بالمكسيك.
ـ لماذا ابتعدت عن الكرة رغم مسيرتك الكروية الحافلة بالميداليات والألقاب؟
كرهت الكرة، وقررت الابتعاد عنها أو حتى متابعة مباريات الدوري أو الكأس أو دوري أبطال آسيا، باستثناء مباريات المنتخب الوطني في التصفيات المؤهلة لكأس العالم، لأني وصلت لمرحلة الملل والتشبع، لدرجة جعلتني أتخلص من كل الدروع والميداليات والشعارات التي حصلت عليها طوال مسيرتي الكروية مع ناديي الوحدة والأهلي ثم مع المنتخب، بعد أن أصبحت كرة القدم بالنسبة لي ماضيا لا أتمنى حاضره على الإطلاق.
ـ وما سر هذه النزعة الغريبة لنجم مثلك كان يشار إليه بالبنان؟
السبب الرئيسي فيما وصلت إليه من كراهية لكرة القدم التي منحتني النجومية والأضواء هو عبد الرزاق أبوداوود رئيس النادي الأهلي السابق، الذي اتخذ قرار إعدامي كروياً بشطبي وإبعادي قهراً عن الفريق لأسباب واهية لا ترقى أبداً إلى مستوى الشطب، فغيابي في اليوم الثاني للمباريات الرسمية أمر غير عادي، ومن المفترض الحرص على الحضور كلاعب محترف، إلا أنني كنت أمر ببعض الظروف الخاصة التي كانت تحول دون حضوري التدريب الذي يلي المباريات مثلي مثل لاعبين كثيرين بالنادي، لذلك اندهشت كثيراً من قرار الشطب الذي أنهى حياتي الكروية للأبد.
ـ تعترف بأنك كنت دائم التغيب عن التدريبات؟
نعم كنت أتغيب، لكن عبد الرزاق أبوداوود كان يطبق نظام الاحتراف على عبيد الدوسري فقط، لأنه كان يتجاهل تأخر الرواتب إلى 3 أشهر ويركز جيداً في غيابي يوم أو يومين، وأنا في نفس الوقت لا أستطيع أن أحاسبهم، خاصة بعد رحيل الأمير محمد العبد الله الفيصل، الذي لم أتأخر يوماً في عهده، لأنه كان يصرف رواتب اللاعبين في مواعيدها المحددة دون أي تأخير.
ـ ولكن تردد أنك كنت لاعبا غير ملتزم وتكثر من السهر وكل ما يتعارض مع ملتزمات الاحتراف؟
رغبة عبد الرزاق أبوداوود في عدم بقائي بالنادي الأهلي ساهمت بشكل كبير في انطلاق عشرات الشائعات التي حاولت تشويه صورتي أمام الجماهير، فأنا لم أسهر ولم ارتكب أي أفعال ضد ما تستوجبه حياة المحترف في الملاعب، ولو كانت ادعاءاتهم صحيحة فليثبتوا صدق كلامهم، ولكن المشاكل تكاثرت بسبب إصرار أبوداوود على إبعادي، خاصة بعد أن أعلنها صراحة بأن الأهلي لا يريد لاعبين من خارج النادي، لذلك واجه لاعبون كثيرون نفس مصيري لا لشيء إلا لأنهم ليسوا من أبناء جدة مثل: سعد الدوسري ويحيى جوشان "رحمهما الله" اللذين أجبرا على ترك الأهلي ليعودا إلى نادييهما الهلال والشعلة.
ـ لماذا لا تفكر في مباراة اعتزال تليق بك أسوة بنجوم دوليين كثيرين؟
كرهت الكرة لدرجة أنني أصبحت لا أشاهد المباريات في التلفزيون، إلا إذا كانت مباراة ديربي أو كلاسيكو أو مباراة للمنتخب الوطني، فكيف أقيم مباراة لاعتزالي، للأسف لا أفكر في هذا الأمر ولن أفعله رغم أن هناك شخصيات كبيرة طلبت مني التفكير في الأمر، على أن تتكفل بجميع نفقات المهرجان، إلا أنني كما قلت أغلقت كل ما يقربني من الكرة، لأن أبوداوود نجح في ترسيخ فكرة مسح عبيد من ذاكرة كرة القدم السعودية.
ـ هل تسبب ابتعادك عن الكرة في معاناتك في حياتك الخاصة؟
لا أخفي سراً إذا قلت إنني منذ أن تركت الأهلي وظروفي الاجتماعية وصلت إلى درجة كبيرة من التدني والمعاناة، لأنني خسرت كل شيء بسبب الكرة، فخسرت دراستي ولم أكمل تعليمي وتوقفت عند الصف الثاني المتوسط ، وخسرت عملي بالعسكرية بسبب الاحتراف وانتقالي إلى النادي الأهلي من الوحدة، وخسرت عملا ثابتا لي بعد ذلك، وخسرت الكرة نفسها التي كنت أعول عليها كثيراً من الأمنيات بعد شطبي وأصبحت حالتي المادية تحت الصفر.
ـ ما أكثر شيء ندمت عليه طوال حياتك الكروية؟
ندمت كثيراً على عدم تأمين مستقبلي ومستقبل أولادي مثل عشرات النجوم من لاعبي الكرة، فقد كنت مشغولاً بإثبات ذاتي بفريقي الوحدة ثم المنتخب الوطني ثم الأهلي، وأن أكون أحد اللاعبين القلائل الذين رفعوا اسم الكرة السعودية محلياً وخارجياً، وبالفعل حققت كل ما حلمت به، إلا أنني لم أفكر مطلقاً أنه سيأتي اليوم وأكون بلا عمل أو وظيفة أو دخل شهري أو حتى يومي، بعد أن ضاع كل شيء، لاسيما بعد وفاة الأمير محمد العبد الله الفيصل الذي دأب (يرحمه الله) على تخصيص راتب شهري لي لكنه انقطع برحيله.
ـ وهل انقطع عنك زملاؤك في الملعب ومحبوك أيضاً؟
بالتأكيد النجومية والتألق وسط الأضواء يجعل فرص لاعب الكرة في التفاف الجماهير وأقرانه من اللاعبين كبيرة، ولكن بعد الابتعاد عن الكرة تتغير الأوضاع، فابتعد من ابتعد، إلا أن الوحيد الذي يتواصل معي حتى الآن هو حسين عبد الغني قائد النصر ولم يتأخر عني في أي أزمة تحدث لي، بل يبادر دائماً بمساندتي مادياً لمواجهة أعباء المرحلة الصعبة التي أعيشها حالياً.
ـ وهل عرضت على المسؤولين طلب المساعدة بعد وصولك إلى هذه المرحلة الصعبة؟
عبيد الدوسري ليس متسولاً حتى يطلب المعونة والمدد من غيره، ولكن هناك أشياء يجب أن يضعها المسؤولون في عين الاعتبار، أهمها عدم تفقد نجوم الكرة الذين أفنوا حياتهم في خدمة بلادهم قبل فوات الأوان، حتى يشعر اللاعب السعودي بالتقدير والإحساس به وبظروفه، خاصة من تركوا الساحة الرياضية تماماً.
ـ معنى كلامك أنك لا تفكر في دخول مهنة التدريب في أحد الأندية؟
قطعاً أرفض العمل في أي ناد، لأن العمل في مجال التدريب يعيدني مرة أخرى للنظر إلى الكرة والاقتراب منها، وهو ما أرفضه نهائياً بعد ما حدث لي بالنادي الأهلي، وبالفعل رفضت عروضاً كثيرة للتدريب وخاصة من نادي الوحدة.
ـ وبم تصف فترة بداياتك بالوحدة ومقارنتها بوجودك بالأهلي؟
أجمل أيام عمري قضيتها بين جدران نادي الوحدة، لأنني تألقت وأبدعت وصرت هدافاً، وبعد انتقالي للأهلي لم أجد الدفء الذي شعرت به في الوحدة.
ـ وكيف ترى المقارنة بين ماجد عبد الله وسامي الجابر؟
عجيب أمر من يقارنون ماجد عبد الله بأي لاعب آخر، ماجد لا يقارن بأي لاعب، مع احترامي لجميع اللاعبين الذين تمت مقارنتهم بالأسطورة، فمستحيل أن يقارن ماجد بأي لاعب سعودي.