|


من الأفضل.. الأسطورة أم الساحر؟

ترجمة - حسن أبو زينب 2017.03.30 | 07:45 am

لا يزال الجدل متواصلاً بين إثنين من الأساطير الكروية هما دييجو مارادونا وليونيل ميسي والسؤال المطروح الذي ظل دون إجابة من هو الأفضل؟
قبل الإجابة على السؤال لابد من ذكر حقائق يشترك فيها اللاعبان وهي أن الإثنين ينتميان لجنسية واحدة هي الأرجنتينية والإثنان يلعبان بالقدم اليسرى، والإثنان متخصصان في المراوغة رغم أنهما يمثلان جيلين مختلفين وربما يمثلان شخصيتين مختلفتين تماما.
إذا عدنا للأداء والألقاب التي تم حصدها نستطيع القول إن مارادونا فاز بكأس العالم مرة واحدة، أما ميسي فقد حصد لقب دوري أبطال أوروبا 4 مرات ولذلك فهو معشوق أينما اتجه سواء إلى الأرجنتين أوفي إسبانيا أو إيطاليا رغم أنه لعب معظم مشواره في برشلونة.
المنشطات لطخت تاريخ مارادونا، أما ميسي فإن سمعته في هذا الصدد نظيفة، حاول الكثيرون وضع معايير وصولا لمعرفة من هو الأفضل سيما وإن الجدل لا يزال محتدما ومستمراً ولكن يمكن المقارنة في ضوء معايير محددة منها.
القدرات الطبيعية
يعتبر مارادونا أكثر لاعب موهوب في تاريخ الكرة ولكن ميسي دخل التاريخ من أوسع أبوابه في عمر التاسعة عشرة، حينما استلم الكرة من منتصف الملعب وبدأ حفلا من المراوغة حتى أودع الكرة في شباك حارس خيتافي في مشهد مماثل لمارادونا في مونديال 86 بالمكسيك، حينما تلاعب بخط الوسط والدفاع الإنجليزي وأودع الكرة في شباك بيتر شيلتون ليدخل التاريخ أيضا بأداء غير مسبوق لم يكرره أحد في عالم الكرة، ثم ثانيا لم يستطع أحد مجاراة مارادونا في قدراته وهو يتحكم بالكرة بقدميه وركبتيه ورأسه وفخذيه. أما ميسي فربما يمتلك مهارات أفضل على الملعب وبالذات حينما يواجه دفاعا متكتلاً ومنظما حيث يستطيع بسهولة مراوغة لاعبين أو ثلاثة في ساحة لا تتجاوز مساحتها أربعة أوخمسة أقدام.. وحساسيته في هذا الجانب عالية للغاية.

إحراز الأهداف
أحرز مارادونا أكثر من 300 هدف خلال مشواره وهو رقم مثالي ورائع للاعب لعب معظم وقته في خانة خط الوسط كما أنه ظل معظم وقته صانع ألعاب في كل الأندية التي احترف بها.. ولكن ميسي ورونالدو أخذا موهبة إحراز الأهداف إلى أبعاد وساحات أوسع فقد تفوقا على كل نجوم الثلاثينات والأربعينيات.
فميسي هو حامل لقب أكبر هداف في تاريخ البرشا برصيد 337 هدفا حيث يتصدر الهدافين في كل بطولات أندية أوروبا كما يتصدر قائمة هدافي الأرجنتين برصيد 57 هدفا وذلك قبل أن يحتفل بعيد ميلاده الثلاثين الذي يصادف يونيو المقبل، كما أن ميسي سجل أهدافا من مواقع وأشكال مختلفة عبر المراوغة حينا والتسديد من خارج منطقة الجزاء حينا آخر، ومن الركلات الحرة وبالرأس كما جاء في نهائي دوري الأبطال في مرمى مانشستر يونايتد. أما ماراودنا فقد سجل أيضا أهدافا ساحرة ولكن مشواره لم يستمر طويلا على ملاعب المستطيل الأخضر سيما وأن الرقابة كانت لصيقة عليه.

السمعة
رغم كل الجدل الدائر فإن مارادونا يعتبر الأفضل في عيون الأرجنتين فهو بطل قومي، ولا يقل شأنا عن زوجة رئيسة الوزراء جوان بيرون وكانت مشهورة بأيفيتنا.. وظلت سيدة الأرجنتين الأولى من عام 1946 ـ 1952 التي تعتبر الأكثر تأثيراً على وجدان الشعب .. الأرجنتينيون لن ينسوا أبدا قصة كفاح مارادونا الذي جاء من أقبية الفقر والأحياء المهمشة وغزا العالم لاحقا مدافعا عن الوطنية ومكافحاً ضد الظلم وغياب العدالة.. وحينما شارك في كاس العالم 2006 معلقا لإحدى القنوات الرياضية حرصت الشرطة الألمانية على إحكام حراسة مشددة حوله لإبعاد بقية المعلقين والمذيعين وممثلي بقية الوكالات الفضائية الذين كانوا يتركون مهامهم والالتفات إليه لإلقاء نظرة عليه وهو إجراء لم يحدث لأي من بيليه وكرويف وزيدان..
يقول نجم التنس البريطانـــــي العالمـــي: إنه يحلم أن يلعب مثل مارادونا مشيراً بأن هناك الملايين مثله.. في المقابل فلا أحد يستطيع التكهن عن ما سيحدث لسمعة ميسي لأنه لم يعلن الاعتزال ولم يغب عن الساحة ولكن جريمة التهرب الضريبي الأخيرة وإيقافه أربع مباريات للاعتداء اللفظي على حكم قد شوهتا سمعته ولكن مهما قيل فيه فهو أول نجم كروي معاصر في قائمة السوبر ستار، لتميزه في الأداء بصورة مستمرة ومتواصلـــــة بعكس الكثيرين من أبطال ونجوم الكرة بدءاً من الأساطير البريطانية من شاكلة جورج بيست وبول جاسكوين وديفيد بيكام بل حتى رونالدو.. صحيح أنهم مبدعون ولكن سرعان ما انطفأت منهم الأضواء في فترات مشوارهم ليظل ميسي شمساً لا تنطفئ بمرور الزمان.