تكرر مشهد سيطرة الكبار على زعامة الدوريات الأوروبية لموسمٍ جديد، واقترب يوفنتوس من التربّع على عرش الدوري الإيطالي للعام السادس على التوالي، وكذلك بالنسبة لبايرن ميونيخ الذي يغرّد وحيداً في صدارة البوندسليجا استعداداً للحفاظ على لقبه لموسم هو الخامس على التوالي، في الوقت الذي يستمر فيه الصراع الثنائي بين الغريمين ريال مدريد وبرشلونة على المشهد في إسبانيا. ولم تخلو الملاعب الأوروبية من الأندية التي قررت أن تلعب دور الحصان الأسود في ميادين منافسات الموسم الجاري، والتي حاربت الفوارق الفنية والمادية لتقدّم مستويات مميزة وضعتها على بعد خطوات قليلة من أندية القمة.


الدوري الإنجليزي
توتنهام ـ المركز الثاني
حقق توتنهام آخر ألقابه في الدوري الإنجليزي في موسم 1960ـ 1961، ومن المتوقع أن تطول فترة انتظار جماهيره لموسمٍ آخر في ظل سيطرة تشيلسي على صدارة الترتيب، لكن فريق المدرب الأرجنتيني ماوريسيو بوتشيتينو تمكّن في لفت جميع الأنظار في موسمٍ نجح فيه في التفوق على كبار القوم في إنجلترا، فهو أصبح على بعد خطوات من حجز تذكرة مؤهلة إلى دوري أبطال أوروبا عبر التمسّك بمركز الوصافة أمام ليفربول ومانشستر سيتي وآرسنال ومانشستر يونايتد. وحقق توتنهام المركز الثاني في البريميرليج لآخر مرة في موسم 1962ـ1963، وكان أفضل ترتيب له بعد ذلك المركز الثالث في عدة مواسم آخرها الموسم الماضي، علماً أنّه لم يحقق أي لقب رسمي منذ فوزه بكأس رابطة المحترفين قبل 9 سنوات. ويمتلك توتنهام الخط الدفاعي الأفضل في الموسم الإنجليزي الجاري، كما أنّه أقل الأندية تعرضاً للخسارة في البريميرليج مناصفة مع مانشستر يونايتد، حيث لم يتجرع الفريق اللندني مرارة الهزيمة سوى في 3 مباريات فقط. وقطف توتنهام ثمار نجاحاته في الموسم الجاري في ظل التألق الملفت لمجموعة من لاعبيه، وعلى رأسهم اللاعب الدولي الإنجليزي هاري كين الذي يتواجد في المركز الثاني في ترتيب الهدافين برصيد 19 هدفاً.


الدوري الألماني
هوفنهايم ـ المركز الثالث
صعد نادي هوفنهايم إلى دوري الدرجة الأولى في ألمانيا لأول مرة في موسم 2008ـ 2009، واكتفى منذ ذلك الحين بممارسة مهمة الحفاظ على مكانه في دوري الأضواء، وصولاً إلى الموسم الماضي الذي ابتعد فيه عن شبح الهبوط مع احتلاله للمركز 15. وكتب هوفنهايم في الموسم الجاري قصة مغايرة، فهو يمضي موسمه الأفضل على الإطلاق طوال تاريخه بقيادة مدربه يوليان ناجلسمان الذي يبلغ من العمر 29 عاماً فقط، والذي لم يسبق له أن لعب كرة القدم على صعيد احترافي قبل وصوله إلى منصب المدير الفني للنادي. ووصلت نجاحات هوفنهايم إلى أوجها يوم الثلاثاء الماضي عندما نجح في الفوز على بايرن ميونيخ لأول مرة في تاريخه بهدف رائع سجله الكرواتي أندريه كراماريتش، لينجح في الحفاظ على مركزه الثالث، ويقترب خطوة إضافية من حجز تذكرته الأولى نحو دوري الأبطال. ولم يتعرض هوفنهايم سوى لـ 3 هزائم فقط منذ بداية الموسم الجاري، كما أنّه يمتلك ثاني أفضل الخطوط الدفاعية في البوندسليجا مع معدل لا يتجاوز استقباله لهدف واحد في المباراة الواحدة.


الدوري الإيطالي
أتالانتا ـ المركز الخامس
اكتفى نادي أتالانتا بالتواجد في القسم الثاني من ترتيب الدوري الإيطالي خلال السنوات الماضية، لكنه قرر تغيير السيناريو في الموسم الجاري مع انضمامه إلى أندية القمة، فهو استمر بالتمسك بمركزه الخامس بعد نهاية الجولة 31 متجاوزاً عملاقيْ مدينة ميلان. ولم يحقق هذا النادي سوى لقب وحيد منذ تأسيسه عام 1907، وذلك عبر فوزه بلقب كأس إيطاليا قبل 54 سنة، كما أنه يقف أمام مهمة صعبة في التأهل إلى دوري الأبطال في ظل ابتعاد الثلاثي يوفنتوس وروما ونابولي في الصدارة، لكنه أصبح قريباً من ملامسة المشاركة في الدوري الأوروبي وخطف بطاقة من أندية اعتادت على المشاركة الأوروبية مثل الإنتر وميلان وفيورنتينا وتورينو. وشهد موسم أتالانتا تألق عدد من لاعبيه الذين قادوا الفريق نحو هذا المركز المتقدم في الدوري، وعلى رأسهم الهداف الأرجنتيني أليخاندرو جوميز الذي رفع رصيده إلى 14 هدف بعد ثلاثيته في مرمى جنوى الأسبوع الماضي، والنجم الإيفواري الشاب فرانك كيسي الذي أصبح محط اهتمام مجموعة من نخبة الأندية في القارة الأوروبية.

الدوري الفرنسي
نيس ـ المركز الثالث
استمر نادي نيس في تحقيق النتائج الجيدة للموسم الثاني على التوالي في الدوري الفرنسي، حيث احتل في الموسم الماضي المركز الرابع ليضمن التأهل بشكل مباشر إلى الدوري الأوروبي، لكنه نجح في رفع درجة النجاح في الموسم الجاري مع مدربه الجديد السويسري لوسيان فافري ليبقى في دائرة الصراع على اللقب ويقترب من فرصة التأهل إلى دوري الأبطال، علماً أنّه رفع رصيده إلى 70 نقطة بعد فوزه الأخير على ليل، مقارنة بنقاطه الـ 63 التي حصدها في الموسم الماضي بأكمله. وسبق لنيس أن فاز بلقب الدوري الفرنسي 4 مرات، لكن لقبه الأخير يعود إلى العام 1959، كما أنّه لم يُتوّج بأي لقب رسمي منذ فوزه بكأس فرنسا قبل 20 سنة. ويتصدر نيس قائمة أقل الأندية تعرضاً للخسارة في الدوريات الأوروبية الكبرى في الموسم الجاري مع ريال مدريد وبايرن ميونيخ، كما أنّه كشف عن سلاح هجومي مميز مع ثنائية الإيطالية ماريو بالوتيللي (13 هدفا) والفرنسي الحسن بليا (11 هدفا).


الدوري التركي
إسطنبول باشاكشيهير ـ المركز الثاني
اعتادت الملاعب التركية على التنافس الدائم بين أندية غلطة سراي وبيشيكتاش وفنربخشة في كل موسم، وهي الأندية التي حصدت لقب الدوري 29 مرة في المواسم الـ 30 الأخيرة، ومن المتوقع أن يتكرر السيناريو نفسه في الموسم الجاري مع نادي بيشيكتاش الذي اقترب من الحفاظ علـى لقبــه، لكن الوسائل الإعلامية التركية ألقت الكثير مـن الضوء على نـــادي إسطنبول باشـــاكشـــيهير الذي يلعـــب دور الحصـــان الأسود مع احتلاله للمركز الثاني، متفوقاً على العملاقـــين غلطة سراي وفنربخشة. وتأسس هذا النادي عام 1990 قبل أن يغير اسمه إلى إسطنبول باشاكشيهير عام 2014، وهو ما زال يمني النفس بالفوز بأول لقب في تاريخه منذ تأسيسه. ويُعتبر مارسيو موسورو اللاعب البرازيلي ومحترف النادي الأهلي السابق النجم الأول للفريق، فهو شارك أساسياً في جميع مباريات الفريق منذ انطلاق الموسم الجاري، كما أنّه يحتل المركز الثاني في قائمة هدافي فريق العاصمة برصيد 5 أهداف.
وتعاقد النادي في الميركاتو الشتوي الماضي مع التوجولي إيمانويل أديبايور مهاجم توتنهام وريال مدريد السابق ، والذي سجل هدفين في مشاركاته الـ4 الأولى في الدوري التركي.


الدوري الروماني
فيتورول ـ المركز الأول
حقق نادي فيتورول مفاجأة من العيار الثقيل عندما أنهى القسم الأول من الدوري الروماني وهو في الصدارة، متفوقاً على نادي ستيوا بوخارست العريق بفارق 4 نقاط قبل الدخول إلى القسم الثاني الذي يتنافس فيه 6 أندية في دوري مصغر لتحديد هوية البطل. ويتشارك فيتورول حالياً الصدارة مع ستيوا بوخارست قبل 6 جولات من نهاية الموسم، وهو يتطلع لتحقيق لقبه الرسمي الأول في تاريخه القصير. وتأسس نادي فيتورول قبل 8 سنوات على يد النجم الأسطوري الروماني جورجي هاجي، والذي يُعتبر حالياً مالك النادي ورئيسه، كما أنّه عيّن نفسه مديراً فنياً للفريق منذ العام 2014. ويعوّل هاجي على مجموعة من اللاعبين المحليين في طريقه نحو تحقيق حلم الفوز بالدوري، وعلى رأسهم لاعب الوسط أوريليان شيتو الذي سجل 11 هدفاً في الموسم الجاري، علماً أن قائمة لاعبي فيتورول لا تضم أي لاعب من خارج رومانيا. ويحقق فيتورول هذه النجاحات على ملعبٍ لا يتسع لأكثر من 4500 متفرج، مقارنة بملعب ستيوا بوخارست الذي تصل سعته إلى قرابة 56 ألف متفرج.