|


تركي السديري ستبقى في الذاكرة

محمد الوعيل 2017.05.15 | 05:25 am

عندما أتحدث عن ملك الصحافة، الأستاذ الكبير تركي السديري، كما أطلق عليه الملك عبد الله بن عبد العزيز ـ رحمه الله ـ.. فإني أسجل هنا اعتزازي بهذا الرجل، الذي ولد عاشقًا للحرف والكتابة، منذ أن كان في الغاط، تلك المدينة التي ولد فيها..

تركي السديري والوطن يفقده اليوم، يكون بذلك فقد واحدًا من أبنائه المخلصين لدينهم ووطنهم ومليكهم.. كان المرحوم قريباً لصناع القرار في المملكة.. وكان أستاذاً بما تعنيه الكلمة في الصحافة.. وقد عايشت هذا الرجل منذ أربعين عاماً، وعرفت فيه تلك الخصال الجميلة، التي فرضت اسمه على الجميع، الصديق وصاحب مهنة محترم يجيد لعبة المقاييس المهنية..

ولعلنا هنا نتذكر أيضًا مشواره المثير والخلاق في اتحاد الصحافة الخليجية عند مراحل التأسيس.. وأيضًا هيئة الصحفيين السعوديين عند نقطة البدء.. لقد بذل هذا الرجل ـ رحمة الله عليه ـ.. وللتاريخ جهودًا مثيرة في هذين المرفقين، حتى تحقق لأبناء المهنة الصحفية جزء مما كانوا يحلمون به.

بقي أن أقول إن الكتابة عن فقيد الصحافة العربية الأستاذ تركي السديري، ربما لا يكفي أن تكون في مقال واحد، ولكنها تحتاج إلى سلسلة من المقالات؛ ففي حياة الفقيد جوانب تستحق التوقف والتأمل.. إلى جانب ثابت لهم ربما يجهله الكثيرون؛ فالسديري كان شاعرًا نبطيًّا متميزًا، وكان مؤلفًا روائيًّا رائعًا.. إلى جانب قدرته في كتابة المقالة..

جانب آخر يجب أن يذكر، ذلك المنحى الإنساني في حياة ذلك الإنسان تركي السديري، وحبه مساعدة الآخرين منذ كان يعطي باليمين دون أن تعلم اليسار.

رحم الله أبا عبد الله.. فقد كنت رائعًا في أخلاقك وتعاملك ومواقفك.. رحم الله أبا عبد الله.