انتظروا النهاية المثالية أمام الأهلي
شغل الهلاليين طـــوال الفتـــرة الماضية بمصيره مع النادي الأزرق، كان قريبـــاً من مغــادرة نـــادي العاصمـــة إلـى محطــة خليجيــة في مطلع الموسم الجاري.
يغضب منه عشاق الهلال لحظة، ليعود ويرضيهم أبد الدهر.. يتخلى عنه بعضهم، ولكنه يبقى الرقم الصعب في خارطة أفكار المدربين على جميع الأصعدة.
سلمان الفرج النجم الهلالي الدولي يتحدث في حواره مع "الرياضية" عن أدق التفاصيل فـــي مسيرتـــه الزرقاء، ويروي حكايـات شيقـــة من مشاهد الأفراح الهلاليــة التي لا تتوقف.
سلمان الفرج أو في رواية أخرى "فرج الهلال" يبوح هنا بكل شيء قبل ساعات من المواجهة الكبيرة بين الهلال بطل الدوري، والأهلي حامل اللقب في نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين اليوم على ملعب مدينة الملك عبدالله الرياضية بجدة.
الفرج اعتبر حصد البطولة اليوم أمام الأهلي، دافعاً كبيراً ومهماً لتجاوز الاستقلال الإيراني في دور الستة عشر لدوري أبطال آسيا.
ـ ينتظركم لقاء مهم مساء اليوم أمام الأهلي في نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين، كيف ترى هذه المناسبة الغالية واللقاء المنتظر؟
أعتقد أن جميع الهلاليين متشوقون لهذا اللقاء وفخورون جداً بالوصول لهذا النهائي الذي يكفينا فيه شرف السلام على خادم الحرمين الشريفين، وبالتأكيد أيضاً أننا سنخوض لقاءً مهماً وصعباً جداً أمام فريق قوي ومنافس نكن له كل التقدير والاحترام، فالموسمان الماضي والحالي شهدا تنافساً مثيراً بيننا وبين أشقائنا في الأهلي من خلال المنافسة على أكثر من بطولة، وبالتأكيد أننا استكملنا جاهزيتنا لهذا اللقاء وسنسعى بكل قوة لتحقيق الفوز والتتويج بهذا اللقب الغالي واختتام المنافسات المحلية بشكل مثالي وناجح لهذا الموسم، كما أن الفوز باللقب يمنحنا دافعاً كبيراً جداً لمواصلة تحقيق النتائج الإيجابية وبذل كل ما لدينا في مباراتي دور الستة عشر من بطولة دوري أبطال آسيا أمام استقلال خوزستان الإيراني من أجل التأهل إلى دور الثمانية من البطولة في ختام استحقاقاتنا لهذا الموسم.
ـ تفوق الهلال هذا الموسم بشكل واضح في الدوري الذي حسمه قبل نهايته بجولتين، ما هو السر في ذلك؟
سعيد جداً بما حققناه من نتائج هذا الموسم خاصة في منافسات الدوري، فأعتقد أن السر يعود إلى العمل التكاملي بين جميع منظومة العمل بالنادي من إدارة وجهاز فني ولاعبين ودعم شرفي وجماهيري، بالإضافة إلى روح الأسرة الواحدة داخل الفريق والإصرار الكبير من قبل بداية الموسم على ألا نفرط بلقب الدوري بأي حال من الأحوال، ورغم الظروف التي واجهتنا سواء من تغيير مدرب أو إصابات متلاحقة أو تداخل مسابقات إلا أننا لم نتأثر وقاتلنا حتى النهاية من أجل تحقيق هذا الهدف الذي رسمناه منذ فترة الإعداد وقطفنا ثمرته بنجاح، ولقب الدوري هذا العام كان له طعم مختلف نظراً لغيابنا خمسة مواسم عن تحقيقه ونحمد الله على توفيقه لنا.
ـ أفهم من حديثك أن هدفكم الرئيسي كان تحقيق لقب الدوري فقط؟
لا أبداً، من دون أن نحدد أهداف الجميع يعرف أن الهلال فريق عود الجميع على أنه منافس على كل البطولات ومطالب لتحقيق أي بطولة يخوضها، فبالتأكيد أن الدوري كان هدفاً مهماً خاصة أن هذا اللقب غاب عنا خمسة مواسم ولكننا سنسعى أيضاً لتحقيق بقية البطولات والأهداف، ونبحث عن موسم استثنائي بعد أن أسعدنا الجماهير بلقب الدوري إذ نتمنى الاستمرار في إسعادها بكأس خادم الحرمين الشريفين والتأهل إلى دور الثمانية من بطولة دوري أبطال آسيا.
ـ هل تتفق مع من يقول إن الدوري هذا الموسم كان سهلاً على الهلال؟
بالعكس اختلف وبقوة، من وجهة نظري أنه كان دوري صعباً جداً لأن المنافسة هذا الموسم حتى المنعطفات الأخيرة كانت بين أربعة فرق على عكس المواسم الماضية.
ـ صادف هذا الموسم ملف تجديد عقدك الذي انتهى بنجاح، لماذا تأخر توقيع تجديد العقد خاصة أنه لم يتم إلا بعد أن دخلت الفترة الحرة التي تتيح لك التوقيع لأي نادٍ بأكثر من ثلاثة أشهر تقريباً؟
أحمد الله على إنهاء التوقيع وتحقيق رغبتي الشخصية بالاستمرار في صفوف الهلال، التأخير لم يكن لأي اختلافات وأنا كنت واضحاً جداً ومنحت الإدارة كلمة رجل بالموافقة على العرض ولم أناقش بعدها أي عرض والنادي كان واثقاً من موقفي وكلمتي رغم دخولي فترة الأشهر الستة الأخيرة الحرة، والأهم أن التوقيع تم بنجاح ورضا الأطراف كافة.
ـ ماذا عن عرض الجزيرة الإماراتي المغري الذي وصل لإدارة الهلال ووكيل أعمالك وبلغ أكثر من 12 مليون ريال في الموسم للاعب، وما تردد أيضاً عن وجود عروض من أندية محلية وخليجية مثل عرض الأهلي الإماراتي الذي تفوق عرض الهلال بأكثر من مليونين، هل أنت من رفضها أم المفاوضات تعثرت مع النادي؟
بالنسبة إلى عرض الجزيرة الإماراتي الرسمي فقد وصل لإدارة النادي وأبلغوني به وكان ردي واضحاً في ذلك الوقت أن الأولوية بالنسبة لي هي في البقاء والاستمرار في صفوف الهلال رغم أن المقابل المادي كان كبيراً، ولا أعرف تفاصيل ما حدث بين الناديين في مفاوضاتهما، وبالنسبة إلى بقية العروض من أندية أخرى بالفعل كان هناك أكثر من عرض شفهي بعد دخولي الفترة الحرة ويعرفها النادي ولم أناقشها أصلاً لرغبتي كما ذكرت لك في البقاء بالهلال بغض النظر عن أسماء الأندية والمبالغ المدفوعة.
ـ ألم تتأثر في تلك الفترة من ظهور أنباء هذه العروض والمفاوضات وأخبار تجديد العقد في الإعلام خاصة على أدائك في الملعب؟
أكذب عليك إذا قلت لك إنها لا تؤثر أو تساهم في تشتيت ذهن اللاعب الذي يكون تفكيره في مستقبله وتجديد عقده، خاصة أن التركيز في تلك الفترة كان أكبر على موضوعي وفي كل فترة تظهر أخبار وأنباء عن وجود عروض محلية وخارجية مما يزيد من حجم الاستفسارات والأسئلة التي تؤثر في تركيزك، ولكن وجود وكيل أعمالي معي ساهم في تخفيف الضغط علي للدور الذي بذلوه في أن يتولوا هذه المواضيع وأتفرغ لواجبي في الملعب، بالإضافة إلى وقفة الجهازين الفني والإداري وزملائي اللاعبين معي داخل الفريق كروح واحدة وفريق واحد كل شخص فيه يسند الآخر.
ـ تحولك من مركز المحور إلى الوسط الأيسر هذا الموسم هل خفف الضغط عليك وساهم في تقليل الأخطاء ومنحك فرصة للتألق بشكل أكبر؟
لم أتحول بشكل كامل إلى مركز محدد في الوسط، هذا الموسم لعبت في المحور ولعبت في الوسط الأيسر ولعبت في الظهير الأيسر في مباراتين أو ثلاث تقريباً، بالنسبة لي مستعد للعب في أي مركز يراه المدرب في حال حدوث أي ظروف سواء إصابات أو إيقافات، والأخطاء لا أعتقد أنها مرتبطة بمركز معين وتحدث حسب ظروف المباراة ومن أي لاعب، بالنسبة لي أسعى دائماً لخدمة الفريق وتقديم كل ما لدي مع زملائي اللاعبين من أجل المساهمة في تحقيق النتائج الإيجابية.
ـ من هو اللاعب الذي تجد بينك وبينه تناغماً خاصاً وترتاح له إلى جانبك في خط الوسط؟
عبدالله عطيف، وفي فترات سابقة كنت أفضل أكثر من لاعب أبرزهم عمر الغامدي وعبداللطيف الغنام.
ـ بحكم أنك أحد لاعبي المنتخب السعودي، كيف ترى مشوار الأخضر في مجموعته الحالية بتصفيات التأهل إلى مونديال كأس العالم 2018م في الفترة الماضية، وما تبقى له من مواجهات مقبلة؟
أعتقد أن الأخضر يسير بشكل ممتاز في التصفيات حتى الآن، ونحن جميعاً كلاعبين لدينا الرغبة والحماس والإصرار نحو التأهل إلى مونديال كأس العالم، وأمامنا حالياً مباراة مهمة جداً وهي مباراة منتخب أستراليا التي أعتبرها أهم مباراة في الفترة الحالية وسنذهب إلى هناك من أجل تحقيق الفوز الذي نتمنى تحقيقه أو على الأقل الخروج بالتعادل، وبعد تجاوز عقبة أستراليا سنفكر بعدها في مباراتي الإمارات واليابان اللتين أرى أنهما أسهل من لقاء أستراليا الذي نخوضه خارج الأرض، على عكس مباراة اليابان على أرضنا وبين جماهيرنا، وأنا متفائل بإذن الله أننا سنحقق النتائج الإيجابية في مبارياتنا المتبقية من التصفيات نحو التأهل إلى كأس العالم، ويكون لنا وجود في روسيا 2018م.
أخيراً، ماهي رسالتك لجماهير الهلال؟
أود أن أشكرهم على وقفاتهم الدائمة مع الفريق ودعمهم الذي لا يمكن وصفه، أعتقد أنهم سندنا بعد الله دائماً بمؤازرتهم ووقوفهم معنا في كل مكان داخل المملكة وخارجها، ومن يقف خلفه مثل هذا الجمهور يحق له أن يفتخر ويقدم كل ما يملك من أجل إسعاده، أتمنى أن يواصلوا دعمهم لنا ونرى وجودهم الكبير والمؤثر كعادتهم في المدرجات مساء اليوم في لقاء الأهلي على نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين، ولن ندخر جهداً في أن نبذل كل ما بوسعنا من أجل السعي لتحقيق اللقب وإسعادهم بإذن الله.
أتعتقد أن المجموعة الحالية قادرة على تحقيق لقب بطولة دوري أبطال آسيا؟
نعم، فالفريق الحالي لا ينقصه شيء سوى توفيق الله لتحقيق هذا اللقب، مع التركيز بشكل أكبر من أجل تحقيقها وإسعاد جماهيرنا الغالية.
بعد نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين تنتظركم مهمة قارية في دور الـ16 من بطولة آسيا أمام استقلال خوزستان الإيراني، كيف ترى هاتين المواجهتين ذهاباً وإياباً؟
تركيزنا حالياً منصب على نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين، وبعد الانتهاء منه سنفتح ملف هذه المهمة التي أعتقد أنها منعطف صعب وأخير في الموسم، فنحن قادرون بإذن الله على تجاوزه بنجاح وسنسعى لتحقيق ذلك بقوة.
هل تتفق أن تخمة النجوم في وسط الهلال تساهم في رفع أداء اللاعب والحرص على مركزه نظراً للتنافس الكبير على "الخانة"؟
بلا شك، حينما يمتلك الفريق لاعبين على مستوى عالٍ يكون هناك تنافس شريف ويجبرك ذلك على أن تقدم كل ما لديك حتى لا تذهب الفرصة إلى غيرك، كما أن هذا الأمر جعل للهلال ميزة خاصة هذا الموسم وهي أنه لا يقف على لاعب واحد ولديه البديل الجاهز في حال إصابة أو إيقاف أي لاعب، كما أنه يعتمد على أحد عشر لاعباً داخل الملعب وليس لاعباً واحداً فقط.
الضغط الإعلامي والجماهيري المصاحب للهلال دائماً.. هل يؤثر فيك وكيف تتعامل معه
طالما أنك تلعب في فريق كبير كالهلال من الطبيعي أن تتعرض للضغط، ويجب على اللاعب ألا يتأثر بذلك سلباً، بالنسبة لي جل تركيزي أضعه على الملعب وماذا سأقدم لخدمة الفريق دون النظر إلى أي شيء آخر يحدث خارجه.
