|


بعد الهدف الثالث.. جماهير الهلال شجعتنا

جدة ـ عبدالغني الشريف 2017.05.18 | 06:41 am

وصف فهد عيد، نائب رئيس النادي الأهلي، تحقيق الفريق الأول لكرة القدم في النادي لكأس الملك عام 1977 أمام الهلال بالذكري الجميلة لديه، مبينا أنه كان أحد اللاعبين المشاركين في تحقيق ذلك اللقب، وهي أو بطولة له مع الفريق الأول، حيث كان يلعب ظهيراً أيمناً وإنه دائما يتذكر تلك المباراة، ولايمكن أن ينساها بحكم أنها ذكرى جميلة في تاريخه الكروي مع الأهلي.
وقال:"كنت أنا ووحيد جوهر وطارق كيال نلعب في وقت واحد مع الناشئين والشباب والفريق الأول، وكنا نلعب ثلاث مباريات في الأسبوع، وأتذكر أن المدرب البرازيلي ديدي مع أول حضور له طلب إشراكي مع الفريق الأول، وكنت سعيدا وأنا ألعب إلى جوار قامات كبيرة، أمثال الدكتور عبدالرزاق أبوداود وأحمد عيد وإدريس آدم وأحمد الصغير وأمين دابو، بطولة كأس الملك أمام الهلال 1977، كانت فاتحة خير لي لأننا حققنا بعدها كأس الملك ثلاث مرات متتالية أمام الهلال والرياض والاتحاد، ولقب بطولة الدوري، وهذه كانت فترة ذهبية في تاريخ الأهلي وتاريخي أنا لاعباً.

توجيهات أبوداود
وأضاف: "قبل توجهنا إلى الرياض للعب النهائي أمام الهلال كنت مرتبكا بحكم أنه أول نهائي بالنسبة لي، ووقتها كان هجوم الهلال قويا بوجود سلطان بن نصيب وتميم سلطان والفودة، وقبل المباراة جلس معي الدكتور عبدالرزاق أبوداود وكان يوجهني بخبرته، وقال لي العب بثقة ولاتخاف وأغلق مركزك وأنا سأقوم بتغطيتك ومساندتك، وكان تميم سلطان مهاجماً سريعاً ويلعب في جهتي، وبتوفيق من الله وتوجيهات الدكتور عبدالرزاق أبوداود ومساندته أوقفت خطورته، وكنت حريصاً أن لا أسمح له بالمراوغة لأن الجمهور زمان كان يحب المهاجم المراوغ، وحتي لا تهتز تقثي في نفسي، وطلب مني الدكتور عبدالرزاق أبوداود أن لا أندفع ولا أستعجل في الهجوم، والحمدلله تفوقت في تلك المباراة ووجدت إشادة كبيرة من المدرب ديدي بعد نهاية المباراة.

ثمانية في غرفة
ويواصل فهد عيد الحديث عن تلك المباراة، فيقول: سافرنا إلى الرياض قبل المباراة بيوم، في ذلك الوقت كنا نسكن ثمانية لاعبين في غرفة واحــدة، عكس هذا الزمن، الذي يتمتع فيه اللاعب برفاهية عالية، ويسكن لوحده أو مع لاعب آخر في غرفـة واحدة، كنــا كلاعبين نتحـدث مــع بعضنا البعض وتجد الحب والود بيننا والكل على قلب رجل واحد، الأساسي أو البديل، وطبعا الدكتور عبدالرزاق أبوداود كان قائد الفريق وهو الأكثر خبرة مع أحمد عيد وكانا يوجهاننا بشكل دائم، ويمكن أصعب شيء واجهناه في الرياض الحر الشديد، لأن المباراة كانت تلعب العصر، والجو الجاف في الرياض كان يسبب لنا متاعباً، وأتذكر أن المدرب ديدي طلب منا أن نوزع جهدنا حتى لانشعر بالتعب، وفي تلك المباراة استهلكنا سوائل كثيرة.

تسديدات الثنائي
وتابع: الهلال كان فريقا قويا ولديه لاعبون أصحاب خبرة منهم: الحارس إبراهيم اليوسف وبشير الغول والفودة وتميم سلطان وسلطان بن نصيب وناجي عبدالمطلوب وسعد الحبشي ومرزوق سعد وفهودي، ووقتها كان الهلال حاملا للقب الدوري، وطبعا بحكم أن المباراة كانت في الرياض فــإن جمهـور الهــــلال كان الأكثر حضـورا، تقدم الهلال في الشـــــــوط الأول بهـــدف، وفي فــترة ما بين الشوطين وفي غرفة الملابس طالبنا الدكتور عبدالرزاق أبوداود بالقتالية، موضحا لنا أن الهدف يمكن تعويضه، وتحدث معنا المدرب ديدي وقال لنا المباراة من شوطين خسرنا شوطاً والأهم أن لانخسر الشوط الثاني، وطالبنا بالهــدوء وعدم الاستعجال، وطلب من أحمد الصغير "يرحمه الله" التقدم للأمام والتسديد القوي على المرمى، وكذلك طلب من إدريس آدم التسديد، وآخر كلام المدرب ديدي لنا قبل العودة إلى الملعب قال:"لابد أن تعملوا على التسجيل والتعديل بشكل مبكر، وأهم شيء عدم الاستعجال، وبالفعل مع وصول الملك خالد "يرحمه الله" سجل أحمد الصغير هدف التعادل، وبعدها جاء الهدف الثاني، ولم أشعر أننا حققنا الفوز بالكأس إلا بعد تسجيل الهدف الثالث وإطلاق الحكم فهد الدهمش "يرحمه الله" صافـــرة النهاية، ووقتها كانت فرحتنا أنا ووحيد جوهر وطارق كيال كبيرة لأنها أول بطولة لنا مع الفريــق الأول، وكانت سعادتي كبيرة بصعود منصة التتويج والسلام على الملك خالد "الله يرحمه".

استقبال تاريخي
ويحكي عيد المزيد من التفاصيل عن ذلك النهائي ويوضح: في تلك المباراة تألق حارس الهلال إبراهيم اليوسف بشكل غير عادي، ويمكن تكون أجمل مباراة في تاريخه لأنه تصدى لتسديدات عديدة من إدريس آدم ، والمدرب ديدي نجح في أن يعطي اللاعبين وصفة التسديد لأن أحمد الصغير "يرحمــه الله" سجل هدفين من التسديد، وهدف ثالث من سعد الحربي، لكن بصراحة إبراهيم اليوسف تألق بشكل كبير وأنقد الهلال من هزيمة كبيرة.
وزاد: بعد نهاية المباراة احتفلنا بالفوز وحظينــــا بالتصفيق من جمهور الهلال، وزمان الجمهور كان عادياً يتقبل الخسارة بروح رياضية دون انفعالات مثل ما يحدث حاليا، توجهنا مباشرة إلى المطار ومنه إلى جدة، وكان معنا الأمير خالد بن عبدالله، ووصلنا جدة مساء وكان المطار القديم قريباً من مقر النادي في الكندرة، وأول مانزلنا من سلم الطائرة كانت ســـاحة المطار ممتلئة عن آخرها بالجمهور الأهــــلاوي، وصعدنا الحافلة بصعوبة، ورغم أن المسافة من المطار القديم لمقر النادي كمـا قلت قريبة، إلا أننــا أخذنا وقتاً طويلاً في السكة بسبب الحشود الجماهيرية التي استقبلتنا في المطار، وصلنا مقر النادي وصعدنا إلى البلكونة لتحية الجماهير، وكان استقبالاً أسطورياً بصراحة، بعد ذلك ذهبت إلى البيت واستقبلتني الوالدة بالفرح وأهديتها الميدالية، لأن الوالدة كانت أهلاوية والوالد كان اتحادياً، لكنه كان يفرح لي بأي بطولة.

المكافأة 60 ألفا
وعن مكافأة الفوز التي تسلمها اللاعبون قال عيد: استلمنا مكافأه الكأس بعد أيام من وصولنا جدة، والأمير خالد بن عبدالله كان رجلاً منظماً في كل شيء، وحصل كل لاعب على مبلغ 60 ألف ريال بما فيها مكافأه النادي والأمراء، وبالنسبة لي كانت مكافأة كبيرة جدا، وكنت سعيداً بتحقيق الكأس والمكافأة أيضا.
وكشف عيد سرا عجيبا في رده على سؤال "الرياضية" حول كيف سيتابع نهائي اليوم بين فريقه والهلال، مؤكدا أنه منذ أن اعتزل الكرة لم يشاهد أي مباراة نهائية للأهلي، وقال: ربما لن تصدق أنني منذ أن اعتزلت اللعب وأنا لا أشاهد أي مباراة نهائية يلعبها الأهلي، المباراة الوحيدة التي حضرتها في الملعب وتابعتها وبصعوبة كانت مباراتنا في نهائي كأس ولي العهد قبل عامين أمام الهلال، والتي حققنا فيها الكأس واستلمت الكأس من الأمير مقرن بن عبدالعزيز عندما كان وليا للعهد، أما غيرها فلم يحدث أن تابعت أي نهائي لأنني أستطيع ذلك، وفي وقت المباراة تعودت أن أخرج بالسيارة خارج جدة أو أذهب إلى السوق لشراء الأغراض وأطلب من أحد الأخوان إذا فاز الأهلي أن يتصل بي مع نهاية المباراة حتى أتجه إلى النادي، لأنني بصراحة لا أستطيع أن أشاهد أي نهائي يلعبه الأهلي، وحتى المباراة المقبلة لن أشاهدها، وسأعمل على اتباع نفس أسلوبي في التمشــية وإضاعة الوقت في الشــوارع أو الأســــواق حتــى تصلني النتيجــة، وإن شاء الله تكون فوز الأهلـــي ووقتها سأتجه مباشــرة إلى النادي للاحتفال مع الجماهير واللاعبين.

فقدت الذاكرة
وعن أبرز المواقف التي يتذكرها خلال مشواره مع الأهلي قال: في إحدى مباريات الدوري كنا نلعب في ملعب الصبان أمام فريق أحد، وكانت هناك كرة مشتركة داخل منطقة الجزاء، واصطدمت بالرأس مع أحمد عيد وفقدنا الاثنان الوعي، ومع ذلك أكملنا المباراة.
وأضاف: بعد نهاية المباراة ونحن في الحافلة جاء أحمد عيد وسألني كم انتهت المباراة، ومين فاز؟، قلت له والله لا أعرف لأننا كنا فقدنا الذاكرة بشكل مؤقت بسبب الاصطدام وكان موقفاً مضحكاً أتذكره دائما كلما أقابل أحمد عيد.