|


أربعة مدربين يرسمون خارطة الطريق

الدمام ـ خالد الشايع 2017.05.22 | 05:54 am

تتجه أنظار محبي الكرة السعودية صوب كوريا الجنوبية، لمعرفة ماذا سيقدم المنتخب السـعودي للشــباب اليوم في كأس العالم، فالأخضر الشاب الذي سيواجه كلاً من الإكوادور، والولايات المتحدة، والسنغال سيكون مطالباً بأن يعيد هيبة الكرة السعودية التي أضاعها الغياب عن مونديال الكبار في النسختين الماضيتين منه، بيد أن تحقيق ذلك لن يكون سهلاً، وسيكون على الوطني سعد الشهري، مدرب المنتخب أن يضع خطة دقيقة لتحقيق ذلك، "الرياضيــة" استـعانت بأربعة مدربـين وطنييـــن لمساعدة الشهري، وقدموا له بعــض النصائح التي يمكن أن تســــاعده في مهمته المقبلة، فيما يلي نصائح المدربين محمـد الخراشـــي، وعبدالعزيز الخالــد، وإبراهيم العاصمي، وتركي السلطان.

يؤكــد محـمـــد الخــراشـي، كبـيـر المدربين السعوديين، والذي قاد المنتخب السعودي إلى نهائيات كأس العالـــم ١٩٩٤ للكبــار، وقاده في المبـاراة الأخيرة في مونديـال ١٩٩٨، أن أهم خطوة يجب أن يقوم بها الشهري، هي ألا يبالـــغ في الطموح بشكل يزيد من الضغط على اللاعبين، ويتسبب في توترهم قبل بدء المباراة، ويقول لـ"الرياضية": "أهم ما يجب أن يحدث في المنتخــب السـعودي للشباب هو ألا يكون طموحنا أكبـر من قدراتنـا، وأن نفكــر أولاً في الأداء الجيد والظهور بالمستوى المشرف، ويجب ألا يكون لفترة الإعداد أي تأثير سلبي على المنتخب، لأنهم لعبوا مباريات قوية خلال فترة إعداد قصيرة نسبياً، يجب أن نعرف هذا الأمر"، ويضيف: "على الوطني سعد الشهري مدرب المنتخب، أن يكون متوازناً وألا يندفع، فاللاعبون يجب أن يستعيدوا ثقتهم في أنفسهم، وبإذن الله الطموح والآمال كبيرة جدا، وفي حال استثمار موهبة لاعبينا مع التوازن والعقلانية، والروح والطموح سيقدمون مستوى مميزا كما تعودنا منهم".
ويشـدد الخراشي على أن مجموعة الأخضــــر قوية ولا يمكن الاستهانة بها، ويقول: "مجموعتنا قوية ومع منتخبات متمرسة، ويجـــب أن يأخذ اللاعبون ثقتهم في أنفســهم بشكل تدريجي، لأن رهبــة المونديال تختلف عن أي بطولــة أخرى"، مستبعدا أن يتأثـــر اللاعبون بأي شيء، فطموحهم أكبر من أي شيء آخر، ويتابع: "كل لاعب هدفه أن يتميز وأن يقدم مستويات عالية، فحلم أي لاعب أن يكــون موجودا في كأس العالــــم، ومعظم نجوم المنتخب السعودي الأول حاليا هم من اللاعبين الذين كانوا في كأس العالم للشباب الماضية".

عنوان الواقعية
يعتقد عبدالعزيز الخالد، المدرب الوطني الذي قاد عدة منتخبات سعودية، أن الواقعية يجب أن تغلب طموح لاعبي المنتخب، ويقول لـ"الرياضية": "في أي محفل دولي مثل هذا، لابد أن يكون عنوان الأمر فيه الواقعية في الأداء، فنحـن نلعـب أمام منتخبات كبيرة، مستواها الفني عالي جدا، فبالتالي لابد أن نكون واقعيين ونهتم بالتركيز، وأن نقدم العرض الجيد، ففي المنتخبات السنية لا يهم كثيراً النتائج، المهم هو أن يقدم اللاعبون مستـوى جيــدا وأن يستفيدوا من التجربة، فهـم نــواة المنتخب الســــعـودي الأول، وسـيفيــدون الكـرة السعودية مستقبلاً، فهذه التجربة مفيدة لهم، ولابد من دراستها بشكل جيد من خلال طريقة التنظيم أو الإعداد، وأن يكون لدينا اهتمام بكل هذه الأمور". ويشير الخالد إلى أن الفوز مهم، ولكن هناك أمور مهمة أيضا يجب أن يركز عليها القائمون على المنتخب سواء في الإعداد أو في المباريات، لنستفيد من المنتخبات القوية التي سنواجهها، ويضيف: "عدم استقرار المنتخب السعودي هو عنوان للمنتخبات السنية في السعودية، شاهدنا كيف تم تغيير المنتخب الذي كان يشرف عليه بندر الجعيثن، فحتى المدرب واللاعبين تم تغييرهم بلا سبب، هذا الأمر ليس جديدا ونحن دائما نطالب بالاستقرار، وأن يعمل الجميع بثقة واستقرار وفق برنامج واضح". ويشدد الخالد على أنه لم يكن هناك داع للتغييرات الإدارية التي قام بها اتحاد الكرة أو تقلص مكافآت اللاعبين لأن مثل هذه الأمور سيكون لها تأثير سلبي مع الفريق، التغيير المستمر في الخطط يربك اللاعبين، ويتابع: "للأسف من يخطط فينا للمنتخب السعودي ليسوا من المطبخ الفني السعودي، فهم لا يعلمون الأمور الدقيقة للرياضة السعودية".

التوازن أولاً
أيضا يؤكد إبراهيم العاصمي، مدرب نادي جرش أن أهم ما يجب أن يتم الانتباه له، أن يكون المنتخب متوازناً، وأن يتم إبعاد اللاعبين عن الضغوط النفسية، وعدم مطالبة اللاعبين بالنتائج من أول مباراة، ويقول لـ"الرياضية": "صحيـح أن النتائج مهمة ومطلوبة، ولكن يجب أن يكون التركيز أولاً على تقديم مستوى جيد، ومن ثم تأتي معه النتائج، فإذا كانوا سيضــغـطون علـى اللاعبـين بالمطالبة بالفوز من المباراة الأولى سيخفقون"، ويضيف: "نملك الإمكانيــات الجيدة، والمـدرب الجيد، ولكن الأهم هو أن يتخلص اللاعبون من الضغوط النفسية، لأن هذه الضغوط لو تراكمت ستكون عائقاً أمام اللاعبين للتألق"، ويشدد العاصمي على أنه لا يعتقد أن هناك ما يمكن أن يؤثر على اللاعبين معنوياً، ويتابع: "اللاعبون يعلمون أن المشاركة في كأس العالم هي تمثيل للوطن، وهي أكبر من أي مكافأة يمكن أن يحصل عليها اللاعبون".

نريد نتائج
يخالف تركي السلطان، المدرب والمحلل الرياضي الآراء التي تركز على تقديم مستوى مشرف، ويؤكد على أنه حان الوقت للبحث عن نتائج جيدة أيضا، ويقول لـ"الرياضية": "مللنا من الحديث عن تقديم مستوى مشرف، إلى متى يكون هدفنا ألا نخسر بنتائج كبيرة، وأن نلعب جيدا، يفترض أننا تجاوزنا هذه المرحلة، وأن يكون هدفنا الآن في البطولة المقبلة أن نحقق نتائج جيدة، وأن ننافس على الأدوار المتقدمة، فمن غير المعقول في كل كأس عالم نتأهل لها أن هدفنا تقديم مستوى جيد، نحن لدينا مواهب ولاعبون جيدون، وبالتالي يجب أن نبدأ في التفكير في تحقيق نتائج وبلوغ الدور الثاني، لا يجب أن يكون طموحنا محدوداً، فالمستوى الجيد جزء مما تريد من المشاركة، ولكن لا يجب أن يكون هدفاً لنا"، ويشدد السلطان على أنه لا يجب أن يدخل اللاعبون البطولة وطموحهم أن يخسروا بشرف، ويضيف: "هذا غير صحيح، فمنتخبنا يضم عناصر جيدة، وبلغ نهائي كأس آسيا وخسر بركلات الترجيح"، ويتابع بتفصيل أكبر: "لا نريد أن نبالغ ونقول نفوز باللقب، بل على الأقل نبلغ الدور الثاني، ولا نحصر طموحنا في أن نخسر بهدف دون رد فقط، هذا غير مقبول". ويتوقع السلطان أن يتعامل الشهري مع مباريات المونديال كما تعامل مع مباريات كأس آسيا، لأنه من الصعب جدا أن يغير طريقته التي اعتمد عليها في كأس العالم للشباب بهذه السرعة، ويتابع: "المعسكرات والمباريات الودية لا تكفي لتغيير الطريقة، وخاصة أن اللاعبين هم ذاتهم الذين كانوا موجودين معه في البحرين، واستغل مبارياته الودية لتثبيت طريقة لعبه"، مشيرا إلى أن المباريات الودية ليست مقياساً للأداء، وخسارتها لا تعني أن المنتخب سيخسر مبارياته الرسمية، بل هي فرصة لاكتشاف الأخطاء وعلاجها، ويضيف: "كان على اتحاد الكرة أن يحافظ على استقرار المنتخب الإداري، وألا يجري تغييرات كبيرة بعد كأس آسيا، إلا لو كانت هناك أسباب قاهرة أو خلل إداري كبير وراء ابتعاد مدير المنتخب، فأعتقد أنه كان من الأولى أن يستمر، وخاصة أن أي منظومة عمل إذا كانت متجانسة مع بعضها البعض، التغيير قد يحدث بعض الفراغ".


أربعة مدربين يرسمون خارطة الطريق

أربعة مدربين يرسمون خارطة الطريق

أربعة مدربين يرسمون خارطة الطريق