|


خبراء أمريكيون وبريطانيون: عدم الاستقرار السياسي قد يعصف باستضافة قطر لكأس العالم

الفرنسية - الرياضية 2017.06.06 | 02:02 am

توقع خبراء في الشؤون الرياضية أن تؤدي الأزمة الدبلوماسية الحادة التي اندلعت الاثنين بين عواصم خليجية عدة والدوحة، إلى انعكاسات سلبية على استضافة قطر المرتقبة لكأس العالم 2022 في كرة القدم.

وأعلنت السعودية والامارات والبحرين، إضافة إلى مصر واليمن، قطع العلاقات الدبلوماسية مع قطر وطرد سفرائها وإغلاق المجال الجوي والحدود البرية والمنافذ البحرية معها، موجهة اليها تهم "دعم الارهاب" وزعزعة الاستقرار في المنطقة.

كما يتوقع أن تنعكس الخطوة على كأس الخليج العربي "خليجي 23" المقرر أن تستضيفها قطر في ديسمبر المقبل.

ويقول كريستيان أورليكسن، المحلل المتخصص بالشأن الخليجي في معهد بايكر التابع لجامعة رايس الأميركية، لوكالة فرانس برس أن ما حصل الاثنين "هو تصعيد هائل، أعتقد أنه سيكون له تأثير مهم في ما لو طال زمنه".

ونالت قطر في العام 2010 استضافة كأس العالم 2022، في خطوة مرتقبة لكونها المرة الأولى تقام البطولة الكروية الأبرز عالميا في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، على رغم أن فوز الملف القطري شابته اتهامات بالفساد ودفع الرشى.

وأبرزت قطر أن استضافة كأس العالم ستنعكس ايجابا على كامل منطقة الخليج، وليس فقط على الدولة إلا أن الأزمة الحادة المستجدة قد تلقي بظلالها على الموعد المرتقب، وإن كان يبعد خمسة أعوام.

ويرى أورليكسن أن "إحدى الأرضيات التي استندت عليها قطر (في ملف المونديال) كانت أنها إحدى أكثر الدول استقرارا" في المنطقة، لكن الأزمة الراهنة قد تدفع إلى طرح علامات استفهام حول الإستقرار السياسي ، والذي قد يؤثر سلباً على استضافة بطولة من هذا الحجم، علما أن دولاً عدة قد تكون مستعدة لاستضافة المونديال وان لم تحظ بفترة طويلة للتنظيم والتحضير.

ويقول أورليكسن "تدرك قطر أن ثمة بدائل، لذا ستبقى مترقبة".

وسبق أن طرح اسم الولايات المتحدة، التي خسرت أمام قطر في السباق إلى مونديال 2022، كبديل محتمل للاستضافة في حال لم تقم البطولة الكروية في قطر لأي سبب من الأسباب.

وأتى قطع العلاقات بعد نحو أسبوعين من زيارة قام بها الرئيس الاميركي دونالد ترامب الى السعودية، أعطت زخما للدور القيادي السعودي في الخليج، وشدد فيها خلال قمة جمعته مع زعماء دول اسلامية، على ضرورة توحد هذه الدول في مكافحة التطرف.

وفي بيان مقتضب تلقت وكالة فرانس برس نسخة منه، أكد الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) على انه "على تواصل دائم" مع لجنة المشاريع والارث، المسؤولة عن تنظيم كأس العالم في قطر.

وشدد على ان "أي تعليق إضافي لن يصدر في الوقت الراهن".

ويرى سايمون شادويك الأستاذ في جامعة سالفورد البريطانية أن الأزمة الدبلوماسية الراهنة "تطرح مسألة أساسية هي تقييم المخاطر والتخطيط للطوارىء" بالنسبة الى كأس العالم.

يضيف "كلما اقتربنا من سنة 2022، كلما أصبحت قطر مكشوفة أكثر. على صعيد السمعة والاحراج، هذه مسألة كبيرة لقطر".

ومنذ الصباح، انعكست الأزمة على الصعيد الرياضي، اذ أعلن نادي الأهلي السعودي فسخ عقد رعاية مع شركة الخطوط الجوية القطرية، وأورد النادي عبر تويتر "فسخ عقد الرعاية المبرم بينه وشركة الخطوط القطرية، وذلك اتباعاً لتوجهات حكومتنا الرشيدة".

وكان النادي الذي احتل المركز الثاني في بطولة السعودية هذا الموسم، وهو من الأبرز في المملكة والخليج، وقع في اكتوبر 2014 عقد رعاية مع الشركة يمتد ثلاث سنوات، تم الاعلان عن تجديده للمدة نفسها في الثامن من مايو الماضي.

ولم يعلق المسؤولون الكرويون الخليجيون على مصير "خليجي 23"، علما أن البطولة كان من المقرر أن تقام في الكويت، إلا أنها نقلت إلى قطر بعد الايقاف الذي فرضه الفيفا على الكويت عام 2015.

وتخوض قطر في استعدادات على قدم وساق تحضيراً لاستضافة كأس العالم، وسط ورشة ضخمة تنفق عليها أسبوعيا 500 مليون دولار، بحسب تصريحات سابقة لمسؤولين قطريين.

وكشفت الدوحة النقاب في مايو الماضي عن استاد خليفة الدولي، أول الملاعب المضيفة للمونديال، بعد إعادة تأهيله.

وللمناسبة، قال ناصر الخاطر مساعد الامين العام لشؤون البطولة في اللجنة المنظمة أن بلاده تتوقع قدوم 1,3 مليون مشجع، مشيراً إلى أنه "بالنظر إلى الموقع الجغرافي لقطر، سنرى أن غالبية المشجعين سيأتون من المنطقة، لاسيما من المملكة العربية السعودية".