|


حسين دفع ثمن مشاكل زوران

حوار - خالد الشايع 2017.06.12 | 08:13 am

دافع عبد الله الواكد، قائد المنتخب السعودي السابق، ولاعب أندية الشباب والأهلي والاتحاد والنصر، عن لاعبي الأخضر بعد الخسارة من أستراليا ضمن التصفيات الآسيوية المؤهلة لكأس العالم، مبينا أن المنتخب قدم مباراة كبيرة على الرغم من النقص والظروف التي كان يعاني منها، معتبراً أن الفرصة مازالت قوية للتأهل، ولا يجب القسوة على اللاعبين، ونسيان ما قدموه طوال الموسم الماضي.
الواكد تحدث في حواره مع "الرياضية" عن مشواره الرياضي السابق، وأهم المحطات التي مرت عليه لاعباً وإدارياً للمنتخبات السنية، وعن نظرته الفنية كمحلل رياضي حال للدوري السعودي، وللمشاكل التي تعاني منها الأندية، خاصة النصر مع حسين عبد الغني، فيما يلي التفاصيل:

ـ بعد خسارة الأخضر من أستراليا، هل بدأت فرص بلوغ كأس العالم ٢٠١٨، تتضاءل؟
ما زال الأمل موجودا، الحصول علي البطاقة المباشرة تعتمد على نتيجة اليابان مع العراق في طهران، المنتخب الياباني ليس هو المنتخب القوي الذي كنا نعرفه سابقا، كما أن نتائج البطولة غريبة، فالمنتخب السعودي خسر مباراتين ولديه ١٦ نقطة، وأستراليا لم تخسر ومع ذلك لديها ١٦ نقطة فقط، وكل شيء يمكن أن يحدث، فنحن يمكن أن نهزم اليابان على ملعبنا، خاصة بعد أن تم تحديد موعد المباراة في المساء.
ـ كيف شاهدت مستوى الأخضر أمام أستراليا؟
خســـرنا بأخطاء فرديــــة، واللاعبون قدموا مسـتوى جيدا، على الرغم من الظروف الصعبة التي كانــوا يعانون منهـا، كانوا مرهقين في نهايـــة الموسم، وصائمين، كما أن الإصابات كانت مؤثرة بغياب فهد المولد ونواف العابد وياسر الشهراني، ولكن على الرغم من كل ذلك كان المنتخـب الســعودي قادرا على أن يعود من أستراليا بنتيجة أفضل، لولا الأخطاء الفردية.
ـ هناك من انتقد المنتخب كثيرا وقسا عليه، مع أنه قدم مستوى جيدا؟
في الشوط الأول كان جيدا، أما في الثاني فتراجع مستواه، ولكن المنتخب كان يعاني كثيرا، سواء بالنقص أو الإرهاق والتعب، كما أننا كنا نلعب مع أستراليا في أستراليا، وعلى الرغم من كل هذا قدم الأخضر مباراة ممتازة، وكنا قادرون على التعادل كأقل تقدير.
ولو كان المولد والعابد موجودين لعرف مارفيك كيف يستفيد منهما في الشوط الثاني، واستغلال سرعتهما، ومع ذلك لو أن مارفيك أشرك عبدالفتاح عسيري والمؤشر باكراً لربما فعلا شيئا.
ـ هل يستحق بعض اللاعبين وخاصة ياسر المسيليم الهجوم الذي تعرضوا له بعد المباراة؟
لا يجب أن ننسى كل ما قدمه ياسر المسيليم طوال التصفيات خاصة أمام العراق وتايلاند، وما حدث خطأ وارد، ومثلا حارس فرنسا قبل يومين ارتكب ذات الخطأ، كما أن أرضية الملعب كانت سيئة، وشاهدنا لاعبي أستراليا أنفسهم عانوا منها، وكانوا يمررون خطأ ويقعون على الأرض.
إجمالا كان الانتقاد الذي تعرض له المنتخب غير واقعي، فنحن مازلنا الثاني في التصفيات، والمطلوب منا كلاعبين قدماء أو إعلاميين أن نقف مع المنتخب، ولو أننا خسرنا التأهل فمن حق الجميع الانتقاد دون تجريح، ولكن مازلنا في المنافسة، للأسف البعض كان يجرح في لاعبي المنتخب، ولا أعرف كيف ستكون ردة فعلهم لو تأهل المنتخب، هل سيعودون ويمدحونه، لا يجب أن ننسى كل ما قدمه اللاعبون بسبب مباراة واحدة، فقبل التصفيات لم يكن أحد يتوقع أن ينافس المنتخب بقوة وأن يصل لهذا المستوى.
ـ الأخضر ظهر مختلفاً مع مارفيك، هل السبب هو تطور أداء اللاعبين، أم هو أسلوب وتدريب مارفيك؟
بلا شك، مارفيك وظف اللاعبين بشكل مثالي، وغيّر كثيراً في أداء اللاعبين، وهو من له الفضل بعد الله في تطور أداء المنتخب، كنا نلعب مع أستراليا واليابان ونقدم مستويات جيدة، وما حدث من أخطاء هي فردية، وليست أخطاء مدرب، كما أنها لا تعكس مستوى اللاعبين أيضا، أيضا لا يجب أن ننسى أن المنتخب السعودي تأخر مرتين أمام أستراليا في أستراليا، ومع ذلك كان ينجح في العودة للمباراة في كل مرة، العودة للمباريات أمر بات يميز المنتخب، وحدث ذلك أمام العراق وأستراليا مرتين، هذه الميزة تحسب لمارفيك.
ـ لندع المنتخب قليلا، أين عبد الله الواكد حاليا؟
أنا ما زلت محللا لقنوات برو سبورت، ومتابعاً للشأن الرياضي السعودي.
ـ وكيف قيمت تجربتك مع إدارة المنتخبات؟
إدارة المنتخبات تعتمد على النتائج، والعناصر التي معك، أعتقد أنها كانت تجربة جيدة، ولكن مشكلة إدارة المنتخبات أنها تحتاج للاستمرارية، فالأخطاء واردة، وهي في نهاية المطاف، منظومة كاملة تشمل الجانب الفني واللاعبين.
ـ ألا تعتقد أنه من غير المنصف تقييم عمل الإدارة، بالنتائج التي لا علاقة له بها؟
بالتأكيد، عمل الإدارة مستقل عن الأمور الفنية، ولكن متى ما وجد الجهاز الفني المتميز ونجح سيشيدون بك، ولكن العمل في المنتخبات صعب، لأنك كإداري تغيب لفترات طويلة، وليس مثل الإدارة في الأندية المستمر في عمله ويكون أكثر قدرة على تصحيح أخطائه إن وجدت، كما أنه يتعامل مع مجموعة كبيرة من اللاعبين القادمين من بيئات إدارية مختلفة، وبعقليات مختلفة.
ـ عبد الله الواكد، من اللاعبين القلائل الذين لعبوا لكبار الأندية، بدءاً من الشباب ثم الأهلي والاتحاد والنصر، ما هي المحطة الأهم لك من بينها؟
بالتأكيد هي مرحلة البدايات مع الشباب، بغض النظر عمن يقول إنه ليست عليه ضغوطات، كانت الأجواء في نادي الشباب أكثر أريحية، وتشعر أنك في بيتك، أما عندما تخرج منه، فلابد أن تفرض وجودك، وأن تتعامل مع قضية الولاء، من وجهة نظري أن الاحتراف تجاوز هذه النقطة.
ـ وما هي المحطة التي لم توفق فيها؟
لم أوفق في بعض المحطات، إدارياً كان التعامل معي مثالياً في مكل مكان، ولكن فنياً كان الأمر مختلفاً، لأن لكل مدرب قناعاته الشخصية.
ـ ولكن مع النصر، لم تكن موفقاً بشكل كامل؟
كان هذا طبيعياً، لأنها كانت آخر مرحلة لي، والبعض كان ينظر لي على أنني كبير في السن، للأسف عندنا في ملاعبنا عندما تصل لمرحلة عمرية معينة، يبدأ الآخرون في التقليل منك، على سبيل المثال ياسر القحطاني، أو محمد الشلهوب، اللذان يطالب بهما المدرب، ولكن هناك أصوات تريد إبعادهما بحكم أنهما كبيران في السن.
ـ في بعض الأوقات يكون وجود اللاعب ذو الخبرة، مهماً للمدرب لتحقيق الانضباط، ولو لم يشارك كثيرا في المباريات؟
بالتأكيد، بقاء اللاعب يجب أن يكون في يد المدرب، فاللاعب كبير السن قد يكون أكثر عطاء من اللاعب الشاب لأنه بخبرته يعرف كيف يوزع مجهوده في المباراة، المهم هو كيف يستفيد المدرب من اللاعب الخبرة.

نظرة قاصرة
ـ يعاني اللاعب السعودي من نظرة الجمهور له، خارج الملعب؟
الإدارة يجب أن تقف مع المدرب، فهو إذا قال إنه يحتاج لهذا اللاعب لمدة موسم، فتوقع معه على هذا الأساس، حدث هذا معي في النصر مع باوزا، الذي قال إنه يحتاج لي في موسم واحد.
ـ حسين عبد الغني، اللاعب الأكبر سناً في الملاعب السعودية، هل تعتقد أن ما يتعرض له حسين من هجوم منطقي؟
موضوع حسين بين اللاعب والإدارة، الهجوم في نهاية المطاف أمر طبيعي، فلكل طرف له رأي، والنتائج السلبية هي من يزيد ذلك.
ـ من ينقد حسين يقيمه خارج الملعب، فمثلاً في نهائي كأس ولي العهد، كان حسين الأفضل أداء بالأرقام، ومع ذلك حملوه مسؤولية الخسارة؟
حملوه إياها، لأن هناك مشاكل سابقة، أتفق معك أن حسين بالأرقام كان جيدا، ولا يتحمل هدف المباراة، ولكن مازال الجمهور يعتبرون زوران حالة فنية نادرة في النادي، وكانوا يتأملون أن يبقى معهم لمواسم طويلة لأنه متميز فنياً، والدليل عطاءه مع العين، في تصوري أن مشاكل حسين مع زوران أثرت على حكم الجمهور، لهذا كان الهجوم قاسياً عليه.
أي أنها كانت تصفية حسابات مع حسين.
لا أعتقد ذلك، فتصفية الحسابات لا تكون على حساب النادي، هي مجرد آراء، وطالما للمدرب له وجهة نظر، يجب احترام تلك النظرة، وبعد نهاية الموسم يمكن التحليل والحكم.
ـ بعض إدارات الأندية ترضخ لرأي الجمهور؟
هذا طبيعي، النتائج هي من يقود لذلك.

الهلال الأفضل
ـ كيف تقيم الموسم الماضي؟
فنياً كان قوياً، كانت المنافسة في القمة والقاع، ولم يستطع الهلال حسم اللقب إلا في مباراة الشباب، لهذا أعتقد أنه كان موسماً جيدا، الهـــلال كان قوياً، وشاهدنا الاتحاد يظهر بمستوى أفضل من الموســم الماضي كما أنه كان منافسا قويا ولكنه تضرر من المشاكل التي عانى منها، أما الأهلي فلم يكن بالمستوى الذي كان عليه في الموسم الماضي، وأما الشباب فكان موسمه سيئاً.
ـ الأندية الكبيرة خسرت المنافسة بسبب نتائج مع أندية الوسط، هل هذا يعكس قوة أو ضعف؟
أتفق معك، الاتحاد ابتعد عن المنافسة بعد خسارته من فرق لا تنافس على اللقب، أما النصر فتعادله مع الفيصلي أبعده عن المنافسة، وكذلك الأهلي بعد أن خسر من القادسية.
ـ كيف تتوقع أن يكون الموسم المقبل؟
سيكون مثيراً، فلو شاهدنا مثلاً التعاقدات التي قام بها نادي الفيحاء الصاعد حديثاً إلى دوري المحترفين، فنحن نتوقع أن نكون أمام موسم قوي.
ـ ولكن المنتخب قد يأخذ الكثير من الدوري، وسيرهق اللاعبين؟
قد لا تكون البداية قوية، ولكن بعد ذلك سينطلق الجميع.
ـ ألا يمكن أن تكون فرصة للاتحاد والنصر للاستفادة من إرهاق لاعبي الهلال والأهلي الذين يشكلون جل لاعبي المنتخب؟
ربما، يحدث هذا، سيكون لاعبو الهلال والأهلي مرهقين، وأقل تجانساً مع زملاءهم، وخاصة أن لديهم دوري أبطال آسيا، فتداخل المشاركات للاعبي الهلال والأهلي سيؤثر عليهم كثيراً.


حسين دفع ثمن مشاكل زوران