|


قنوات الإرهاب خالفت قوانين حماية الحقوق الفكرية

إبراهيم الجريس 2017.06.19 | 08:25 am

كشف مختصون في حماية الحقوق الفكرية وحقوق البث عن أحقية الدول العربية التي فرضت المقاطعة الدبلوماسية على دولة قطر، في بث مباريات بطولات كرة القدم القارية والعالميــة علــى قنواتها المحليــة، دون الرجوع إلى القنــوات التابعة لدولة قطر، وذلك استناداً إلى قوانين حماية الحقوق الفكريـة، ولوائح الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا".
وأشـــــــار المختصــون إلى أن قنوات "beIN SPORTS" القطرية لجأت إلى طرق غير قانونية، تمثلت في استقبال الأموال من مواطني الدول الأخرى مقابل الاشتراكات السنوية، دون حصول هذه الدول على الفائدة من عمليات تحويل الأموال.
وقررت الهيئة العامة للإعلام المرئي والمسموع يوم الإثنين الماضي إيقاف استيراد أجهزة استقبال القنوات القطرية، وإيقاف بيع وتجديد اشتراكاتها، بسبب عدم حصول القنوات على الترخيص الإعلامي الخاص لذلك.
وجاء قرار الهيئة العامة للإعلام المرئي والمسموع في أعقاب قرار عدة دول عربية على رأسها السعودية ومصر والإمارات والبحرين بقطع العلاقات مع دولة قطر المتورطة في دعم واحتضان 59 شخصية إرهابية، والارتباط بـ12 كياناً إرهابياً.
ويقدر عدد مشتركي "beIN SPORTS" في السعودية بأكثر من 700 ألف مشترك، وتبلغ عوائد الاشتراكات ملياراً و200 مليون ريال سعودي، يتم تحويلها إلى حساب الشبكة القطرية في الدوحة.
وتعتمد حكومة قطر بشكل كبير على هاتين القناتين، لتنمية الاقتصاد والتحركات الإعلامية.
وقـــال المختصون لـ"الرياضية": "إن من حق الدول التي تبث فيها أي قناة الاستفادة من التحويلات المالية لتلك القناة التابعة لدولة أخرى، حتى وإن كانت تلك الدول تقدم بعض التسهيلات الحكومية، مثل التي تمنح لشبكة راديو وتلفزيون العرب "ART" والقنوات الرياضية السعودية في سنوات ماضية".
وأضاف المختصون: "هذا لا ينطبق على "beIN SPORTS" التي اشترت حقوق "ART" وأخذت معها التسهيلات الحكومية التي لا تعطي السعودية أي فائدة من تحويل مواطنيها مبالغ مالية تزيد عن مليار و200 مليون ريال سعودي إلى دولة قطر وقنواتها".
وأوضح المختصون أن مصطلح الشرق الأوسط أو "MENA" هو مصطلح غير قانوني في حقوق البث، وأنه كان يستخدم لأغراض مصرفية فقط، قبل أن يعاد استخدامه من قنوات "beIN SPORTS"، معتبرين ذلك أمراً غير قانوني في حقوق البث، خاصةً للدول العربية في إفريقيا، والتي أشاروا إلى أنها تملك حق الاعتراض على بث قناة من قارة أخرى لمواطنيهم، عدا المخالفات الضريبية الأخرى في الدول العربية الآسيوية.
واستغلت دول في منطقة الشرق الأوسط كإسرائيل وتركيا وإيران هذا المبدأ لبث البطولات القارية والعالمية على قنواتها المحلية، لكن قلة الوعي في الدول العربية حول هذه النقطة بالتحديد هو ما جعل "beIN SPORTS" تستغل البث على كافة الدول العربية في القارتين.
وتمكنت أيضا دول أوروبية كإيطاليا وبريطانيا وفرنسا من بث البطولات على قنواتها المحلية، بعد الحصول على موافقة "فيفا"، والذي أجاز لهذه الدول بث المنافسات الرياضية لمواطنيها فقط، متى ما توافرت الإمكانيات التي تضمن ذلك، مثل البث الأرضي، أو نظام الكابل التلفزيوني، أو أي تقنيات فضائية أخرى، تضمن وصول البث لمواطني تلك الدول دون غيرها.
ورغم اتفاقية حماية الحقوق الفكرية "روما 1961"، إلا أن "فيفا" يجيز لأي دولة فك الحقوق من "beIN SPORTS"، وخصم قيمة الحقوق عن تلك الدولة فقط من عقد القناة مع أي اتحاد قاري أو دولي، متى ما أرادت الدولة بث البطولة لمواطنيها فقــط، وخاصــة أن ذلك المصطلح الجغرافي "MENA" غير معترف به دولياً في حقوق البث، وإلى جانب عدم فائدة الدول من ضرائب تحويلات أموال مواطنيها إلى قناة في دولة أخرى، وفي ظل الامتناع عن استقبال تلك القناة لأسباب أمنية، حيث يشترط "فيفا" وصول بطولاته إلى جميع الدول في العالم.