|


كرة القدم أكلت الأخضر واليابس

خالد الشايع 2017.06.26 | 04:34 am

تراجع الاهتمام بالألعاب المختلفة حتى في الأندية التي تملك فرقاً قوية بعيداً عن كرة القدم، بسبب زيادة سطوة فريق كرة القدم المدعوم بالمبالغ الضخمة التي يجلبها المستطيل الأخضر، والتي لا يستطيع لاعبو الصالات جلب مثلها، فكانت النتيجة تزايد الاهتمام بلاعبي القدم، وابتعاد النظرة عمن يحقق الذهب من غيرهم، ندوة "الرياضية" ناقشت بشكل مفصل تراجع الاهتمام بالألعاب المختلفة وخاصة في المنطقة الشرقية، وفصل على المشامع نائب رئيس نادي الخليج، وإبراهيم القاسم الأمين العام لنادي الاتفاق الأسباب التي أوصلت الألعاب المختلفة إلى هذا الوضع، واتفقا على أن قلة الدعم الذي تحظى به الألعاب المختلفة سبب كل المشاكل التي تعاني منها حاليا.
وكان يفترض أن يكون حسين العبكلي رئيس نادي النور موجودا على الطاولة، ولكنه اعتذر في اللحظات الأخيرة، فيما يلي التفاصيل:
"الرياضيـــة" "محور للنقاش"، سطوة كرة القدم دائما ما تستخوذ الكرة على الاهتمام، على حساب الألعاب المختلفة، مثلا في الخليج، يحصل فريق الكرة على ٩٥٪ من الميزانية، مع أن كرة اليد هي من تنافس على البطولات؟
المشامع "يرد": هذا أمر طبيعي، في العالم كله وليس في السعودية فقط، فالمال يأتي من كرة القدم، أما إعانة هيئة الرياضة لكل الألعاب فلا تتجاوز٢٠٠ ألف ريال فقط، أما كرة القدم فتحقق أكثر من ١٥ مليون ريال.
"الرياضية" "سؤال": عندما يحقق فريق كرة اليد البطولة، ماهي المكافأة التي يحصل عليها؟
المشامع : ٦٠ ألف ريال فقط، وهي لا تتساوى مع مصاريف مباراة واحدة، فنحن نصرف على فريق اليد سنوياً نحو مليوني ريال، من سفر وتنقلات ومكافآت ولاعب محترف ومدربين، المكافأة لا تتساوى مع هذا الإنفاق، بل إنها لو جاءت ستذهب مكافآت للفريق.
"الرياضيـــة" "سؤال للقاسم": كان الاتفاق بطل السعودية في ألعاب القوة، ولكن اللعبة تراجعت أخيرا حتى تلاشت، هل المشكلة في الإنفاق؟
القاسم "يرد": أنديتنا أصبحت أندية كرة فقط، لأنها هي المتابعة، وهي التي تدر الأموال، أما أي لعبة أخرى غيرها، فليس لها جماهيرية أو شعبية ودعم، الشيء الوحيد الذي يجعل بعض الأندية منها الخليج تحافظ على ألعاب تنفق عليها دون مقابل، هو تلبية لرغبات الجماهير في المنطقة، مع أنها تكلف الكثير، فلو أوقفت فأين يذهب هذا الجمهور؟، لنأخذها أيضا من منظور أمني، فالمتابع لهذه اللعبة أين سيذهب؟ بعض الألعاب شعبيتها مناطقية، فشعبية كرة اليد في سيهات والقطيف، مع فريق واحد من المنطقة الغربية هو الأهلي، أما كرة السلة فشعبيتها في المنطقة الغربية، والكرة الطائرة بين فريقين هما الهلال والأهلي، فبعض الألعاب شعبيتها مناطقية، ومن الصعب نقل هذه الشعبية لمناطق أخرى، نحتاج لأكثر من ٢٠ عاما لفعل ذلك.

تجربة السلة
"الرياضية" "مداخلة": هناك تجربة جيدة، لكرة السلة، قبل نحو عشرة أيام، عندما حظيت بالاهتمام انتشرت جماهيريا، ولكنها عادت للتواري.
القاسم "يرد": أين هي الآن؟ عندما رحل الاتحاد، توقف، لو أنها لعبة شعبية حقيقية لاستمرت، تظل كرة القدم هي الشعبية الأولى، فنحن كرياضيين نساهم في تنشئة الصغار على كرة القدم، حتى في المدراس، حصة الرياضية تعني كرة قدم.
"الرياضية" "سؤال": ألم تكن هناك محاولات مع اتحاد اللعبة لتحسين الدخل، من غير المعقول أن أدفع مليوني ريال لأحصل على ٦٠ ألفا؟
المشامع "يرد": نحن مشكتنا تفوق الألعاب، فاليد والطائرة والسلة وألعاب القوى وحتى السباحة في الممتاز، ولدينا لاعبون محترفون في اليد والطائرة والسلة.
"الرياضية" "مداخلة": لاعب واحد في كرة القدم مثل جاديسون يتقاضي في عام واحد، ما يتم إنفاقه على فريق كرة اليد بأكمله؟
المشامــــع "يـــرد": جاديسون يحصل على ٤٠٠ ألف دولار، يتساوى مع مصاريف اليد، ولكن فريق الكرة هو من يجلب المال.
"الرياضة" "مداخلة": ألا يوجد تحرك لتحسين الوضع؟
المشامع "يرد": كان هناك اجتماع لي مع رئيس اتحاد القوى، ودعوناه لزيارة النادي، وشاهد وضع اللعبة لدينا، فنحن ثاني السعودية في اللعبة، مضمارنا لا يصلح للتدريب، والأمر ذاته في الكرة الطائرة، لدينا ثلاثة فرق في النادي، والهيئة العامة للرياضة توقفت عن دفع جزء من رواتب المدربين، مع أنها كانت تدفع نحو ثلاثة آلاف ريال فقط، ولكنها حاليا توقفت تماما.

لعبة الصالات
"الرياضية" "محــور للنقاش": تحظى كرة الصالات بريحة من كرة القدم، لهذا جماهيرتها أفضل من غيرها، ولكنها جماهيرية بلا فائدة لأن الدخول فيها مجاني، كيف توفرون مصاريفكم؟
القاسم "يرد": أتوقع أن تنافس كرة الصالات بقية الألعاب، وتكون صاحبة الشعبية الثانية، فهي في نهاية المطاف كرة قدم مصغرة، ومتعتها أكثر وأهدافها أكثر، وهي بلا تذاكر لأنها في موسمها الثاني، كما أن مصاريفها قليلة مقارنة بالمكافأة التي تصل لـ٢٠٠ ألف للبطل، نحن نركز على اللعبة لأنها منطلقة، وتحتاج فقط للتسويق والاهتمام الإعلامي، لو حصل هذا سيتحسن وضع اللعبة، ومن الجيد أنه تم نقل المباراة النهائية.
"الرياضية" "سؤال": هل هناك خطة لتقليص الألعاب المختلفة في النادي؟
القاسم "يرد": نحن استلمنا النادي وفيه كرة قدم وطائرة وتايكوندو ومصارعة وكمال أجسام وصالات، وهي قليلة نسبياً، مقارنة بالوحدة الذي يحتوي على ١٨ لعبة مثلا، نحن نتكلم عن مبالغ طائلة.
"الرياضيـــة" "محور للنقاش": صحيــح هي مصاريف كبيرة، ولكن يفترض في النادي أن يقدم دورا اجتماعيا رياضيا، لا يكون التركيز فقط على المقابل، وبالتالي عليه أن يضحي قليلا.
القاسم "يرد": كان هدفنا أن في كل عام أو عامين نعيد لعبة جديدة للنادي، ولكن في الوضع الحالي للاتحادات هذا صعب جدا، فلو سأعيد لعبة اليد، سأضطر للإنفاق في المواسم الأولى أكثر من الخليج مثلا، دون دعم أو مساعدة، لهذا توقفنا عن هذه الفكرة، عندما يتحسن الوضع سنفكر في إعادة الألعاب.
"الرياضية" "مداخلة": أين تكمن المشكلة؟
القاسم "يرد": لا أعلم ماهي ميزانية اللجنة الأولمبية، ولكن لكي تنفق على لعبة لابد أم يكون لها دخل، ولكي يكون لها دخل لابد أن تسوقها جيدا، وهذا دور الاتحادات.
المشامــع "مداخلة": الأنديـة تتحمـــل كل المصاريف، وهذا الوضع لا يمكن أن يستمر طويلا، ولنتكلم بصراحة، منتخب اليد معظمه من المنطقة الشرقية، ولكن بلا مداخيل، ففريق النور الذي كان يفترض أن يلعب في كأس العالم للأندية، لم تُدفع رواتب لاعبيه ومدربيه منذ عشرة أشهر، هم لا يملكون ذلك.
"الرياضية" "مداخلة": نحن لا نتحدث عن مبالغ بعشرات الملايين، ربما ١٥ مليونا تكفي فرق الممتاز في لعبة اليد، وهي أقل من راتب لاعب واحد في كرة القدم؟
المشامع "يرد": تكفي وزيادة.
القاسم "مداخلة": اتحاد اليد من أين يحضر هذا الملبغ، يفترض أن يسعى اتحاد اليد لأن يجلب المال مثلما فعل اتحاد القدم، لابد أن يجد له مصادر للدخل.