|


وضعنا محزن.. ولم يدعمونا “بريال واحد”

حوار - سعود الحبيشي 2017.07.14 | 04:50 am

اتهم سعود الحربي رئيس نادي أحد، رجال الأعمال في المدينة المنورة والداعمين لناديه، بالتخلي عنه، مؤكدًا أنهم لم يدفعوا له ريالاً واحدًا، مشددًا على أن من لم يدعم الفريق لا يحق له أن يحاسب الإدارة، حال هبوط الفريق وعودته من حيث أتى، في ظل العجز الدائم ومعاناة الخزينة من شح الموارد.
ووصف الحربي في حواره مع "الرياضية"، المعاناة التي يعيشها فريقه بالكبيرة، والتي ربما تؤثر في استعدادات الفريق الأول، الصاعد الجديد للدوري السعودي للمحترفين هذا الموسم، كاشفًا عن أن مقدمات عقود اللاعبين الأجانب الذين تعاقد النادي معهم هذا الموسم ربما لا تكتمل؛ الأمر الذي سيحرمهم من خدماتهم.
وشدد رئيس نادي أحد، على أن فريقه سيحقق نتائج بارزة في الدوري السعودي للمحترفين، ولن يكون محطة عبور لأي من الفرق الأخرى، بل سيسعى إلى تعطيل الفرق الأخرى؛ كونها الوسيلة الأفضل لجلب النقاط.
أيضًا نفى الحربي عنه صفة الديكتاتورية، معتبرًا أن الخلافات مع رئيس أعضاء الشرف كذبة لا أساس لها من الصحة.. وفيما يأتي التفاصيل:
ـ كيف تعاقدتم مع الحارس الدولي عز الدين دوخة؟
هي مفاوضات تمت بسرية تامة ولم نعلن الصفقة، إلا بعد أن تم التوقيع معه.
ـ ما أقصده أنكم تعاقدتم معه في ظل العجز المادي الذي يعاني منه النادي؟
هي مشكلة مستمرة نعاني منها وما زلنا، ومع هذا تم التعاقد معه، وهناك صفقات أخرى مقبلة، حيث تم الإعلان عن دوخة وتلاه كارلوس مهاجم منتخب مدغشقر، والبرازيليان إدواردو وليوناردو، وهناك لاعبون آخرون في الطريق.
ـ كيف استطعتم توفير مبالغ التعاقد مع اللاعبين الأجانب؟
نحن نعاني من ضائقة مالية ليست وليدة اللحظة، بل هي سلسلة متواصلة من العجز المادي، بسبب قلة الدعم وعدم توفر سيولة كافية نستطيع من خلالها تحقيق آمال الجماهير وتطلعاتهم، ومع هذا ورغم قلة ذات اليد، عملنا وفق إمكاناتنا وجهود أعضاء الشرف، في الوصول ـ على الأقل ـ إلى ما يحقق لفريقي مقارعة الفرق وفق ما نملكه من إمكانات، وبإذن الله تعالى ستكون مقنعة، ولن نكون أبدًا "لقمة" سائغة، وسنعمل ولن توقفنا هذه الظروف عن الوصول إلى ما نريد.
ـ وهل أصابكم الإحباط بسبب الضائقة المالية التي تعانون منها؟
أتحدث معك بكل صراحة، نحن من كل النواحي في ضائقة مالية، وتعاقدنا مع اللاعبين وربما يصل هؤلاء اللاعبون إلى السعودية ويجدون عملاً احترافيًّا، ولكن للأسف قد لا نستطيع توفير مقدمات عقودهم، وهو الأمر المقلق لنا كإدارة، هي ظروف صعبة، ونسأل الله العون لحل المشكلة والوفاء بما وعدنا به.
ـ هل العجز المادي أجبركم على معسكر القاهرة؟
كان بإمكاننا إقامة معسكر في تركيا، لكن بصراحة كانت الأفضلية لمعسكر القاهرة لأمور لا نستطيع ذكرها الآن، وستظهر نتائجها في الدوري، ولنا تجارب سابقة ناجحة.

أمر محزن
ـ في ظل معاناتكم التي تتحدث عنها.. كيف تستطيعون تسيير الفريق في دوري مكلف ويحتاج إلى ميزانية ضخمة؟
هذا هو السؤال الذي يجب أن يطرح، ليس لي فقط، بل على جميع أبناء المنطقة وتجارها؛ فما يحدث أمر محزن، وأتجنب أن أقول "مخزٍ"؛ فالفريق صعد إلى دوري المحترفين منذ أكثر من شهرين، وحتى اليوم لم يصلنا ريال واحد، فأين هم تجار ورجال أعمال المدينة؟ ومن كانوا يطالبون بصعود الفريق؟
ـ ربما يكون تقصير منكم في عدم زيارة رجال الأعمال وتجار المدينة للتعريف بالمنجز ومطالبتهم بالدعم؟
نحن لم نقصر إطلاقًا، وحاولنا بشتى الطرق طلب الدعم من خلال خطابات أرسلت لهم، وقمنا بتشكيل فريق عمل، ولا أعتقد أن هذا عذر مقبول؛ فالفريق حقق إنجازًا للمدينة، وهو عمل واضح على رؤوس الأشهاد، والكرة الآن في ملعبهم.

مقبلون على كارثة
ـ قد يظن بعضهم أن حديثك تبرير لإخفاق الفريق وعودته من حيث جاء؟
العمل بالفعل يحتاج إلى "فلوس"، ومن يطالبنا بالعمل والبقاء، فعليه أن يساند ويدفع، أما سوى ذلك فلا تطالب وأنت في الأساس لم تقدم شيئًا، وتحاسبني كمجلس إدارة؛ فالعمل يحتاج إلى الدعم، وهذا مفقود وغير موجود في أجندة تجار المدينة.
ـ إذًا ماذا سيكون مصير النادي؟
لنا في العمل 7 سنوات وواجهنا الكثير من العوائق، واعتدنا على مواجهتها؛ ولهذا اجتمعنا مع الشركة المسوقة للتذاكر، وبإذن الله سيتم طرح تذاكر المباريات بدءًا من الأسبوع المقبل، وسنقوم بإصدار بطاقات عضوية لمختلف الشرائح، وننتظر تجاوب تجار المدينة وأبناء المنطقة في دعم النادي، من خلال هذه الخطوة، فلا نريد دعمًا مجانيًّا، وهذه محاولة أخيرة نتمنى أن نوفق فيها، ونرى ماذا سيكون عليه الحال.
هل تشعر بأن القادم أصعب؟
إطلاقًا، لا أشعر بما تتحدث عنه، صحيح أنني أتألم مما يحدث من عزوف وعدم تقدير لما قدمناه، إلا أنني وأنا في مشواري الأخير، وقبل انتهاء الفترة الأخيرة من رئاستي للنادي، أشعر بكثير من الاعتزاز والفخر بما قدمناه، وتحقيق العديد من الإنجازات من أهمها صعود الفريق الأولمبي للدوري الممتاز للمرة الأولى في تاريخه، وكذا فريق الشباب، وعودة الفريق الأول للدوري وكثير من البطولات والإنجازات في القدم والسلة، وأتمنى أن أختم مشواري ببقاء الفريق الأول في دوري المحترفين؛ لنكسر حاجز الصعود والهبوط الذي اعتاد عليه الفريق في سنوات صعوده.. هنا أشعر بالسعادة وأنا أغادر النادي بعد 8 سنوات من العمل.

أحد محطة جميلة للفرق
ـ الكل يجمع على أن الفريق سيكون محطة استراحة للفرق؟
الفريق سيكون محطة "جميلة" للفرق، وستشاهدون فريقًا إطلاقًا لن يكون صيدًا سهلاً، والحديث الآن متاح لكل من يراهن على وضع الفريق، وفي الملعب حتمًا سيكون حديثًا فنيًّا، وسنسعى إلى "تعطيل" أي فريق سنلعب أمامه، وهي سياسة تتبعها كل الفرق، وليس هناك مجاملة؛ فالبقاء يتطلب أن تحصد نقاطًا وفريقي ليس أقل فنيًّا، على الأقل هو مقارب لمستويات 6 فرق في الدوري.

الثقة في ناصر
ـ تجديد التعاقد مع عبد الوهاب ناصر مدرب الفريق.. هل يؤكد ثقتكم المطلقة في المدرب الوطني؟
هذا حقيقة بالفعل؛ فالوطني عبد الوهاب ناصر مدرب كبير لا يقل إطلاقًا من حيث الإمكانات والقدرات عن مدربي الفرق الأخرى، وسأظل أدعم هذا المدرب وهو أهل للثقة.
ـ هناك من طالب بإبعاد العلوي وإيجاد مشرف آخر.. هل سيحدث هذا؟
طالبوا سابقًا بكثير من الأمور، استقالتي واستقالة المدرب والمشرف، هي أمور اعتدنا عليها واعتادت الأنديه على تلك المطالب عند أي إخفاق، وهذه أمور طبيعية.
ـ هناك من يتحدث عن أن قرارات سعود الحربي لا تناقش إطلاقًا؟
إطلاقًا، هذا الأمر لم يحدث، والأمر شورى بيننا، وجميع القرارات تناقش ويتم التصويت عليها في اجتماعات مجلس الإدارة.
ـ أيضًا قوة الشخصية أو "الديكتاتورية" وصف يطلق عليك.. هل تجد هذا الوصف في شخصيتك؟
لو كنت كما قلت لما استمررت هذه السنوات التي مرت دون أي مشاكل أو عوائق مؤثرة، كما قلت سابقًا لم يحدث أن كنت مصرًّا على اتخاذ قرار بعيدًا عن المجلس، فعملنا جماعي، ولست مستبدًّا أو ديكتاتوريًّا، ونرحب بالنقد، ومن يخالفنا الرأي كمن يوافقنا سواء.

الخلاف مع أعضاء الشرف
ـ ربما يرى بعضهم أن هناك خلافًا مع رويفد الصاعدي رئيس أعضاء الشرف، أدى إلى ابتعاده ورفضه دعم النادي؟
كنت أتمنى قبل سؤالك، لو كنت موجودًا قبل يوم واحد لترى رويفد الصاعدي والمهندس ممدوح الردادي نائبه في اجتماع داخل النادي؛ لبحث إعداد الفريق لدوري المحترفين، وهذا ينفي ما تقول تمامًا.
ـ ربما كان ذلك نتاج عدم إعلانه أي دعم للفريق بعد الصعود؟
دعم أعضاء الشرف يدخل خزينة النادي دون إعلان، وأحيانًا يكون من أجل أمور عاجلة لتسيير النادي، والظروف المالية تحدث لبعضهم ومنهم أعضاء الشرف؛ ولهذا حدث "شح" في الدعم، لكننا تلقينا وعودًا بالدعم من أعضاء الشرف.
ـ لماذا أجل حفل تكريم الفريق بمناسبة صعوده إلى دوري المحترفين؟
لم يؤجل.. وإنما تم إلغاؤه؛ كون فريق أحد صاحب تاريخ وصعوده ليس بالأمر المستغرب، وحفل الصعود يكون للفرق التي تصعد للمرة الأولى.
ـ ربما كان ينتظر اللاعبون تكريمًا من نوع خاص؟
الفريق ككل كان يتلقى التكريم بعد كل مباراة، ولم نكن ننتظر التكريم النهائي؛ كون هذا عملاً اعتادت عليه بعض الفرق التي تتأخر في عدم منح مكافآت مستمرة لها في كل مباراة، وهو ما كان مطبقًا لدينا في كل مباراة.

استعداد مميز
ـ قرار اللاعبين الست الأجانب.. هل تراه مناسبًا لكم أم ضدكم؟
بالعكس.. أرى هذا القرار في صالح فريقي متى ما وفقنا في لاعبين أجانب يكونون إضافة للفريق، واللاعب السعودي القيمة المالية عالية والقيمة الفنية قليلة جدًّا، وهذا القرار سيجعل هناك توازنًا ويخفف كثيرًا من أعباء الأندية المالية. وحقيقة الاتحاد السعودي وفق كثيرًا في اتخاذ هذا القرار.
ـ لهذا لم يتم إعلان أي صفقة محلية؟
حتى الآن لن نفكر في التعاقد مع لاعبين محليين، إلا في حال احتياج الفريق إلى لاعب مميز، وربما يكون هناك تعاقد جديد خلال الفترة المقبلة.
ـ كيف ترى استعداداتكم للدوري؟
بإذن الله سيكون من أفضل استعدادات فرق المحترفين، هناك كثير من الأمور نخفيها عن الإعلام وعن الجماهير لأسباب عديدة، منها أنها التجربة الأولى لنا في دوري المحترفين كمجلس إدارة جديد؛ ولهذا نحاول ألا نقع في أي أخطاء، على اعتبار أن الخطأ في هذا الوقت سيكون كارثيًّا علينا؛ كون فريقنا قادمًا جديدًا، والإعلام مسلط علينا؛ ولهذا نعمل بحذر، فلا بد أن يكون تعاملنا صادقًا وواضحًا، وتعاقداتنا أيضًا صحيحة دون مزايدات أو بحث عن مكاسب أخرى.
ـ هل ترى أنك حققت كل ما تمنيت رئيسًا؟
الحمد لله، وخلال السنوات السبع الماضية، كان هناك اتفاق جماعي مع كل أعضاء الإدارة، بأن يكون العمل لصالح النادي وليس لصناعة مجد شخصي لنا، حققنا إنجازات على مستوى السلة تقريبًا ثماني بطولات، والصعود بالفريق الأول لكرة القدم من الثانية للأولى، ثم إلى دوري المحترفين، وصعود فريق الشباب للمرة الأولى في تاريخه إلى الدوري الممتاز، وكذا الفريق الأولمبي وعودة تنس الطاولة، وإنجازات أخرى، فقدمت للنادي كل ما أستطيع، وخدمت المدينة وأبناءها في مجال مهم تدعمه حكومة خادم الحرمين الشريفين بالمليارات. أودع النادي وهو في دوري الأضواء والشهرة، وهو في المقر الجديد بعد أكثر من ثمانين عامًا من المعاناة والانتقالات من ملعب إلى ملعب، ولو كانت الأماني تكتمل لتمنيت أن أودع النادي بطلاً لدوري المحترفين، هي أمان ربما تكون في يوم من الأيام حقيقة.
ـ في الختام.. ماذا تود أن تقول؟
الشكر لله ـ عز وجل ـ على ما تحقق، ثم للأمير فيصل بن سلمان أمير منطقة المدينة، الذي وعد في زيارتنا الأخيرة بالوقوف مع الفريق ودعمه لأجهزة الفريق الفنية والإدارية واللاعبين على ما قدموه خلال الموسم الماضي، والمطالبة بأن يكون الموسم الجاري أجمل وأفضل، والشكر أيضًا لأعضاء شرف النادي على دعمهم الكبير ولأعضاء مجلس الإدارة على مساندتهم ووقوفهم مع النادي دورتين كاملتين، ولجماهير النادي التي كانت الوقود لنا خلال تلك السنوات.