|


الكوميديون قتلوا الدراما السعودية

حوار - سلمان المسدر 2017.07.15 | 05:25 am

أطلق عليه الوجه الجميل للتراجيديا السعودية، الذي استطاع تحقيق المعادلة الصعبة فـي الدرامــا المحلية، النجاح دون الاتكاء على جدار الكوميديا، يتداول المعنيون بالدراما مقولة إنه الاسم المقابل للفنان ناصر القصبي في فرع التراجيديــا، نجاحـه مؤخـــرا في مسلسل "حياة ثانية" الذي عرض على شاشة قناة mbc1، كان المدخل لهذا اللقاء الذي قال من خلاله الكثير، تحدث عن مسلسل "دمعة عمر" وعن أزمة الكوميديا التي أضرت بالتراجيديا، وشعوره بالأسى تجاه حلم الأمير تركي بن سلطان الذي لم يستطع إكماله، وعد بعمــل سيكون نقلة نوعيــــة في مسيرة الأعمال الدرامية المحلية قريبا عبـر "ظل الحلم" وبآخر سيحدث ذات الأثـر خليجيا من خلال "عندما يعشق الرجـال" الذي سيدخل مواقع تصويره خلال الأيام القليلة المقبلة، تركي اليوسف ونص الحوار:
ـ البداية مع نجاحك الأخير في مسلسل "حياة ثانية"، كيف كانت التجربة وأصداء النجاح؟
معادلة النجاح في أي عمل درامي هي مهمة سهلة في حقيقتها، فقط ضع أسماء الفنانين في أماكنها الصحيحة بعد توفر النص الجيد الذي يعتبر نقطة الانطلاق ومخرج متمكن يقرأ أبعاد الشخصيات، وبالتالي ستحصل حتما على نجاح فني بعد توفيق الله عز وجل، مسلسل حياة ثانية كانت تجربة ممتعة وثرية، المنتج وفر الحد الأدنى من ظروف النجاح للعمل، لم يكن الصرف على الإنتاج عاليا كما يعتقد البعض، ولم تكن الكواليس مترفة كما يتوقع البعض، وضع الأسماء في أماكنها الصحيحة ولم يتدخل في التفاصيل الفنية كما يفعل البعض، لنحصد جميعا النجاح الفني والجماهيري كما هو حاصل حتى بعد إعادة عرض العمل الآن، لاتزال الجماهير مستمتعة وترى فيه تفاصيل جديدة بعد كل مشاهدة، بالتأكيد السعادة تغمرني، النجاح يفرح كما هي الانتصارات في كرة القدم.
ـ ولكن هنالك العديد من المسلسلات التي نشاهد فيها نجوما ومنتجين لهم باع طويل في الدراما ولا تنال النجاح المنتظر.. لماذا؟
معادلة النجاح بسيطة، بعض المنتجين يستسهل عملية (الطاقم)، أحيانا تجد المنتج يلجأ للأسماء البديلة في عملية الاختيار، ولا يرشح الاسم البديل مباشرة، ويأتي بالاسم السادس أو السابع، هذا أمر يبعث على الأسى، مفهوم (رخيص وكويس) يقتل العمل، في "حياة ثانية" لم تكن هدى حسين فقط، أو تركي اليوسف فقط النجمان، بل الكاتب "علاء حمزة "، والمخرج محمد القفاص هما نجوم وجميع من شاركونا على مستوى التمثيل والطاقم الفني والتقني كانت أدوارهم مؤثرة في المسلسل ولم تكن على هامشه.
ـ لماذا لا نشاهد عملا مماثلا لمسلسل "حياة ثانية" في الدراما السعودية؟
هذا سؤال مؤلم بالنسبة لي، أصدقك القول إنه يحز في نفسي أن أنجح في عمل "خليجي" في الوقت الذي يجب أن نفرح كسعوديين بعمل "عليه القيمة" في الدراما المحلية، ويحز في نفسي أكثر عندما أسمع مدحا بما يشبه الذم حين يقال إن تركي اليوسف وعبدالمحسن النمــر سفيرا الفن السعودي في الأعمال الخليجيــة فيمـــا يخـص التراجيديا، هـذا يعني أن الدراما لدينا كوميديا فقط، هنا شهادة بأن التراجيديا لا وجود لها لدينا، تعثر التراجيديا محليا ليس وليد اليوم، هو محصلة للفشل المتراكم منذ أكثر من عقد من الزمان، الأعمال الكويتية مشاهدة ومسيطرة لأن الحركة الفنية لديهم نشطة وبالتالي في مرحلة فرز ومخاض مستمر، وينتج عن ذلك ولادة العديد من الأسماء الواعدة والمسلسلات المميزة، سؤالك يقودنا إلى عدة نقاط وتساؤلات أختصرها بأنه من الممكن في حال إيمان المسؤولين لدينا بأهمية مثل هذه الأعمال.
ـ ماذا تقصد بكلمة.. أوضح؟
العبارة واضحة، المسؤولون لدينا يعشقون الأعمال الكوميدية، بل لا يقيمون وزنا للأعمال التراجيدية رغم جماهيريتها لدى المتابعين، لك أن تتخيل أن عملا كوميديا من الممكن أن ينال 6 أو 7 ملايين ريال في ظرف أيام معدودة، ضع اسماً من الأسماء المعروفة في الكوميديا مع كم اسم من الأسماء الشابة وأنتظر التعميد، مع أنه بالإمكان أن تصنع ملحمة درامية بهذا المبلغ في حال توافرت الظروف الملائمة، خنق الأعمال التراجيدية بهذا الشكل لا يمكن أن يخلق حراكا فنيا متوازنا، التركيز على الكوميديا لم ينتج لدينا أعمالاً فنية عالية المستوى، لازلنا أسرى لنموذج طاش، ومن ناحية أخرى أضر بالأعمال التراجيدية كثيرا.
ـ ولكنك شاركت في عدة أعمال كوميدية مثل "فينـك" و"ملـف علاقي"؟
مشــاركتي كانت من بــاب التجريب والتنــوع والإيمان بالنــــص المكتوب، الفنان الحقيقي يجب أن يتماهى مع كل الأدوار، ولكن مشكلتنا الأزلية مع الكوميديا أن الجمهور أصبح يألف "ارتجال" الأفيهات من فنانه المفضل بعيدا عن النص، وهذا لا يقود إلى صناعة صحيحة مكتملة الأركان في مشروع الدراما، "فينك" كانت تجربة أولى مجال مسلسلات الست كوم ولم أكررها لعدم تواجد النص المناسب، "ملف علاقي" مسلسل لم يخدمه وقت العرض ولم يشاهد مع كونه تجربة جميلة أعتز بها، وأتمنى إعادة عرضه في وقت مناسب.
ـ لايزال الجمهور يحتفظ بذكرى عدة مشاهد في مسلسل "دمعة عمر" رغم مرور 15 عاما على تصويره، كيف تفسر ذلك؟
العمل الجيد يبقى في ذاكرة الجمهور والذاكرة الفنية كذلك، "دمعة عمر" كان توافرت له ظروف النجاح من قصة صادقة وكتوبة بحرفية، ومخرج ممتاز، وأداء عال من الفنانين، لا تزال الأسئلة تلاحقني عن تفاصيل بعض مشاهده في كل مكان أذهب إليه، ولك أن تتخيل أن العمل لم يحظ بجائزة واحدة، ولا شهادة، ولا حتى درع خشبية، هذا يسقط أهمية الاحتفاء بجوائزنا الإقليمية ويضع صدقيتها على المحك، في نهاية الأمر تقدير المشاهدين يغني عن كل ذلك.
ـ لك نصيب وافر من ساعات بث إذاعة الرياض، لم نر لك تواجدا على صعيد المسلسلات الإذاعية، هل تراجع دور الإذاعة في صناعة النجوم؟
إذاعـــة الرياض تحديدا مدرسة كبرى فـي صناعة المواهب، وتخرج منها أساتذة في مجال الإعلام والفن، أدين لها بالفضل بعد الله في إتقاني اللغة العربية الفصحى، ودقة مخارج الحروف، ولكن دورها تراجع في الفترة الأخيرة، ربما لقلة الدعم المادي، لا أعرف السبب الحقيقي، أيضا لا أتصور أن تعجز الإذاعة عن إنتاج مسلسل واحد باللغة الفصحى في العام، هذا قصور كبير.
ـ لو عرضت عليك المشاركة في مسلسل إذاعي، هل ستقبل؟
بعيدا عن موضوع العرض المادي وقلة الأجور الخاصة بالإذاعات عموما، لو وجدت النص المستفز سأشارك حتما، التلفزيون لا يلغي دور الإذاعة، ولكن عليهم أن يطوروا ويقاتلوا من أجل عودة الإذاعة لسابق عهدها.


الكوميديون قتلوا 
الدراما السعودية

الكوميديون قتلوا 
الدراما السعودية