كشفت تقارير مصلحة الضرائب الإسبانية أن الأرجنتيني ليونيل ميسي، والبرتغالي كريستيانو رونالدو، والتشيلي أليكس سانشيز هم الجزء البارز من جبل ثلج لفضائح وجرائم تهرب ضريبي يسبح على صفحة المحيط وعلى الرغم من ذلك تمكنوا من الإفلات من عقوبة السجن.. السؤال هنا من هم الآخرون من نخبة نجوم الكرة المتورطين في تهم التهرب من سلطات الضرائب الإسبانية؟ الإجابة تقول إن شبكات الإنترنت كشفت عن أجور ومكافآت تم إخفاؤها من السلطات عكست صوراً قاتمة عن جرائم ترتكب من قبل لاعبين معظمهم في إسبانيا، فضلاً عن بعض الأندية الإنجليزية منها نيوكاسل ووست هام تقدر حساباتهم بملايين الدولارات في المصارف العالمية.

مستحقات مطلوبة
معظم المخالفات انتهت بإبرام اتفاقيات ثنائية بين بعض هؤلاء اللاعبين والمحاكم بقبول اللاعبين دفع المستحقات المطلوبة تجنباً للدخول في غياهب السجون، ولكن على الرغم من الحكم على كثيرين بالسجن إلا إنهم تمكنوا من الإفلات من العقوبة، لأنه وحسب القانون الإسباني فإن عقوبات السجن عامين لا يتم تنفيذها إلا إذا كانت المخالفة ارتكبت بالعنف. فالأرجنتيني ليونيل ميسي الذي احتفل أخيرا بالزفاف إلى خطيبته أنطونيولا في حفل أسطوري أشبه بليالي ألف ليلة وليلة اتهم عام 2016 بخداع القضاء الإسباني ضمن كوكبة من اللاعبين استغلوا تساهل السلطات معهم وقاموا بالكشف عن بعض مكافآتهم للسلطات الإسبانية وإخفاء البعض والتعاقد بصورة سرية وبعيدا عن أعين السلطات مع شركات تقوم ببيع حقوقهم للأندية التي يلعبون لها.

شركة متخصصة
الميزة التي يحصل عليها هؤلاء اللاعبون الخونة، أن هذه الشركات تدفع للضرائب 28% فقط من المكافآت بدلا من ضريبة الدخل المستحقة والتي تبلغ 47%. وعلى مدار فترات طويلة لم تقم مصلحة الضرائب الإسبانية بأي إجراء سوى مراقبة ومتابعة من على البعد لكيفية تحويل الحقوق إلى طرف ثالث، ولكن وفي التسعينات قامت سلطات الضرائب بتوسيع مواعين مظلة الضريبة بإخبار اللاعبين بأن المبلغ الذي لا يخضع للضريبة لا يتجاوز الـ15% من المكافأة ولتنفيذ هذا القانون شنت سلطات الضرائب حملة جديدة عام 2015 بتأسيس شركة متخصصة في حقوق اللاعبين.. ولكن المشرع الإسباني اصطدم بصخرة صلبة تحول دون القيام بمهامه وهي تحويل اللاعبين أجزاء كبيرة من مكافآتهم خارج الحدود كملاذ آمن في بلاد لا تقوم بفرض ضرائب. الأمر الذي جعل حالة من الغموض تخيم على القوانين الخاصة بالضرائب المستحقة على مكافآت اللاعبين، فرونالدو على سبيل المثال أبرم عقده حينما كان القانون المسمى بقانون بيكهام سائدا.

عدالة ضريبية
صحيح أن هذا القانون من الناحية الشكلية كان ينص على كشف كل المكافآت التي يحصل عليها اللاعب في إسبانيا ولكن اتضح لاحقا أن اللاعبين لم يلتزموا به، فرونالدو أبرم اتفاقية مع شركة في الولايات المتحدة لتحويل أجزاء من مكافآته خارج إسبانيا، الأمر الذي يعيق سير العدالة الضريبية. أضف إلى ذلك الفوارق بين نسبة الدخل التي تسمح بعض الدول بالإعلان عنه وبين بعض الدول التي تتغاضى عن هذا الأمر.
قائمة اللاعبين المتهربين من الضرائب تنسحب على قائمة كبيرة من اللاعبين، ووراء كل واحد منهم قصة جديرة بتسليط الأضواء على النحو الآتي.

صامويل إيتو
طالب المدعي العام الإسباني بسجن المهاجم الكاميروني 10 سنوات للتهرب بمبلغ قدره 15.78 مليون يورو في الفترة من 2006 إلى 2009 ولكن أصابع الاتهام وجهت إلى وكيل أعماله السابق ماريا ميساليس وأفلت من الإدانة كالشعرة من العجين.

ليونيل ميسي
تم الحكم بالسجن على اللاعب ووالده جورج 21 شهراً وذلك للتهرب الضريبي من تسديد مبالغ مستحقة للضرائب قدرت بـ 3,59 مليون جنيه إستريني في الفترة من 2007ـ2009 وذلك بالتعامل مع شركات في بليز والأوروجواي للتهرب من سلطات الضرائب الإسبانية.
خافيير ماسكيرانو
صدر بحقه حكم بالسجن عاما، كما تم تغريمه 714 ألف جنيه لتهربه من دفع ضرائب مستحقة عن الفترة من 2011ـ 2012 قيمتها 1,31 مليون يورو.

أليكس سانشيز
اعترف هذا اللاعب بالتهرب من دفع ضرائب مستحقة خلال الفترة من 2012ـ2013 قيمتها 880 ألف جنيه أثناء وجوده في إسبانيا، حيث تعامل مع شركة في مالطا ولكن يتوقع أن يتم تقليص العقوبة عبر اتفاق ثنائي.

فابيو سينتاريو
متهم بتهرب ضريبي في مبلغ يقدر بـ 1,13 مليون جنيه باللجوء والتعامل مع شركات في بنما وإيرلندا حتى لا يعلن عن حقوقه في إسبانيا عام 2011 وقضيته مازالت معلقة تتنظر الحسم.

ريكاردو كارفالو
توصل إلى اتفاق لدخول السجن لمدة 8 أشهر وتسديد مبلغ 670 ألف جنيه لعدم دفع ضرائب مستحقة عام 2011 بمبلغ 150 ألف جنيه وأخرى مستحقة عن عام 2012 بمبلغ 328 ألف جنيه.

راداميل فالكاو
متهم بالتهرب في مبلغ 4,9 مليون جنيه بالتعامل مع شركات في كولومبيا والجزر العذراء البريطانية وذلك هروباً من سلطات الضرائب الإسبانية في الفترة من 2012ـ2013 وقضيته لم تحسم بعد.

أنخيل دي ماريا
متهم بالتهرب بمبلغ يقدر بـ 1,14 مليون يورو خلال الفترة من 2012ـ2013. وقد توصل لاتفاق بدفع 1,75 مليون يورو مع قبوله بعقوبة السجن عاما كاملا.

خوسيه مورينيو
متهم بالتهرب في مبلغ 2,89 مليون جنيه بالتعامل مع شركات في الجزر العذراء وإيرلندا وقضيته لم تحسم بعد.