|


الدوري أشغل تفكيري

حوار - عبد الغني عوض 2017.08.10 | 06:30 am

عاد التونسي ناصيف البياوي، ليخوض تجربة جديدة في الدوري السعودي للمحترفين عبر بوابة القادسية، بعد موسم مميز قاد فيه الرائد إلى المركز الخامس للمرة الأولى في تاريخه.
يخوض البياوي تحدياً جديداً، مع فريق كان على مشارف الهبوط لدوري الدرجة الأولى الموسم الماضي، بيد أن هذا الأمر أوضح أنه لا يقلقه، وأنه سيكون قادراً بإذن الله على قيادته بنفس البراعة التي قاد بها الرائد، وربما أفضل، لافتاً إلى أنه لديه طموح لا ينضب.
البياوي المولود في 10 نوفمبر 1977 بدأ مشواره التدريبي في عام 2000، وانتظر عشر سنوات قبل أن يظهر في الدوري السعودي للمرة الأولى مساعداً لمواطنه المخضرم فتحي الجبال في نادي الفتح، ومنه اكتسب جزءاً كبيراً من خبرته، التي طورها فيما بعد.
وظهر بشكل مميز مع هجر ومع الفتح الذي عاد له مدرباً للفريق الأول، وقاده للمركز الخامس ليتفوق على جميع المدربين التونسيين في التصنيف الدولي، محققاً المركز 230.
البياوي تحدث لـ"الرياضية" عن طموحاته في الموسم الجديد، وعن جاهزية القادسية لأولى مبارياته والتي تصادف فريقه السابق الرائد.

ـ هل أنت جاهـــز لتجربة جديـــدة
في الدوري السعودي؟
نحن نسير بخطى ثابتة للوصول إلى أقصى درجات الجاهزية لخوض معترك الدوري السعودي، الذي يحتاج إلى ترتيبات فنية على مستوى عال لشدة المنافسة وقوة الفرق المشاركة وجماهيــــريتها وحجم العناصر الاحترافية الموجودة في كل فريق، لذلك بدأنا في الوصول إلى الجاهزية الكاملة في الأسبوع قبل الأخير الذي يسبق التحضيرات للدوري، وسنصل إلى قمة الجاهزية عندما يكتمل عقد المحترفين، ليضافوا إلى المجمــوعة الحالية من اللاعبين الذين قـــدموا عملاً مميزاً خلال فترات الإعداد فنياً وانضباطياً وبدنياً ومعنوياً وكلها مؤشرات طيبـــة تبث روح التفــــؤل لدى الجميع في تقـديـــــم موسم طيب للقادسية.
ـ طلبت أكثـــر من معسكــر خارجي فهل تحقق لك ما أردت؟
بصــراحـة الإدارة التي تقــــود نادي القادسية فاجــــــأتني برقي كبير في التعامل، ورأيت أعلى درجات الاحترافية، ولها أقدم جزيل الشكر على كل ما قدمته خلال الفترة الماضية، ومنذ أن توليت المهمة والإدارة لم تبخل بأي شيء يساعد في تنفيذ برامج المعسكرات التدريبية والتي بدأت على ثلاث مراحل، الأولى كانت في المعسكر الداخلي بالقصيم، ثم خضنا معسكراً خارجياً في ألمانيا، وأنهينا معسكراتنا الخارجية في تركيا، والمعسكرات الثلاثة حققت النتائج المطلوبة من انسجام اللاعبين والتعرف على شخصياتهم عن قرب وتكوين علاقات تناغمية بينهم تزيد من ارتباطهم النفسي، وهو ما انعكس على أدائهم الفني أثناء المباريات الودية التي خاضها الفريق في المعسكرين الأخيرين في ألمانيا وتركيا.
ـ وهل كنت راضياً عن مستوى الفريق في فترة الإعداد؟
نعم أنا راض كل الرضا عما قدمه اللاعبون في فترة الإعداد الطويلة، والتي استمرت قرابة الشهر، ظهر اللاعبون خلالها بقـــــدر كبير من المسؤولية وتحمل المهام وتنفيذها بشكل جيد خاصة اللاعبين الجدد الذين التحقوا بالفريق لأنهم استطاعوا الانصهار مع المجموعة الحالية بشكل سريع أدى إلى ارتفاع المستوى الفني والنفسي خلال الفترة الماضية.
ـ وماذا عن الصفقات الجديدة؟
أشعـــــر بالرضا والراحة النفسية منذ اليوم الأول لوجودي في القادسيـة لأنني استلمت فريقاً يمتلك عناصر طيبة بالإضافة إلى تعاقد الإدارة مع أربعة لاعبين محليين على مستـــوى مميز بجانب الثلاثي البرازيلي المحترف من الموسم الماضي إلتون خوزيــه وبيسمــــارك فيـــريرا وجون كلي سيلفا، كما أنهينا التعاقد مع المهاجم النيجيري ستانلي أوهاتشي والعاجي هيرفي غاي ولم يتبق سوى لاعب واحد فقط على وشك الانضمام إلى صفوف الفريق ليكتمل العدد إلى ستة.
ـ تمتدح الإدارة كثيراً ألا ترى أن ذلك قد يُفسر بأنه مجاملة واضحة؟
أنا أمدحها لأنها تستحق الإشادة والشكر أيضاً لأن أي مدرب يسعى إلى النجاح لابد له من خطة عمل ممنهجة ومدروسة ويعرضها على إدارة ناديه للموافقة عليها أو الرفض، فلم أر من إدارة القادسية برئاسة معدي الهاجري إلا تعاملا احترافيا رائعا واحتراماً غير عادي في تنظيم وتسيير الأمور لصالح الفريق، ومن خلال تعاملي مع أكثر من 4 إدارات سابقة أجزم أن إدارة القادسية لا تقل أبداً رقياً ومهنية واحترافية عن الإدارات السابقة التي عملت مع أنديتها إلا أن الترحاب الذي وجدته من مجلس الإدارة في الساعات الأولى لقدومي أسرني كثيراً وأجبرني على تقديم الشكر وإن اعتبرته مديحاً فيه فلا ضرر أبداً لأنهم يستحقون.
وهل هنــاك تــــدخل من الإدارة
في الأمور الفنية؟
إطلاقاً لم يحدث ولن يحدث، لأنني كما قلت لك أتعامل مع إدارة احترافية بشكل كبير وتدرك تماماً معنى العمل الفني والعمل الإداري لذلك وجدت من اليوم الأول لعملي بالفريق من الإدارة وبالإجماع منحي جميع الصلاحيات الفنية، وأنا كمدرب محترف أعرف ما لي وما علي، وأعرف أيضاً أن أي عمل ناجح لابد من اكتمال عناصره الفنية والإدارية بشرط ألا يحدث تداخل في الاختصاصات، وهو ما يحدث بالفعل في القادسية لأنهم يرغبون في تقديم أنفسهم بشكل أفضل ويمتلكون طموحات كبيرة في الارتقاء بمستوى الفريق في البطولات المحلية والتطلع إلى ما هو أبعد.
ـ وهل تتفق طموحاتك مع آمال إدارة القادسية؟
منذ الوهلة الأولى والأمور تسير في طريقها الصحيح، هم يمتلكون آمالاً كبيرة في النهوض بفريقهم والبحث عن مراكز متقدمة وأنا كمدرب محترف أبحث عن مواصلة نجاحــاتي في الدوري السعودي وهذا حق مشروع لي وللنادي، والجميل أننا بالفعل نلتقي في الاثنين الطموح والآمال وأنا عموماً أسعى إلى تقديم عمل مميز، وتحقيق حلم جديد لي من خلال تكوين فريق يمتلك القدرة على المنافسة والبحث عن المراكـــز المتقدمـــة، لكن أرتب في البداية على ضمان البقاء، ثم بعد ذلك أعمل على الخوض في مهمـة أكبر وهي الدخول مع الكبار في المنافسة على المراكز المتقدمـة لاسيما وأنني أمتلك لاعبــين يمتلكون الأدوات والإمكانيات التي تمكنهم من ذلك.
ـ هل هناك منهج تدريبي تعتمد عليه في تحقيق طموحاتك؟
لا يوجد منهج محدد أو مبدأ تدريبي ثابت أسير عليه في مشواري التدريبي، لكني أمتلك قناعات وثوابت ومشروعاً أرسمه لنفسي وأحاول تحقيقه من خلال اجتهادي وكيفية تعاملي مع كل فريق أعمل به حسب ظروفه الفنية والمادية والجماهيرية والنفسيـــــة والمعنوية، وكلها أدوات في غاية الأهمية لكل مدرب يسعى إلى النجاح، بالإضافة إلى نوعية العناصر التي يستعين بها من لاعبين محليين ومحتــــرفين وأجانب ومدى التوافق مع إدارة النادي التي أعمل بها ولابد من وجود منهجية مشتركة بين الإدارة والجهاز الفني حتى يتم الانسجام بين المجموعة ككل والبيئة المحيطة التي تؤثر بشكل كبير في نجاح المنظومة.
ـ وهل يتوقف سقف طموحاتك عند المنافسة على المراكز المتقدمة فقط؟
أنا مدرب محترف وليس لي سقف محدد من الطموحات، إلا أنني أتمنى الوصول إلى القمـة مع فريقي ولكني أركز كثيراً في كيفية التعامل مع كل مباراة على حدة وهو ما يشغلني عن أي شيء آخر.
ـ هل اختلفت نظرتك للرائد بعد قيادتك القادسية؟
الإجابة على هذا السؤال تحتاج إلى وقت أكثر للإجابة عليه، لأن الوقت ما زال مبكراً للحكم على العمل بالقادسية وعقد مقـارنة بينــه وبين الرائد لأن كل نـاد له عاداتــه وتقاليـــده وأسلــوب عـمـــــل مختلـف عن الآخــــر، ومنهــج وطريقــــة، لذلك الإجابة على هذا السؤال حالياً لن يكون موضوعياً.
ـ هل يحتـــاج اللاعب السعــودي
إلى ترويض؟
إطلاقاً اللاعب السعودي لا يحتاج إلى ترويض، ولكن أكثر ما يكون اللاعب أحوج إليه هو أن تزرع في داخله الثقة بالنفس لأن اللاعب السعودي إذا لمس في مدربه الصدق والتعامل الجيد والمعاملة الطيبة والحرص على توجيهه وتطويره وتوجيه قدراته فسيبادر بكل قوة للتجاوب مع المدرب، لأن المدرب لمس الأمور الإنسانية في اللاعب وهو أكثر ما يقرب اللاعب السعودي إلى المستطيل الأخضر، وهذا ما سأقــدمــه للاعبي القادسية.