|


أبناء أضاعوا إرث الآباء

تقرير – محمود وهبي 2017.08.16 | 05:16 am

لطالما سعى أبناء أساطير كرة القدم السير على خطى آبائهم، فالبساط الأخضر كان وما زال شاهداً على عائلاتٍ قدّمت عدداً من اللاعبين الأقارب الذين تألقوا في فترات مختلفة، لكن نجومية الآباء لا تعني انتقالها بشكل وراثي إلى الأجيال التالية مع وجود أبناءٍ بحثوا عن مجد الآباء دون أن يلمسوا ولو نسبة صغيرة منه. وتسلّط "الرياضية" الضوء في التقرير التالي على الطريق الصعب الذي سلكه أبناء مجموعة من أبرز الأساطير في التاريخ الكروي، لتكشف عن المسيرة المظلمة لكل من دييجو مارادونا سيناجرا، وستيفان بيكنباور، ويوردي كرويف، وغيرهم من اللاعبين الذي حملوا اسماً رناناً على الورق.

دييجو سيناجرا (ابن مارادونا)
وُلد دييجو سيناجرا في 20 سبتمبر من العام 1986 أثناء تواجد والده النجم الأرجنتيني الأسطوري دييجو مارادونا مع نادي نابولي في إيطاليا، وحمل اسم والدته الإيطالية كريستيانا سيناجرا التي تكفلت بتربيته. ودخل دييجو الابن إلى أكاديمية نابولي عندما بلغ الـ 11 من العمر، قبل أن ينتقل عام 2004 إلى أكاديمية نادي جنوى، وقد أظهر خلال تلك الأعوام إمكانيات ملفتة شبهها البعض بإمكانيات والده. وبدأ سيناجرا مسيرته الاحترافية عام 2005 مع نادي تشيرفيا المغمور، وتنقل في الأعوام التالية بين أندية أخرى دون أن ينجح في لفت أنظار الأندية الكبرى، ليقرر عام 2008 بدء مسيرة من نوع آخر مع انضمامه إلى المنتخب الإيطالي للكرة الشاطئية، حيث حقق نجاحاتٍ بعد مساهمته في قيادة منتخب بلاده نحو التأهل إلى نهائيات كأس العالم للكرة الشاطئية، والفوز مع نابولي بلقب الدوري الإيطالي لهذه الرياضة.

ستيفان بيكنباور "ابن بيكنباور"
يُعتبر فرانتس بيكنباور أحد أبرز الرموز الرياضية في ألمانيا، فهو قاد المانشافت نحو الفوز بكأس العالم عام 1974 كلاعب، قبل أن يكرر الإنجاز نفسه كمدرب عام 1990، بعيداً عن الإنجازات الكثيرة التي حققها مع نادي بايرن ميونيخ. ومن بين أبناء فرانتس الخمسة، كان ستيفان الابن الوحيد الذي قرر أن يسلك طريقاً شبيهاً بوالده، حيث تأسس في أكاديمية النادي البافاري وتخرج منها عام 1986، لكنه لم ينجح بعد ذلك في كتابة أي سطر مميز عبر مسيرة متواضعة. ولم يُمثّل ستيفان الفريق الأول لبايرن ميونيخ في أي مباراة رسمية، وقد اقتصرت مشاركاته الأخرى على أندية من الصف الثاني، ومن بينها أندية ميونيخ 1860 وكيكرز أوفنباخ وساربروكن، قبل أن يعلن عن اعتزاله عام 1997 وهو في الـ 28 من العمر. وفارق ستيفان بيكنباور الحياة في 31 يوليو عام 2015 بعد صراع طويل مع المرض، علماً أنّه كان حينها مدرباً لفريق الشباب للبايرن.

إدينيو "ابن بيليه"
لعب النجم البرازيلي الأسطوري بيليه الجزء الأكبر من مسيرته الكروية مع نادي سانتوس البرازيلي، حيث خاض محطة وحيدة أخرى وكانت مع نادي كوزموس الأمريكي قبل اعتزاله. وبعد مرور 16 سنة على انتهاء رحلة بيليه مع سانتوس، تعاقد النادي البرازيلي عام 1990 مع حارس المرمى إدسون ناسيمنتو المعروف بإدينيو، وهو الابن الأكبر لبيليه الذي كان يتمنى أن يسير ولده على خطاه في عالم المستديرة ومع النادي نفسه، لكن هذا الأمر لم يتحقق. ولم يلعب إدينيو سوى قرابة 300 مباراة في مسيرته بأكملها، مقارنة بالمباريات التي تألق فيها بيليه والتي تجاوز عددها الألف مباراة، علماً أنّ إدينيو لم ينجح في تحقيق أي لقب فردي أو جماعي خلال رحلته القصيرة في الملاعب، حيث قرر الاعتزال وهو في الـ29 من العمر دون أن يلعب لأندية كبيرة سوى سانتوس، ودون أن يحظى بفرصة تمثيل المنتخب البرازيلي ولو في مباراة واحدة.

يوردي كرويف "ابن كرويف"
نقل الراحل يوهان كرويف ابنه يوردي إلى أكاديمية لا ماسيا الكتالونية بعد تعيينه كمدير فني لبرشلونة عام 1988، حيث أمضى يوردي 4 أعوام قبل ترقيته إلى الفريق الثاني لبرشلونة عام 1992، ووصولاً إلى الفريق الأول بعد سنتيْن ليلعب موسميْن تحت قيادة والده. وانتهت مهمة يوهان مع البرشا عام 1996، الأمر الذي ساهم بانتقال ولده إلى مانشستر يونايتد، وهي المحطة التي مثّلت منعطفاً كبيراً في مسيرة يوردي. وأمضى يوردي 4 مواسم في صفوف الشياطين الحمر، لكن هذه التجربة أحيطت بكثرة الإصابات التي حرمته من صقل أرقامه، حيث شارك خلال هذه المواسم في 34 مباراة فقط في مسابقة الدوري الإنجليزي. وعاد يوردي إلى إسبانيا عام 2000 من بوابة ديبورتيفو ألافيس، حيث خاض تجربته الأفضل، واعتزل عام عام 2010 بعد محطات لم تعرف النجاح مع إسبانيول وميتالور الأوكراني وفاليتا المالطي.

مادس لاودروب "ابن لاودروب"
منح الاتحاد الدنماركي لكرة القدم عام 2006 جائزة أفضل لاعب في تاريخ الدنمارك للمهاجم مايكل لاودروب، الذي مثّل خلال مسيرته أندية عريقة مثل يوفنتوس وبرشلونة وريال مدريد، بعيداً عن الأرقام الملفتة التي حققها مع منتخب بلاده في الفترة ما بين 1982 و1998. وقدّمت عائلة لاودروب أسماء لامعة للكرة الدنماركية، ومن بين براين الأخ الأصغر لمايكل، ووالدهما فين لاودروب الذي مثّل منتخب الدنمارك كحارس للمرة في سبعينيات القرن الماضي. ورُزق مايكل في 9 فبراير عام 1989 بابنه مادس الذي بدأ بممارسة كرة القدم منذ أن كان في الـ 6 من العمر، لكنه لم ينجح بالاقتراب إلى ما وصل إليه والده وعمه وجده، حيث شارك لدقائق قليلة في كافة محطاته بين مجموعة من الأندية الدنماركية، قبل أن يقرر الاعتزال قبل عامين وهو في الـ 26 من العمر.

دارن فيرجسون "ابن فيرجسون"
قام المدرب الإسكتلندي الأسطوري السير أليكس فيرجسون بترقية ابنه دارن إلى الفريق الأول لمانشستر يونايتد عام 1990، حيث أمضى الأخير المواسم الـ 4 الأولى من مسيرته دون أن ينجح في حجز مقعده ضمن قائمة الأسماء اللامعة التي قادها والده أليكس في تلك الفترة، لينتقل عام 1994 إلى نادي ولفرهامبتون. ولعب فيرجسون الاسم 5 مواسم تحت شعار فريقه الجديد دون أن ينجح في قيادة ولفرهامبتون إلى مصاف أندية الدرجة الأولى، قبل أن يخوض تجربة قصيرة لم تعرف النجاح مع سبارتا روتردام الهولندي. وعاد فيرجسون عام 1999 إلى إنجلترا مع انتقاله إلى نادي ريكسهام المغمور، وصعد معه إلى الدرجة الثالثة عام 2003. وبدأ دارن مسيرته التدريبية عام 2007، وهو يدرب حالياً نادي دونكاستر في الدرجة الثالثة، لكن نسبة انتصاراته كمدير فني لم تتعد الـ 42 بالمئة، على عكس والده الذي يُعتبر أحد أفضل المدربين في تاريخ كرة القدم.

بول دالجليش "ابن دالجليش"
تُوّج الهداف الإسكتلندي كيني دالجليش بـ 29 لقباً خلال مسيرته التي ارتدى خلالها قميصي سيلتيك الإسكتلندي وليفربول الإنجليزي، قبل أن يضيف إلى قائمة إنجازاته 13 لقباً كمدرب. ورُزق دالجليش بـ 4 أولادٍ من زوجته مارينا، ومن بينهم بول دالجليش الذي حاول أن يمضي على خطى والده في عالم كرة القدم وبمساعدةٍ منه، حيث بدأ بول مسيرته الاحترافية عام 1997 في وقت كان فيه كيني مدرباً للفريق. ولعب بول كوالده في مركز المهاجم، لكنه لم يسجل سوى 22 هدفاً في مباريات الدوري طوال مسيرته ومع أكثر من 10 أندية مثلها بين 1997 و2008 في إسكتلندا وإنجلترا والولايات المتحدة. وبدأ بول مشواره التدريبي عام 2010 في الملاعب الأمريكية، وهو يقود حالياً نادي أوتاوا فيوري الكندي، لكنه ما زال يبحث عن لقبه الأول في مسيرته التدريبية.
شرح الصور:
الصورة 1: مارادونا وابنه الإيطالي دييجو سيناجرا
الصورة 2: بيكنباور مع ابنه الراحل ستيفان
الصورة 3: إيدينيو
الصورة 4: بيليه
الصورة 5: يوهان كرويف المدرب وابنه يوردي اللاعب مع برشلونة
الصورة 6: مادس لاودروب
الصورة 7: مايكل لاودروب
الصورة 8: دارن فيرجسون
الصورة 9: أليكس فيرجسون
الصورة 10: بول دالجليش
الصورة 11: كيني دالجليش


أبناء أضاعوا إرث الآباء

أبناء أضاعوا إرث الآباء

أبناء أضاعوا إرث الآباء

أبناء أضاعوا إرث الآباء

أبناء أضاعوا إرث الآباء

أبناء أضاعوا إرث الآباء

أبناء أضاعوا إرث الآباء

أبناء أضاعوا إرث الآباء

أبناء أضاعوا إرث الآباء