|


فتحت أبواب الدوري السعودي للتونسيين

حوار . عبدالغني عوض 2017.10.06 | 07:06 am

منذ أن حط التونسي جميل قاسم مدرب فريق الوحدة الأول لكرة القدم، رحاله على الأراضي السعودية.. وهو يتنقل من الغرب إلى الشرق ومن الوسط إلى الشمال؛ لنقل خبرته العريضة التي لا تليق إلا بالأستاذ الأول في الرياضة.
سلسلة خبرات قادته ليسجل اسمه بخط عريض في إنجازات دوري الدرجة الأولى، بعد أن نجح في الصعود بأربعة أندية إلى الدوري السعودي للمحترفين..
حلق بالأنصار.. والعروبة.. والقادسية.. وبعدها الاتفاق، ونقلها جميعاً من الأولى إلى عالم الأضواء في البطولة السعودية الأقوى..
نجاحاته أغرت الوحداويين لاستقطابه طمعاً في أن يحلق بهم إلى دوري المحترفين، إلا أن الطموحات اصطدمت بسلسلة من المشاكل المادية والنفسية..
قاسم.. حل ضيفاً على "الرياضية" وتحدث بصراحة مطلقة، كاشفاً ما يدور خلف أسوار نادي الوحدة، إضافة إلى سر نجاحه في الدوري السعودي للمحترفين، إلى جانب تفاصيل مثيرة تتعرفون عليها من خلال الحوار.
ـ ماذا يحدث في الوحدة؟
ما يحدث لفريق الكرة في الوحدة فاجأني شخصياً، لأنني لم أتوقع كم المشاكل التي رأيتها بنفسي منذ قدومي، ومن يظن أن مشكلة الوحدة فنية فهو واهم، لأن الأزمة الكبرى في النادي ليست الفنيات أو مستويات اللاعبين أو حتى نتائجهم، وإنما المشكلة تكمن في الأزمة المالية التي تهدد مسيرة الفريق في دوري الأمير فيصل دوري الأولى، خاصة بعد تراجع ترتيب الفريق إلى المركز السادس، رغم أنه الأقرب إلى القمة بعد المعسكر الناجح الذي خاضه الفريق ولعب عدة مباريات مهمة ومفيدة، لكن اللاعبين يلعبون تحت ضغط نفسي صعب.
ـ وما سر الضغوط النفسية على اللاعبين؟
كيف يعطي أي لاعب داخل الملعب ولديه مشاكل مادية متعلقة بمستقبله أو أسرته؟ ولاعبو الوحدة لهم مستحقات تصل إلى 10 شهور، كما أنهم يلعبون دون القوام الأساسي للفريق، وما حدث قبل مباراة جدة في افتتاح الدوري أثر كثيراً علـى نفســـياتـــهم ونفسيات الجهاز الفنـــي أيضاً، عندمـــا تفاجـأ أن 10 لاعبـــين غير موجودين فــي التشكيل الأساسي لعدم تســـــجيلهم، وأيضـــا فشل توفيـر المبالـغ المســــــتحقة لتســــــــجيل اللاعبين المحترفين، وأكثر من 6 لاعبين محليين لا تستطيع الإدارة قيدهم.

تأثير سلبي
ـ وهل أثرت تلك الظـــروف علـى أداء ونتائج الفريق؟
بالطبع أثرت تأثيــراً سلبياً، ففريقي يستحق الصــدارة لـو أن الظـروف مختلفــة، فرغم فوزنـا على الطائي في أرضه ووسط جمهوره وتعادلنا مع جدة والكوكب، إلا أن اللاعبين تأثروا كثيراً بالظروف المحيطة بهم والتي جعلتهم يطالبون مني إجازة 48 ساعة لحين تحسن حالتهم النفسية وإيجاد حل في الأزمة المالية، رغم أنه لا توجد أية مشكلة فنية أو تكتيكية أو بدنية في الفريق، ولكن الأحداث الغريبة المتلاحقة أثرت فيهم بشكل كبير، بداية من تأخر رواتبهم ومروراً بأزمة تسجيل اللاعبين ونهاية بتغيير رئيس النادي وتكليف آخر، وكلها عوامل أدت إلى تراجع النتائج.
ـ وهل ستستمر في قيادتك للوحدة في ظل تلك الظروف؟
أي مـدرب في العالم لا يمكن أن يعمل في ظل تلك الظروف الصعبة جــــداً، لكني ارتبطت بكلمة شرف مع الإدارة الوحــــداوية، باعتبــــــار أن العمل في نادي الوحدة شرف لأي مــدرب لما يتمتع به النادي من تاريخ عريق واسم كبير في عالم الكرة السعودية، لذلك تحملت وما زلت أتحمل، إلا أن استمرار تلك الأوضاع ربما يغير قناعاتي في الأيام المقبلة لأن بالفعل "للصبر حدود".

الأزمة المالية
ـ وكيف تديـر الأمور الفنية وسط هذه الألغام؟
كمـا قلت الصبر ســمة مهمـــة من سمات المدرب الناجــــح، بالإضافة إلى مطالبتي الدائمة للاعبين بضرورة تحمل تلك الظروف والصبر أيضاً، رغم اقتناعي التام بأنهم على حق في المطالبة بحقوقهم مثل أي لاعب في العالم، رغم أن الأزمة المالية تحولت إلى نفسية أيضاً، بعد قرار الاتحاد الدولي فيفا بمعاقبة الفريــق بخصم 3 نقاط منه أو هبوطه إلى الدرجة الثانية، إذا لم يتمكن النادي من تسديد مستحقات المدرب الأورجوياني الســـــابق للفريق، وكلها أمور فعلاً قادرة على هز أي لاعب، ولكن نحاول مع الجهاز المعاون إبعاد اللاعبين عن تلك الحالة والتركيز في الأمور الفنية التي ربما تكون الطريق الوحيد إلى رأب الصدع إذا ما عادت إليهم الانتصارات من جديد.
ـ وما تقييمك للاعبي الوحدة فنياً؟
لاعبو الوحدة يمتلكون مهــــارات طيبة وحساً فنياً متميزاً، إضافة إلى أنهم لاعبون صغار السن وشباب تنقصهم الخبرة فقط ومعظمهم لم يشارك الموسم الماضي، مما يدفع فيهم روح الحماس والرغبـــــة في إثبــات أحقيتهم بالمشــــاركة، وكذلك لديهم قـــدرة كبيرة على استيعاب الخطـــــــط والتعليمات الفنية بشـكل سريع، ويوجد بالفريق أكثر من أربعة لاعبين قادرون على الانضمام إلى المنتخبات الوطنية السعودية، لاسيما بعـد أن اختير زميلهم جابـر عسـيري ضمن عناصر المنتخـب الأولمبي منذ أيام قليلة، بشــــرط أن يتم تدعيمهم مادياً ومعنوياً والقضـاء على جميع الأزمات التي تواجههم فــــي الفتــرة الحالية.

أمل الصعود
ـ وما دور الجهاز الإداري المعاون في إنهاء تلك الأزمات؟
بصراحة أرفع القبعة إلـى مروان دمنهــوري المشــرف العام علـى الفريق، وعصمت بابكر مديــر الكرة، ومعهما رئيـس النادي الحالي، لما يبذلونه من جهد لإزالة الأزمات التي تواجه اللاعبين، وما زالوا يحاولون على قدر استطاعتهم، من أجل أن تسير القافلة بلا عناء أو أزمات قاسية تهدد تحقيق أمل الصعود إلى دوري المحترفين السعودي، الذي يحتاج إلى جهد كبير وفلسفة خاصة.
ـ وما فلسفتك في التعامل مع لاعبي الوحدة؟
أميل دائماً إلى التعمق فــي نفسياتهم والتعرف على مشاكلهم والوقوف معهم ومساندتهم، خاصة في تجربتي الصعبة مع نادي الوحدة التي عانيت منها شخصياً مع اللاعبين، لاسيما في ظل المشاكل الإداريـــة التي تنعكس نتائجها على أداء الفريق وعلى نفسيات اللاعبين، الذين كما قلت يحتاجون إلى مدرب نفسي أكثر من مدرب فني، وأحمد الله على أن الله حباني بتلكما الموهبتين في الوقت والمكان المناسب، وكلها مبادئ كانت سبباً في نجاح تجربتي في العمل بالدوري السعودي، حيث تمكنت خلال فترة وجـودي بالمملكة من فتح أبواب التدريب للمدربين التونسيين على مصراعيها.

السمعة الطيبة
ـ هل هناك عوامل أخرى أدت إلى غزو المدربين التونسيين أندية الأولى هذا الموسم؟
طبعـاً أنا فتحت الطريق أمامهـم، إلا أنهـم يمتلكون مقومات أخرى كثيرة مثل حــب العمــل والانضباط ومعرفـة نفسيات اللاعب السعودي الذي يميل إلى المدرب المرن الذي يهتم بمعنوياتـــــه ونفسياته، بالإضافة إلى أنهم يميلون إلى المدرسة التونسية في التدريب، التي تعتمد على الدقة والمحافظة على كل تفاصيل اللاعبين، بما تعلموه ودرسوه في أكاديميــات "أ" صاحبة السمعة الطيبة، التي قادتهم إلى العمل بدوريات أخرى إلى جانب الدوري السعودي، كالـدوري المغربي والجزائري والعديـد مـن الأندية الإفريقية.
ـ وما الفارق بين العمل في دوري المحترفين ودوري الأمير فيصل بن فهد لأندية الدرجة الأولى؟
أي مـدرب يتمنى العمل بدوري المحترفين، نظراً لسهولة مفرداته وقدرته على التعامل الجيد معه خططياً وفنياً وإعلامياً، وتكون أمامه الخيـارات أكثر من لاعبين محترفين، أما دوري الأولى فظروفه أصعب من حيث الملاعب والســفر وقلــة الحافـــز، وعدم وجــــود لاعبين محترفــــين على مســـتوى مميـز يخـــدم مصلحة الفريـق، ويحتاج إلى صبر وقدرات خاصة على كيفية التعامل مع صنوف اللاعبين من هواة ومحترفين.

مستوى فكري
ـ أنت مع أم ضـد قرار عدم تجديد عقد الهولندي مارفيك والاســـتعانة بباوزا؟
أنا مـع الاسـتقرار، لذلـك كنت أميل إلى بقاء مارفيـك الأكثر دراية بلاعبيه وقدراتهــم ومهاراتهـــــم ومشاكلهم، بالإضافة إلى أنه قادهم إلى تحقيق إنجاز الوصول إلى كأس العالم بروسيا، وخاض المنتخب السعودي تجربة مماثلة من قبل وفشلت، إلا أنه يجب علينا الانتظار لحين مشاهدة الأخضر في المونديال مع باوزا، وأتمنى له التوفيق .