|


انتظروا العمالقة من أكاديمية “أوليفر كان”

حوار- أحمد الداود 2017.10.09 | 04:54 am

تيسير آل نتيف، اسم لا يمكن تجاهله في تاريخ الحراسة السعودية، بعد أن ذاد عن مرمي الاتفاق والأهلي والاتحاد والخليج و الفيصلي، وأيضا الخويلدية والنهضة، والمنتخب السعودي الأول، وبعد الاعتزال، فضل أن يواصل ارتداء القفازات ولكن مدرباً للحراس في نادي الخليج، مستغلا خبرته الطويلة في إنتاج جيل جديد من حراس المرمى، كان الأول منهم، مسلم آل فريج، حارس مرمى فريق الفيحاء الأول لكرة القدم حاليا.
كان آل نتيف، واحدا من اللاعبين القلائل الذين تنقلوا بين قطبي جدة، الأهلي والاتحاد، وحقق النجاح في كليهما، في حواره مع “الرياضية”، يكشف سبب هذا الانتقال، وكيف كانت ردة فعله على الضجة التي صاحبته حينها، كما تحدث عن أكاديمية الحراس ومستقبل الحراسة في السعودية، فيما يلي التفاصيل:


في البداية كيف ترى الخليج في موسمه الجديد يعد لدوري الدرجة الأولى؟
ـ حاولنا واجتهدنا في الموسم الماضي للبقاء في دوري المحترفين السعودي، لكن الظروف لم تساعدنا، وبإذن الله نتمنى أن تكون الأيام المقبلة تجربة سعيدة في المرحلة الجديدة لنا كمدربين ولاعبين وأن تكلل بالنجاح.
ما هي الظروف صعبة ؟
ـ مرت علينا مباريات صعبة خاصة من ناحية جدولة الدوري وإصابات وما شابه كما أن المنافسة كانت شرسة، حاولنا أن نبقى واجتهدنا لآخر مباريات ولكن لم نوفق.
البعض يقولون إنك كثير الانفعال ضد التحكيم، هل سلب الحكام جزءا من حظ الخليج ؟
ـ الاعتراض على التحكيم لم يكن من طرفي أنا فحسب بل كان من الجميع وبشهادة المحللين والنقاد، الخليج كان من الممكن ألا يشارك اليوم في دوري الدرجة الأولى لو منح جزءا من حقه، الامتعاض من الحكام كان ظاهرا من الإدارة والجهاز الإداري وكانت التصريحات واضحة.
ألا يمكن القول أن هذا هو الوضع الطبيعي لنادي الخليج بأن يصعد ثم يهبط وألا يواصل بالدوري الممتاز بسبب محدودية الإمكانيات؟
ـ بالعكس هذا غير صحيح فالخليج استمر ثلاثة مواسم متتالية كانت نتائجنا طيبة فيها وفي الموسم الثاني حقق الخليج المركز السابع وهذا يدلل أن وجوده لم يكن صدفة بل استحقاقا، في الموسم الثالث لم يكتب الله لنا التوفيق لكن هذا لا يعني أن يستسلم الخليج لأي ظرف فسنقاتل اليوم لآخر دقيقة في الدرجة الأولى للعودة لمكاننا الطبيعي.

قرار الاعتزال
كيف قررت التوجه إلى التدريب بعد الاعتزال؟
كان هذا قراري مع الاعتزال أن أتجه للتدريب وعندما تركت اللعب أتيحت لي الفرصة عن طريق نادي الخليج و لم تكن البداية مباشرة مع الفريق الأول بل كانت مع الفريق الأولمبي وهي فترة استغللتها بالالتحاق بعدد من الدورات منها دورتان في إيطاليا في رابطة الحراس الإيطالية وكانت دورات مفيدة لي ولكن لم أتوقف عند ذلك فكنت حريصا على الالتحاق بالمزيد من الدورات لذلك حضرت دورات تدريبية من خلال الاتحاد السعودي وحصلت على شهادة c التدريبية وشهادة المستوى الأول لتدريب الحراس، بعد ذلك قررت إدارة الخليج من خلال فوزي الباشا رئيس النادي و نزيه النصر نائبه و حسين الصادق مشرف كرة القدم أنه بإمكاني الانضمام للطاقم الفني للفريق الأول وأنا هنا أشكرهم على منحي الفرصة وقبل ذلك الثقة للتواجد في الفريق الأول برفقة التونسي جلال قادري.
كيف ترى مستوى الحراسة السعودية حالياً ؟
ـ وضع الحراسة في السعودية ليس بذلك السوء بل هو جيد جداً بحكم وجود خمسة أو ستة حراس سعوديين قادرين على اللعب في المنتخب وهذا يعتبر أمرا جيدا، لا بد أن نقارن أنفسنا بالبقية فعلى سبيل المثال في إنجلترا أو في إسبانيا لا يتناوب هذا العدد من الحراس على الدفاع عن شباك المنتخب بل إن الحارس المحلي لا يتواجد بكثرة على مستوى الدوري فأغلب الأندية الإسبانية والإيطالية والإنجليزية تبحث عن حراس أجانب وهذا لا يعني أنهم لا يملكون حراسا محليين.
هل يقارنون بحراس الجيل السابق أم أن المستوى انخفض؟
ـ سؤال يصعب الجواب عليه والمقارنة غير ممكنة فلكل زمان دولة ورجال، وما يمكن أن أقوله إن ذلك الجيل تمكن من المساعدة في إيصال المنتخب لكأس العالم، وهذا الجيل كذلك، الظروف كلها تبدلت ولم يلعب الجميع في جيل واحد لذلك المقارنة صعبة وقد تكون ظالمة أحياناً، ما يمكن أن أقوله إن هؤلاء الموجودين حالياً نجوم وشقوا طريقا صعبا حتى وصلوا للنجومية و يبقى السؤال عن الوصول لما وصل له بعض النجوم السابقين جوابه بعلم الغيب.
ـ أنت مع أو ضد تواجد الحارس الأجنبي وهل ذلك يطور مستوى الحراس؟
ـ القرار جيد ويخدم الدوري ككل لكن السؤال عن تطوير مستوى الحراس فأنا لا أستطيع الحكم الآن فالتجربة حديثة ولكن ما أعرفه أن تطوير الحارس يكون من خلال وجود مدرب حراس يصقل وينمي مواهبه ومهارته ويعزز بعض الجوانب الفنية وهذه مسؤولية مدرب الحراس في المقام الأول، ولا يمكن أن تأتي بمشاهدة الحراس الآخرين.
وكيف ترى مستوى التدريب السعودي وتحديدا مدربي الحراس؟
ـ هناك تطور كبير في مستوى المدربين السعوديين والحمد لله في ظل وجود تركي آل الشيخ رئيس هيئة الرياضة الذي قام خلال فترة قصيرة بخطوات كبيرة بالتعاون مع اتحاد القدم لدعم المدربين السعوديين وعلى رأسها الإلزام بتواجد مدرب وطني مع المنتخبات السعودية، ونشهد قفزة نوعية في الاهتمام بالمدرب السعودي، ونحن نناشد كمدربين للحراس أن تتواصل هذه الخطوات من خلال اللجنة الفنية في الاتحاد السعودي لكرة القدم متمثلة برئيسها طلال آل الشيخ لتقديم برامج خاصة لتدريب الحراس وورش عمل دورية موجهة لمدربي الحراس بهدف تطويرهم والالتقاء لتبادل التجارب.
ماذا عن مستوى حارس الفيحاء مسلم آل فريج الذي أشرفت على تدريبه في وقت سابق ودخول كمية كبيرة من الأهداف عليه هذا الموسم؟
ـ مستوى مسلم ممتاز وهذه تجربة جديدة له ونتمنى له التوفيق، أنا لا أعلم ماهي ظروفه في ناديه الجديد، لذلك لا أستطيع الحديث عن ذلك لكن ما أقوله إني أعرف قدرات مسلم جيداً وأنا واثق أنه حارس كبير وقادر على تقديم الكثير.

بين الأهلي والاتحاد
كنت من القلائل الذين تنقلوا بين قطبي جدة الاتحاد والأهلي، كيف جاءت هذه التجربة؟
ـ عشت أياما جميلة مع الناديين وقبلهما لا أنسى نادي بلدتي الخويلدية ونادي الاتفاق، جميع مراحلي مع الأندية كانت سعيدة.
الأهلاويون كانوا غاضبين من طريقة انتقالك للاتحاد ؟
ـ أنا حصلت على مخالصة من نادي الأهلي وكانوا يرون أنهم غير محتاجين لي ولو كانوا يريدون "تيسير" لما قاموا بذلك، أما محطتي التالية فكانت خيارا يخصني وحدي ولا علاقة للآخرين في القبول أو الرفض كما لا أظن أن المطلوب مني أن أجلس في المنزل حتى يرضوا عني، هل الذين رفضوا انتقالي للاتحاد هم من كان سيمنحني الراتب وأنا أجلس في بيتي؟
لكن الغضب تمثل بأن الأهلي وقع معك المخالصة لتتجه إلى الخليج وبعدها تفأجأ بتمثيلك للاتحاد؟
ـ لا، هذا ليس محل النقاش فأنا بحصولي على المخالصة انتهى ارتباطي مع الأهلي ولا أحد يملك أن يلزمني باللعب لناد معين وكنت أملك الخيار في اللعب للاتحاد أو الهلال مثلاً أو أي ناد آخر داخل أو خارج السعودية، كل ما تم برضاء الخليج ورضاء الاتحاد وقبلهم رضائي أنا وبعد انتهاء ارتباطي مع الأهلي فلا أرى أي مشكلة.
كيف كان الاتفاق بين الخليج والاتحاد ؟
ـ لا أعلم لم يكن الموضوع يعنيني، وما أعرفه أني حصلت على مخالصة من نادي الخليج واتجهت للاتحاد وما جرى بين الناديين ليس من خصوصياتي لأتدخل فيه.
يقال أن حسين الصادق أثر كثيراً في مشوارك كلاعب وساهم في انتقالك للاتحاد أوكمدرب الآن؟
ـ حسين بالنسبة لي أخ وصديق وزميلي في مدينة جدة لمدة 10 سنوات، ومن يعرف حسين من المستحيل لا يستفيد منه، فهو واحد من القلائل الذين يتميزون داخل الملعب وخارجه ويملك رؤية فنية وخبرة واسعة أفادتني أثناء تواجدي في المنتخب أو مع الاتحاد أو الأهلي وحتى في التدريب حالياً ولكن فيما يتعلق بالتدريب فقد تلقيت عرضا من الخليج من خلال الرئيس فوزي الباشا ونزيه النصر نائبه وحسين نفسه كمدير للكرة ووجدت أنها فرصة ملائمة لأباشر مشواري كمدرب فلهم الشكر على ذلك، أما بالنسبة للاتحاد فكان القرار من منصور البلوي وبتواجد الإداري حمد الصنيع الذي أبارك له تكليفه أخيراً برئاسة الاتحاد حيث قرروا أنهم بحاجة لحارس وتواصلوا معي ورحبت بذلك.
ـ ما رأيك بتكليف الصادق ليكون ممثلاً للهيئة في أكاديمية أوليفر كان؟
ـ نفتخر بهذا التكليف لكونه واحدا من عمالقة الكرة السعودية وواحداً من أهم الحراس وشهادتنا فيه مجروحة، أما رأيي فيحتاج أن ننتظر لنرى ماذا سيحدث لكن بشكل عام وجود الأكاديمية بحد ذاته جيد جداً وخطوة متقدمة ستصنع حراساً جدداً وتنقذنا من اختفاء المواهب و ستخدم الكرة السعودية في المستقبل. وإخراج حراس ليس سهلا، فالحراسة مشكلة عالمية لذلك أندية أوروبا لا تخرج حراسا عادة وتشتري الحارس العملاق الجاهز بعد بروزه مع المنتخبات والاندية الأخرى.