|


السعوديون أحرجوني.. وانتظروني في أبها

حوار - سلمان المسدر 2017.10.09 | 04:56 am

على الرغم من سيل الانتقادات الجارف من نقاد السينما المصرية لفيلم "الكنز"، الذي لا يزال يعرض في دور السينما منذ مطلع شهر سبتمبر الماضي، فبالإضافة إلى ضعف الإيرادات الخاصة بالفيلم "16 مليون جنيه مصري"، في الوقت الذي حقق منافسه فيلم "الخلية" رقماً تجاوز الـ 44 مليوناً، وغياب الربط بين العصور الزمنية للفيلم "الفرعوني، المملوكي والنصف الأول من القرن العشرين"، وضعف معظم الشخصيات الرئيسية للعمل، إلا أن الفنان محمد سعد نجح في اقتناص جائزة أفضل ممثل لعام 2017 عن دوره "كضيف شرف في الفيلم" عبر شخصية "بشر الكتاتني"، خلال النسخة الثامنة من مهرجان الفضائيات العربية الذي أقيم الأسبوع الماضي في القاهرة، سعد كشف لـ"الرياضية" عن نجاحه في الخروج من شخصية "اللمبي" التي لازمته طوال الـ 15 عاما الماضية، وأعلن عن عودته إلى السعودية لاستكمال عروض "صبح صبح"، فإلى نص الحوار:

ـ من اللافت الانتقادات الواسعة لفيلم "الكنز" ومع ذلك نجحت في الفوز بجائزة أفضل ممثل لعام 2017عن دورك كضيف شرف فيه، كيف تفسر هذا الأمر؟
لم أتوقع الفوز بجائزة النقاد ولجنة التحكيم، ظننت أن الأمر "مزحة" ثقيلة من أحد الزملاء في بداية الموضوع، إلا أنني مقتنع تماما بأن شخصية "بشر الكتاتني" التي قمت بأدائها من أهم وأجمل أدواري في تاريخي السينمائي، الفيلم عامة لم يكتمل، هناك جزء ثان ربما يكمل فكرة الفيلم الأساسية، أنا أصنفه كأحد أجمل الأفلام التي قدمت في السنوات الأخيرة وقيمته الفنية عالية جدا.
ـ على الرغم من عدم كونها الشخصية الرئيسية للفيلم ولم تأخذ دور البطولة المطلقة، البعض اعتبرها خطوة جريئة بقبولك لعب دور مساند للفنان محمد رمضان؟
لا أفكر في دور البطولة المطلقة، أنا أعرف حجمي ومستوى تأثيري في مسيرة السينما المصرية، ولدي ثقة عالية في نفسي، عندما عرض علي المخرج شريف عرفة ـ وهو بالمناسبة مخرج مستنير وواع ومثقف أيضا ـ لم أتردد في قبول المشاركة في الفيلم، دوري محرك لمعظم مشاهد الفيلم ويكاد يكون هو العمود الفقري لمسيرة الأحداث فيه، محمد رمضان فنان موهوب ورائع كذلك، الآن أغلب الأفلام البطولة جماعية والأهم النص الذي يحتوي كل الأسماء المشاركة.
ـ الفيلم في نظر كثير من النقاد والجمهور لم ينجح، وفشل في مجاراة موجة أفلام "الأكشن"، فالسقا وصلت إيرادات فيلمه قرابة الـ 60 مليونا، وكذلك أحمد عز في "الخلية" في طريقه لتحقيق 50 مليون جنيه، ما رأيك ؟
الفيلم ناجح ومتميز من الناحية الفنية، أرقام الإيرادات التي حققها الفيلم ليست سيئة، 16 مليون جنيه خلال 30 يوما من انطلاق عروضه أعتقد أنه رقم جيد، ربما طول مدة الفيلم "3 ساعات" كان لها تأثير كبير في انخفاض الإيرادات، بعض الأفلام المنافسة لا تزيد مدة عرضها عن الساعة ونصف ما يساعد على عمل عدة عروض داخل دور السينما، بالإضافة إلى ما ذكرت مسبقاً أن الفيلم لم تكتمل فكرته الرئيسة وربما تتغير المعادلة بعد عرض الجزء الثاني الذي انتهينا من تصويره أخيراً.
ـ بأدائك لدور أقرب للتراجيديا في "الكنز"، هل نستطيع القول إنك ستودع باقي الأدوار الكوميدية التي التصقت بك عبر شخصياتك المختلفة أم الموضوع تحول مؤقت فقط نحو الدراما؟
ابتداء أود توجيه الشكر للمخرج الكبير شريف عرفة، الذي استطاع إخراجي من عباءة "اللمبي"، ربما كان في مخيلتي مسبقاً أن ألعب مثل دور شخصية "بشر الكتاتني" بتركيبتها الجادة والمركبة، إلا أنني لم أجد النص المناسب الذي يرضي غروري في التحول نحو الدراما والأجواء الجادة وإن كانت لا تخلو من نفس كوميدي في كثير من المشاهد.
ـ بعد أدائك لدور درامي ونجاحك في الفوز بجائزة مهمة، هل ستتجه نحو التلفزيون من خلال المسلسلات كما يفعل البعض لا سيما في ظل انخفاض إيرادات أفلامك الأخيرة في السينما؟
المرحلة المقبلة بالنسبة لي هي مرحلة فرز، أعتقد أنني بحاجة لمراجعة جميع الشخصيات التي قدمتها في الفترة الأخيرة، ومحاولة الخروج بنفس وشكل وحبكة درامية جديدة للشخصيات، لدي الآن العديد من العروض من النصوص التلفزيونية وكذلك مشاريع أفلام سينمائية، وسأفكر طويلا بشأن الخطوة المقبلة.
ـ ماذا عن استكمال خطة عروضك الفنية لمسرحية "صبح صبح " التي تم عرضها في مدينة الرياض خلال إجازة عيد الفطر الماضي؟
أعتقد أنني سأعود قريباً برفقة فريق العمل لاستئناف عروض مدينة جدة والدمام وكذلك أبها، نحن فقط ينقصنا إتمام بعض الأمور التنظيمية والإدارية بعد العرض الذي أستطيع وصفه بالناجح في مدينة الرياض.
ـ ما الذي تود قوله حول تجربة العرض المسرحي لك في السعودية، وكيف ترى المشهد الفني السعودي عامة؟
التجربة كانت ممتعة، الجمهور السعودي أحرجني بثقافته الفنية العالية، كانوا يكملون النكتة قبل أن أقولها، يفهمون جميع "الإفيهات" بحكم اطلاعهم الواسع على السينما والمسلسلات المصرية، وهذا أمر محرج بالنسبة لي ويضعني أمام تحد كبير، المشهد الفني السعودي في تطور عبر المسلسلات الكوميدية، أعتقد أنه يحتاج إلى أمرين حالياً: إنشاء دور للعرض السينمائي لكي تتبلور معظم التجارب الشبابية السينمائية، وكذلك تفعيل دور المسرح بشكل أكبر.


السعوديون أحرجوني.. وانتظروني في أبها