ميسي العملاق.. شكراً ميسي.. ميسي هو الأرجنتين.. هكذا كانت بعض الكلمات التي اختارتها مجموعة من الصحف العالمية للوقوف عند الليلة الاستثنائية التي حوّلها ليونيل ميسي إلى ما يشبه الخيال في العاصمة الإكوادورية كيتو، فهو استبدل آلام الجماهير الأرجنتينية التي لامست خيبة الإقصاء بآمالٍ أطلقت أحلام عودة منتخب التانجو إلى عرش المونديال تحت قيادة نجمٍ اعتاد على لعب دور البطولة أينما حل، وهو سيحلّ على روسيا ضيفاً يرحّب به القاصي قبل الداني لأنّه أكثر من يجيد العزف على قيثارة كرة القدم. ثلاثية ميسي التي دكّت شباك الإكوادور دحضت فكرة غريبة عنوانها: مونديال بلا الأرجنتين، وفكرة أكثر غرابة فحواها: مونديال بلا ميسي.
وأمام صورة لميسي أثناء احتفاله مع بقية زملائه بالتأهل، اختارت صحيفة "أوليه" الرياضية الأرجنتينية عنواناً عريضاً كتبت فيه أنّ "ميسي هو الأرجنتين"، قبل أن ترسل شكرها لمن وصفته بأفضل لاعب في العالم بعدما تكفّل بقيادة منتخب بلاده للفوز على الإكوادور ونقله إلى نهائيات المونديال الروسي، قبل أن تتحدث في إحدى صفحاتها عن واحدة من أجمل المباريات في تاريخ نجم برشلونة الذي حقق آمال الأرجنتينيين في ليلةٍ سجل فيها أول ثلاثية له منذ أن بدأ بخوض مباريات التصفيات.
وخصصت صحيفة "لا ناسيون" الأرجنتينية صفحتها الأولى صباح أمس للحديث عن التأهل الأرجنتيني تحت عنوانٍ رئيسي قالت فيه "شكراً ميسي"، قبل أن تسلّط الضوء على الثلاثية التي حجزت لمنتخب التانجو مكاناً في روسيا. وتحدّثت الصحيفة نفسها في عنوانٍ جانبي عن الرحلة المتقلبة لهذا المنتخب في التصفيات، وعن تمركزه في الترتيب الثالث لمنطقة أمريكا الجنوبية بعدما نجح في قلب الطاولة على الإكوادور على الرغم من صعوبة المهمة في ارتفاعات العاصمة كيتو.
وأظهرت صحيفة "إل تيريتوريو" الأرجنتينية بدورها عنواناً ملفتاً أثناء وقوفها عند ليلة ميسي الساحرة، حيث اختارت لصفحتها الأولى عنواناً كتبت فيه "ميسي العملاق"، كما ذكرت أن قلوب الأرجنتينيين توقفت بعد الهدف المباغت والمبكر الذي سجله أصحاب الأرض بعد لحظات من صافرة البداية، قبل أن يشعّ نجم ميسي في ليلة استثنائية لا تخرج من ذاكرة الكرة الأرجنتينية.
وانتقل صدى إبداعات ميسي إلى الصحف الأوروبية، وعلى رأسها صحيفة "ذا إنديبندينت" الإنجليزية التي نشرت عبر موقعها الرسمي تقريراً ألقت من خلاله الضوء على نجاح ميسي بصقل إرثه عبر الثلاثية التي عادت بالأرجنتين من الخلف. وأضافت الصحيفة بأنّه أصبح من السهل الآن التعرف على هوية اللاعب الأفضل في التاريخ نظراً لما قدمه ميسي في التصفيات الأمريكية الجنوبية بشكل عام، وفي الجولة الختامية في العاصمة الإكوادورية بشكل خاص، حيث ذكرت أن ابن مدينة روزاريو لجأ إلى عبقريته ليحل معضلة معقدة ويُخرج منتخب بلاده من القاع.
ومن ناحيتها، اعتبرت صحيفة "إل بيريوديكو" الكاتالونية أن نجم البرشا اختار هذه الليلة لكتابة جزء جديد من التاريخ الكروي، فهي ذكرت في أحد تقاريرها أن "ميسي الرائع" تمكّن في نهاية المطاف من قيادة منتخب بلاده إلى كأس العالم بعد تقديمه لأداء خرج عن نطاق الوصف، والذي جاء بعد أيام ظهر فيها المنتخب الأرجنتيني وكأنّه على حافة السقوط في خيبة تاريخية عندما لامس شعور التعرّض للإقصاء عند مرحلة التصفيات.
وعجّ موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" بعدد هائل من التغريدات التي ألقت الأضواء على دور ميسي في فك شفرة التأهل الأرجنتيني إلى المونديال، حيث قام الحساب الرسمي لموقع "سبورف" الرياضي بنشر صورة مركّبة أظهرت رأس ميسي على أجسام اللاعبين الـ 11 لمنتخب بلاده، كدلالة على أنّه حمل بنفسه عاتق العبور الأرجنتيني الصعب إلى روسيا، في الوقت الذي نشر فيه حساب موقع "4ـ4ـ2 ستات" صورة أخرى للتطرّق إلى تشكيلة المنتخب الأرجنتيني لمواجهة الإكوادور، والتي أظهرت ميسي وحيداً في الملعب دون بقية زملائه.
وذكر الإعلامي الإنجليزي والكاتب في صحيفة "ديلي ميل" دومينيك كينج أن "سوبرمان" قرر ارتداء ملابس ميسي في ليلة الفوز على الإكوادور، ليسمع عنه الأطفال قصصاً من الخيال بعد 50 عاماً. وبدوره، استخدم النجم السابق والإعلامي الإنجليزي جاري لينيكر حسابه الرسمي لكتابة مجموعة من التغريدات حول نجومية ميسي، بالإضافة إلى تغريدة استغرب فيها فكرة انتهاء التصفيات دون تأهل المنتخب الأرجنتيني، لأن هذا السيناريو سيعني: مونديال بلا ميسي.