|


الملعب بيننا يا هلاليون

حوار - حسام النصر 2017.10.21 | 07:34 am

مصائب قوم عند قوم فوائد، لعله أجمل مثل يمكن أن ينطبق على ما حدث لفريق الباطن الأول لكرة القدم قبل موسمين، وتحديداً بعد القرار التاريخي الذي زف أبناء الباطن إلى دوري الكبار على حساب المجزل، ليفتح لأبناء حفر الباطن أبوابا كانت مغلقة في تلك المحافظة التي ظلت رياضتها تحوم في الداخل.
مهنا العنزي ذو الـ 33 عاما أحد لاعبي الفريق السماوي الذين تألقوا خلال الموسمين الماضيين، فتح قلبه لـ"الرياضية"، ليكشف سر منافسة الباطن لفرق المقدمة، واحتلاله المركز الأول في الجولتين الأولى والثانية من الدوري السعودي للمحترفين، قبل أن يستقر بين الثاني والثالث فيما تبقى منها، وفيما يلي التفاصيل:

كيف ترى مواجهتكم أمام الهلال اليوم السبت؟
الهلال فريق كبير، ومنتشي من فوز آسيوي مستحق باسم الوطن، لكن الملعب دائماً هو الفيصل بعيداً عن الأسماء، وقد استعددنا جيداً للقاء، وبإذن الله نقدم كل مالدينا ونحقق نتيجة إيجابية، والأهم أن يكون التركيز حاضرا طوال التسعين دقيقة، لأن الهلال يسجل من أنصاف الفرص لوجود عناصر مميزة تملك خبرة كبيرة، لكننا تعودنا على المواجهات الجماهيرية، وأمنياتي أن يكون الفوز حليفنا أمام الهلال، الذي أتمنى له التوفيق في مشواره الآسيوي.
كيف تقيم وضع الباطن خلال هذا الموسم؟
الحمد لله الأمور أفضل نسبياً من الموسم الماضي، تصدرنا الدوري في الجولتين الأولى والثانية ثم خسرنا من الأهلي وتعادلنا مع الفتح، والآن نحن في وصافة الترتيب مع الأهلي بفارق الأهداف، وأعتقد أن الأمور أكثر من جيدة جداً حتى هذا التوقيت، فقد وصلنا إلى النقطة 13 في 6 مباريات، بينما أنهينا الدوري في الموسم الماضي بـ 26 نقطة من 26 مباراة.
البداية كانت مميزة ثم تراجعتم.. ما السبب؟
فترة التوقف سببت لنا ربكة غير طبيعية، خصوصاً أن الفريق كان منتشيا بالصدارة، وفي العادة تكون فترة الإيقاف سلاحا ذا حدين، وإيجابية لبعض الفرق، خصوصاً التي لم تقدم المأمول في البداية وتكون لها فرصة لتصحيح الأخطاء، وإعادة ترتيب الأوراق، وفي المقابل تكون سلبية للفرق التي كانت تسير برتم إيجابي وتصاعدي، ونحن في الباطن وأشقاؤنا في الاتفاق قد نكون عانينا نفس المشكلة، والحمد لله تمكنا من الاستفادة في الفترة الثانية، وبدأنا بالفوز بثلاثية على الاتفاق على أرضه وبين جماهيره، وبإذن الله تكون نقاط الاتفاق بداية حقيقية لعشاق السماوي، ونكرر اليوم ما حدث مع الاتفاق أمام الهلال.
هل أنتم مقتنعون بما تقدمونه منذ صعودكم إلى دوري الأضواء؟
بكل صراحة أنا غير مقتنع رغم أن الفريق حديث وجديد في الدوري السعودي للمحترفين، وأي فريق يحتاج عادة لعدة مواسم ليثبت نفسه، لكن بفضل الله أصبح الباطن فريقا يحسب له ألف حساب من خلال النتائج والمستويات، ووجودنا بين المراكز الأربعة الأولى يعطي الأندية الأخرى انطباعا أكثر من ممتاز عن الباطن.
لكن الفتح كمثال لم يكن بحاجة إلى أعوام كثيرة حتى فاز باللقب؟
قد يكون الفتح حالة استثنائية، وهم بالفعل يستحقون ما حققوه على التوالي، دوري المحترفين والسوبر، لكن قد يخلف الإنجاز المبكر العديد من التضحيات، فبعد أن حقق الأشقاء في نادي الفتح الدوري والسوبر أصبحوا يصارعون الهبوط بعدها، وهذا ما أعنيه بالتضحية مقابل الإنجاز.

طموح أكبر
ما هو طموحكم هذا الموسم؟
طموحنا بكل تأكيد المنافسة، وهذا حق مشروع لجميع الأندية، لكن الواقع يؤكد أن الطموح يجب ألا يتعدى المنافسة على المراكز المتقدمة والبقاء في المنطقة الدافئة، ويكون الطموح تدريجيا إلى أن نصل مستوى البقاء بين الأربعة الكبار والمنافسة على بطولات النفس الطويل.
وما الأخطاء التي جعلتكم تتراجعون؟
قد أكون مبالغا لو قلت إنه لم يكن هناك أخطاء في الموسم الماضي بل كان سوء الحظ، فاستعدادنا كان للمشاركة في دوري الدرجة الأولى إلى آخر يوم قبل انطلاق المعسكر الإعدادي، وتلقينا خبر صعودنا إلى الممتاز ونحن في المطار، وهنا حدثت الربكة وحاولنا تدارك الأمر وأن يكون الاستعداد أقوى مع تحمل المسؤولية والحمد لله نجحنا في البقاء.
لكن كل الأخبار كانت تشير إلى وجودكم بديلاً للمجزل في دوري المحترفين منذ فترة مبكرة؟
كانت كلها أخبار على الورق، كنا حذرين جداً من أن نضمن اللعب في دوري الكبار دون قرار رسمي، لذلك أكرر القول بأن تحضيرنا كان لدوري الأولى وطموحنا كان الصعود إلى الممتاز والحمد لله على كل حال.

سلاح الملعب
كثير من الأندية قللت من الباطن، وأكدت أن أرضية الملعب ساعدتكم على تحقيق النتائج الإيجابية؟
لا أعتقد أنه عذر مقبول، فمن كان يتعذر بأرضية الملعب لا يشاهد الدوريات العالمية، ومنها الدوري الفرنسي الذي تلعب فرقه على النجيلة الصناعية، ولاعبون عالميون يمارسون الركض عليها، أجزم أنه عذر خاص بالخسارة، وفي حال الفوز لا يتعذر أحد من ذلك، والأحرى أن يكون هو عذرنا نحن في الباطن، لأننا نتدرب يومياً على النجيلة الصناعية والمباريات خارج أرضنا على العشب الطبيعي.
وماذا يعني لكم تمثيل المحافظة في دوري المحترفين؟
يعني لنا الكثير، خصوصاً أن المحافظة تحتاج لإنعاش الرياضة فيها بشكل كبير، وهو ما يحملنا مسؤولية أكبر للحفاظ على استمرار الفريق في الدوري، ويكون دافعاً لرجال الأعمال لدعم ممثل المحافظة.

منظومة متكاملة
كيف ترى المنظومة الإدارية في الباطن؟
تسير بشكل مميز كعائلة واحدة مترابطة مع جميع الأطراف من جمهور وأجهزة فنية وإدارية ولاعبين، وقد يكون هناك فقط تأخير في صرف المستحقات، لكن هذا الأمر تعاني منه أكبر الأندية في السعودية، وقد يعود السبب الحقيقي لابتعاد رجال الأعمال وتجار محافظة حفر الباطن.. إلا ما ندر، عن دعم ممثل المحافظة الوحيد في دوري المحترفين.
إذاً من أين يأتيكم الدعم؟
هذا الأمر خاص بإدارة النادي التي تبذل قصارى جهدها لإيجاد توازن مالي في المنظومة، لكن أعتقد أن الدخل معتمد على دعم الاتحاد السعودي ومن الرعايات والإعلانات.
كيف ترى مستوى اللاعبين الأجانب مع الفريق؟
بعد توفيق الله، كان العنصر الأجنبي مميزا في الباطن، وساهم كثيراً في بقاء الفريق في الموسم الماضي وتحقيق الكثير من النتائج الإيجابية، فنحن نلعب كمنظومة واحدة بعيداً عن الاعتماد على لاعب أو لاعبين وكل من يوجد في أرضية الملعب يقدم كل ما لديه.
ماذا يعني لكم وجود اللاعب عبدالله الجوعي في تشكيلة الأخضر؟
أولا أهنئ الجوعي على انضمامه للمنتخب وعلى المستوى الذي قدمه خلال المباريات الودية، ولا شك أن وجوده يعني لنا الكثير، فهو بمثابة ممثل للباطن في المنتخب، ويعطينا دفعة معنوية لتطوير أنفسنا والوجود في المنتخب وهو طموح كل لاعب.
لو لم تكن لاعبا في الباطن، ما الشعار الذي تتمنى أن ترتديه؟
جل تفكيري في الباطن حالياً وتحقيق كل ما يمكن معه من إنجازات وتقدم، ولو خيروني سأختار الباطن.
لاعب أجنبي في الدوري المحلي تتمنى وجوده في الباطن.. ولماذا ؟
البرازيلي إلتون جوزيه لاعب القادسية، لما يملكه من مهارات وقوة تسديد وإمكانيات يبحث عنها أي فريق، ويكفي أن كل كرة ثابتة تكون بمثابة ركلة جزاء عند إلتون.
ولاعب محلي؟
سلمان الفرج نجم الهلال، وشخصياً أرى أنه أفضل لاعب محلي حالياً.
كيف ترى دعم جمهور الباطن؟
حضوره أكبر دعم لنا وكل ما نقدمه من أجله لأنه عنوان للوفاء، ويكفي أن أغلب المباريات في الباطن يملؤها الجمهور منذ وقت مبكر مع أي فريق كان.


الملعب بيننا يا هلاليون

الملعب بيننا يا هلاليون

الملعب بيننا يا هلاليون