دامت الأفراح في دياركم عامرة.. بعد السعودية ومصر، دقّت ساعة الفرح في تونس والمغرب، فها هي نسور قرطاج تطير إلى موسكو بعد ليلة للتاريخ في رادس، وها هي أسود الأطلس تمضي نحو الأراضي الروسية بعدما التهمت الأفيال الإيفوارية في أبيدجان. 4 بطاقات حجزتها المنتخبات العربية إلى المونديال الروسي، فالمنتخبان المغربي والتونسي أكملا المربع العربي رفقة الأخضر والفراعنة، وجماهير النسور والأسود تمنّي النفس بظهور مشرّف لأبطالها الصيف المقبل بعد غيابٍ طويل، وبعد ذكريات جميلة ومحطات مميزة في هذا المحفل العالمي الكروي الأجمل على مدار التاريخ.
===================================================================
1970: نقطة مغربية
خاض المنتخب المغربي غمار نهائيات المونديال للمرة الأولى في تاريخه على الأراضي المكسيكية عام 1970، وترك انطباعاً قوياً في المباراة الأولى بعد تقدمه على منتخب ألمانيا الغربية بهدف محمد جرير في الدقيقة 21، قبل أن يخسر نقاط المباراة في الشوط الثاني بعدما سجل المانشافت هدفيْن عن طريق الأسطورتيْن أويي سيلر وجيرد مولر. واستقبل أسود الأطلس 3 أهداف في غضون 10 دقائق في مباراته الثانية أمام البيرو ليسقط بنتيجة 0ـ3 في مدينة ليون المكسيكية، قبل أن يحصد نقطته المونديالية الأولى في لقائه الثالث والأخير بعد تعادله مع بلغاريا بنتيجة 1ـ1، وقد سجل موهوب الغزواني الهدف المغربي الوحيد في تلك المباراة.
===================================================================
1978: أول انتصارات العرب
ومن ناحيته، تأهل المنتخب التونسي إلى نهائيات كأس العالم للمرة الأولى في النسخة التي استضافتها الأرجنتين عام 1978، حيث وقع في مجموعة صعبة مع منتخبات بولندا وألمانيا الغربية والمكسيك، لكنه حقق الانتصار الأول للعرب في تاريخ المونديال عندما تغلّب على المكسيك بنتيجة 3ـ1 في المباراة الأولى بأهدافٍ سجلها علي الكعبي ونجيب غمّيض والمختار ذويب. واستمر منتخب تونس بتقديم المستويات المميزة في بقية مبارياته في المونديال الأرجنتيني، حيث سقط بهدفٍ وحيد أمام بولندا في اللقاء الثاني، قبل أن يفرض التعادل السلبي على ألمانيا الغربية في المباراة الثالثة، لكنه فشل في تجاوز دور المجموعات مع اكتفائه بالمركز الثالث خلف بولندا وألمانيا.
===================================================================
1986: إبداع الأسود
اختار المنتخب المغربي الأراضي المكسيكية مرة أخرى لخوض نهائيات المونديال عام 1986 بعد تخلفه عن نسخة ألمانيا 1974، والأرجنتين 1978، وإسبانيا 1982، ووقع في مجموعة قوية جمعته مع 3 منتخبات أوروبية عريقة هي إنجلترا وبولندا والبرتغال. وبدأ منتخب المغرب مشواره المونديالي الثاني بتعادلٍ سلبي مع بولندا، قبل أن يفرض النتيجة نفسها على الإنجليز في اللقاء الثاني. وكشّرت الأسود المغربية عن أنيابها في المباراة الثالثة، وحققت انتصاراً جديداً للعرب في المونديال بعد الفوز على البرتغال بنتيجة 3ـ1 وبأهداف سجلها عبد الرزاق خيري (مرتين) وعبدالكريم ميري، ليصبح المنتخب المغربي أول المنتخبات العربية التي تصل إلى الدور الثاني. وانتهت الرحلة المغربية في نهائيات 1986 عند حدود الدور ثمن النهائي عقب الخسارة أمام ألمانيا الغربية بهدف نظيف سجله لوثار ماتيوس في الدقيقة 88.
===================================================================
1994: بلا نقاط
على عكس المنتخب السعودي الذي نجح في تجاوز دور المجموعات في المونديال الأمريكي عام 1994، فشل المنتخب المغربي في طبع بصمة النجاح مع خروجه خالي الوفاض بعد سقوطه في فخ الخسارة 3 مرات في تلك النسخة. وخسر المغرب مباراته الأولى أمام منتخب بلجيكا بهدف وحيد سجله مارك ديجريز في الدقيقة 11، قبل أن يسقط في المواجهة العربية أمام الأخضر السعودي بنتيجة 1ـ2، فبعد إدراك محمد شاوش للتعادل عقب افتتاح سامي الجابر للتسجيل في ركلة جزاء، سجل فؤاد أنور الهدف السعودي الثاني ليمنح نقاط المباراة للأخضر. ونجح المنتخب المغربي في الوصول إلى المرمى الهولندي في المباراة الثالثة والأخيرة عن طريق المهاجم حسن نادر، لكنه تعرّض لهزيمة أخرى وبهدفين لهدف ليغادر المنافسة دون تحقيق أي نقطة.
===================================================================
1998: معاً في فرنسا
استضافت فرنسا نهائيات كأس العالم عام 1998 بمشاركة 3 منتخبات عربية، وبمشاركة المنتخبيْن المغربي والتونسي معاً للمرة الأولى. وكان المنتخب المغربي أفضل الممثلين للعرب في هذه النقطة، فهو لامس التأهل إلى الدور الثاني للمرة الثانية في تاريخه، فبعد تعادله مع النرويج في المباراة الأولى وخسارته القاسية أمام البرازيل في الثانية، اكتسح أسود الأطلس منتخب اسكتلندا في اللقاء الثالث بثلاثية نظيفة كان بطلها المهاجم صلاح الدين بصير، لكنه خسر بطاقة التأهل بعد الفوز المفاجئ للنرويج على البرازيل بهدف قاتل سجله كيتل ريكدال في الدقيقة 89. ومن ناحيته، اكتفى المنتخب التونسي بحصد نقطة وحيدة بعد تعادله في المباراة الأخيرة مع رومانيا بهدفٍ لإسكندر السويح مقابل هدفٍ فيوريل مولدوفان، وذلك بعد سقوطه أمام إنجلترا وكولومبيا في الجولتيْن الأولى والثانية.
===================================================================
2002: نقطة تونسية
تأهل المنتخب التونسي إلى النهائيات للمرة الثالثة في تاريخه في المونديال المشترك بين كوريا واليابان عام 2002، وافتتح رحلته في تلك النسخة بخسارة أمام الدب الروسي بهدفين نظيفين، قبل أن يضيف إلى رصيده المونديالي نقطة أخرى بعد تعادله مع بلجيكا في الجولة الثانية بهدف لمثله. وانتهت آمال نسور قرطاج عند حدود دور المجموعات بعد الخسارة أمام أصحاب الأرض بهدفين نظيفين في الجولة الثالثة في مدينة أوساكا اليابانية. وسجل المدافع رؤوف بوزيان الهدف التونسي الوحيد في المونديال الآسيوي.
===================================================================
2006: الظهور الأخير
نجح المنتخب التونسي قبل يوميْن في العودة إلى المحفل العالمي بعد غياب دام 12 عاماً، حيث جاءت مشاركته الأخيرة في نهائيات كأس العالم عام 2006 على الأراضي الألمانية عندما وقع في المجموعة الثامنة إلى جانب إسبانيا وأوكرانيا والسعودية. وتقاسم المنتخبان العربيان نقاط المباراة التي جمعتهما في الجولة الأولى بعد التعادل بنتيجة 2ـ2، علماً أن الفريق التونسي انتظر حتى الدقيقة 92 ليدرك التعادل بهدف للمدافع راضي الجعايدي. وكانت تلك هي النقطة الأخيرة لتونس في نهائيات المونديال، حيث سقط نسور قرطاج أمام إسبانيا بنتيجة 1ـ3 في الجولة الثانية، قبل الخسارة بهدف للا شيء أمام أوكرانيا في الجولة الثالثة والأخيرة.
===================================================================
2018: الموعد روسيا
حملت ليلة 11 نوفمبر 2017 أجمل المشاعر للشعبين المغربي والتونسي مع نجاح منتخبيهما في العودة إلى العرس المونديالي بعد سنوات من الغياب، حيث تصدّر المنتخب التونسي المجموعة الأولى للتصفيات الإفريقية ليعود إلى المونديال بعد مشاركته الأخيرة عام 2006، في الوقت الذي تزّعم فيه المنتخب المغربي المجموعة الثالثة ليضمن بدوره عودته بعد غياب دام 20 عاماً. وحقق نسور قرطاج 14 نقطة في التصفيات عن طريق 4 انتصارات وتعادليْن، ليتفوق بفارق نقطة وحيدة على جمهورية الكونجو. واختار المنتخب المغربي السيناريو الأصعب في الطريق نحو حجز بطاقته إلى روسيا، حيث حقق فوزاً تاريخياً على ساحل العاج خارج دياره في الجولة الأخيرة ليرفع رصيده إلى 12 نقطة من 3 انتصارات و 3 تعادلات، علماً أنّ شباكه لم تستقبل أي هدف طوال التصفيات.
===================================================================
تونس في نهائيات كأس العالم
عدد المشاركات: 4
أول مشاركة: مونديال الأرجنتين عام 1978
آخر مشاركة: مونديال ألمانيا عام 2006
أول هدف: علي الكعبي (في مرمى المكسيك)
آخر هدف: جوهر المناري (في مرمى إسبانيا)
أفضل نتيجة: دور المجموعات
لعب فاز تعادل خسر سجل استقبل
12 1 4 7 8 17

===================================================================
المغرب في نهائيات كأس العالم
عدد المشاركات: 4
أول مشاركة: مونديال المكسيك عام 1970
آخر مشاركة: مونديال فرنسا عام 1998
أول هدف: محمد جرير (في مرمى ألمانيا الغربية)
آخر هدف: صلاح الدين بصير (في مرمى اسكتلندا)
أفضل نتيجة: الدور الثاني
لعب فاز تعادل خسر سجل استقبل
13 2 4 7 12 18

===================================================================
شرح الصور:
الصورة 1:
المنتخب التونسي الذي خاض غمار النهائيات عام 1978
الصورة 2:
لاعبو المنتخب المغربي في مونديال المكسيك عام 1986
الصورة 3:
محمد جرير لحظة تسجيله لأول أهداف المغرب في المونديال بشباك الألمان
الصورة 4:
التونسي علي الكعبي يوقف الألماني رومينيجه في المونديال الأرجنتيني
الصورة 5:
مصطفى البياز يحتفل مع بادو الزاكي بعد الفوز على البرتغال عام 1986
الصورة 6:
صلاح الدين بصير تألق مع المغاربة في المونديال الفرنسي عام 1998
الصورة 7:
زياد الجزيري سجل الهدف الأول لتونس في مرمى السعودية عام 2006
الصورة 8:
طارق ذياب مثّل نسور قرطاج في نهائيات الأرجنتين
الصورة 9:
مصطفى حجي تألق مع المغرب على الأراضي الفرنسية