|


لن أتوقف عن رش الملح

حوار - حمد الصويلحي 2017.11.18 | 08:16 am

لم يكن الهلاليون يتوقعون، أن لاعبا برازيليا سيسرق قلوبهم بعد رحيل تياجو نيفز، ولكن على الفور، نجح مواطنه كارلوس ادواردو في فعل ذلك، منذ الظهور الأول له عندما سجل هدف الفوز لفريقه أمام النصر في نهائي السوبر السعودي، واضعا نفسه بعد ٩٠ دقيقة فقط في النادي التاريخي للهلال.
مباراة بعد مباراة، برهن ادواردو على أنه ضالة الهلاليين، فهو لاعب وسط موهوب وذكي، وهداف، ويظهر دائما في اللحظات الحاسمة، ليرش الملح على جراح الخصوم، ويقود الهلال للانتصارات، ليس غريبا مع لاعب بمثل هذه المواصفات ألا يخسر الهلال طوال عام كامل.
ولأنه يحبهم كما يحبونه، رفض عدة عروض للعودة للدوري الفرنسي، مفضلا الاستمرار مع الزعيم، لتحقيق الانتصارات "الرياضية"، حاورت كارلوس ادواردو قبل النهائي الآسيوي الكبير الذي سيجمع الهلال مع أوراوا الياباني اليوم السبت، كان اوثقا ومقتنعا بأن فريقه في أفضل حال..
كيف تقيّم تجربتك الحالية مع الهلال ؟
ـ أرى أنها تجربة جيدة جداً وإيجابية بالنسبة لي، قضيت خلالها سنتين ونصف رائعة مع الهلال، استطعت خلالها مساعدة زملائي في تحقيق العديد من الإنجازات خصوصا الموسم الماضي الذي حقق خلاله الفريق إنجازات كبيرة بالنسبة لنا، وأنا سعيد جدا بالفترة التي أقضيها مع الهلال حاليا.
ما رأيك بشكل عام في الهلال بعد انتقالك إليه، والأجواء داخل النادي ومدى استقرارك فيه من جميع النواحي؟
الأجواء صحية وعائلية سواء بيننا كلاعبين أو مع الإدارة والجهاز الفني وهذا ما كنّا نحتاج له وهو ما يدفعنا لتحقيق الإنجازات خاصة الإنجاز الكبير الذي نحن على مشارفه الآن وهو تحقيق كأس آسيا، إعدادنا للموسم بقيادة الجهاز الفني كان مميزا وسط تحضيرات قوية للظهور في كل الاستحقاقات التي نخوضها بالصورة المطلوبة، ومنها تقديم أداء مميز في منافسات دوري أبطال آسيا أو بقية البطولات مع تحقيق النتائج الإيجابية والإنجازات.

مباراة مهمة
تنتظركم مواجهة مهمة في نهائي بطولة دوري أبطال آسيا، كيف تنظر لهذه المباراة وماذا أعددتم لها؟
ـ بلا شك أن الجميع يستشعر أهمية هذا اللقاء الذي يرغب كل هلالي بالفوز فيه وتحقيق هذه البطولة التي اعتقد أننا نستحقها نظير ماقدمناه من مستوى ونتائج خلالها، ونحن استعددنا بشكل جيد من خلال معسكر أبو ظبي من جميع النواحي الفنية والمعنوية والبدنية لهذه المواجهة، وسنسعى لاستغلال الظروف الحالية كوّن الفريق يمر بأفضل حالاته من أجل استمرار العطاء وتحقيق هذا الكأس الذي يعد حلم من أحلامنا كلاعبين ومطلب لكل الجماهير ومحبي النادي.
تلقيت عدد من العروض الاحترافية خصوصا من أندية فرنسية، ودار حول هذا الأمر الكثير من الأقاويل والشكوك التي قطعتها بتجديد عقدك مع الهلال قبل نهايته بموسم كامل ولمدة عامين، ما الذي دعاك لاتخاذ هذه الخطوة؟
ـ سبق أن تلقيت العديد من العروض الاحترافية من عدد من الأندية خلال تواجدي مع الهلال ولكن كان خياري الأول دائما هو الاستمرار مع النادي خصوصا أن مشواري معه كان مميزا وناجح وحققت معه أرقاما إيجابية، قبل تجديد عقدي تحدث معي وكيل أعمالي حول بعض العروض ومنها عرض نيس الفرنسي الجيد لكني تركت الخيار لإدارة الهلال وقلت حينها، طالما كان الهلال يرغب ببقائي فأنا كذلك أرغب في البقاء وسأسعى بكل قوة لمساعدة زملائي اللاعبين في تحقيق النتائج الإيجابية والإنجازات للنادي، وطالما أنني سأستطيع تحقيق الإضافة للفريق فإن الهلال سيكون خياري الأول دائماً كما ذكرت لك، كنت أقول لوكيل أعمالي لماذا أفكر في مغادرة أسوار هذا النادي وأنا أعيش فيه فترة رائعة جدا وتعامل مميز واحترافي ومحبة جماهيرية كبيرة، ومن يجد مثل هذه المقومات التي رأيتها في الهلال ليس من السهل أن يتركها.
كيف ترى مستوى المنافسة بين الفرق سواء في بطولة دوري أبطال آسيا ودوري المحترفين السعودي، وهل هناك ثمة تشابه بينه وبين الدوري البرتغالي أو الفرنسي؟
ـ بلا شك أن المنافسة في بطولة آسيا أقوى من الدوري المحلي وتركيزنا أكبر عليها، ونظراً لخوضنا منافستين مهمتين في نفس الوقت اضطر الجهاز الفني لخلق تشكيلتين مختلفتين في الدوري وبطولة آسيا وعدم الثبات على تشكيل معين، وعلى الرغم من ذلك إلا أننا نقدم نتائج إيجابية في البطولتين رغم أن تركيزنا كان أكبر على بطولة آسيا، وما يدل على قوة الهلال في كلا البطولتين إننا لم نخسر أي مباراة منذ أكثر من عام، أما فيما يخص الاختلاف أو التشابه، فمن الطبيعي أن يشهد الدوري الفرنسي والبرتغالي حجم منافسة أكبر لما يملكه من لاعبين بأسماء كبيرة، ولكن الدوري السعودي قوي أيضا والدليل ما يقدمه الهلال على مستوى قارة آسيا.

قوة الهلال
لو كان الهلال في الدوري البرازيلي، ماهو المركز الذي تتوقع أن يحتله؟
ـ سيكون في مصاف الأندية الكبرى مكان فلامنجو وكورنثيانز أو قريب منها جدا والتي تعتبر أندية جماهيرية في البرازيل ومتقدمة في الدوري، هناك جوانب كثيرة متشابهة بينهم من حيث التاريخ الكبير والشعبية الجماهيرية والحضور الإعلامي ودرجة الاحترافية العالية في مثل هذه الفرق الكبيرة.
ما الذي وضعته في مخيلتك عن الدوري السعودي قبل قدومك، وما الذي رأيته في الواقع بعد حضورك؟
كانت لدي معلومات عن الهلال تحديدا والدوري السعودي بشكل عام قبل قدومي إلى هنا من خلال بعض زملائي اللاعبين البرازيليين الذين احترفوا هنا، خصوصا من لعبوا في الهلال، نقلوا لي أن الدوري السعودي قوي وحجم المنافسة فيه كبير ويعد أقوى دوري على مستوى الخليج ككل وهذا ما شجعني على قبول عرض الهلال والقدوم إليه، وبلا شك أن هذا ما وجدته فعلا على أرض الواقع، والدليل على قوة منافسات الدوري السعودي أن جميع المباريات التي نخوضها تتسم بالندية والإثارة حتى ضد الأندية متوسطة المستوى وليس على نطاق الأندية الكبيرة أو الجماهيرية فقط.
على الرغم من كونك لاعب وسط إلا أنك نجحت كثيرا حتى الآن في التسجيل بشكل أقل من الصناعة، لماذا؟
ـ لا أهتم بالصناعة أو التسجيل بقدر أهمية مساعدة الفريق على تحقيق الانتصارات، ولكن كوني ألعب على الطرف في طريقة المدرب الحالية فهذا يجعلني لست قريبا من التسجيل مثل السابق حينما كنت مهاجما ثانيا ألعب على مشارف منطقة الجزاء، وأنا دائما ما أسعى للصناعة وحتى التسجيل في حال تواجدت داخل منطقة الجزاء.

طريقة خاصة
طريقة لعب الهلال تعتمد أحيانا على مهاجمين، هل ترى أن هذه الطريقة تقيد من حجم أدوارك في الملعب وتفضل شخصيا اللعب بطريقة مهاجم واحد؟
ـ لا، لا يهم ولا يوجد فرق بالنسبة لي، استطيع تأدية أدواري كما يطلبها مني المدرب في أي طريقة، وأعتقد أن كل أسلوب له إيجابياته ويختاره الجهاز الفني عطفا على أداء المنافس الذي سنخوض أي لقاء أمامه وبما يتناسب أيضا مع ظروف هذا اللقاء.
ما هي أجمل ذكرى لا تزال عالقة في ذهنك خلال مسيرتك مع الهلال حتى الآن؟
ـ اللحظة الأجمل كانت لحظة التتويج بلقب الدوري الموسم الماضي والذي كان الكل يسعى لتحقيقه بعد أن كنا متعطشين لبطولة الدوري، ولكن بشكل عام الموسم الماضي كان أحد المواسم الرائعة لنا كفريق واستطاع تحقيق العديد من الأرقام القياسية والجمع بين بطولتي الدوري والكأس وهذا ما كنّا نحتاجه وحققناه.
وما هي أجمل مباراة لا تزال تحمل ذكرى طيبة لديك خلال مسيرتك مع الهلال؟
ـ من أجمل المباريات التي لعبتها كانت مباراة كأس السوبر الذي لعبناه في لندن وكنت في بداياتي مع الفريق، واستطعت تسجيل هدف الفوز الذي ما يزال عالقا في ذهني وله أثر كبير في نفسي، وبالنسبة للأهداف أرى أن الهدف الذي سجلته في شباك الأهلي الإماراتي من مسافة بعيدة كان من أجمل الأهداف.
من لفت انتباهك من اللاعبين في الدوري السعودي من غير الهلال ؟
ـ هناك عدد من اللاعبين المميزين على سبيل المثال فهد المولد وتيسير الجاسم ويحيى الشهري.
مع زملائك اللاعبين الذين تتدرب معهم يومياً ومع المدرب دياز ومع الرئيس نواف بن سعد إلى أين تتوقع أن يصل الهلال هذا الموسم خاصة أنكم على مشارف بطولة آسيا؟
نحن استعددنا حالياً بشكل جيد للنهائي ونسير بشكل مميز جداً والدليل أننا لم نخسر أي مباراة في مشوارنا الآسيوي هذا الموسم، نحن كلاعبين لا نحتاج إلى ضغط زائد كون الفريق لم يحقق هذه البطولة من فترة طويلة، ومجرد وصولنا للنهائي يحملنا مسؤولية كبرى بشكل تلقائي علينا، ورغم ذلك إلا أننا مرتاحون جداً مع احترامنا للفريق الياباني الذي يعد فريقا محترما جدا ولم يصل إلى النهائي من فراغ لكننا قادرون على استغلال الظروف بحكم أننا في أفضل حالاتنا مع الدعم الذي نجده من الإدارة أو المدرب دياز والجماهير لحصد هذا اللقب الذي نرى اننا نستحقه.
من هو اللاعب المحلي المؤهل للاحتراف خارجيا من وجهك نظرك؟
قد يعتقد البعض أنني أجامل لكنها الحقيقة، من وجهة نظري أن جميع لاعبي الهلال لديهم الإمكانيات الكافية التي تؤهلهم للاحتراف خارجياً، ولدي ثقة أن أي لاعب يستطيع فرض نفسه لارتداء شعار الهلال سيكون مؤهلاً للاحتراف خارجياً.
تتميز بالظهور دائما في المباريات التي تحفل بالضغط النفسي، ما هي الأسباب؟
بطبعي أحب المباريات الصعبة التي يكون فيها تحد وحضور جماهيري كبير، وهذا يعطيني دافعا كبيرا وعاملا محفزا لتقديم كل ما لدي، أكون متحمسا دائما للمباريات المهمة بشكل أكبر من المباريات التي لا تحظى بحضور جماهيري او أهمية كبرى.

بعيدا عن الكرة
كيف ترى استقرار عائلتك في الرياض ومدى ارتياحها في المعيشة هنا؟
ـ لم اجد أي صعوبة في التأقلم مع المعيشة في الرياض، ومرتاح جدا هنا والدليل تواجدي الآن لأكثر من عامين في صفوف الهلال، زوجتي كونت العديد من الصداقات مع بعض الأجنبيات والسعوديات في مقر السكن.
أين تقضي يومك بعيدا عن كرة القدم؟
ـ انا إنسان "بيتوتي" جدا بطبعي، غالبا ما أقضي وقتي ما بين البيت للتمرين ومن التمرين للبيت وهذا ما اعتدت عليه حتى خلال فترة احترافي في أوروبا.
في كل بلد ثقافة تختلف عن البلدان الأخرى.. ماذا أعجبك وما الأمور التي لم ترق لك هنا؟
ـ لا يوجد أي شيء سلبي لاحظته فقد تأقلمت بسرعة مع أجواء النادي، الأجواء مميزة وعائلية جداً داخل النادي، وكونت علاقة رائعة مع الجماهير، ملاحظتي الشغف الكبير بكرة القدم من الشعب والذي يذكرني بالجماهير البرازيلية.

رشة ملح
اشتهرت بفرحة "رش الملح" عند تسجيل الأهداف، ما الذي تقصده منها وما هي قصتها؟
ـ جاءت هذه الفرحة في مخيلتي لأنها حركة معروفة لأحد الطباخين الأتراك في أحد المطاعم الشهيرة، وذلك قبل مباراة الاتحاد إذ كان لدي إحساس أنني سأسجل فقلت لأحد أفراد العلاج الطبيعي في النادي اسمه "صاحبي" قبل المباراة في غرفة الملابس إنني إذا سجلت هدفا سأفعل هذه الحركة، وبالفعل هذا ما حدث، ووجدت ردة فعل قوية وجميلة مع هذه الاحتفالية مما جعلني أكررها في أكثر من هدف خاصة في المباريات المهمة، ولن أتوقف عن رش الملح خلال المباريات طالما أمثل الهلال.
القبلات التي اعتدت عليها بعد كل هدف، لمن ترسلها؟
ـ هل تبحث عن توريطي؟ هذه القبلات أرسلها خصوصا لابنتي إيزابيلا، ولجماهير الهلال بشكل عام وأتمنى أن تستمر القبلات مع الهلال.