قبل العميد هادي بكر كل التحديات بالوجود على هرم الاتحاد السعودي لألعاب القوى خلفاً للأمير نواف بن محمد، إذ يعتبر هذا الاتحاد واحداً من أبرز الاتحادات الرياضية السعودية تحقيقاً للإنجازات والأرقام العالمية والقارية إلا أن طموحه وثقته الكبيرة بقدرته على مواصلة الإنجازات أخفت كل العراقيل، واضعاً خبرته الطويلة في مجال أم الألعاب كضمان للنجاحات والوصول للهدف الذي وضعه منذ أول يوم تولى فيه منصب رئيس الاتحاد السعودي لألعاب القوى .

كيف تقيم عمل اتحاد ألعاب القوى في أول موسم برئاستكم؟
الحمد لله ، بداية العمل كانت متعبة جداً، لكنها من ناحية الأمور الفنية من وجهة نظري يعتبر عملا أكثر من ممتاز خلال العام 2017م لكن ليس بقدر الطموح إذ كنا نتوقع أن نجهز عددا كبيرا من اللاعبين لكن اكتشفنا أن هناك عددا كبيرا من اللاعبين مصابين ومجموعة من الناشئين لم يكونوا جاهزين فنياً وعدد المدربين المتخصصين قليل جداً مقارنة بالعمل الكبير الذي يسير عليه الاتحاد وهو الذي يضم 23 مسابقة.
هل هذا التقييم يشمل أول بطولة شاركتم فيها؟
أول بطولة كانت بطولة مجلس التعاون الخليجي، شاركنا فيها لعدة أسباب ووضعنا عدة أهداف، أهمها أن تكون البطولة تعريفية ولصعوبة الاعتذار كون المملكة هي المستضيف، وكذلك اكتشاف اللاعبين الموجودين والحمد لله خرجنا بانطباع بنسبة 50 في المئة.
وماذا عن أول مشاركة خارجية في عهدكم؟
كـــانـت دورة التضامن الإسلامي "باكو"، شــاركنا فيها بحكم وضع السعودية واتحاد التضامن الإسلامي، وكنا حريصين أن نخرج بأكثر عدد من الميداليات والحمد لله تحقق عدد من الميداليات التي عملنا على إحرازها رغم ذلك كان طموحنا أكبر كما أنها منحتنا اطلاعا أكبر على قدرات اللاعبين الموجودين.
هل أجريتم تغييرات بعد ذلك؟
رأينا الوضع العام، وهو لم يكن غريبا علينا إذ نعتبر من أبناء اللعبة حيث سبق أن عملنا في الاتحاد لعدد من الفترات فالأخ محمد براك مدير الأداء في الاتحاد ساهم كثيراً في إحداث قفزة كبيرة وتخطي العديد من الصعاب بحكم خبرته كإداري ومشرف سابق في المنتخبات كما ركزنا في استقطاب عدد كبير من المدربين المتخصصين والبدء في استعداد قوي مع بداية الموسم. أما المرحلة الثانية حيث اكتشفنا أننا لانملك طاقما طبيا إذ لم يكن موجود إلا علاج طبيعي واحد والبقية متعاونون وهو ماجعلنا نستقطب أجهزة طبية متكاملة ستساهم مع الأجهزة الفنية في تجهيز اللاعبين ثم ركزنا على تعديل سلوكيات بعض اللاعبين من ناحية الانضباط والاهتمام والوعي بأنهم يملكون مستويات عالية ويحتاجون للانضباطية ومن سار على هذا النهج فقد استمر معنا فيما تم الاستغناء عن بعضهم لأننا فقدنا الأمل في تعديل سلوكياتهم .
كيف كان الدعم من الهيئة أو اللجنة الأولمبية؟
هناك دعم لكن بعض الظروف لم تكن تساعد الهيئة أو اللجنة مثل اعتماد الميزانيات من وزارة المالية وهذا سارٍ على كل الاتحادات. وكنا نحاول إقامة المعسكرات بطرق مختلفة والتغلب على هذه الظروف سواء من ميزانية الاتحاد أو إقامة المعسكرات الداخلية ونحن متفائلون بتواجد تركي آل الشيخ على رأس الهرم الرياضي بحل هذه المشكلة.
هل واجهتم عقبات في تنفيذ خططكم؟
أكبر عائق هو عدم وجود المنشآت وصالات اللياقة البدنية والمضامير غير الجاهزة مما جعلنا نلجأ للمعسكرات الخارجية.
ماذا تتأملون؟
نتأمل كثيراً بوجود تركي آل الشيخ رئيس الهيئة رئيس اللجنة الأولمبية وهو الذي أبهجنا بمعرفته التامة عن جميع الاتحاد وبكل صغيرة وكبيرة والمعوقات التي تواجهنا وهو الأمر الذي سيزيل كل تلك العراقيل.
هل قدمتم دعما كافيا للأندية لتعويض المعوقات؟
من أولويات استراتيجية الاتحاد دعم الأندية الصغيرة في جلب مدرب متخصص وأدوات التدريب، حيث انتهينا من التعاقد مع ١٠ مدربين أجانب سيتم توزيعهم على الأندية التي تستطيع اكتشاف الموهوبين وخاصة في المناطق النائية خاصة أننا أنهينا تجهيز مركز بوادي الدواسر والعمل قائم على مركز آخر في جازان التي تتميز بالمسافات القصيرة والمتوسطة.
ركزت كثيراً على اللاعبين الناشئين؟ فما هو هدفكم؟
نطمح لأن يكون لدينا أكثر من 2000 لاعب مع مطلع العام 2019م ولو نجحنا في ذلك فسنضمن أن يكون لدينا أكثر من بطل أولمبي وعالمي خلال خمسة أعوام.
حققتم في أول موسم لكم إنجازات على مستوى الكبار والناشئين، أيهما أسعدك أكثر؟
المنجـز جميـــل للفئتين، طمـوحنا أكبر مما تتخيلون، فالطموح أن تكون أم الألعـاب السعودية مسيطرة على عدد من الألعاب وأن نصل لجميع النهائيات في الميادين العالمية ووجود لاعبين نجدهم في المنصات العالمية مثل حسين السبع وهادي صوعان وحمدان البيشي وغيرهم الكثير.
أين السبع وصوعان من اتحادك؟
عرضت عليهم العمل واعتذروا ، صوعان اعتذر لظروف شخصية وعملية بحكم ارتباطه الكامل بعمله الحكومي والسبع متواجد معنا وكذلك لدينا في الاتحاد لاعبين سابقين يعملون في الادارات المختلفة مثل حمدان البيشي الذي يقود إدارة المنتخبات إدارياً.
وماذا عن المسابقات المحلية؟
فتحنا المجال لكل الأندية للمشاركة مع تخصيص بطولات لمسابقات معينة مثل السرعة والوثب الطويل الخ .. وهذا سيفتح المجال لنا لاكتشاف المواهب وإتاحة الفرصة لكل الأندية للمشاركة في البطولات بغض النظر عن فئة النادي وكل لاعب يصل للمستوى المطلوب سيكون باستطاعته المشاركة في المنتخبات والبطولات الرسمية.
هل تعاني الرياضة السعودية من عدم الاستمرارية؟
من يريد النجاح عليه الاستمرار، حضرنا بعد إدارة الأمير نواف بن محمد، وهو اتحاد منجز بلغة الأرقام، واعتمد حالياً على الاصلاحات والتعديلات على السلبيات السابقة وتطوير الإيجابيات والتفوق على ماحققه المجلس السابق بالإنجازات.
هل هناك تواصل بينكم؟
نعم هناك تواصل، والأمير نواف بن محمد يعد أحد أهم المراجع لنا ونستشيره كثيراً فلديه من الخبرة مايكفي .
هل إنجازات الأمير نواف بن محمد السابقة تسبب لكم ضغوطات؟
أن تستلم اتحادا بعد الأمير نواف بن محمد فذلك صعب جداً، نعم هناك ضغوط لكنها ليست عائقا كبيرا بحكم عملنا مع الاتحاد السابق فنحن بحـــاجة لتضافر الجهــود حتى نصل لتحقيق منجزات أكبر باسم الوطــن ونحن متفائلون في ظل دعم رئيس الهيئة .
هل هناك خطة لتولي مناصب دولية أو آسيوية في المستقبل باسم اتحاد القوى السعودي؟
هناك تواجد حالياً بحكم وجود الأمير نواف بن محمد في المكتب التنفيذي في الاتحاد الدولي وكذلك لدينا نائب رئيس الاتحاد الآسيوي المهندس حسين الزواوي وحسين السبع وهادي صوعان كلهم يمتلكون مناصب، تفكيرنا فيما بعد 2019 عندما تنتهي الفترة سنعمل على المناصب القارية والدولية ولابد أن يكون لنا وضع في الاتحاد الآسيوي والدولي.
لو تركت لك المساحة ماذا ستقول؟
هاجسي الوحيد هو الأندية، لايمكن أن ينجح الاتحاد بدون نجاح الأندية، النادي المهتم حالياً هو نادي الصفا ولابد أن نشيد بمجهوداتهم وهدفنا أن نواصل دعم الأندية في كل مناطق المملكة وأن يتم تفعيل أندية الظل، لذلك أقمنا ورشة عمل حيث جمعنا كل الإداريين وممثلي الأندية لتدوين المعوقات وإيجاد الحلول وأنا متأمل كثيراً بوجود تركي آل الشيخ الذي قدم لخدمة الأندية في المقام الأول، والقرارات التي اتخذها في دعم الأندية كانت حافزا لنا في الاتحاد لزيادة العمل والأهتمام بالأندية. كما أن لدينا خطة لإيقاف كل مايخص مشاكل تناول المنشطات خصوصاً بعد إيقاف أكثر من لاعب سعودي في الفترة السابقة .