|


لست طفل سامي المدلل

حوار - علي الحدادي 2017.12.06 | 06:15 am

لمع عبدالله الفهد مع فريقه الشباب الموسم الماضي كمدافع شاب يشارك بصفة أساسية وسط عناصر خبيرة، وهو من المؤمنين بأن لكل مجتهد في التدريبات نصيباً في التشكيل الأساسي.
لم يغب الفهد عن دوري المحترفين 16ـ 17 إلا في 3 مناسبات، ومشاركاته هذا الموسم عديدة إذ ظهر في 10 مباريات من أصل 12. لكن أحوال فريقه لا تسرّه، فالمركز التاسع بعد 12 جولة وضع لا يليق بنادٍ بحجم الشباب.
والعودة إلى لعب الأدوار الأولى في الكرة السعودية مرهونة، من وجهة نظره، بعوامل عديدة، بينها مراكمة ثقافة الفوز، وفي الأصل إيجاد دعم مادي يمكّن الشباب من مقارعة الأندية المستقرة اقتصادياً.
الفهد، المولود في حرمة والذي بدأ مسيرته في الفيصلي، تحدث في حوارٍ لـ "الرياضية" عن جوانب عديدة، بينها تراجع الشباب، وتجربة سامي الجابر، وجهود خلفه كارينيو، وقصة شقيقه باسل الفهد الذي ترك الكرة فجأة مفضلاً التدريس. وإلى نص الحوار:

ـ كيف ترى وضع الشباب حالياً؟
ترتيب الشباب في جدول دوري المحترفين السعودي (المركز الـ 9 بـ 13 نقطة بعد 12 جولة) لا يرضينا كلاعبين ولا يليق باسم النادي. لا يخفى على أحد أن الفريق لا يمر بأفضل أوضاعه فنياً، لكنه بدأ التحسن مع الجهاز الفني الجديد بقيادة الأوروجوياني جوزيه كارينيو. نحتاج إلى مزيدٍ من الانسجام بين اللاعبين والجهاز والتعرف على نهج كارينيو التكتيكي وتطبيقه، كي نظهر بمردود أفضــــل ونحسّن وضعنا في جدول الترتيب.
ـ هل تعتقد أن الفريق قادر على العودة إلى المنافسة على المراكز المتقدمة؟
نحتاج إلى ثقة الفوز، مباراة بعد مباراة، وكذلك تكاتف الجميع، من أعضاء شرف ومســؤولين عن النادي، مــع الإدارة الجديــــدة برئاســـــة أحمد العقيل، بهذه العوامل، بالإضافة إلى الدعم المادي، قادرون على العودة، ففريقنا يضم عناصر جيدة وجهازاً فنياً متميزاً.

إدارة العقيل
ـ كلاعبين، ماذا تنتظرون من الإدارة الشبابية الجديدة؟
ننتظر الشيء الكثير. نتمنى بوجودها أن يتغير الكثير من الأمور، ونسأل الله أن يعينها، فليس من السهل أن تدير نادياً بحجم الشباب في ظروفه الحالية، فالنادي في أمسّ الحاجة إلى التغيير وإلى الدعم المادي كي يتمكن من مجاراة بقية الأندية. الوضع المادي له تأثير كبير على أي نادٍ. والأندية التي تنافس على القمة هي الأكثر استقراراً على الصعيد المادي.
تأثير فترة الإعداد
ـ استعدادكم لهذا الموسم كان مميزاً، لكن الجميع فوجئ بالمستوى المتواضع لاحقاً، ما السبب؟
مسألة توفيق، لم نوفّق في بعض المباريات، كما أن بعض الأمور تحتاج إلى وقت من أجل انسجام المجموعة، لتعمل كفريق واحد قادر على الظهور بمستوى متميز. بعض اللاعبين الأجانب احتاج إلى وقت للانسجام، علاوةً على ذلك كان هناك تغير كبير في العناصر المحلية، وأتفق أن الإعداد كان متميزاً في النمسا.
ـ لكن يُفترض أن فترة الإعداد كانت كافية لإحداث الانسجام؟
الانسـجـــــام لا يحدث بين يوم وليلة. تغيير من 7 إلـى 8 عناصر أساســــية مقارنةً بالموسم الماضي أمر غير بسيط. التغيير حدث في العناصر المحلية والأجنبية، ومع هذا الوضع يستحيل أن يظهر الفريق بالمستوى المطلوب. الشباب يحتاج إلى وقت للانسجام والتعرف على طريقة المدرب، لتكون لنا فاعلية على أرض الملعب.

"شباب سامي"
ـ لنتحدث عن فترة سامي الجابر، لماذا لم يظهر الشباب معه بالمستوى المأمول؟
بالعكس. مع المدرب سامي الجابر كنا نقدم مستويات جيدة لكن لم نكن موفقين وخذلتنا النتائج. عامل التوفيق غاب عنا وخسرنا مباريات لم نكن نستحق الخسارة فيها. الجابر عمل معنا باجتهاد و"شهادتي فيه مجروحة" و"ما راح أتكلم عليه". أنا ضد من يقول إن "شباب سامي" لم يكن جيداً، كنا متميزين تكتيكياً وقدمنا مستويات جيدة لكن التوفيق لم يحالفنا. الحظ خذله.
ـ اعتبروك الابن المدلل لسامي إذ منحك فرصة كبيرة على الرغم من كثرة الأسماء التي تلعب في مركزك. ما تعليقك؟
لا يوجد في كرة القدم شيء اسمه الابن المدلل. أنت تعمل داخل الملعب، وفي ضوء ما تقدمه من عمل جاد خلال التدريبات تقنع المدرب وتحصل على فرصتك. أنا في النهاية لا تربطني بسامي الجابر أي قرابة، شـــاهدني في التدريبات ومنحني الثقة وأشكره علــــيها. بالتأكيد هذا فضل له عليّ يستحيل أن أنساه طيلة حياتي الكروية. والجميع يعرف الصعوبات التي يواجهها أي لاعب في بدايته. للأمانة سامي الجابر وقف بجانبي ورفع عن عاتقي كثيراً من الصعوبات الموسم الماضي. والحمد لله قدمت موسماً جيداً مع الشباب.

اتهامات التطفيش
ـ ما حقيقة الاتهام الموجه لسامي الجابر بالإسهام في إبعاد عدد من اللاعبين عن الشباب؟
اتهام غير صحيح. هو أعطى أغلب اللاعبين فرصتهم. لكن لكل مدرب وجهة نظر، والمدرب يحتاج إلى اللاعبين القادرين على تنفيذ خطته الفنية. وأي لاعب يقدم كل ما لديه في التدريبات يجبر المدرب على اختياره لتمثيل الفريق. وبقاء أي لاعب في النادي يأتي بالاتفاق بين الجهازين الفني والإداري.
ـ لكن اتُهِمَ سامي بأنه كان "يطفّش" بعض اللاعبين ويفرّق في المعاملة؟
تفرقة؟ لا والله. كان يتعامل مع كل اللاعبين بطريقة واحدة. سامي الجابر صارم في عمله ويحبه. مجتهد يبحث عن النجاح، وكان يبث فينا الحماس من أجل الشعار. لكن للأسف هناك شائعات وأنا كلاعب لا أحب التطرق إلى مثل هذه المواضيع.
ـ كلاعب، ماذا كان يعني لك أن يشرف عليك سامي الجابر فنياً؟
قبل أن يكـــون مدرباً، ســـــامي الجابر يمتلك سجلاً حافلاً بالإنجازات على المستـــويات المحلـــية والقارية والدولية، وهو من أفضل اللاعبين على مستوى القـــارة، وحينما تتدرب تحت إشراف هذه القامة الرياضية صاحبة التاريخ الكبير فإن هذا يعني الشيء الكثير لأي لاعب. وحينما يوجّه لك النصائح فإن تأثيرها الإيجابي يكون كبيراً، فهو يتحدث معك من واقع خبرة. واللاعبون الصغار مثلي، الذين يبدأون حياتهم الكروية، يستفيدون من مثل هذه التوجيهات.
مشاكل الدفاع
ـ هل تتفق مع الرأي القائل إن دفاع الشباب من بين الأقل فنياً وله أخطاء كبيرة ساهمت في فقدان الفريق أغلب ما فقد من نقاط؟
أختلف معك. في الموسم الماضي كان دفاع الشباب رابع أفضل دفاع في الدوري على الرغم من أن الفريق كان يعاني بشكل كبير. الكرة الحديثة لا تعتمد على رباعي خط الدفاع، فالجميع يدافع. الكل يلوم قلبي الدفاع أو الظهيرين على أي هدف تستقبله الشباك، لكن الدفاع منظومة، الكل يجب أن يدافع والكل يجب أن يهاجم ككتلة واحدة.
ـ لكن توجد أخطاء كبيرة من قِبَل الدفاع الشبابي؟
الأخطاء موجودة في كرة القـــدم، سواء جماعية أو فردية. لكن الدفاع الشبـــــابي شهد تغيراً عن الموسم الماضـــي ويحتاج إلى الاستقرار. في الموسم الماضي كان الدفاع يتألف من جمال بلعمري وعبدالله الأسطا وحسن معاذ بالإضافة إلي. في الموسم الحالي حدث تغير كبير في العناصر بوجود فهد غازي وجمعان الدوسري ومحمد سالم وصالح القميزي، كما تغيرت المحاور وحارس المرمى. كل هذه الأمور لا بد أن تلقي بظلالها على أي فريق، ومن ثم يحتاج إلى وقت من أجل الانسجام.
ـ كيف ترى المدافع الجزائري جمال بلعمري؟
مدافع صلب ومميز، وجوده إضافة لبطولة الدوري. استفدت منه في جوانب عديدة، فهو قائد في أرضية الملعب ولاعب حماسي يملك روح الانتصار ويبعث الاطمئنان في زملائه المدافعين. وجوده له ثقل في الملعب.

البدايات
ـ حدثنا عن بداياتك في نادي الفيصلي؟
بدأت في الفيصلي من الفئات السنية، ترعرعت هناك وتمكنت عبره من الوصول إلى المنتخبات السنية وتلقيت عروضاً من أندية عديدة لم يُكتَب لها الاكتمال. وفي السنة الأولى لي مع أولمبي الفيصلي تلقيت عرضاً من الشباب الذي أبدى إصراراً على ضمي، مما ساهم في رضوخ إدارة الفيصلي، إذ وافقت على العرض.

قصة باسل
ـ كيف ترى تجربة شقيقك باسل الفهد الذي ترك الكرة فجأة بعدما كان لاعباً في الفيصلي؟
شقيقي باسل اعتزل الكرة وهو صغير في السن. كان لا يزال قادراً على العطاء، لكنه فضّل التدريس، فهو مدرس تربية خاصة، على إكمال مشواره في كرة القدم. باسل من أكثر اللاعبين الذين خدموا الفيصلي، إذ ساهم في صعوده من الدرجة الثالثة إلى الثانية إلى الأولى حتى استقر في دوري المحترفين.

لا وعود
ـ أخيراً بم تعدون محبي الشباب؟
لا أحب إعطاء الوعود بالفوز بلقب أو المنافسة. لكن نعد الجمهور بتقديم أفضل ما لدينا من أداء بوجود كارينيو.

كارينيو موجود معكم منذ 7 جولات هل أسعفه الوقت ليضع بصمته
المباريات التي خاضها الفريق مع كارينيو ليست كافية للحكم عليه. هو يحتاج إلى الوقت من أجل تطبيق نهجه التكتيكي، لكن مباريات الدوري لا توفر متسعاً من الوقت للتعرف على إمكانات اللاعبين داخل الملعب. ومع ذلك بدأت بصمته تظهر بشكل بسيط ومن مباراة إلى أخرى. أعتقد أننا قدمنا مستوى جيداً في آخر مباراتين في الدوري، وكنا نلعب كمجموعة وبمستوى تكتيكي لائق. أكرر، نحتاج إلى وقت لإيجاد الفاعلية الهجومية التي تتيح تحقيق نتائج متميزة والظهور بمستوى يليق باسم الشباب. نعمل الآن عملاً كبيراً مع كارينيو الذي يسعى إلى إعادة الفريق إلى وضعه الطبيعي.


عبدالله الحافظ مدافع الهلال تعرض لإصابة بعد الاشتراك معك في مباراة الفريقين في الدوري، وحرِم على الإثر من المشاركة في نهائي دوري أبطال آسيا. كيف تصرفت بعد المباراة
للأمانة لو كنت مكانه كنت سأحزن بسبب توقيت الإصابة. شيء محزن أن تغيب عن نهائي القارة، فكل لاعب لديه طموح لأن يخوض مثل هذه المباراة. الحافظ من اللاعبين المتميزين وصاحب خُلُق رفيع. بالتأكيد لم أتعمد إلحاق الإصابة به، لكن الإصابات جزء من كرة القدم. كانت كرة مشتركة ونجحت في استخلاصها، وحتى الحكم لم يحتسب خطأً بل احتسب رمية جانبية. وبعد المباراة ذهبت إلى الحافظ للإعتذار له، لكن لم أتمكن نظراً لوجوده في العيادة مع طبيب فريقه.


لست طفل سامي المدلل

لست طفل سامي المدلل

لست طفل سامي المدلل