|


صراع الذهب يتجدد بين رونالدو وميسي

تقرير - محمود وهبي 2017.12.07 | 04:13 am

نص :
للعام العاشر على التوالي، يتجدّد الصراع بين الساحريْن كريستيانو رونالدو ولونيل ميسي على مسرح من خشبة ذهبية، فجائزة الـ "بالون دور" كما يُطلق عليها الفرنسيون لم تمنح دور البطولة خلال هذه الأعوام سوى لنجمٍ برتغالي لا يكف عن التوهّج، أو لمبدعٍ أرجنتيني لا يتوقف عن الإمتاع. صحيفة "فرانس فوتبول" تكشف اليوم عن هوية الفائز بالكرة الذهبية الـ 62 منذ أن أبصرت هذه الجائزة النور عام 1956، وسط منافسة متجددة بين نجمي ريال مدريد وبرشلونة اللذين يأتيان على رأس قائمة المرشحين الـ 30 التي أعلنت عنها الصحيفة الفرنسية في 9 أكتوبر الماضي. وتعود "الرياضية" في التقرير التالي إلى تاريخ هذه الجائزة التي تناقلت عبر الأعوام بين أيادي نخبة من أساطير كرة القدم، قبل الوقوف عند أبرز الإحصائيات التي سجلها رونالدو وميسي وأبرز منافسيهم في الطريق نحو لقب عنوانه: أفضل لاعب لعام 2017.



الجائزة في سطور
أطلقت صحيفة "فرانس فوتبول" الفرنسية الشهيرة جائزة الكرة الذهبية عام 1956، عندما استعانت بأفكار الإعلامي الفرنسي الراحل جابرييل هانو، الذي يُعتبر صاحب فكرتها، إلى جانب دوره في طرح الأفكار التي كتبت السطور الأولى لمسابقة الدوري الفرنسي بشكله الاحترافي، وبطولة دوري أبطال أوروبا التي أبصرت النور بمسماها القديم عام 1955. وتمثّلت فكرة الصحيفة الفرنسية بتقديم جائزة لأفضل لاعب أوروبي، قبل أن تتخذ الجائزة المنحى العالمي عام 1995، عندما بدأت الصحيفة بإضافة اللاعبين الذين يلعبون للأندية الأوروبية بمختلف جنسياتهم إلى قائمة المرشحين، وهذا ما يفسّر عدم فوز مجموعة من أساطير كرة القدم بهذه الجائزة وعلى رأسهم بيليه ومارادونا. ومنذ إطلاق الجائزة عام 1956، عمدت صحيفة "فرانس فوتبول" على الإعلان عن الرابح بعد تصويت داخلي يقوم به نخبة من الإعلاميين في أوروبا، الأمر الذي منح الكرة الذهبية موضوعيتها نظراً لعمل مجموعة من المختصين على تسمية الرابحين. وفي الفترة ما بين 2010 و2015، دخل الاتحاد الدولي لكرة القدم على خط الكرة الذهبية بعد اتفاق مع الصحيفة الفرنسية، ليبدأ العمل على تقديم الجائزة عبر تصويت لإعلاميين ومدربين وقادة المنتخبات لمختلف البلدان المدرجة تحت مظلة الاتحاد الدولي، لكن هذا الاتفاق وصل إلى نهايته، لتعود الكرة الذهبية إلى بيتها القديم منذ نسخة العام الماضي.



أسماء للتاريخ
كرّمت الكرة الذهبية على مدار الأعوام الكثيرة الماضية لائحة من أبرز الأسماء التي عرفتها رياضة كرة القدم، بدءاً من نجم بلاكبول الإنجليزي ستانلي ماثيوز الذي فاز بالجائزة الأولى في نسختها الافتتاحية عام 1956. وسيطر لاعبو ريال مدريد على الجائزة أواخر الخمسينيات، بعد سيطرة النادي الملكي على دوري أبطال أوروبا في هذه الفترة، قبل أن يصبح السوفيتي ليف ياشين أول حارس مرمى يحمل الكرة الذهبية عام 1963، دون أن ينجح أي حارس مرمى آخر في تكرار هذا الإنجاز بعد ذلك. وعرفت الجائزة أسماء مفاجئة مثل التشيكي جوزيف ماسوبوست الذي تفوق على أوزيبيو عام 1962، والمجري فلوريان ألبرت الذي حصل على أصواتٍ أكثر من بوبي تشارلتون عام 1967. وشهدت فترة السبعينيات سيطرة اللاعبين الألمان والهولنديين مع نجوم مثل جيرد مولر ويوهان كرويف وفرانتس بيكنباور، قبل أن يصبح الفرنسي ميشال بلاتيني أول من يفوز بالجائزة لـ 3 أعوامٍ متتالية بين 1983 و1985. وفي العام 1995، أصبح الليبيري جورج وياه أول لاعب غير أوروبي يُتوّج بالكرة الذهبية، بعدما اقتصرت الجائزة على اللاعبين الأوروبيين قبل ذلك، فيما كان الإيطالي فابيو كانافارو آخر مدافع يحمل الجائزة بعد تألقه مع منتخب بلاده في نهائيات كأس العام عام 2006. وفي العام التالي، حصل البرازيلي كاكا على الكرة الذهبية بعدما قاد ميلان نحو الفوز بدوري الأبطال، قبل أن تبدأ حقبة الهيمنة التامة للنجمين كريستيانو رونالدو وليونيل ميسي منذ العام 2008 وحتى يومنا هذا.



مثلث 2017
أعلنت صحيفة "فرانس فوتبول" في 9 أكتوبر الماضي عن القائمة النهائية من المرشحين للفوز بالجائزة عن العام 2017، والتي ضمت 30 لاعباً تألقوا في الملاعب الأوروبية والعالمية في الموسم الماضي ومطلع الموسم الجاري. وتنحصر المنافسة بشكل شبه كامل وكما جرت العادة خلال الأعوام الـ 10 الأخيرة بين البرتغالي كريستيانو رونالدو والأرجنتيني ليونيل ميسي، حيث يُعتبر البرازيلي نيمار ثالث أبرز المرشحين للفوز بالجائزة مع وجود فوارق رقمية كثيرة بينه وبين رونالدو وميسي. ويحظى النجم البرتغالي بالأفضلية للحفاظ على كرته الذهبية ومعادلة رقم غريمه الأرجنتيني الذي حمل الجائزة في 5 مناسبات سابقة، حيث نجح رونالدو في قيادة ريال مدريد نحو العودة إلى منصة الليجا الإسبانية والحفاظ على اللقب الأوروبي، بعد تألقه الملفت والاستثنائي في الأدوار المتقدمة من البطولة، علماً بأنّه يتصدر حالياً قائمة هدافي دوري الأبطال بموسمه الحالي، على الرغم من أرقامه السيئة على الصعيد المحلي. ومن ناحيته، تُوّج ميسي بجائزة هداف الليجا الإسبانية في الموسم الماضي، واستمر في تألقه الرقمي في الموسم الحالي مع تصدره قائمة الهدافين برصيد 13 هدفاً حتى الآن، لكنه اكتفى بلقب كأس الملك الإسباني كلقب وحيد في العام الحالي. وأحدث نيمار ضجة كبيرة في الصيف الماضي عندما أصبح اللاعب الأغلى في التاريخ، عقب انتقاله التاريخي إلى باريس سان جيرمان، وبدأ على الفور رحلة مميزة مع النادي الباريسي بعدما سجل له 15 هدفاً في 18 مباراة لعبها في جميع المسابقات، ومن بينها 6 أهداف في دوري الأبطال.



مرشحون آخرون
تحمل قائمة المرشحين أسماء أخرى لنجوم عرفوا معنى التألق خلال العام الحالي، لكنهم يمتلكون فرصاً ضئيلة في الرحلة نحو الفوز بالجائزة مقارنة بفرص رونالدو وميسي. ومن بين هؤلاء النجم الفرنسي الشاب كيليان إمبابي الذي سجل لموناكو 15 هدفاً في الدوري الفرنسي و 6 أهداف في دوري الأبطال خلال الموسم الماضي، قبل أن يستأنف تألقه مع باريس سان جيرمان منذ بداية الموسم الجاري. وأعلن البلجيكي كيفن دي بروين عن نفسه كأحد أبرز صانعي الأهداف في العالم، حيث صنع لزملائه في مانشستر سيتي 18 هدفاً في الموسم الماضي، وهو يتصدر حالياً قائمة أفضل صانعي الأهداف في الدوري الإنجليزي برصيد 8 أهداف. وعرف المهاجم الإنجليزي هاري كين درجة عالية من النجومية في الموسم الماضي مع تربعه على عرش الدوري الإنجليزي برصيد 29 هدفاً، قبل أن يضيف 10 أهداف في البريميير ليج و 6 أهداف في دوري الأبطال لتوتنهام هذا الموسم. وتضم القائمة كذلك نجمي تشيلسي البلجيكي إدين هازارد والفرنسي نجولو كانتي لدورهما في سيطرة البلوز على الدوري الإنجليزي في الموسم الأخير، كما أنّها تحمل أسماء مجموعة من الهدافين المميزين مثل البولندي روبرت ليفاندوفسكي الذي أثبت حاسته التهديفية مع بايرن ميونيخ محلياً وأوروبياً، ومع منتخب بلاده بعد تصدره قائمة هدافي تصفيات كأس العالم، بالإضافة إلى الأرجنتيني باولو ديبالا الذي قاد يوفنتوس نحو المباراة النهائية لدوري الأبطال في شهر مايو الماضي، والذي سجل 12 هدفاً للسيدة العجوز في الدوري الإيطالي حتى الآن. ويُعتبر ريال مدريد النادي الأكثر تمثيلاً في قائمة "فرانس فوتبول" مع كتيبة من اللاعبين الذين ساندوا كريستيانو رونالدو في رحلة الفوز بالليجا ودوري الأبطال، حيث يتمثل النادي الملكي بـ 7 لاعبين أبرزهم سيرجيو راموس وتوني كروس ولوكا مودريتش.



الفائزون منذ بداية الألفية الجديدة
العام اللاعب الجنسية النادي
2000 لويس فيجو برتغالي ريال مدريد
2001 مايكل أوين إنجليزي ليفربول
2002 رونالدو برازيلي ريال مدريد
2003 بافل نيدفيد تشيكي يوفنتوس
2004 أندريه شيفتشينكو أوكراني ميلان
2005 رونالدينيو برازيلي برشلونة
2006 فابيو كانافارو إيطالي ريال مدريد
2007 كاكا برازيلي ميلان
2008 كريستيانو رونالدو برتغالي مانشستر يونايتد
2009 ليونيل ميسي أرجنتيني برشلونة
2010 ليونيل ميسي أرجنتيني برشلونة
2011 ليونيل ميسي أرجنتيني برشلونة
2012 ليونيل ميسي أرجنتيني برشلونة
2013 كريستيانو رونالدو برتغالي ريال مدريد
2014 كريستيانو رونالدو برتغالي ريال مدريد
2015 ليونيل ميسي أرجنتيني برشلونة
2016 كريستيانو رونالدو برتغالي ريال مدريد


صراع الذهب يتجدد بين رونالدو وميسي