|


احتجاجان فقط.. يكشفان حقيقة التحكيم الآسيوي

حوار - عبد الرحمن مشبب 2017.12.10 | 06:16 am

من عوامل نجاح الحكم ممارسته كرة القدم، ومعرفته الكثير من الأمور الفنية والنفسية للاعبين، فما بالك إذا زادت خبرته في الأمور الإدارية، سيصل إلى أعلى المناصب التحكيمية القارية، هكذا كان طريق البحريني عبد الرحمن عبد الخالق، عضو لجنة الحكام في الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" "سابقاً" عضو لجنة الحكام الآسيوية.
بدأ عبد الخالق لاعباً في نادي الوحدة البحريني، ثم إدارياً، ودخل مجال التحكيم حتى اعتزل 2006 فكان علامة فارقة في التحكيم البحريني والقاري والدولي.
وشارك في منافسات دولية عديدة، يعتبر من أبرز الأسماء التحكيمية التي تخرج حكاماً مميزين على الصعيد الآسيوي، عبد الخالق كشف الطريقة التي يقيّم بها الاتحاد الآسيوي الحكام، خلاف التقارير والاستعانة بالاحتجاجات ووسائل الإعلام، محذراً من انشغال فهد المرداسي الحكم الدولي عن الأمور الفنية والذهنية واللياقة البدنية.
ما رأيك في أداء الحكام في دوري أبطال آسيا في النسخة الماضية 2017؟
مستوى الحكام جيد ليس في دوري أبطال آسيا فقط، وإنما في التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى كأس العالم 2018، وكأس الاتحاد الآسيوي، والدليل أننا لم نتلق في البطولات الثلاث في التصفيات والنسخة الماضية من دوري أبطال آسيا وكأس الاتحاد الآسيوي، سوى احتجاجين فقط ومن شرق آسيا.
كيف يتم تقييم الحكام في آسيا؟ وعلى ماذا تستندون؟
خلاف التقييم المعروف عن طريق التقارير، دائما ما نقيّم الحكام بطريقتين.. عن طريق الاحتجاجات التي تقدمها الأندية أو المنتخبات، وعن طريق وسائل الإعلام التي نتابعها بكافة أنواعها المرئية والمكتوبة والمسموعة، ودعني أضرب لك مثالاً، فقد كنت مقيماً لحكام مباراة الهلال وأوراوا الياباني في ذهاب نهائي أبطال آسيا 2017 التي أدارها الأردني أدهم مخادمة، ومنحته درجة ممتازة، والدرجة نفسها منحها مراقب المباراة للحكم، وفجأة رأينا ردة فعل على الحكم من وسائل الإعلام في التلفزيون والصحف وكذلك السوشيال ميديا، نعود إلى شريط المباراة ونتأكد فربما لم نر خطأ معيناً، وفي الوقت نفسه ليس كل ما يقال أو يكتب في وسائل الإعلام صحيحاً، ولكن الحمد لله الرضا كان واضحاً من الجميع، والثقة كبيرة في الحكام الآسيويين على الصعيد الدولي.
وماذا عن انطباع الاتحاد الدولي "فيفا" عن حكام آسيا ؟
تابع التكليفات من الاتحاد الدولي لكرة القدم لتعرف التقييم الصحيح، وابدأ بفهد المرداسي والطاقم المساعد له الذين نجحوا في إدارة نهائي كأس العالم للشباب الذي أقيم في نيوزيلندا، والبحريني نواف شكر الله الذي أدار نهائي دوري أبطال آسيا، والأوزبكي رافشان الذي حقق رقماً قياسياً في كأس العالم على مستوى حكام العالم، بعد أن أدار 9 مباريات في نهائيات كأس العالم 2010 و2014 والإيراني علي رضا الذي كان رابعاً في افتتاح كأس العالم 2014 وغيرهم.
رتّب لنا الحكام الأفضل في آسيا؟
في الترتيب الذي يعتمد على عدة نقاط يأتي الأوزبكي رافشان رقم واحد، ثم البحريني نواف شكر الله، فالإيراني علي رضا، ثم السعودي فهد المرداسي الذي كان يحتل الترتيب السابع وقبلها في الترتيب الـ 15، إلا أنه طوّر من نفسه وبشكل سريع حتى وصل للترتيب الرابع.
ما الجديد في اجتماعات لجنة الحكام في الاتحاد الآسيوي؟
ستعقد لجنة التعليم في لجنة الحكام الآسيوية اجتماعاً الأربعاء المقبل الجاري برئاسة الكوري تشونج مونج لتعيين حكام الجولات الثلاث الأولى من دوري أبطال آسيا 2018، ونضع التصور الأولي لتكاليف الحكام، وعلى ضوء مستويات الحكام في الجولة الأولى يتم التعديل لبقية الجولات إذا كان هناك إشكالية.
من يقوم بالتكليف لجنة التعليم أم لجنة الحكام في الاتحاد الآسيوي؟
لجنة التعليم في لجنة الحكام الآسيوية تتكون من 4 أعضاء برئاسة الكوري تشونج مونج و هاني بلان نائبه وعبد الرحمن عبد الخالق والياباني تورو كاميكاوا من أصل 10 أعضاء في لجنة الحكام الآسيوية، إضافة إلى السنغافوري شمسول مدير دائرة التحكيم الآسيوية، نقوم بالتعديل أو الموافقة على التكليف من اللجنة الرئيسية، ومن ثم ترفع الأسماء للجنة المسابقات بصفة رسمية لتكليف مراقب المباراة وتوزيع المباريات على المكلفين والملاعب المحددة.
حدثنا أكثر عن أكاديمية التحكيم التي اختتمت قبل أسبوعين في العاصمة الماليزية كوالالمبور؟
في منتصف نوفمبر الماضي افتتـحت الأكـاديمية بـرعاية سلمان بن إبراهيم رئيس الاتحاد الآسيوي، بحضور أبرز الحكام المعتزلين والحكام المشاركين في كأس العالم 204 في البرازيل، ويعدون واجهة للحكام الشباب الذين تتراوح أعمارهم ما بين 18 ـ 28 عاما وليسوا دوليين، ويتم متابعتهم على مدى 4 أعوام حتى يحصلوا على الشارة الدولية، ونتولى الاهتمام بهؤلاء الحكام بدلاً من إرهاق الاتحادات الأهلية، ويعتبر الحكام من الدفعة الأولى التي تم اختيارها بعناية.
متى سيتم إعلان القائمة النهائية لحكام كأس العالم ؟
كان من المفترض أن تعلن القائمة قبل أسبوعين، إلا أنه تم تأجيله إلى ما بعد كأس العالم للأندية التي انطلقت الأسبوع الماضي في أبوظبي، بعد اجتماع الإيطالي كولينا رئيس لجنة الحكام في الاتحاد الدولي، وبوساكـا مـدير دائـرة التحكيم في "فيفا"، ومثّل القارة الآسيوية في الاجتماع هاني بلان نائب رئيس لجنة الحكام في الاتحاد الدولي نائب رئيس لجنة الحكام الآسيوية، إضافة إلى شمسول مدير الدائرة في الاتحاد القاري، وسيكون الإعلان في الـ 20 من ديسمبر تقريباً في الاجتماع الذي سيعقد في زيوريخ.
ماذا عن حظوظ الحكام الآسيويين للمشاركة في المونديال؟
منذ 2011 لدينا أفضل 10 أطقم تحكيمية تم تكليفهم في النهائيات، وأقوى المباريات الدولية والحساسة في كأس العالم للكبار والشباب والناشئين وكأس القارات وكأس العالم للأندية والأولمبياد، وبعد مونديال 2014 في البرازيل ركزنا على 10 أطقم تحكيمية وعُقد لهم دورات في "فيفا" والاتحاد الآسيوي ومتابعتهم في المباريات وتـدويــن الإيجـابيـات والسلبيــات، وسيتــم التقييم وفقاً للمعايير الصحيحة وليس للعلاقات أو المحسوبيات، فلدينا من القارة الآسيوية أطقم حكام من السعودية والبحرين والإمارات وقطر واليابان وأوزبكستان وإيران، وتم استبعاد حكام من سنغافورة وماليزيا وكوريا من الترشح، وحكامنا قادرون على فرض أنفسهم على مستوى العالم.
من هم الحكام المرشحون من القارة الآسيوية لمونديال روسيا؟
رافشان إيرماتوف الحكم الأوزبكي، والبحريني نواف شكرالله، والإيراني علي رضا، والسعودي فهد المرداسي، والإماراتي محمد البلوشي، والياباني ساتو، لدينا خمسة مقاعد في القارة الآسيوية، وبإذن الله يرتفع العدد إلى ستة أطقم في كأس العالم 2018 في روسيا بعد أن رفعنا طلباً للشيخ سلمان بن إبراهيم رئيس الاتحاد الآسيوي، بمخاطبة الاتحاد الدولي "فيفا" لرفع عدد الأطقم الآسيوية في كأس العالم 2018 إلى 5+1 بدلاً من 4+1، بحيث تكون 6 أطقم في المونديال "5 أساسيين وطاقم احتياط" إلى جانب طاقم سابع "حكام الفيديو"، وأملنا كبير في الموافقة من "فيفا"، فالحكام الآسيويون أفضل من الإفريقيين والأمريكيين، فمنذ 10 أعوام وحكامنا يسيطرون على المباريات الحساسة والمهمة في كأس العالم للكبار والشباب والناشئين والقارات.
هل سيؤثر قرار الاستعانة بطواقم أجنبية في الدوري السعودي على الطاقم المرشح لكأس العالم بقيادة فهد المرداسي؟
أتمنى ألا يؤثر على المرداسي والطاقم المساعد له في حال اختيارهم للمونديال، لأنهم سيكونون غير جاهزين ذهنياً، فكيف سيدير المباريات وهو غائب عن المباريات القوية في بلده؟ وليست المباريات القوية فقط بل يجب أن يتم تكليفهم بمباريات متوسطة المستوى وأخرى سهلة، فالتأثير النفسي على الحكم ليس سهلاً، ولكن سيظهر تأثيره مستقبلا إذا استمر الحال بالاستعانة بالحكام الأجانب في كل مباريات الدوري السعودي للمحترفين.
بمعنى أن المتابعة الآسيوية على الحكام تكون في الدوري الأعلى لكل اتحاد ؟
صحيح، فالدوري السعودي معروف بقوة مبارياته، ويأتي على رتم المنافسات الآسيوية والدولية فنياً وجماهيرياً وإعلامياً، وهو من أفضل الدوريات الآسيوية، وليست جيدة في حق التحكيم السعودي ابتعاد هؤلاء الحكام عن التحكيم في الدوري الأقوى، وكيف سيكون التقييم المحلي إذا كنا في الاتحاد الآسيوي نكلفهم بمباريات قوية، فالتحكيم السعودي قدّم أسماء كبيرة على الصعيدين القاري والدولي وله تاريخه السابق والحالي.
بما أنك ذكرت التأثير الذهني والنفسي.. تم تكليف المرداسي في لجنة الحكام الرئيسة بمهام إدارية، هل سيؤثر ذلك أيضا ؟
أكبر خطأ تكليف الحكم بمهام إدارية في اللجنة، فمسؤولية الحكم هي التدريبات والتجهيز للمباريات، وأنا أستغرب لماذا لا يعتذر المرداسي عن هذه المهمة؟ وكيف للجنة الحكام أن تكلفه بالمهام الإدارية وهو حكم عامل؟ فمن سيقيمه وينتقده ويحاسبه؟ وما مهام اللجنة إذا تمت الاستعانة بالمرداسي ؟
يترأس الإنجليزي كلاتنبيرج لجنة الحكام الرئيسة في الاتحاد السعودي لكرة القدم.. كيف ترى ذلك ؟
أكرر احترامي لكل قرار في اتحاد القدم، ولكني ضد أن يتولى كلاتنبيرج رئاسة لجنة الحكام السعودية، فهو حكم عامل ويقوم بعملين متناقضين "تحكيم مباريات ورئاسة لجنة"، فإما أن يكون رئيساً للجنة ويتفرغ للأمور الإدارية، أو حكماً عاملاً ويركز في التدريبات والأمور الفنية، والسؤال من يقيم كلاتنبيرج وينتقده ويحاسبه؟ وأعتبر ما يقوم به صعباً جداً.
ـ لاعب سابق في نادي الوحدة من 1986 إلى 1991
ـ إداري سابق في نادي الوحدة من 1991 إلى 1993
ـ دخل مجال التحكيم 1996
ـ حصل على الشارة الدولية 2001
ـ حكم مشارك في دورة الألعاب الآسيوية في كوريا 2002
ـ كأس العالم للشباب في الإمارات 2003
ـ نهائيات أمّم آسيا في الصين 2004
ـ اعتزل التحكيم 2006
ـ مراقب مباريات ومراقَب حكام
منذ عام 2006 إلى الآن
ـ رئيس لجنة الحكام في البحرين 2010ـ2013
ـ عضو لجنة الحكام ولجنة التعيين في الاتحاد الآسيوي 2011 إلى الآن
ـ عضو لجنة الحكام في “فيفا” 2011ـ2017
ـ مستشار لجنة الحكام في البحرين 2017.


احتجاجان فقط.. يكشفان حقيقة التحكيم الآسيوي