|


جوارديولا ومورينيو.. 7 أعوام عداوة

تقرير - محمود وهبي 2017.12.17 | 07:29 am

شهدت مواجهة ديربي مانشستر بين اليونايتد والسيتي معارك كروية على البساط الأخضر، لكن الديربي الأخير كان مسرحاً لنزالٍ غابت عنه كرة القدم عقب المشكلة الكبيرة التي وقعت في غرف تبديل الملابس بين اللاعبين، قبل أن يتم إدراج هذه الحادثة في قاموس العداوة القديمة ـ الجديدة والتوتر الكروي في كل مواجهة مباشرة تدور بين المدربيْن جوزيه مورينيو وبيب جوراديولا.
وتعود "الرياضية" في هذا التقرير إلى جذور هذه العداوة التي بصرت النور عام 2010، وبلغت أوجها في مباريات الكلاسيكو التي أقيمت في عهد المدربيْن الإسباني والبرتغالي مع برشلونة وريال مدريد على التوالي.


الشرارة الأولى
بدأت شرارة العداوة بين المدربين البرتغالي والإسباني في شهر إبريل من العام 2010 عندما التقى برشلونة بقيادة جوارديولا مع الإنتر بقيادة مورينيو في الدور نصف النهائي لدوري الأبطال، حيث نجح الفريق الإيطالي في إسقاط النادي الكاتالوني عن عرشه الأوروبي بعد أقل من عام على إتمام البرشا لسداسيته التاريخية أواخر العام 2009. وشكّلت مباراة الذهاب على ملعب سان سيرو لحظة مصيرية في مسيرة مورينيو الذي أعدّ الخطة المناسبة للتغلّب على ميسي وزملائه عبر الاعتماد على الهجمات المرتدة على الرغم من افتتاح برشلونة للتسجيل عن طريق بيدرو رودريجيز.
وسجل الإنتر 3 أهداف متتالية عن طريق ويسلي سنايدر ومايكون ودييجو ميليتو ليأخذ الأفضلية في مباراة الذهاب، قبل أن يلجأ مورينيو إلى أسلوب دفاعي متّزن في مباراة الإياب التي أقيمت في إسبانيا بتاريخ 28 إبريل، وينجح في قيادة الإنتر نحو التأهل إلى المباراة النهائية للمرة الأولى منذ العام 1972 على الرغم من النقص العددي عقب حالة الطرد التي تعرّض لها تياجو موتا، والهدف المتأخر الوحيد الذي سجله البرشا عن طريق جيرارد بيكيه، والذي لم يكن كافياً بالنسبة لفريق المدرب جوارديولا. وفور إطلاق الحكم لصافرته الأخيرة، قرر جوزيه مورينيو الاحتفال عبر الركض على أرضية الملعب بين مدرجات ملعب الكامب نو في لقطة ستبقى في ذاكرة المدرب البرتغالي.


الهزيمة الأقسى
انتقل جوزيه مورينيو إلى ريال مدريد صيف العام 2010 بعد أيام من فوزه بلقب دوري الأبطال مع الإنتر، وخاض غمار الكلاسيكو الإسباني للمرة الأولى بتاريخ 29 نوفمبر من ذلك العام، وهي الليلة التي مُني بها المدرب البرتغالي بالهزيمة الأكبر في مسيرته. واستخدم المدرب بيب جوارديولا نجمه ليونيل ميسي كمهاجمٍ مزيف خلف المهاجم الصريح، في الوقت الذي فشل فيه مورينيو كلياً في إيقاف خطورة اللاعب الأرجنتيني، لينتهي الكلاسيكو بفوز البرشا 5ـ0 على ملعب الكامب نو. ووضعت أفكار جوارديولا نظيره البرتغالي في وضعية محرجة للغاية، حيث اعتبر رئيس ريال مدريد فلورنتينو بيريز أن هذه الخسارة كانت الأسوأ في تاريخ النادي الملكي، كما انتقد المدير الرياضي خورخي فالدانو فشل مورينيو في تصحيح أوضاع فريقه طوال تلك المباراة.


تصحيح المسار
تفوّق بيب جوراديولا على غريمه مورينيو على الصعيد الرقمي خلال محطتهما الإسبانية، لكن ملعب المستايا في فالنسيا كان على موعدٍ مع ليلة سعيدة للمدرب البرتغالي في 20 إبريل من العام 2011، حيث تمكّن مورينيو من ردّ اعتباره عندما قاد ريال مدريد للفوز على برشلونة في المباراة النهائية لكأس الملك الإسباني، ليحقق فوزه الأول في تحديات الكلاسيكو ولقبه الأول خلال تجربته المدريدية.
وتكفّل الهدف الرأسي لكريستيانو رونالدو بإعادة ريال مدريد إلى منصة كأس إسبانيا للمرة الأولى بعد غياب دام 18 عاماً، كما تمكّن مورينيو حينها في قيادة فريق العاصمة نحو أول لقب منذ فوزه بلقب الدوري الإسباني عام 2008، أي منذ بداية عهد سيطرة جوارديولا وبرشلونة على الألقاب في إسبانيا.


جوارديولا يثأر
بعد مرور 7 أيامٍ على سقوطه أمام مورينيو في المباراة النهائية لكأس الملك الإسباني، اختار بيب جوارديولا الموعد الأنسب ليثأر من غريمه البرتغالي، وكان ذلك عندما قاد برشلونة للفوز على ريال مدريد في ذهاب الدور نصف النهائي لدوري أبطال أوروبا عام 2011، وبهدفيْن متأخريْن للنجم الأرجنتيني ليونيل ميسي في معقل النادي الملكي. وأقيمت مباراة الإياب في الكامب نو بتاريخ الثالث من مايو، حيث استفاد برشلونة من الأفضلية التي حصل عليها في مباراة الذهاب، ليخرج متعادلاً بهدفٍ لمثله ويضمن تأهله إلى المباراة النهائية.
وعاد درع دوري الأبطال في ذلك العام إلى أحضان جوارديولا بعدما بقي لمدة عامٍ تحت اسم مورينيو الذي تُوّج باللقب مع الإنتر عام 2010، وذلك بعدما تمكّن البرشا من التغلّب على مانشستر يونايتد في ويمبلي.


سبّابة مورينيو
توالت المواجهات المباشرة بين برشلونة وريال مدريد في عهد المدربيْن الإسباني والبرتغالي خلال موسم 2011ـ 2012، وهي الفترة التي أكّد فيها بيب جوارديولا تفوقه عبر 3 انتصارات في 6 مباريات مقابل انتصار وحيد لمورينيو الذي احتفل بلقب الدوري الإسباني عند نهاية الموسم. ومن بين أشهر المباريات في هذه الفترة وأكثرها توتراً المواجهة التي حلّ فيها ريال مدريد ضيفاً على ملعب الكامب نو في إياب كأس السوبر الإسبانية عام 2011، والتي انتهت بفوزٍ دراماتيكي لبرشلونة بنتيجة 3ـ2 بعدما سجل ميسي هدفاً قاتلاً في الدقيقة 88، علماً أن مباراة الذهاب انتهت بالتعادل 2ـ2 في البرنابيو.
وتوتّرت الأجواء بشكل استثنائي قبل الصافرة الأخيرة لمباراة الإياب عندما ارتكب مارسيلو خطأ قاسياً على فابريجاس، حيث وقعت مشكلة كبيرة بين اللاعبين وأسفرت عن طرد مارسيلو ومسعود أوزيل من الريال بالإضافة إلى دافيد فيا من البرشا. ورصدت عدسات المصورين حينها المدرب مورينيو وهو يقوم بوضع سبّابته في عين المدرب الراحل تيتو فيلانوفا، والذي كان حينها مساعداً لجوارديولا.


لكمة قاتلة
بدأ بيب جوراديولا تجربته التدريبية الثانية صيف العام 2013 مع انتقاله إلى بايرن ميونيخ، وهي الفترة التي شهدت عودة جوزيه مورينيو لقيادة تشيلسي، وقد صودف أن التقى المدربان في مواجهة مباشرة قوية على الفور في لقاء كأس السوبر الأوروبية بين النادي البافاري الذي كان يحمل لقب دوري الأبطال، والفريق الأزرق الذي تُوج في العام السابق بلقب الدوري الأوروبي.
وأقيمت المباراة في العاصمة التشيكية براج تحت أجواء تنافسية ومع سيناريو دراماتيكي، حيث انتهى الوقت الأصلي على نتيجة التعادل بهدف لهدف، قبل أن يتقدم تشيلسي بهدف إدين هازارد مطلع الشوط الإضافي الثاني، إلى أن أدرك خافي مارتينيز التعادل في اللحظات الأخيرة من الشوط الإضافي الثاني. وابتسمت ركلات الترجيح للمدرب الإسباني الذي حقق لقبه الأول مع البايرن بعدما نجح مانويل نوير في التصدي لركلة تشيلسي الترجيحية الأخيرة، والتي نفذها البلجيكي روميلو لوكاكو الذي عاد للعمل تحت إمرة مورينيو مع اليونايتد منذ بداية الموسم الجاري.


في مانشستر
تجدّدت المعارك التكتيكية بين بيب جوارديولا وجوزيه مورينيو صيف العام الماضي مع انتقالهما إلى مدينة مانشستر الإنجليزية، حيث تعاقد مانشستر سيتي مع المدرب الإسباني في الوقت الذي أسندت فيه إدارة مانشستر يونايتد مهمة قيادة الجهاز الفني للمدرب البرتغالي. وشهد الموسم الماضي 3 مواجهات رسمية بين المدربيْن، حيث حسم جوارديولا ديربي مانشستر في ذهاب مسابقة الدوري بهدفين لهدف على ملعب أولد ترافورد، فيما سيطر التعادل السلبي على مباراة الإياب التي أقيمت على ملعب الاتحاد، علماً أن مورينيو كان صاحب الكلمة العليا في اللقاء الذي جمع الفريقين في كأس الرابطة، والذي انتهى بهدف يتيم للشياطين الحمر. ورصدت المواجهة المباشرة الأخيرة بين المدربيْن درجة عالية من التوتر بعد فوز السيتي في معقل اليونايتد، لا سيما مع المشادات التي وقعت بين 20 لاعباً في الممرات التي تشبك غرف تبديل الملابس بعدما توجّه مورينيو إلى الغرف الخاصة بلاعبي السيتي ليطالبهم بإظهار الاحترام أثناء احتفالاتهم الصاخبة.
وبحسب الوسائل الإعلامية الإنجليزي، رُمِيَ مورينيو بقوارير المياه بعد مشادة كلامية مع حارس السيتي إديرسون، في الوقت الذي تعرّض فيه مساعد مدرب السيتي ميكيل أرتيتا لجرح في رأسه، قبل تدخل عناصر الشرطة والأمن لإبعاد اللاعبين وفض النزاع. وكتبت أحداث ما بعد المباراة سطراً جديداً وعنواناً عريضاً من النزاع الكروي الصاخب الذي بدأ قبل 7 سنوات بين جوارديولا ومورينيو، والذي قد يكون على موعدٍ مع محطات لاحقة في الأيام والأشهر والسنوات المقبلة.


جوارديولا ومورينيو.. 7 أعوام عداوة

جوارديولا ومورينيو.. 7 أعوام عداوة

جوارديولا ومورينيو.. 7 أعوام عداوة

جوارديولا ومورينيو.. 7 أعوام عداوة

جوارديولا ومورينيو.. 7 أعوام عداوة

جوارديولا ومورينيو.. 7 أعوام عداوة

جوارديولا ومورينيو.. 7 أعوام عداوة

جوارديولا ومورينيو.. 7 أعوام عداوة