|


ناصر الشرماني يخص الرياضية بأول حديث مطول له بعد انتقاله إلى الشباب

إذا لم نتأهل إلى روسيا.. فلن نبلغ المونديال أبدا

حوار: علي الحدادي 2017.08.25 | 03:00 am

في عالم الأرقام الصعبة.. يوجد رقم واحد لا يقبل أنصاف الحلول.. يراهن عليه الكثيرون ويكسب الرهان.. عملة نادرة.. لا تتكرر إلا فيما ندر، فعلى الرغم من الغياب تحتفظ بقيمتها.. ذهب لا يصدأ.. متجدد البريق في عالم الإنجازات.. عاشق دائم للمنصات.. لا يحب الخسارة حتى وإن كلفه ذلك الأمر الكثير من التضحيات.

ناصر الشمراني لاعب فريق الشباب الأول لكرة القدم، المنتقل من صفوف الهلال.. قصة مليئة بالمنعطفات بدأت من أرض العاصمة المقدسة مكة المكرمة.. لتشهد ميلاد نجم ترعرع في كنف "وحدة لا يغلبها غلاب".. وانطلق لهز شباك الخصوم دون الاكتراث لاسم الند.. ليكون مطلباً في العاصمة الرياض.. أعوام عدة قضاها بين الهلال والعين قبل أن يعود إلى الشباب.. سطر خلالها من الحكايات الكثير.. دخل في تحديات أبعدته أحياناً عن القائمة الأساسية.

ولأنه يدرك مدى حجم إمكاناته فإنه يحبس ما بداخله حتى ينزل إلى أرض الملعب لينفجر أهدافاً.. ويهتز معه المدرج زلزالاً.

الشمراني حل ضيفاً على "الرياضية"، وفتح الكثير من الملفات الشيقة في حديث الجرأة والصراحة.. فإلى التفاصيل.. 



يتردد أن سامي الجابر مدرب فريق الشباب الأول لكرة القدم، كان يقف وراء المفاوضات، فكيف ساهم في انتقالك؟

لا.. الجميع كانوا يعتقدون أن سامي الجابر يقف وراء مفاوضات الانتقال، ولكن حقيقة الأمر أن أعضاء شرف نادي الشباب وقفوا وراء المفاوضات حتى تمت بنجاح، حيث كانوا حريصين جداً على عودتي إلى تمثيل الفريق، وبعد ذلك رحب المدرب سامي الجابر بفكرة انضمامي إلى الصفوف الشبابية.

ـ ولكن العلاقة الجيدة التي تربطك مع سامي الجابر ترجح أن له دور في المفاوضات؟

هل تصدقني لو قلت إنني لم ألتق بسامي الجابر بعد مغادرته الهلال سوى مرتين فقط ؟!.. ومن ناحية الاتصالات فهي محدودة بيننا، حيث نتواصل فِي بعض المناسبات أحياناً، وكما ذكرت لك أعضاء شرف نادي الشباب لهم الفضل الكبير بعد الله سبحانه وتعالى في عودتي، وهم الذين سعوا في ذلك حتى إنهاء الصفقة.

ـ كيف ترى ردود الفعل الشبابية بعد إعلان عودتك مجدداً إلى صفوف فريقهم؟ 

الحمد لله على احتفائهم بالتوقيع معي وأشكرهم جميعاً على ما قدموه لي من محبة وتقدير وأشكر كل من حضر التوقيع من جماهير النادي، ونحن الآن في مرحلة تقتضي أن أكون فيها قليل الكلام كثير الفعل، ولهذا بعد نزولي إلى أرض الملعب سيكون لي حديث مع الجماهير الشبابية.



العمل الجاد

ـ بماذا تعد الشبابيين؟

أعدهم بالجد والاجتهاد والعمل الجاد من أجل تمثيل الفريق بالصورة الجيدة والتعاون والتكاتف مع زملائي في سبيل تقديم مستويات فنية مشرفة تسعد جماهير الشباب.

ـ وما هو الهدف الذي ترغب في تحقيقه مع الشباب؟

الأهداف كثيرة، ولكن من الصعب التصريح بها أو وعد الجماهير بتحقيق أي هدف في الوقت الراهن ولكن يجب علينا أولاً العمل على إعادة هيبة الشباب وبعدها المنافسة على المراكز المتقدمة من أجل إيجاد فرصة لمشاركة الفريق في دوري أبطال آسيا.

ـ لماذا شكرت عادل عزت رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم بعد إعلان انتقالك من الهلال إلى الشباب؟

لأن من لا يشكر الناس لا يشكر الله، وعادل عزت أكن له كل التقدير والاحترام، حيث ساهم بشكل كبير في تقريب وجهات النظر بين إدارتي ناديي الهلال والشباب وكان حريصاً على إنهاء موضوع انتقالي والحمد لله ساهم تدخله في حل موضوعي بصورة نهائية، ما أثمر عن انتقالي إلى الشباب.

ـ أيضاً وجهت الشكر لجماهير الهلال على الرغم من رحيلك من فريقها ألا تعتقد أنها ستكون غاضبة منك؟

لجماهير الهلال عشق لا ينتهي، حيث وقفت معي وساندتني داخل الملعب وخارجه، وجميع عشاق الهلال لم يقصروا معي، فمن باب رد الجميل شكرهم لأنهم جمهور عاشق للكيان وسر حقيقي خلف الإنجازات والبطولات التي يحققها الهلال وعلاقة الود مع الجماهير السعودية كافة ستظل قائمة.



روسيا 2018م

ـ ماذا يعني لك مطالبة الهولندي بيرت فان مارفيك مدرب المنتخب السعودي بحل مشكلتك؟

للأمانة هذا الأمر أسعدني كثيراً من المدرب فان مارفيك، وكان له دور كبير في إنهاء المفاوضات بالإضافة إلى الجهود التي بذلتها إدارة المنتخب السعودي، ومارفيك كان حريصاَ جداً على حل الموضوع وعودتي إلى الملاعب وهذا الأمر إن دل على شيء فإنما يدل على اهتمامه باللاعبين الذين يعتمد عليهم، وإن شاء الله سيكون رد الجميل في الملعب.

ـ كيف ترى المرحلة المقبلة للمنتخب السعودي؟

هي مرحلة مهمة أو المرحلة الأصعب، إما أن نحقق حلم شعب بإعلان حضورنا في روسيا أو لا.. وهذه المرحلة ينتظرها الجميع، حيث تبقت لنا مباراتان مصيريتان أمام الإمارات واليابان، وبالنسبة لي مباراة الإمارات هي مفتاح روسيا والتي تحدد كل شيء، فإذا فزنا فيها فهذا يعني أن روسيا ستردد "مرحبا بك"، وأنا أعتبر مواجهة الإمارات مباراة العمر وسنقاتل من أجل الفوز.

ـ هل تعتقد فعلا أن الحضور الجيد في روسيا بقيت عليه هاتان الخطوتان فقط ؟

دائماً هاتان الخطوتان هما تعب وقهر، فمن المستحيل أن ننسى كيف حرمنا من التأهل في مونديالي ٢٠١٠ و ٢٠١٤، حيث تجرعنا مرارة الخروج المرير من التصفيات والحرمان من اللعب في كأس العالم، وللأسف مررنا بسيناريو مؤسف في تلك التصفيات، ولهذا تجدنا جميعاً نعمل بتركيز عال من أجل التأهل إلى نهائيات كأس لعالم 2018 في روسيا.

ـ ولكن يوجد في المنتخب السعودي حالياً إلى نهاية جيل حلمه الوحيد اللعب في كأس العالم ؟

جيلنا الحالي لديه إصرار وعزيمة من أجل إيصال المنتخب السعودي إلى روسيا، حيث تعاهدنا منذ أول مباراة مع الجهازين الفني والإداري للمنتخب ببذل الغالي والنفيس من أجل تحقيق الحلم، وصدقني جيلنا الحالي أو الجيل الذي سيأتي بعدنا إذا لم نصل الآن للعب في كأس العالم فلن نصل أبداً خلال السنوات المقبلة وسنعاني، والفرصة الآن مواتية للحضور في المونديال، ولا ننسى أن الترشيحات في بداية التصفيات لم تكن تصب في مصلحتنا من الجماهير أو الإعلام لوقوعنا مع أقوى منتخبات القارة وفي المجموعة الأصعب، ولكن مع المباريات كسبنا احترام الجميع وكنا خصماً قوياً وعنيداً.



الفيحاء والتعاون 

ـ في فترة الصيف كان اسم ناصر الشمراني الأكثر تداولاً على صعيد المفاوضات من عدة أندية مثل الفيحاء والتعاون وأخيرا الشباب، فلماذا لم تحسم انتقالك حينها؟

أنا أسمع وأقرأ أخبار هذه المفاوضات عبر وسائل الإعلام مثل بقية الناس، وصدقني لم يردني أي اتصال من الفيحاء أو التعاون، ولا أعلم ما إذا كانوا قد خاطبوا إدارة نادي الهلال أم لا، وإذا كانوا قد خاطبوا إدارة الهلال فيجب عليهم مخاطبتي لمعرفة رغبتي، وأنا هنا أؤكد أن العرض الرسمي الوحيد الذي وردني كان عرض نادي الشباب فقط، أما بقية العروض كانت شائعات.

ـ أيضا تردد في الصيف أنباء عن رغبة نادي الاتحاد في الاستفادة من خدماتك، فماذا كان موقفك؟

نعلم جميعاً أنه من الصعب على الاتحاد أن يفاوض أي لاعب في ظل الظروف التي يمر بها حالياً، وأنا أستغرب ظهور مثل هذه الأنباء، فالاتحاد لا يستطيع التسجيل "لا في صيف ولا في شتاء"، وإن شاء الله ـ تحل أمورهم وتزول الأزمة التي يمرون بها.

ـ ولو كان الاتحاد قادراً على التسجيل، فهل ستوافق على الانتقال إليه؟

لمَ لا؟، فالاتحاد ناد كبير، وأي لاعب يتمنى اللعب في صفوفه خاصة وأنه يملك مدرجاً يطرب، وجماهير عاشقة للكيان.



أعوام مع الهلال

ـ قضيت سنوات مع الهلال.. كيف تصفها؟

كانت سنوات كانت جميلة ورائعة، تخللها بعض المراحل السيئة، والحمد لله استطعت خلال الفترة التي قضيتها في صفوف الهلال أن أحقق العديد من الإنجازات والبطولات، واستطعت إسعاد المدرج الهلالي الذي أكن له كل تقدير واحترام، وجمهور الهلال يجعلك تحترق من أجل شعار النادي وهذا الأمر الذي محفز للإبداع، ومهما تحدثت عنه فلن أوفيه حقه.

ـ ولكن مشاكلك كانت كثيرة مع المدربين ؟

هذا غير صحيح، ليس لدي أية مشاكل مع المدربين، فمن غير المعقول أن يأتي ثلاثة مدربين مختلفين تعاقبوا على قيادة الدفة الفنية الهلالية مثل دونيس وجوستافو ودياز ويكون لي مشاكل معهم جميعهم، ولكن "لا تعليق".

ـ خضت تجربة مع نادي العين الإماراتي كيف تصفها؟

كانت مميزة بنسبة لي، فأي لاعب يتمنى اللعب في صفوف العين، وهو ناد كبير ويكفي احترام جميع من ينتمي إليه للاعب، وحقيقة العين ناد راق جداً في تعامله.

ـ كونت ثنائياً مميزاً مع عمر عبد الرحمن "عموري" قائد فريق العين، فكيف تمكنت من ذلك في فترة قصيرة؟

كانت علاقتي مع عموري مميزة جداً وهو من أقرب اللاعبين إليّ، إضافة إلى أخيه عجب "محمد عبد الرحمن"، وبشكل عام وبكل أمانة علاقتي مميزة مع جميع لاعبي العين ونحن على تواصل دائم مع بعضنا وأتمنى لهم التوفيق.

ـ ظهر عموري متأثراً في وداعه الأخير لك في نهاية الدوري الإماراتي، ماذا عنك؟

لا أخفيك سراً حتى أنا تأثرت لمغادرة العين، وعموري لاعب مميز أتمنى له التوفيق، وكنت أتمنى الاستمرار معهم ولكن الأمر كان صعباً للغاية في ظل الشروط التي فرضتها إدارة نادي الهلال والتي أسميها تعجيزية حيث كانت تبعد بعض الأندية التي تحاول اســتقطابي وتتفاجــأ بالأرقام العالية جداً، ومن الصعب أن تدفع أندية مبلغ ثمانية ملايين ريال في صفقة إعارة أو انتقال.

ـ هـل قدم لك العين عرضاً رسمياً ؟

لا.. بعد انتهــــاء فترة إعارتي لـم يقدم نادي العين لي عرضاً رســمياً، وأعتقد أنهم كانوا خائفين من ردة الفعل الهلالية، وهذا الأمر كان مع العين أو غيره من الأندية.