لم يتردد الدكتور سامر باعيسى المدير العام لنادي الاتحاد في تلبية نداء الاتحاد، عندما دعته إدارة النادي إلى العمل معها رغم الظروف الصعبة التي يمر بها النادي بسبب تراكم المديونيات والقضايا، إذ شرع منذ الأيام الأولى في رسم خطط لتطوير العمل في النادي، متسلحا بخبراته الكبيرة في التخطيط الإداري التي اكتسبها من عمله في القطاعين العام والخاص.

ونال سامر باعيسى شهادة الدكتوراه في التخطيط من أستراليا، كما حصل على عضوية جمعية المخططين من بريطانيا وأستراليا، إضافة إلى توليه رئاسة قسم التخطيط في جامعة الملك عبدالعزيز، فضلا عن عمله مستشارا في عدد من الجهات، قبل أن ينضم إلى إدارة أنمار الحائلي ويصبح من أهم الأسماء التي يعول عليها الاتحاديون في إخراج النادي من أزماته.

"الرياضية" التقت بالدكتور باعيسى في حوار .. فإليكم التفاصيل:



الدكتور سامر باعيسى ظهر فجأة مع إدارة أنمار الحائلي هذا الموسم.. أين أنت في عهد الإدارات السابقة؟

ـ أولاً أنا اتحادي وعضو شرف ومحب للنادي ومن عائلة اتحادية، وما أنا إلا عود من حزمة في الإدارة الحالية، وكنت متعاوناً مع إدارات سابقة، وفي الفترة الأخيرة كنت مبتعثاً خارجياً لتحضير الماجستير والدكتوراه حوالي 6 أعوام، ورغم ذلك لم أنقطع عن متابعة النادي.

هل هناك معرفة سابقة مع أنمار الحائلي رئيس النادي؟

ـ بصراحة لا توجد معرفة سابقة، ولكن تم التواصل فيما بيينا عن طريق محبين اتحاديين، وباختصار حب الاتحاد جمعني مع أنمار الحائلي ونائبه أحمد كعكي وباقي أعضاء مجلس الإدارة، وسعادتي كبيرة بالعمل معهم خاصة أننا نعمل ككتلة واحدة لمصلحة نادي الاتحاد.

تعمل في منصب المدير العام للنادي.. ما هو نشاط هذا المنصب؟

ـ هذا المنصب موجود في النادي منذ زمن وليس بجديد، حيث كان أول مدير عام للنادي هو العقيد محمد الحرندا "يرحمه الله" ثم علي باطرفي وعبدالعزيز شكري. 

وما اهتمامات هذا المنصب؟

ـ طبعاً المتابعون لا يرون في الأندية إلا قطاع كرة القدم فقط، ولكن النادي يعتبر قطاعاً كبيراً من ألعاب مختلفة وغيرها، وكان توجه إدارة النادي هو احتياجها لشخص يتفرغ بشكل أكبر لإدارة أمور النادي وتطويرها والمتابعة الإدارية، وبالتالي يتمحور دوري في المتابعة والتطوير الإداري.

هل عانيتم من المشاكل في النادي عندما توليتم المنصب في البداية؟

ـ في الأول والأخير عندما تدخل خلف الكواليس الطبيعي أنك تتفاجأ كثيراً.. صراحة عدم الاستقرار الإداري في الـ 12عاماً الماضية أسهم في المشاكل الموجودة حالياً، وإن شاء الله نحاول مع إدارة النادي القضاء على أكبر عدد من هذه المشاكل خلال فترتنا.

ألا توافقني أن مشاكل الاتحاد كبيرة ويصعب علاجها في فترة قصيرة؟

ـ بالطبع .. لن أكذب عليك وأقول إننا نستطيع علاجها في فترتنا القصيرة، ويجب علينا أن نكون واقعيين، ونحن هنا لحل ما يمكن حله من تراكمات سابقة في فترة 10 أشهر.

حدثنا قليلا عن أهدافكم الرئيسية في هذا المنصب تحديدا؟

ـ عندما تتولى أي منصب يجب عليك أن تمر بمرحلة التقييم، وهو ما قمنا به ودرسناه بشكل كاف، وسنعمل على المدى القصير لحل أغلب المشاكل الآنية في فترتنا القصيرة.. فأهدافنا تكمن في:

1 ـ إدارة الوثائق والمستندات بالنادي بنظام إلكتروني كامل وبشكل مطور وهذا شيء مهم جداً، وستكون من فترتنا نزولاً للإدارات السابقة، خاصة أنها كانت تعتمد على الأرشفة الورقية القديمة، مما يسبب في إضاعة العديد منها.

2 ـ تحسين وتطوير جودة الاتصالات داخل النادي، لأننا نحتاج إلى آليات أفضل للتواصل، بحيث تكون أسرع ومواكبة للعصر، لأن منظومة الخطابات تعتمد على الفاكسات الورقية وينتج عنها الكثير من المشاكل وهي غير فعالة في وقتنا الحالي، لذا احتجنا السرعة في وصول المعلومة وما تحويه الخطابات للمسؤول وبالتالي نتجنب الكثير من المشاكل، لأن تأخر وصول المعلومة قد يؤدي إلى مشاكل وأزمات للنادي.

3 ـ تطوير منظومة خدمة منسوبي النادي، خاصة أن النادي يحتوي على 11 لعبة، يوجد من بينهم إداريون وعاملون وأعضاء شرف ولاعبون مسجلون، وبالتالي يجب علينا إنشاء قواعد بيانات ونعمل عليها الآن للانتهاء منها.

أرى في عملكم أنكم تخططون للمدى البعيد ولجميع الإدارات التي ستأتي بعدكم؟

ـ صراحة الخطوات السابقة عملنا عليها وذلك لتهيئة النادي لمرحلة التخصيص.

كيف رأيتـــم العمل في النادي خلال الثلاثة أشهر التي مرت عليكم حتى الآن؟

ـ واجب علينا كاتحاديين أن نخدم نادينا في هذه المرحلة بالذات، والتحديات كبيرة ولكن محبتنا للنادي تهون علينا المشاكل الكبيرة، والاتحاد أشبهه بالمريض على السرير الأبيض ويجب علينا أن نقف عنده ونساعده.

دكتور سامر.. في نهاية فترة رئاسة إدارة المهندس حاتم باعشن تم تنظيم مؤتمر أشبه بالجمعية العمومية أوضحوا خلاله القوائم المالية.. هل استفدتم منها؟

ـ الكل ترك بصمة.. ولكن ما لمسته في الفترة الحالية هو وجود تعاون كبير بين إدارة أنمار وباعشن، كان الاستلام والتسليم بين الإدارتين بطريقة محترفة والتواصل لا يزال مفتوحاً.

وهل استفدتم من القوائم المالية للإدارة السابقة؟

ـ بالتأكيد استفدنا من هذه القوائم، ولكن يجب على الجميع أن يعرف أن هناك قضايا أخرى جديدة تتفاجأ بها، وبشكل عام الشفافية مطلوبة في جميع الأندية.

وماذا عن الديون الاتحادية .. وهل كانت مفاجئة بالنسبة لكم؟

ـ جماهير الاتحاد قريبة من النادي، والأمور أصبحت واضحة والجميع يعرف حجم الديون ولم أتفاجأ.

كيف تعاملتم مع قضايا وديون النادي؟

ـ يجب أن أشيد بالإدارة وبالفريق القانوني في النادي، وبكل بساطة كان الهدف واضحاً للجميع أن نصل بنادي الاتحاد إلى بر الأمان، وبصراحة الإدارة والقانونيون قاموا بعمل كبير وكان أول قرار للإدارة هو ملف القضايا والديون.

يا دكتور.. لو قدر لكم أن تكون فترة إدارتكم 4 أعوام هل ستنجحون في القضاء على الديون بشكل كامل؟

ـ ياريت.. فإذا كان كذلك فمن الطبيعي أنك ستفكر بمنظور واستراتيجية أخرى بعيدة المدى وكيف تتعامل مع الأولويات والمشاكل بطريقة مختلفة وتبدأ تعمل على مداخيل النادي، وستعمل على شراكات جديدة وعلى ملفات أخرى، وبالنسبة للأمور المالية فأنمار سيكون قادراً على القضاء عليها.

هناك من يتخوف من تأثير مشاكل وقضايا النادي على الفريق الكروي، فكيف تنظر إلى دور الإدارة في هذا الأمر؟

ـ بصراحة لا توجد مباراة للفريق داخلياً أو خارجياً إلا والرئيس أو نائبه أو الاثنان يكونان مع الفريق.. ونحن نعمل كمنظومة واحدة، والإدارة استطاعت عزل الفريق عن مشاكله، وأشكر أنمار وكعكي على متابعتهما ودعمهما للفريق والمعسكرات والمباريات، وهناك مقولة لأنمار اتركوا المشاكل لنا وركزوا في الملعب.

هل الاتحاد قادر على المنافسة هذا الموسم رغم مشاكله؟

ـ الاتحاد معروف أن نجاحاته دائماً تولد من رحم المعاناة، والاتحاد بإذن الله قادر على أن يسعد الجماهير بالبطولات هذا الموسم، وأنا متفائل خاصة أن الإدارة لم تدخر جهداً في سبيل الفريق.

في حال نجاحكم في استخراج الرخصة الآسيوية.. هل الفريق قادر على تحقيقها؟

ـ الاتحاد قادر عليها فهو الخبير في آسيا، ويجب على الجميع أن يعي أن البطولة الآسيوية تمتد لموسمين، الموسم الأول دوري المجموعات ودور الـ 16 والموسم الثاني ربع النهائي ونصف النهائي، ويكون وقتها الفريق مسموحاً له أن يسجل لاعبين محليين أو أجانب لزيادة قوة الفريق، لأن العقوبة تكون انتهت.. بالإضافة إلى أن وجهة نظرنا أن هدف دخولنا إلى آسيا هو ترغيب الشركات في رعاية نادي الاتحاد ومهم جداً لملف التخصيص.

باختصار.. هل الاتحاد جاهز للتخصيص؟

ـ في الحقيقة أنا أراها من أهم المنعطفات في تاريخ الاتحاد، وهناك محطة تاريخية كانت في مرحلة دخول الاحتراف واختلف أداء النادي بعدها، وأرى أن التخصيص هو المحطة القادمة التي سيختلف النادي بعدها ويبرز بإذن الله، ولذلك الاتحاد يحتاج إلى تخصيص.

ولماذا يحتاج التخصيص؟

ـ الآن الفترة بها تحديات كبيرة، ونحن نعمل لحل هذه المشاكل والتحديات قدر المستطاع، والتخصيص سيوفر لك الاستقرار واستراتيجية العمل والاستقرار المالي للتطوير وتحسين أوضاع النادي.



الاتحاد والهلال



الاتحاد مقبل على مواجهة الهلال.. فكيف ترى حظوظ الفريق في هذا الكلاسيكو؟

ـ الاتحاد فريق كبير والهلال فريق كبير.. ووجهة نظري هو كلاسيكو الكرة السعودية، ومباراة الاتحاد والهلال من المباريات التي تحظى باهتمام إعلامي وجماهير كبير، وإن شاء الله الاتحاد قادر على الفوز بنقاطها.

لماذا لم تختاروا حكاماً أجانب لهذه المباراة؟

ـ منظومة التحكيم الحالية أفضل من السابق، والحكام السعوديون نثق فيهم.

كيف رأيت تأهل المنتخب السعودي إلى كأس العالم؟

ـ فرحة المنتخب السعودي فرحة للجميع، وأبارك لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدرلعزيز وولي العهد الأمير محمد بن سلمان وللجماهير السعودية هذا الإنجاز، وهو تأهل مهم للغاية.

يقال إنك من عائلة اتحادية.. ما صحة ذلك؟

ـ نعم عمي الدكتور محمود باعيسى عضو شرف اتحادي وعضو مجلس إدارة في عدد من الإدارات الاتحادية السابقة، أبرزها إدارة عبدالفتاح ناظر والراحل أحمد مسعود "يرحمه الله" في فترته الأولى، بالإضافة إلى أن عمي الآخر سمير باعيسى عضو شرف وله إسهامات مع الإدارات الاتحادية منذ فترة طويلة، وهو من الأعضاء الذين يخدموا النادي من خلف الكواليس.

رسالة تود توجيهها لجميع الاتحاديين؟

ـ يجب أن يعي الجميع أن الفترة الحالية صعبة، وهي مرحلة تحتاج التفاف كل الاتحاديين حول النادي ونبذ أي خلاف لتخطي التحديات، وأعتقد أن على كل اتحادي مخلص أن يبذل ما يستطيع من جهد أو مال، والإدارة ترحب بأي اقتراح أو فكرة، فأبواب النادي مفتوحة والاتحاد ملك الجميع، لذا يجب على الجميع أن يعي بأن إدارة أنمار الحائلي ونائبه أحمد كعكي يعملون على تحسين وضع النادي من جميع الجوانب.

وما هذه الجوانب؟

ـ أولاً نعمل على وجهين، الأول مواجهة التحديات والمشاكل الحالية من ديون وغيرها ومجابهة الواقع الذي يعيشه النادي.. والوجه الثاني هو التطوير والتحسين في جميع أقسام النادي بما فيها لعبة كرة القدم، وأن العمل لا يقتصر فقط على حل المشاكل المالية والقضايا الحالية، وأن هناك تحديات كبيرة لنجهز النادي للتخصيص.

ما رأيك في تعيين ماجد عبدالله مديرا للمنتخب السعودي الأول لكرة القدم؟

ـ اختيار موفق، لأن المنتخب يحتاجه في كل الاستشارات، وبصراحة متفائل به كثيرا لأنه يملك خبرة كبيرة في الملاعب، ويعرف أدق التفاصيل في لعبة كرة القدم.

تبقت أشهر لدخول فهد المولد مهاجم الفريق الأول الفترة الحرة.. هل سعيتم للتجديد معه؟

ـ ملف تجديد فهد المولد طبعاً في يد أنمار رئيس النادي، وسبق أن صرح أكثر من مرة بأن فهد من اللاعبين المهمين ولن يفرط فيه النادي إطلاقاً.