|


بولندا تعيّن قضاة داخل الملاعب وندوات لزيادة الوعي الجماهيري

2012.06.04 | 03:00 am

وارسو - (د ب أ)



عادة ما يسمع الغناء المعادي للسامية والعنصري في إستادات كرة القدم البولندية.. وربما يكون المسؤولون عن هذه الأفعال أقلية، ولكنهم أقلية لها صوت مسموع وهو ما يمثل مشكلة لبولندا، لأنه في بطولات الأمم الأوروبية لا يوجد متسع لكراهية الملاعب. ويعلق محل تجاري مجاورة لمنفذ البيع الرسمي لنادي فيدزيف لودز البولندي ملصقات وأوشحة تحمل كلمات الكراهية. بينما يوجد قمصان مطبوع عليها عبارات مثل: "إننا نكره الجميع" و"لا رحمة مع الزائرين". وعلى مسافة أمتار قليلة من الإستاد، يمكن شراء ملصقات تحمل عبارات معادية للسامية مثل: "ممنوع دخول اليهود". وأخيراً بعد أن لفت القراء الغاضبون انتباه صحيفة "جازيتا فيبورتشا" للأمر، بدأ المدعى العام لمدينة لودز التحقيق في نشاطات مالك المحل التجاري وموظفيه. ومن المعروف أن إثارة الكراهية العرقية أو الدينية محرم قانونياً في بولندا، كما هو الحال مع إنكار محرقة الهولوكوست. ولكن دوائر اليمين المتطرف بما في ذلك بعض مشجعي كرة القدم المشاغبين (الهوليجانز) دائماً ما تجد طريقها إلى العناوين الرئيسية مراراً وتكرارا. ومن ضمن أبرز أنشطتهم رسم الصليب المعقوف على مقابر اليهود، كما اعتادت جماهير كرة القدم اليمينية على الهتاف بشعار "اليهود إلى غرف الغاز" ضد الفرق المنافسة لأنديتهم وليس في لودز وحسب. وأحصت منظمة "نيجدي فيسيج" أو (أبدا لن يتكرر) المناهضة للفاشية، والتي تحتفظ بأرقام عن حوادث اليمين المتطرف في الملاعب، هذا الشعار 133 مرة في ملاعب عبر بولندا فيما بين سبتمبر 2009 ومارس 2011. ولكن هذا العدد وفقاً لنيجدي فيسيج لا يعدو كونه مجرد قمة الجبل الجليدي الظاهرة فوق سطح الماء. وتستعد المنظمة لعقد ندوات قبل انطلاق بطولة يورو 2012، التي تشترك بولندا مع أوكرانيا في استضافة منافساتها هذا الصيف، لزيادة درجة الوعي الجماهيري بالمشكلة. وينتظر أن يضمن قانون السلامة الجديد الخاص بالأحداث ذات الأعداد الجماهيرية الكبيرة عدم ظهور أي احتكاكات عنيفة، التي عادة ما تشهدها مباريات الدوري البولندي العادية، خلال البطولة القارية هذا الصيف. فتحديد هوية مشتري تذاكر المباريات بالاسم يضمن عدم دخول المشجعين المشاغبين الممنوعين من دخول ملاعب يورو 2012. وإذا ساءت الأحوال بشكل كبير، فسيتواجد قضاة وممثلون للحق المدني داخل الملاعب نفسها لمعاقبة أي خارج على القانون على الفور. ولكن ماذا سيحدث مع المشجعين الذين لا يمارسون ألوان العنف البدني ولكنهم مع ذلك ينشرون رسائل الكراهية في الإستادات؟ الغريب أن هذا العدد الصغير نسبياً من الشباب أصحاب الرؤوس المحلوقة والأحذية الثقيلة ليسو وحدهم من يكره الأقليات في بولندا. فوفقاً للدراسة التي أجرتها مؤسسة "فريدريتش إيبيرت فاونديشن" فإن معاداة السامية ومشاعر التعصب تمتد جذورها عبر دول أخرى بوسط أوروبا وصولاً إلى قلب المجتمع. ووفقاً للدراسة نفسها التي تم نشرها العام الماضي، فإن نصف الأشخاص الذين شاركوا في الدراسة يرون أن اليهود يتمتعون بنفوذ كبير للغاية في بولندا.