|


إبراهيم بكري
كيف نغيّر؟!
2022-04-08
الرياضة بوصفها علمًا، لا تختلف عن العلوم الإنسانية الأخرى من ناحية ارتباطها بالنظريات العلمية، التي تسهم في تطورها، وتجويد عملها.
ومن أجل ضمان مواكبة الرياضة السعودية، من الناحية الإدارية، المجالات الأخرى التي تميَّزت بنجاحاتها، يجب أن نؤمن بأهمية القيادة الرياضية في المنظمات على مختلف الأصعدة، من وزارة الرياضة إلى الأندية الرياضية.
سأخصِّص هذه الزاوية كل يوم جمعة لتسليط الضوء على علم الإدارة الرياضية وقيادة المنظمات الرياضية.
اليوم سأتحدث عن “إدارة التغيير”، فمن كتاب “إدارة الإدارة” للدكتورة إيناس العيسى، عدَّت الباحثة إدارة التغيير المحرك الأبرز لمواجهة المستجدات، وإعادة ترتيب الأوراق بهدف الاستفادة من كل نقاط القوة، وحتى نقاط الضعف، التي تساعد في إحداث التغيير الإيجابي، ومحاولة تجنب العوامل الخارجية والداخلية التي تؤثر سلبًا في إحداث التغيير.
وإدارة التغيير تعني التحول لمواجهة الحالة الجديدة، وإعادة ترتيب الأمور الداخلية، أو الخارجية، أو الاثنين معًا، لإحداث تغيير إيجابي، وتفادي السلبي، في محاولة الوصول إلى أعلى مستويات الجودة في العمل.
وتستخدم إدارة التغيير أحد أسلوبين، إما “التقليدي”، الذي تنتظر من خلاله الإدارة حدوث تغيير، ثم تقوم بما يلزم للتعامل معه، ومحاولة الترميم والتعديل، والدفاع عن المنظمة بوصفه ردة فعل طبيعية للبقاء، وغالبًا ما يكون ذلك بالتخفيف من الآثار الناتجة عن التغيير دون الاستفادة من الفرص المتاحة. أو “التنبؤ”، وهو الأسلوب الأكثر حداثة، ويقوم على توقع التغيير، والاستعداد له بكل التفاصيل الممكنة، ووضع الخطط والاستراتيجيات، وتوقع النتائج، مع الاستفادة من الفرص التي يمنحها التغيير.

لا يبقى إلا أن أقول:
إحدى أهم المشكلات في رياضتنا عدم قدرتنا على التغيير بطريقة علمية، ودون أن تهتز وتنهار المنظمة الرياضية.
كل إدارة تطمس عمل الإدارة السابقة، وكل إدارة تغادر المشهد لا تُسلِّم تلك التي تأتي بعدها تقريرًا شاملًا عن الإيجابيات والسلبيات.
من هنا تولد كثيرٌ من الإخفاقات في أنديتنا لعدم مرورها بمراحل التغيير المتَّبعة، ما يُحدِث عملًا عشوائيًّا، ينتهي بالفشل، وقيادة المنظمة الرياضية إلى الهاوية.
هنا يتوقف نبض قلمي وألقاك بصـحيفتنا “الرياضية”.. وأنت كما أنت جميل بروحك وشكرًا.