حجزت الإعلامية المصرية منى الحسيني لنفسها مكانًا ثابتًا لمدة 10 أعوام على موائد المشاهدة الرمضانية، باستجواباتها التلفزيونية التي قدمتها عبر برنامجها “حوار صريح جدًا”، بدءًا من عام 1989م.
قدّم البرنامج، الذي كان يُعرَض بعد الإفطار، حواراتٍ مسجّلة تتسم بالجرأة والأسئلة المفاجئة، مع المشاهير من الفنانين، والمثقفين، والنواب البرلمانيين، ورجال الأعمال.
وعندما طرحت الحسيني الفكرة على مسؤولي التلفزيون المصري، اختارت له اسم “كشف حساب”. وفي تصريحات سابقة للإعلام المصري، تذكّر نبيل عبد النعيم، مخرج البرنامج، أن الاسم الأصلي أزعج عديدًا من الضيوف، خلال الإعداد للحلقات، وأثار تخوفهم خشية التعرض إلى مواقف محرجة، حتى اقترح الشاعر الراحل عبد السلام أمين، كاتب شارة البرنامج، اسم “حوار صريح جدًا”، وبالفعل ظهر العمل إلى النور بهذا الاسم.
وعبرَ حوارات الحسيني، تعرّف المتابعون على جوانب مخفيّة وشخصية عن ضيوف بارزين، مثل الفنان الراحل عادل أدهم، والمغني محمد منير، والمدرب الراحل محمود الجوهري، والفنانة نبيلة عبيد.
واستمر التلفزيون الحكومي في إنتاج البرنامج عامين، ثم انتقل إلى وكالة “الأهرام” للإعلان والمنتج طارق نور اللذين حرِصا على استمراره حتى نهاية عقد التسعينيات الميلادية. وعزت الحسيني، في تصريحاتٍ إعلامية سابقة، توقف “حوار صريح جدًا” آنذاك إلى كثرة التدخلات في الحلقات وحذف أجزاء منها، ما أصابها بالإحباط ودفعها إلى الابتعاد. وفي 2010م، عاد البرنامج إلى شاشة التلفزيون المصري، بطلبٍ من أنس الفقي، وزير الإعلام المصري آنذاك.
على إثر ذلك، قدمت الحسيني موسمين وتوقفت، ثم عادت عبر برنامجين بأفكار مماثلة، تحت اسمي “كشف المستور” و”على المكشوف”، لكن دون بلوغ القدر ذاته من الانتشار. ومن أشهر حلقات “حوار صريح جدًا”، خلال حقبته الأولى، حلقةٌ عن الغناء الشعبي المصري، مع الراحلين شعبان عبد الرحيم، ومجدي طلعت، وعبد الباسط حمودة.
وأثارت هذه الاستضافة ردود أفعالٍ واسعة.
وكانت شارة البرنامج اشتُهِرت بكلماتها، التي غنّاها الراحل علي حمودة، وجاء فيها عبارة كانت تَعدُّها الحسيني قاعدةً للعلاقة مع ضيوفها، وهي “إن قلت ما تخافشِ.. وإن خفت ما تقولشِ”.