|


أحمد الحامد⁩
العالم الذي نعيش فيه
2022-05-02
ـ كل عام والجميع بخير، وعيدكم مبارك، مقال اليوم مما نشرته وسائل الإعلام عن عالمنا الذي نعيش فيه، وقد يقول أحد القراء الأعزاء: بالطبع عن عالمنا الذي نعيش فيه.. وهل هناك عالم آخر؟ نعم هناك عوالم أخرى منها عالم الخيال، وهو العالم الذي قيل عنه: ولنا في الخيال حياة، ويندفع المرء إلى عالم يتخيله بما يتمناه ويحلم، أو لكي يعايش ما لم يحققه على أرض الواقع، أو ليهرب من واقع إلى واقع يفصّله على ما يناسبه ويراه.
لكن بعض ما يقال إنه خيال قد لا يكون في العوالم الخيالية المصطنعة، بل قد يقال عن شيء ما إنه خيال لشدة الإعجاب بالشيء، فيقال: خيال أو خيالي.. أي أنه قادم من عالم الخيال الرائع الذي لا يكون في الواقع.
خبر نشرته البي بي سي أقل ما يوصف بالخيالي لشدة إنسانيته، يقول الخبر إن الجيش الأمريكي قدَّم كعكة لامرأة إيطالية عوضًا عن كعكة سرقها منها جنود أمريكيون قبل 77 عامًا (الحرب العالمية الثانية) المرأة اسمها ميري ميون وتبلغ الآن 90 عامًا، كانت ميري تبلغ من العمر 13 عامًا عندما صنعت لها والدتها كعكة عيد ميلاد فوضعتها بجوار نافذة منزلها، وتقول ميري إن جنودًا أمريكان سرقوا كعكتها.
ما قام به الجيش الأمريكي هو تعويضها بكعكة جديدة، ولا أصف هذا التصرف الإنساني بأقل من: خيالي. آمل أن يكملوا طريقهم إلى بقية البلدان، ولا أدري بماذا تعوض الأرواح والدماء!
ـ في السوشال ميديا يظن الكثير ممن يكتبون تعليقاتهم على أي خبر بأنهم يكتبون آراءهم بتجرد من أي مؤثرات، دون أن يدركوا أنهم يكتبون بتأثير مسبق، ويكفي أن ينتشر خبر عن شخص ما ليصبح الخبر حقيقة دون أن يتابعوا مصدره وحقيقته أو إن كان له تكذيب أو رد من صاحب الشأن، حتى في الحياة وبعيدًا عن السوشال ميديا يصدّق الناس حكاية سمعوها عن شخص ما ويعتبرونها حقيقة، وبعضهم يشارك في نشر الحكاية من غير أن ينتبه بأنه يردد ما لم يتأكد منه.
في الولايات المتحدة الأمريكية رفع الممثل جوني ديب قضية ضد زوجته السابقة الممثلة آمبر هيرد التي ادعت بأنه كان يضربها، وبعيدًا عن حقيقة ما تدعيه آمبر أو ما ينفيه جوني ديب، إلا أن الناس صدقت الرواية الأولى وتعاملت معها على أنها حقيقة، حتى أن المنتجين السينمائيين وشركات الإعلانات قاطعوا جوني ديب الذي قال في المحكمة إن رواية آمبر تم تصديقها وهذا ما أثَّر عليَّ.. لقد خسرت كل شيء. حكاية جوني ديب تشغل الإعلام وإلى اكتشاف الحقيقية لاحقًا، إلا أن أغلب الناس صدقوا الرواية الأولى قبل أن يتعرفوا على كل فصولها.
قبل سنة التقيت وأحد الزملاء مع أحد المشاهير، كان لقاءً قصيرًا أظهر فيه المشهور لطفه وخفة دمه، حتى أننا رشحناه لتقديم طرافته على خشبة المسرح أو في برامج الستاند أب كوميدي، وبعد أن افترقنا عنه قال لي الصديق: هذه آخر مرة أصدق فيها ما أسمعه من الناس عن أي شخص، وعندما سألته وما الذي كنت قد سمعته عنه، قال: إنه ثقيل دم وشايف نفسه!.