|


تركي السهلي
كلاسيكو صغير
2022-05-23
بالنظر إلى عمر مواجهات الاتحاد والهلال في المسابقات السعودية فهو يتساوى من حيث الكِبر مع المنافسة الكاملة في تاريخ الأندية في الدوري، لكنّه وفق ارتفاع الترقّب والانتظار للّعب والتنافس الثنائي وقوّة المراكز وحديّة المُدرّج فهو بلا شك “كلاسيكو صغير”.
لم يعرف “اتحاد جدّة” الأزرق في بواكير عمُره منذ نشأته على شاطئ البحر الأحمر، ولم يكن الهلالي يضع الأصفر المُخطّط بالأسود في ذهنه لفترة امتدت من الستينيات الميلادية حتى منتصف التسعينيات، ولم يتعرّف عليه على نحوٍ دقيق إلَّا مع زمن النهم الاستقطابي وقت زحف رجال المال والأعمال على عالم كُرة القدم وفي حقبة غياب النصر.
خمسة عشر عامًا فقط هو عُمر تنافس الاتحاد والهلال، وهو بالمقاييس الفنيّة للمواجهة كان تنافسًا لفترة وانتهى، كما أنّه وفقًا للمدى الزمني التنافسي لا يرقى لأن يكون طويل الأثر.
صحيح أن الإعلام السعودي يُحاول في مراحل الغياب “نفخ” المواجهة وجعلها حاضرة لكن العمر الحقيقي يتغلّب على كُل محاولات البقاء، ففريق مدينة جدّة مولود في 1927م وعمُره الآن يقترب من المئة وهو لم يتتابع في الحصول على البطولات إلا مرحلة قصيرة جدًا، وفريق العاصمة الأزرق لم يظهر إلا في آخر الخمسينيات الميلادية، وكان مُنشغلًا بالأصفر جاره الكبير حتى ما قبل الألفية الثانية بخمسة أعوام، ولم تكن هناك “قوّة لقاءات” اتحادية هلالية إلا مع وجود المسبّبات الخاصّة وأيّام تكوين تنافسية جديدة، وبعد مرور وقت طويل على المسابقة. وبالنظر إلى وقت الحصول الأكثر على البطولات من الاتحاد فإنه ينحصر في فترة مضت.
لقد خرجت أندية النصر والهلال والأهلي والاتفاق من محيطها وتنافست كما يجب في زمن بناء الدوري السعودي وبطولات الكؤوس ولم يكن الاتحاد حاضرًا إلاّ كشكل ومركز ضمن البقيّة وهو بقي في إطار عراقته وريادته التاريخية وعمره الكبير دون أن يكون مؤثرًا في الدوري والكأس وتفاعلات أبطالهما.
إنّنا قد نجد مُبرّرًا لعدم لحاق الاتحاد بالأندية في المراحل الأولى، لكنّنا لا نفهم غيابه عن الدوري لأكثر من عقد وهو الذي أمسك بالخيط قبل سنوات. وفي كل أزمنة غيابه خفَّ بريق تنافسه المؤقت مع الهلال وظلّ يُحاول الرجوع لكنّ أدوات التنافس تبدّلت. الآن، أمام اتحاد جدّة فرصة تاريخية لأن يُعبّر عن نفسه في ظل الإغماض القصير.