|




2012.10.04 | 03:00 am

لم يكن أكثر الهلاليين تشاؤماً يتوقع أن يظهر الهلال هزيلاً متواضعاً ورديئاً كما كان وهو يسقط أمام أولسان الكوري بإذلال 4ـ0 أمس الأربعاء على أرض ملعب الأمير فيصل بن فهد في الرياض في إياب الدور ربع النهائي من دوري أبطال آسيا 2012.. ليغادر البطولة الآسيوية من بابها الخلفي وبنتيجة ثقيلة ستلقي بظلالها كثيراً على الفريق.. بدأ الهلال متماسكاً وراغباً في الفوز حتى أدرك أولسان هدفين من أخطاء فردية لينهار بعدها ويقدم أسوأ ما يمكن أن يقدمه في العقد الأخير، ليضيف الكوريون هدفين في الشوط الثاني.
كل شيء كان في الهلال رديئاً البارحة.. بدءاً من التهيئة النفسية التي صورت أن الفريق ذاهب لنزهة لهزيمة الفريق الكوري الذي كان تغلب في مباراة الإياب بهدف دون رد.. ودخل اللاعبون وهم يتصورون أن الأهداف ستتوالى في الشباك ولكن ما حدث أن شباكهم هي من استقبل الأهداف ومن كرات كان يمكن السيطرة عليها لو أن المدافعين لعبوا كما يجب.. وبرهن الهلاليون مجددا أن نحس الآسيوية الذي يطاردهم لن يفكهم بسهولة.. في كل عام تتضاعف الضغوط النفسية على اللاعبين آسيوياً.
وبدأ كومبواريه الأخطاء باعتماده على ذات تشكيلته الأخيرة دون صانع لعب فترك مهاجميه دون مساندة.. في وقت لم يكن اللعب بثلاثة محاور في وسط الملعب كافياً لحماية المرمى الذي كان يسقط تحت أدنى تهديد كوري.. ولم تكن للكرات الطويلة التي كان يرسلها لاعبو الهلال للهجوم أدنى فائدة.. ومع ذلك ظل الفرنسي يتفرج وهو يشاهد فريقه يسقط بفضيحة مدوية ستهز جدران العريجاء.. وقد تطال رأسه وإن كان لا يلام وحدة على ما حدث أمس.
استحق الهلال الخسارة بكل جدارة لأن لاعبيه الذين دخلوا المباراة بتعال في وقت كانوا فيه عاجزين فنياً وتكتيكاً ولم يحتاجوا لوقت كثير ليظهروا عجز حيلتهم عندما توالت الأهداف تهز شباكهم بأخطاء فنية فادحة لا يقع فيها فريق من الدرجة الثانية.
ومن الممكن اختصار المباراة بوهن هلالي وفشل تكتيكي بامتياز مقابل تفوق كوري مستحق.. ولا تعرف ماذا كان يحدث في الدفاع الهلالي الذي عانى من انحلال كامل بلا مبرر.. كرات رأسية يتفرج عليها المدافعون ومهاجمون يسرحون ويمرحون في منطقة الجزاء الزرقاء دون حسيب أو رقيب ومع توالي وتكرار الأخطاء الهلالية توالت الأهداف الكورية.. ولم يكن هناك لاعب واحد على أرض الملعب يرتدي القميص الأزرق يستحق المصافحة بعد المباراة.. لأنهم لم يهددوا مرمى أولسان ولا مرة واحدة بحق.
بداية متعجلة من الهلال الذي اندفع لاعبوه دون تركيز من الثواني الأولى بغية إدراك هدف التعديل مبكرا.. ولهذا الهدف اعتمد كومبواريه على ذات القائمة التي سحقت الشباب في الدوري المحلي.. ولكن الأسماء كانت هي ذاتها غير أن الأداء كان مختلفاً.. فما حدث كان كارثياً للهلال الذي اهتزت شباكه بهدف غير متوقع.. فبعد سلسلة من الهجمات الهلالية غير المجدية كان أخطرها انفراد من عبدالله الزوري لن يتعامل فيها مع الكرة كما يجب (14) باغت البرازيلي رافينا دي سانتوس الهلاليين بكرة قوية أرسلها من داخل منطقة الجزاء داخل الشباك الزرقاء.. هفوة ارتكبها الحارس الهلالي عبدالله السديري الذي فتح الزاوية للمهاجم الكوري الذي لم يكذب خبراً فسدد مباشرة نحو الشباك كما أن المدافعين كانوا يتفرجون على اللاعب البرازيلي وهم يخترق منطقة جزائهم دون أن يحركوا ساكناً (23).
ازدادت فرصة الهلال صعوبة بعد أن بات مطالبا بتسجيل ثلاثة أهداف لضمان مرافقة بونيودكور.. بيد أن الحيرة الهلالية لم تدم طويلا.. عاد رافينا مجددا لزيارة شباك الهلال بعد ثلاث دقائق من هدفه الأول مستغلا ارتباك محوري الدفاع الهلالي وثغرة واضحة في الدفاع مكنت رافيلي من تسجيل الهدف الثاني لتتحول مهمة الهلال لمستحيلة.. تماما.
لم يكن تسجيل أربعة أهداف ممكناً في ظل الأداء الهلالي الذي ركز على اللعب من العمق دون فائدة فانطفأ الهلال تحت وطأة الهدفين غير المتوقعين.. وبدا واضحاً أن الوسط الهلالي بحاجة لإبرة إنعاش.. فدفاعه كان مكشوفا لدرجة أنه كان مستعدا لاستقبال هدف في كل هجمة كورية معاكسة.
ولم يظهر أن الهلال قادر على أن يبني هجمة واحدة حقيقة على غرار تلك التي كان يقدمها أمام الشباب والرائد في آخر مبارياته.. ظهر الوسط متواضعا والهجوم بلا حيلة.



الشوط الثاني
من بداية الشوط الثاني رمي كومبواريه بأحمد الفريدي بدلا من قلب الدفاع مانجان. المصاب.. في محاولة يائسة لإصلاح ما يمكن إصلاحه قبل فوات الأوان.. وكاد الهلال أن يدرك هدفا مبكرا بتسديدة من سلمان الفرج أرسلها من على مشارف منطقة الجزاء ولكن كرته مرت إلى جوار القائم (46).
أجهضت الكرات الهلالية الخاطئة في الوسط أكثر من هجمة هلالية.. وكأن الأداء الأزرق الباهت كان بحاجة لأخطاء إضافية لتشويهه.
بات الوقت يمر سريعاً على الهلاليين دون أن يحرك كومبواريه ساكناً.. ظل المدرب الفرنسي يتابع لاعبيه يفشلون في تهديد مرمى أولسان دون جدوى.
وحسمت الأمور تماما مع تسجيل كيم شون وونج الهدف الثالث لأولسان مستغلا شوارع الدفاع الأزرق.. ارتقى كيم شوون لكرة عرضية وحيدا دون أدنى مضايقة من أي لاعب هلالي فلم يجد صعوبة في تحويلها للشباك.
كان تسجيل الهلال لثلاثة أهداف صعباً.. أما أربعة فبالغ الصعوبة.. الآن خمسة أهداف أمر مستحيل تماما.
لم يعد هناك ما يمكن أن يفعله لاعبو الهلال بعد الخسارة المذلة التي ذاقها الفريق على أرضه وبين جماهيره.. ولم يكن دخول سالم الدوسري بدلا من عبدالعزيز الدوسري مفيدا بأي حال من الأحوال.
وسارت المباراة كما بدأت، وأضاف الكوريون هدفاً رابعاً برأسية من كيم هو الذي أكد وفاة الهلال آسيوياً.. ليتأهل أولسان لمواجهة بونيودكور الأوزبكي الذي هزم أدلايد الأسترالي 3ـ2 في مباراة الدور نصف النهائي بعد ثلاثة أسابيع في وقت سيلعب فيه الاتحاد السعودي مع جاره الأهلي في مباراة الدور نصف النهائي الثانية.