|


تركي السهلي
أبواب النصر
2022-08-08
قبيل بدء موسم 2022 ـ 2023 من دوري كأس الأمير محمد بن سلمان للمحترفين، تخلّص فريق كرة القدم في النصر من كُل شيء. رمى خلف ظهره الوهن والفوضى والقضايا ومسبّبات السقوط. كُل ما عليه فعله بعد الفراغ من معسكر ماربيّا في إسبانيا الالتفات إلى ذاته أكثر والاتحاد مع روحه ومكوّناته وعدم النظر إلى كل وجه يرغب في أخذه معه إلى مناطق الارتباك.
والحق إن إدارة النادي الأصفر بقيادة رئيس مجلس الإدارة مسلّي آل معمّر أجادت في فهم التوازنات الداخلية وهي أصعب نقطة كانت في طريق الإدارة ما أدّى إلى تحريرها والعمل دون ضغوط والظفر بالتعاقدات الجيّدة بدءًا بالمدرب وطاقمه الفني وانتهاءً باللاعبين الأجانب والتجديد للمحليين أصحاب العقود المنتهية.
المعترك كبير مع الأيام الأخيرة من أغسطس الحالي والدوري طويل والتوقفات فيه تصل إلى 85 يومًا والوضع بأكمله يتطلّب جهدًا لا يتوقف وسياسة داخلية صارمة لا تضعف ولا تلين.
والمِلفّات يجب أن تكون بيد المدير الفني السيّد رودي جارسيا في كل المراحل المقطوعة من الموسم، وهي يبدو أنّها كذلك حتى هذه اللحظة، مع ضمان مجلس الإدارة لدورة العمل والدعم الكامل للمدرب وطواقمه واللاعبين، دون أن يكون هناك ردود أفعال لأي مُسبّب أو سبب أثناء سريان المسابقات وما سيعتريها من أحداث.
إنّ الانتصارات القانونية التي حققتها إدارة النادي في الصيف يجب أن تبقى تداعياتها في الصيف وأن يبدأ الفريق مبارياته وهو بمعزل عن أي مؤثر وأن تتم تصفية كل الشوائب حتى تتفرّغ الأذهان والأبدان لتحقيق المُنجز.
لقد وقع النصر في بعض التفاصيل التي أربكت مسيرته الموسم الماضي لكن ذلك أمر مضى ولا داع لاسترجاعه إلاّ حين التعلّم وتفادي الوقوع في ممرّاته وكي لا يرسم الأصفر لنفسه دائرةً في نفس الدائرة بكل ما فيها من مُحبّطات وأدوات فشل.
إنّ الرسائل الواردة من المدينة الإسبانية حيث المعسكر الإعدادي تحمل الكثير من علامات التفاؤل وهي صورة يتصدّرها الدأب والتركيز الشديد وهذا ما يجب أن يكون عليه الجميع في الأيّام المُقبلة بما فيهم الجماهير بالطبع التي عليها أن تتخلّى عن لغة القفز السريعة بين الأعلى والأسفل بمجرّد حالة هزيمة.
لقد أعطى النصر نفسه فرصة لتقوية ذاته بعد أن آلامه التشتّت في الليال القديمة وهو الآن يقف على قدميه بكل قوّة مستشعرًا أن الركض الطويل يحتاج إلى أقدام صلبة. الانطلاق يحين يا نصر وعليك ألاّ تترك الأبواب مفتوحة.