|


تركي السهلي
أفراد عظماء
2022-12-26
الأيّام الأخيرة تقترب من تجربة اللاعب سالم الدوسري، الذي كان في كأس العالم الأخيرة في قطر نجمًا كبيرًا وموهوبًا بارزًا. نحن بحاجة لأفراد عظماء في المرحلة المقبلة حتى يكون لدينا منتخب كرة قدم قوي.
صحيح أن إيجاد فرد مكتمل كرويًا أمر في غاية الصعوبة، لكن البحث يجب أن يستمر والمعايير لا بد وأن تُطبّق كي نظفر بفريق قادر على المقارعة والفوز، ويحمل روح مُتحدّة تتولّد خلف نجم وطني كبير.
بعد خروج ألمانيا من دور المجموعات في كأس العالم في روسيا 2018 اهتز الألمان، لكنّهم وعدوا بالحضور في الدوحة، لكن الاهتراء كان واضحًا على المجموعة التي خلت من أي عنصر مؤثر، فطال الفشل الألمان مرّة أخرى وغادروا مبكرًا.
يقول المدرب الألماني المخضرم بيرتي فوجتس عقب خسارة بلاده للمونديال الثاني على التوالي أن المنتخب لم يكن لديه لاعبين عظماء مثل كيليان إمبابي وليونيل ميسّي وأن السبب في ذلك يعود إلى طريقة التدريب المُتّبعة في ألمانيا.
الحديث من فوجتس ينصّب على دعم اللاعبين الصغار بأن يلعبوا بطريقتهم دون أن يتم حشرهم بالقيود التكتيكية. الكلام في ألمانيا أن الصرامة التدريبية تُنتج فريقًا منضبطًا وناجحًا، لكن معايير المنتخبات الأوروبية وغيرها بإعطاء الفرصة للاعبين أحرار فنيًا غيّرت قواعد التدريب.
نعود إلى الداخل السعودي ونحاول أن نبحث بأسلوب حثيث عن معاييرنا الخاصّة، ومدى قدرتنا على الوصول إلى الفرد العظيم الذي يقود المنتخب في السنوات المقبلة وعلى الأخص في بطولة فيفا 2026 في أمريكا وكندا والمكسيك. وبالنظر إلى الأندية فإن المخرجات لا تُلبّي الطموحات ولا تزال طريقتها في الصقل بدائية، كما أن التعامل مع الأكاديميات على أساس تجاري ربما يُحبط أي مشروع لاكتشاف موهوب وصناعة نجم.
وإذا أردنا التدقيق في المدارس والمحاضن التدريبية فعلينا أن نرصد أصحاب الأعمار عند الخامسة عشر من الآن، حتى يكونوا في السن الملائمة للنجاح في المونديال الأمريكي، وعلينا أن نُحدّد طريقتنا في الالتقاط عند نحو عشرة آلاف معلّم لديهم مسؤولية الاكتشاف، وإلاّ ستكون المسائل وفق عمل الصدفة والبزوغ العادي. كما أن دليل الموهوب يجب أن يكون وفقًا لمركز الهجوم أو الوسط المُتقدّم لا أي مراكز أخرى.
إنّنا نمتلك الأعداد الكافية للممارسة، ولدينا المنشآت، لكن عقولنا يجب أن تتسع حتى نصل إلى الفكرة الواحدة والإيمان العميق بتكوين رمز رياضي مع طرد المصالح الضيّقة بجذب الموهوب لفصيل مُعيّن وتأطيره لفائدة خاصّة. إنّنا بحاجة لسعودي.