|




أحمد الحامد⁩
العالم الذي نعيش
2023-02-02
ـ مقال اليوم من أخبار ودراسات العالم الذي نعيش، والعالم طوال الأسبوع الماضي كان يمارس طبيعته، ففي مكان منه أخبار عن نمو اقتصادي، وفي مكان آخر عن تصاعد وتيرة الحرب التي قد تتوسع، حتى عن أخبار الناس هناك من يحتفل بإنجازه في وطنه المُستقر، وهناك من يبحث عن ملجأ يقيه من الموت والفقر، هكذا هو العالم يعيش تناقض صوره، وهو أمر طبيعي، لأن الأحداث والأخبار والقصص تصنعها وتنفذها العقول، والعقول متفاوتة، عقل يزرع، وعقل يَقلع.
ـ في العراق تزوج رجل تسعيني بامرأة تسعينية، وسجلت محكمة ديالى عقد الزواج لرجل من مواليد 1930، وامرأة من مواليد 1931، وكلاهما أرمل. هذا الخبر فيه رد صريح على الذين يرون في الوحدة حياة، ويسوّقون على أنها أفضل أسلوب حياة، وأن (الوحداني) إنسان سعيد لأنه لا يتضرر من الناس بسبب ابتعاده عنهم، ووصل الحال ببعض المسوقين للوحدة أنهم صاروا ينقلون مقولات لبعض الكتّاب المشاهير عن فائدة الوحدة، يقتطعوها من روايات على لسان أبطالها، وليست رأيًا كتبه الكاتب في مقال، أو جملة عن الوحدة قالها في لقاء صحفي. لا يمكن لإنسان طبيعي أن يعيش وحيدًا، كما أنه مهما جمع من حوله الأصدقاء إلا أنه بحاجة إلى رفيقة في الحياة، دونها ستصبح الحياة جافة وناقصة. وجود المرأة في حياة الرجل حاجة ضرورية وملحة حتى لو بلغ عمره 100 عام. عمومًا نبارك للعروسين زواجهما ونتمنى لهما الهناء، وأظنهما سيكونان رفيقين سعيدين، لأن عند كل واحد منهما حكايات وقصص كثيرة، يستطيعان أن يقصاها على بعضهما بعضًا، أنصح الزوجة ألا تكثر القصص عن زوجها السابق، فقد تثير غيرة زوجها، ويصبح حالة كما غنى سعدون جابر:
بيّاع من يشتري حلمي ومواويلي
ينطيني قلبه الخَلِّي وياخذ سهر ليلي
مليت من حسرتي واللي هدَم حيلي
بيعوني تالي قلب.. ما ضَلْ قلب بيَه!
ـ كنّا سعداء عندما وقعت الهواتف الذكية بين أيدينا، نقرأ الصحيفة دون عناء شرائها من البقالة أو المكتبة، نرسل الإيميلات والرسائل ونشاهد الأفلام ونشتري ونبيع، نتابع أخبار الناس وحكاياهم في وسائل التواصل الاجتماعي، كنا نظن أن هذه الخدمات المجانية من مكاسب التطور التقني الذي نعيشه في عالمنا. كان علينا أن نتمهل في الاحتفال مبكرًا، لأن هذا التطوّر ليس مجانيًّا، سواء في بياناتنا التي تحصل عليها الشركات وتبعيها لشركات الإعلانات، أو للآثار السلبية من كثرة استخدام الهواتف الذكية، وهذا ما جعل بعض المستخدمين يتراجعون عن استخدامها، صحيفة (ذا صن) البريطانية قالت إن الهواتف القديمة أصبحت تشهد انتشارًا بين المستخدمين، وذكرت أن الخبراء يقولون إن الأجهزة الذكية ووسائل التواصل الاجتماعي تسبب أضرارًا على الصحة العقلية عند البعض! بالنسبة لي راح أشتري الجوال أبو كشّاف.