|


فرنسا انطلاقة قوية ونكسة مفاجئة

2014.07.08 | 06:00 am

رصد ـ حسن أبوزينب

بعد أربع سنوات من فضيحة كنيسنا في جنوب إفريقيا عندما أضرب لاعبوها، خاضت فرنسا مونديال 2014 بطموحات حذرة لكن مع نية استعادة ثقة جمهورها وبناء تشكيلة تمهد الطريق قبل كأس أوروبا 2016 التي تستضيفها على أرضها. فتحت فرنسا صفحة جديدة عندما سمت قائدها السابق ديدييه ديشان مدربا في 2012 خلفا للوران بلان، فنجح في مسار التصفيات وأخمد نيران فترة أمضاها ريمون دومينيك مدربا بين 2004 و2010، خلقت توترات شديدة بين اللاعبين والجماهير والإعلام ونتائج سيئة في البطولات الكبرى الأخيرة لدرجة أنها لم تفز أي مرة في الدور الأول من كأس العالم 2010. صحيح إن منتخب الديوك لم يعد ذاك الفريق المرعب الذي ضم زين الدين زيدان، تييري هنري، وديشان، ودافيد تريزيجيه، ولوران بلان ومارسيل دوسايي وليليان تورام وغيرهم من تشكيلة ايميه جاكيه التي أحرزت مونديال 1998 على حساب البرازيل بثلاثية تاريخية، ثم توجت بلقب أوروبا 2000، فتراجع تصنيفها الدولي إلى المركز 16 لكن ديشان استطاع استدعاء تشكيلة متوازنة بين النجوم على غرار فرانك ريبيري (بايرن ميونيخ الألماني) وكريم بنزيمة (ريال مدريد الإسباني)، وبعض الوجوه الشابة القادرة على منحها السرعة والنشاط، وأن تكون معه نواة الفريق الذي سيشارك في البطولة القارية المقبلة على أرضه. استفاد "دي دي" من جيل 1993 بطل العالم تحت 20 سنة والفريق الأولمبي، فظهرت أسماء جديدة على الساحة على غرار لاعب الوسط بول بوجبا نجم يوفنتوس الإيطالي الصاعد بسرعة الصاروخ، لوكاس ديني (باريس سان جرمان)، انطوان جريزمان (ريال سوسييداد الإسباني)، كليمان جرونييه (ليون) والياكيم مانجالا (بورتو البرتغالي) وقلب الدفاع مامادو ساخو (ليفربول الإنجليزي) الذي منحه ديشان دورا إضافيا وعينه قائدا في المباريات التجريبية الأخيرة لأدائه داخل وخارج الملعب، في ظل غياب الحارس هوجو لوريس. لكن أجواء ديشان تعكرت بعد استبعاده لاعب الوسط سمير نصري بطل إنجلترا مع مانشستر سيتي الإنجليزي لعدم تقبله لعب دور البديل، فتقدم بشكوى ضد خطيبة الأخير بعد أن وجهت إليه الشتائم لعدم اختياره، إذ كتبت انارا اتانيس على موقع تويتر "فرنسا إلى الجحيم، ديشان إلى الجحيم.. بئس المدرب"، قبل أن تعود وتقدم اعتذارها. ديشان علق على التشكيلة التي اختارها لمونديال البرازيل: "نحاول تقديم أفضل كأس ممكنة، لكن تواجدي في هذا المنصب يجبرني على التفكير بما قد يحصل في 2016".لم يكن هامش الخطأ واردا في التصفيات بعد أن وقعت مع إسبانيا حاملة اللقب وضمن مجموعة من خمسة منتخبات، فانزلقت مرة واحدة أمام لا روخا لكنها كانت كافية لفقدان الصدارة والبطاقة المباشرة. تجاوزت الملحق بمعجزة، بعد سقوطها أمام أوكرانيا ذهابا بهدفين، فقدمت أداء رائعا وملتهبا إيابا (3ـ0) لتبلغ النهائيات مرة ثانية على التوالي من باب الملحق. لم ينفك نجم المنتخب السابق ورئيس الاتحاد الأوروبي الحالي ميشال بلاتيني عن القول إن "الحظ" رافق ديشان طوال حياته المهنية، فقد عرف كيف يدير لاعبيه من دون أي شائبة ولديه حس تكتيكي خارق.
لطالما فرضت فرنسا احترامها على الساحة الدولية بفضل لاعبين أسطوريين، على غرار ريمون كوبا وبلاتيني وزيدان. اقتربت من التتويج عدة مرات، وأخفقت في المربع الأخير في 1982 و1986، لكنها انتظرت حتى 1998 على أرضها حتى تحرز لقبها العالمي الأول، اتبعته بكأس أوروبا 2000. كادت تكرر فعلتها في 2006 لكن ركلات الترجيح في النهائي أمام إيطاليا ونطحة زيدان مهدتا لفضيحة جنوب إفريقيا 2010. في البرازيل 2014، وقعت بطلة أوروبا 1984 في مجموعة بالغة السهولة على الورق مع سويسرا الإكوادور وهندوراس. فرنسا افتقدت لحارسها الثاني ستيف مانداندا بعد تعرض حارس مرسيليا لإصابة واضطراره لوضع واق للرقبة والإخلاد للراحة لمدة 3 أسابيع، فاستدعى ديشان حارس سانت اتيان ستيفان روفييه من الاحتياطيين السبعة وعينه حارسا ثانيا وراء هوجو لوريس (توتنهام الإنجليزي)، فيما أبقى المخضرم ميكايل لاندرو (باستيا) حارسا ثالثا.
في نهائيات البرازيل يمكن القول إنها صالحت جماهيرها من الفضيحة التي لحقت بها في نهائيات جنوب أفريقيا ففازت على هندوراس بثلاثية نظيفة واكتسحت سويسرا 5ـ2 وتعادلت سلبيا مع الإكوادور وتجاوزت نيجيريا بهدفين دون مقابل في دور الست عشر ولكنها غادرت ربع النهائي بتأشيرة خروج ألمانية بعد خسارتها بهدف دون مقابل.