|


عدنان جستنية
روتانا الخليجية والصحافة السعودية
2014-07-31

لا أدري ان كان زملاء المهنة ويأتي في مقدمتهم القائمون على صحافتنا المحلية قد تابعوا خلال شهر رمضان(الفائت) قناة روتانا الخليجية وماتم عرضه على شاشتيها من برامج متنوعة وتحديدا البرنامجين الناجحين(في الصميم ويا هلا رمضان) كمحتوى تميز بـ(الجودة) في العمل كمادة تلفزيونية فيهما كشكل ومضمون (اعلامي)خصوصا على مستوى(جرأة)الطرح سؤالا وتعقيبا،ناهيكم عن حسن اختيار نجوم مجتمعنا السعودي على مختلف أطيافه الثقافية والأدبية والدينية والرياضية والفنية والإعلامية كضيوف طيلة ايام الشهر الفضيل تم محاورتهم بأسلوب مهني احترافي تجاوز مقدماه الزميلان (عبدالله المديفر وعلى العليان)مقص الرقيب و(عقد)اسئلة معلبة ركيكة وفكر قديم عتيق مازال(معشعشا)في عقول رؤساء التحرير مع احترامي لهم جميعا لم يستطيعوا الخروج من قيوده(المتوارثة)جيلا بعد جيل على الرغم من انفتاح اعلامي وتطور مشهود يتطلب منهم(مواكبته)والانسلاخ التام من(الاطلال)والاندماج مع متغيرات مرحلة أظهرت ملامح التغير في هذا الوطن الحبيب وواقع عالمي يفرض عليهم التعايش معه بمنتهى البساطة والشفافية مع(انقلاب)اعلامي بات مجتمعهم اكثر وعيا لما يدور فيه،وتأثرا به؟

ـ تتغنى صحافتنا السعودية على مختلف تخصصاتها (بالمهنية)كشعار تلتزم به ولكن(حب)الانتماء للمهنة نفسها يستدعي من القائمين عليها الانغماس مع روح(شبابية)تنصهر مع هذا الحب في عصر يتناغم مع كل تحولاته ومتغيراته بمافي ذلك حجم(منافسة)اعلامية خطيرة جدا ان لم يستوعبوا ابعادها ومخاطرها فسيجد الاعلام الورقي عندنا نفسه انه خارج(المعادلة)وبتعبير ووصف ادق انه قد يصل الى خانة(الصفر) ولا أبالغ ان قلت انه الان قريب جدا منها واعتقد ان ارقام(التوزيع)خير شاهد قدمت الدليل القاطع على تراجع مخيف وان علل السبب الى(الغزو)الاكتروني وظهور ما يسمى بالإعلام الجديد.

ـ هذا التعليل وان كان فيه جانب كبير من الصحة وعلى الرغم من الاعتراف الذي يحتويه والذي لا يخصنا فحسب انما عالم بات قرية واحدة بدون أدنى شك تأثرت الصحافة الورقية في أنحاء العالم بهذه التقلبات الاعلامية الحديثة ولكن احسب ان هناك من بدأ يتدارك هذا المنعطف التاريخي بعدم(التنازل)عن سباق المنافسة وأخذ يتفاعل ويتمازج مع تحولات هذا العصر عبر تواجد الكتروني وسقف حرية اكثر بكثير من السابق تتقارب الى حد كبير مع مجتمع ملهوف ومنجذب مع اعلام جديد بوسائل مختلفة ومادة صحفية تحاول قدر الإمكان استرجاع هذا المتلقي المخطوف، في حين ان صحافتنا مازالت(منغلقة)على منهجها

القديم في عمل صحفي روتيني خال من(الإبداع)الذي تميزت به في رحلة البحث عن الذات سواء في عهد صحافة الأفراد او المؤسسات،انظروا على سبيل المثال الصحافة المصرية تخلصت من الرتابة التي

كانت عليها من خلال مؤسسات صحفية كـ(الاخبار والأهرام والوفد والجمهورية)ليدخل السوق جيل لفكر جديد من خلال مؤسسات صحفية مثل(الوطن ،مصر اليوم،اليوم السابع)تميزت بروح جديدة في عالم الصحافة عبر تغطية متميزة ورقيا والكترونيا تلبي رغبات متلق متعطش للحقيقة وللجديد حتى مجلتي روز اليوسف وصباح الخير خرجتا الى حد كبير من عباءتهما القديمة لصحافة تقليدية.

ـ اتمنى ان دعوتي هذه لا تفهم خطأ وادخل في دوامة تيار ما احسب اليه او جيل معين ادعم فكره بقدرما ان استمتاعي بهذين البرنامجين إعدادا وتقديما بما كان فيهما من مساحة حرية واجواء مناخ صحي برزت في الحلقات التي شاهدتها عبر المكاشفة الصريحة لقضايانا كمجتمع سعودي كشفت(الفرق)بين اعلام تحرر من العقد القديمة واعلام(مغيب)متقوقع غير مبال بمواصلة ريادته واستمرارية اداء رسالته عبر تقديم مادة صحافية ابداعية متميزة لا تقتصر فقط على المقال انما ايضا على مستوى بقية انواع العمل الصحفي حوارا مثيرا يتجاوز الخطوط الحمراء المتغلغلة عند (مقص رقيب)انتهت صلاحيته في زمن اصبح كل شيء مكشوفا في عالم مفتوح وكذلك فيما يخص التحقيق الصحفي الذي يتعمق في مشاكل يعاني منها المواطن السعودي في(فساد)تغلغل في معظم مفاصل حياتنا في كثير من المجالات ننظر اليه بأنه نوع من الإهمال والتقصير.

ـ كان بودي ان أسترسل اكثر بتوضيح اكثر عمقاً وتقديم نماذج للآراء الجريئة التي امتعونا بها ضيوف البرنامجين المذكورين ولكن اعتقد ألمحت مافيه الكفاية(وكل لبيب بالإشارة يفهم)مفضلا كتابة هذه الرؤية ومطالبا هيئة الصحافة والصحفيين ان تخلع ثوب(الكبرياء)الذي ترتديه وغطاء النوم الملتحفة به لتعقد اجتماعات تناقش سبل تطوير مهني لاعلام جديد ينبغي عليها ان تواكبه الصحافة الورقية قبل ان تواجه الحقيقة المرة وهي اشبه بـ(السكتة الدماغية)القاتلة المؤدية الى انقراضها واندثارها،وبالتالي يصبح وجودهم في الهيئة حتى(ديكور) اسما ومنصبا لاقيمة له،ولقد كان(عشمنا)كبير في جيل الشباب الذين انضموا لعضوية الهيئة مثل الزميلين العزيزين عيد الثقيل رئيس تحرير هذه الصحيفة وطلال ال الشيخ رئيس تحرير جريدة الوطن وغيرهما الا ان الوضع كماهو لم يتغير على طريقة(المخرج عاوز كده).

-اخيراً وليس آخراً، لكي تصل اهداف رؤيتي النقدية للفكر الذي اعنيه ارجو من المعنيين بها العودة الى حلقات برنامج (في الصميم وهلا رمضان)فلربما يفهموا ما اريده وأتمنى منهم تحقيقه،مع ملاحظة انني لم أضع مقارنة بين قنواتنا الخليجية والقنوات السعودية المتعددة على اعتبار ان إعلامنا المرئي المحلي خارج المنافسة وفق قناعات قبلت ان يظل التلفزيون السعودي(مهجورا).