|


الفوارق ضئيلة والمعايير دقيقة وسياسة النعامة لا تجدي

2014.08.28 | 06:00 am

قد تبدو كلمة الإعاقة الذهنية سبباً للرعب لدى الكثيرين منا ولكن الحقيقة تبقى وهي أنها مرض ذهني شائع .. ففي إنجلترا على سبيل المثال فإن واحدا في كل أربعة يصاب بهذا المرض سنوياً .. وهذا يعني أن عدد المصابين يقدر بـ 15 مليون فرد .. ويمكن وصف هذا المرض بكونه تشوهاً وخللا في التفكير والمزاج كما يمكن أيضا إدراج حالات القلق والاكتئاب والإدمان والاضطراب الثنائي والاضطراب في الشخصية والشيزوفرينيا واضطرابات الأكل ضمن مرض الإعاقة الذهنية .. ورغم الجهود المضنية والمكثفة لرفع مستوى الوعي بأمراض الإعاقة الذهنية فلازال الشعور بالعار والخجل حينما يتم إثارة هذا المرض .. عليه ينبغي أن يتحرر الناس من الخوف والشعور بالعيب حينما يتم التطرق للمرض بل ينبغي ألا يعتبر الحديث عنه عيباً وحراماً ترفضه الشرائع والقيم الاجتماعية لكون المرض أصبح في الوقت الحالي جزءا لا يتجزأ من حياة الفرد .. الخلاصة أن كلا منا في هذا العالم العريض معرض للإصابة بهذا المرض سواء بصورة مباشرة أو غير مباشرة ..عليه فإن المطلوب هو التخلي عن منطق النعامة بدس الرؤوس في الرمال ومجابهة الواقع بشجاعة وهدوء وعقلانية للتعرف لحقائق يمكن تخليصها على النحو التالي.
ـ يعتبر المرض الذهني أكبر سبب للإعاقة الذهنية في إنجلترا .حيث تقدر عدد الحالات بثلث عدد حالات الأمراض الأخرى، كما أن تكلفة علاج هذه الحالات تتصدر مصادر المنصرفات الأخرى إذ تقدر بـ 10.4 مليار جنيه إسترليني وهذه تمثل 10.8% من ميزانية الدولة.
ـ المرض الذهني لا يصيب فئات محددة في المجتمع فهو مرض شائع يصيب كل فئات المجتمع بصرف النظر عن الجنس والعرق والعمر لا فرق إن كان الفرد ثرياً أو فقيراً .. ناجحا أو فاشلا في حياته .. متزوجا أم عازبا .. وهذا يعني أن كل فرد في المجتمع معرض للإصابة بالمرض.
ـ على مدار العشرين سنة الماضية اعترف العشرات من نجوم الملاعب بإصابتهم بالإعاقة الذهنية منهم:
1ـ البطل الأولمبي دامي كيلي هولمز.
2ـ نجم الكرة وقائد منتخب إنجلترا السابق ديفيد بيكام .
3ـ لاعبا الرجبي جون ويلكسون وجاسون روبنسون .
4ـ لاعبــا الكريكـــت ماركوس واندرو فريدل .
5ـ البطلة الأولمبية لسباق الدراجات فيكتوريا بندلتون .
6ـ بطلـــة السباحة الأولمبية ربيكا أولجنتون والسياح العالمي إيان ثورب .
7ـ أســطورة التنس الأمريكية سيرينا ويليامز.
8ـ الملاكم العالمي ريكي هاتون وزميله بطل العالم للملاكمة في الوزن الثقيل فرانك برونو.
ـ ينتشر مرض الإعاقة الذهنية بصورة مكثفة وسريعة في إنجلترا مما يستدعي تدخلا عاجلا وسريعا من قبل الحكومة والهيئات الصحية للتصدي للطوفان ولعل أفضل هذه الوسائل ممارسة الأنشطة الرياضية .
ـ 16% من المصابين بالإعاقة الذهنية يمارسون الرياضة الجسمانية بصورة منتظمة مقارنة بـ35,7% من ذوي الاحتياجات الخاصة .
ويمكن تلخيص اضطرابات القلق في النقاط التالية:
ـ الفوبيا وهو مرض يصيب الفرد بالخوف حتى حينما لا تكون هناك أسباب تدعو لذلك .
ـ الاضطرابات التي تنتهي بالذعر وهو التفاعل بصورة مزعجة وغير سوية مما يؤدي لفقدان التركيز وتلف الأعصاب في مواجهة الخطر.
ـ اضطرابات القلق العامة .
ـ اضطرابات ما بعد الصدمة .
ـ الوسواس القهري.
ويتولي الاتحاد الدولي لرياضة المعاقين واختصاره إيناس (INAS) اتحادا دوليا خاصا بمنافسات أصحاب الإعاقة الذهنية .. وتقام بطولاته كل أربع سنوات بالتزامن مع نهائيات كأس العالم في البلد الذي ينظم هذه البطولة .. ويتم تنظيم هذه البطولة من قبل هذا الاتحاد الذي يتولى أيضا بطولات أخرى في مناشط رياضية أخرى خاصة بهذه الفئة .. وللمشاركة في هذه البطولة ينبغي أن يكون اللاعب يعاني من إعاقة ذهنية قبل الثامنة عشرة من عمره كما حدد الاتحاد الدولي للإعاقة الذهنية (إيناس) معايير مقننة لمنح الرياضيين أهلية المشاركة في البطولات التي يشرف على تنظيمها وتتم تلك المعايير وفق إجراءات عديدة تشمل العديد من الاختبارات والتي يشرف عليها مبدئيا الاتحادات الأهلية التي تنضم لـ(إيناس).
وهي إجراءات مبدئية حيث تلتزم الاتحادات الأهلية المؤهلة للمشاركة في بطولات الاتحاد الدولي للإعاقة الذهنية (إيناس) بإجراء الكشف التأهيلي الذي يمنح اللاعب أهلية المشاركة من خلال تطبيق ذلك على جميع العناصر لمعرفة نسبة الذكاء على أن تكون أقل من 75% ويعتمد الكشف على أمور يلزم اتباعها منها:
أولاً: تطبيق مقياس (وكسلر) للذكاء ويتكون من قسمين أحدهما لفظي، والآخر أدائي، ويتكون اللفظي من 6 جوانب فرعية تشمل المعلومات والأرقام والمفردات والحساب والاستيعاب والأداء مع إخضاع اللاعب لـ5 اختبارات فرعية منها تكميل الصور وتركيبها كتصميم المكعبـات واختبار الترميز وجمع الأشياء .. ويشمل المقياس ثلاثة جوانب منها نسب الذكاء اللفظي والأدائي والكلي ويهدف المقياس إلى قياس القدرة العقلية العامة للراشدين معتمدا على قياس القدرة التي يتم ضبطها بواسطة مقياس السلوك التكيفي وهو الذي يتم من خلاله معرفة مدى اندماجه في المجتمع ويتكون من جانبين منها قياس المظاهـر الإنمائية والسمات الشخصية.
القياسات التي توضع في الاعتبار لتقرير الإعاقة ثلاثة:
1ـ ما قبل الولادة وعادة ما تكون أمورا تتعلق بالوراثة.
2ـ أثناء الولادة وما قد يحدث من تعسر في الولادة.
3ـ ما بعد الولادة من ارتفاع درجة حرارة الجسم.
ولكن رغم هذه الشروط واللوائح الخاصة بالاتحاد الدولي للإعاقة الذهنية (إيناس) فإن معايير الاختيار أثارت عاصفة من الجدل عام 2006 حينما تم طرد صاحب المركز الثالث (ألمانيا) من بطولة ذلك العام لأن المعايير التي استخدمت في ألمانيا لم تتواكب مع المعايير الدولية.


الفوارق ضئيلة والمعايير دقيقة وسياسة النعامة لا تجدي