|


هدف جويتزه أبرز اللحظات في تاريخ كرة القدم

2015.01.03 | 06:00 am

برلين ـ (د ب أ)

في عام حافل بالأحداث الكروية المثيرة، استحوذت بطولة كأس العالم التي استضافتها البرازيل في يونيو ويوليو الماضيين على القدر الأكبر من الاهتمام هذا العام، كما نالت بطولتا كأس العالم المقبلتان نصيبهما من الاهتمام والمتابعة على مدار الشهور الماضية.وأثارت بطولتا كأس العالم 2018 في روسيا و2022 في قطر الكثير من الجدل حول الاتحاد الدولي للعبة (فيفا).

المونديال ألماني
وبعد انتظار طويل وترشيحات وتكهنات لم تتحقق مرارا على مدار السنوات الماضية، انتزع المنتخب الألماني العرش العالمي وتوج بلقب كأس العالم 2014 عن جدارة بعد تغلبه على المنتخب الأرجنتيني في المباراة النهائية للبطولة.وعلى مدار شوطي المباراة ، فشل الفريقان في هز الشباك لكن يواخيم لوف المدير الفني للمنتخب الألماني (المانشافت) كان يدرك مكمن الخطورة الحقيقي في فريقه واللاعب الذي قد يصبح مفتاح الفوز باللقب.ولذا دفع لوف بلاعبه الخطير ماريو جويتزه في الوقت المناسب وأشركه في الدقيقة 88 ليخوض الوقت الإضافي مع الفريق.وأبلغ لوف لاعبه جويتزه :"حسنا، أظهر للعالم أنك أفضل من (ليونيل) ميسي وأنك تستطيع حسم لقب كأس العالم".وبعد انتهاء الشوط الإضافي الأول بالتعادل ، كافأ جويتزه (22 عاما) نجم خط وسط بايرن ميونيخ مديره الفني بتسجيل هدف الفوز الثمين في الدقيقة 113 ليمنح الفريق لقب العالم للمرة الرابعة في تاريخ الكرة الألمانية.
وكان هدف جويتزه في 13 يوليو على ملعب ماراكانا العريق بمدينة ريو دي جانيرو من أهم الأحداث في مونديال البرازيل ومن أبرز اللحظات في تاريخ كرة القدم، حيث أسدل الستار على واحدة من أبرز بطولات كأس العالم إثارة.وبعد هذه البطولة سيطرت النسختان التاليتان من المونديال على معظم الأجواء فيما تبقى من عام 2014 .

استضافة ناجحة
بعد سنوات من القلق والاضطرابات السياسية والمشاكل حول بناء الاستادات بهذه التكلفة الباهظة في البرازيل لاستضافة المونديال، أكدت البرازيل على استعدادها مع انطلاق فعاليات البطولة واستضافت بنجاح النسخة العشرين من بطولات كأس العالم.ولكن أحلام راقصي السامبا في الفوز باللقب العالمي السادس تبددت وذهبت أدراج الرياح إثر انهيار الفريق بشكل لم يكن متوقعا على الإطلاق خلال مباراته أمام المنتخب الألماني في المربع الذهبي للبطولة حيث نال الفريق هزيمة تاريخية في هذه المباراة وخسر 7/1 في مدينة بيلو هوريزونتي.وأعادت هذه الهزيمة الثقيلة إلى الأذهان ذكريات السقوط المهين للمنتخب البرازيلي على ملعب ماراكانا أمام نظيره الأوروجوياني في المباراة الختامية لمونديال 1950 بالبرازيل وهي المباراة التي اشتهرت بلقب "ماراكانازو" والتي منحت الللقب العالمي الثاني لأوروجواي بعدما كان التعادل كافيا لمنح البرازيل لقبها العالمي الأول. وخلال المباراة أمام البرازيل في المربع الذهبي لمونديال 2014 ، سجل المهاجم الألماني المخضرم ميروسلاف كلوزه الهدف الثاني للفريق في هذه المباراة وانفرد بالرقم القياسي لعدد الأهداف التي يسجلها أي لاعب على مدار تاريخ مشاركاته في المونديال.وقال لويس فليبي سكولاري المدير الفني للمنتخب البرازيلي عقب الهزيمة :"إنها كارثة... أسوأ هزيمة في تاريخ المنتخب البرازيلي".وقال مارسيلو مدافع المنتخب البرازيلي :"اليوم كان الأسوأ في حياتنا".وظهرت مؤشرات هذه الهزيمة خلال مباراة الفريق أمام المنتخب الكولومبي في دور الثمانية حيث أصيب نيمار دا سيلفا مهاجم الفريق إثر التحام عنيف للغاية مع المدافع الكولومبي خوان زونيجا كما نال تياجو سيلفا مدافع المنتخب البرازيلي إنذارا في المباراة هو الثاني له في البطولة ليحرمه من المشاركة في المباراة أمام ألمانيا بسبب الإيقاف.وكان غياب نيمار وسيلفا كافيا لإصابة المنتخب البرازيلي بالإحباط كما حرم الفريق من خبرتهما مما مهد الطريق أمام هذه الهزيمة الثقيلة.

أسوأ شكل
ودع المنتخب البرازيلي البطولة على أرضه بأسوأ شكل ممكن حيث خسر 3/0 أمام المنتخب الهولندي في مباراة تحديد المركز الثالث وكان طبيعيا أن يستقيل سكولاري من تدريب الفريق بعد انتهاء البطولة.وكان سكولاري واحدا من عدة مدربين تركوا مناصبهم خلال أو بعد انتهاء المونديال البرازيلي ولكن فيسنتي دل بوسكي المدير الفني للمنتخب الأسباني ظل في منصبه رغم الخروج المبكر والمهين لفريقه من الدور الأول للبطولة التي خاضها للدفاع عن لقبه العالمي.وكان خروجه من الدور الأول بمثابة نهاية عصر سيطر فيه هذا الفريق على الساحتين الأوروبية والعالمية حيث توج خلاله بلقب بطولة كأس الأمم الأوروبية 2008 و2012 ولقب كأس العالم 2010 .
وترك المهاجـــم الأوروجوياني الدولي لويس سواريــز بصمتـه الخاصــة فـــي البطولـة عندمـا "عــــــض" جورجيــــو كيلينـــــي مدافــــع المنتخــب الإيطالــي في كتفــــه خلال مباراة الفريقيـــــــن في الدور الأول للبطولة.

عضة ثالثة
كانت هذه هي واقعة "العض" الثالثة في مسيرة سواريز الكروية مما أدى إلى قرار قاس من الاتحاد الدولي للعبة (فيفا) بإيقافه تسع مباريات رسمية مع منتخب بلاده إضافة لإيقافه أربعة أشهر عن المشاركة في أي مباريات رسمية مع ناديه أو منتخب بلاده.لكن هذا الإيقاف لم يمنعه من استكمال انتقاله من ليفربول الإنجليزي إلى برشلونة الأسباني قبل أن يعود للمشاركة في المباريات في أواخر أكتوبر الماضي إضافة لاستعادة ذاكرة الأهداف.وعلى هامش المونديال البرازيلي ،كانت هناك بعض الأمور المثيرة للجدل خارج الملعب أيضا حيث ألقي القبض على أحد مسؤولي فيفا بفندق معتمد لفيفا يطل على شاطئ كوباكابانا الشهير للتحقيق معه بشأن بيع تذاكر المباريات في السوق السوداء.

الذهبية لميسي
رغم تفوق جويتزه على ميسي في نهائي البطولة كانت الكرة الذهبية لأفضل لاعب في المونديال البرازيلي من نصيب النجم الأرجنتيني متفوقــا على نيمــــار والكولومبـي جيمـس رودريجيـــــز والألمـــان فيليــب لام وتوني كـــروس وتوماس مولر وماتس هولمز والهولندي آريين روبن والأرجنتينييــن الآخريـــن خافييـر ماسكيرانو وآنخل دي ماريا.
وفي بداية هذا العام حل ميسي ثانيا في استفتاء فيفا على جائزة الكرة الذهبية لأفضل لاعب في العالم لعام 2013 وتوج منافسه العنيد البرتغالي كريستيانو رونالدو بالجائزة للمرة الثانية في مسيرته الكروية.ورغم فوز رونالدو بالجائزة ، لم يترك اللاعب بصمة حقيقية مع منتخب بلاده في المونديال البرازيلي نظرا لأنه لم يتعاف تماما من الإصابة التي عانى منها قبل البطولة.
ولم تشهد بطولات الدوري الكبيرة الأخرى في أوروبا مفاجآت كبيرة حيث أحرز مانشستر سيتي لقب الدوري الإنجليزي وحافظ يوفنتوس على لقب الدوري الإيطالي وكذلك فعل بايرن ميونيخ في الدوري الألماني (بوندسليجا) بعد موسم اتسم بتحطيم العديد من الأرقام القياسية علما بأنه كان الأول للفريق بقيادة المدرب الأسباني جوسيب جوارديولا.

ثنائية بايرن
حافظ بايرن في ذلك الموسم على ثنائية الدوري والكأس في ألمانيا.وتسبب تفشي وباء الإيبولا بغرب أفريقيا في مطالبة المغرب بتأجيل استضافتها لبطولة كأس الأمم الأفريقية 2015 ولكن الاتحاد الأفريقي للعبة (كاف) رفض هذا وقرر نقل البطولة التي تنطلق فعالياتها في 17 يناير المقبل إلى غينيا الاستوائية لتقام في نفس موعدها المحدد سلفا.

مونديال 2022
بالنسبة لفيفا، انتهى عام 2014 مثلما بدأ انصب معظم الجدل في الأسابيع الأخيرة على بطولة كأس العالم 2022 في قطر والتحقيقات التي أجريت بشأن ادعاءات الفساد في عملية منح استضافة بطولتي كأس العالم 2018 و2022 لروسيا وقطر على الترتيب.ويقرر فيفا في 2015 إمكانية نقل البطولة إلى فصل الشتاء في قطر كما أشار فيفا مؤخرا إلى أنه سينشر نسخة منقحة من التقرير الكامل للتحقيقات التي أجريت بشأن بطولتي 2018 و2022 رغم تأكيده على عدم إعادة التصويت على أي من البطولتين.
وكان تقرير مختصر أصدره هانز يواخيم إيكر رئيس الغرفة القضائية بلجنة القيم في فيفا الشهر الماضي برأ ملفي 2018 و2022 من أي مخالفات ولكن مايكل جارسيا كبير المحققين بلجنة القيم أكد أن التقرير الكامل جرى تشويهه وتعديله من خلال هذا التقرير المختصر ليقدم جارسيا استقالته احتجاجا على ذلك.