|


تشققات الهزة

2015.03.19 | 06:00 am

من الطبيعي أن تحدث هزة ما، لأي كان، ومن ذلك ما حدث وسيحدث داخل الاتحاد السعودي لكرة القدم، الذي قبله كان (فيفا) في الاتحادين الكويتي والإيراني، ونشب مع اللبناني وكتف نشاط العراقي وتوعد في يوم ما اليمني، ومثل هذه الهزات أخطاء ما، وأطراف ما، قديمة وجديدة وتستغل وتعزز وتؤجج "وعلى حق" أيضا، فالكل يحتكم لهذا الـ(فيفا) ويتوعد به، ويتخذه الفزاعة، كونه أعلى سلطة ترتب كافة الأشياء وصولاً إلى ما يستدعي التدخل، فيما لازلت أتخذ موقف عدم يقين العدل كفطنة أعتقدها دوماً وأبدا في هذا الـ(فيفا) بملفات أخرى، ولكن الذي أركز عليه " الهزة " التي في الطرف السعودي والتي لم يستفد من هزات حدثت لآخرين وعطلت الرياضة في بلدانهم، وبما يغلّب المنافع الخاصة على السياق العام، وبالتالي صار لمن داخل الاتحاد السعودي وخارجه "إعلام وإعلام مضاد له" فيما كل طرف يدعي أنه على حق، لابأس أن يحدث كل ذلك، وأن "تنضج" معاركنا لمستقبل علينا أن نتعلم له أكثر، فالخلاف في حد ذاته "لياقة ما" تكتسب وإن كشف لنا سوءات كنا نزعم عدم حدوثها، وقياساً بأول اتحاد منتخب طبيعي أن ترتبك الأشياء، وأن تدار المسألة بروح ما لم تكتسب بعد "لياقة" ما يجب، أو "النفس الطويل لتحقيق الأشياء" ومنها عدم الوقوع في المخالفة، تلك التي تحضر (فيفا) "ليفتش" أخطاء اتحاد ولو كانت محاور قدومه محددة سلفاً.
إن أسوأ ما أشعرني به الأمر ترديد شريحة من الناس لـ"مؤامرة ما" من أطراف ضد أخرى، ولا تعلم من الأطراف ولا الأخرى، فأنت تسمع ما يردده من هم على مقربة من طرف وآخر، غير أن الفكرة في "تأصيلها" ومط "أبعادها" تدور حول ذات الصدد أو أن "نتآمر"، وبطريقة أشبه ببدائية "يا ألعب يا أخرب"، ضاربين بعرض الحائط ما قد يترتب على اتحاد بلد بأكمله من تراكمات بغيضة، وتقاس بمصلحة كل طرف قبل سياقنا العام، ومخرجاته، وما يجب أن تكون عليه رياضته، والكثير من المحاسن التي لم تعد تؤخذ " بروح رياضية " بل بما يحتقن ويعزز "الشك" في أننا نصنع مستقبلا تفسره النوايا ولا يرتكز في صلبه على فرق عمل محددة وواضحة تدرك بشكل جيد من يفعل ماذا وإلى أين نسير.
إن احتمالات الحرب أن يخسر "أحد"، وبالتالي "طرف سعودي" طالما المباراة سعودية ـ سعودية، أو كفاءات واحدة داخل اتحاد واحد وأولمبية واحدة، ولا أطرح هذا السطر من باب "حلول الوسط" تلك التي في معاملاتنا اليومية وتسلب منك حقوق لك لآخر عليك أن تتسامح معه، بل من باب أن "التعطيل"، أو ما قد يترتب على اتحادنا الوطني بما في ذلك " صورته " الذهنية لدى (فيفا) سيحدث خسائر جمة، ويفتح أبواب جهنم على رياضتنا طالما استجلبنا الطرف الثالث، ولو كان من حقه هذه الوصاية طالما يرعى فضيلة كرة قدم العالم، لكني أتحدث عن " كنا في مأمن ما " ولو قليل من (فيفا) فيما بعد مغادرة وفده لا أعتقد باستمرار ذات حالة الطمأنينة، وطالما التفسير: "يتآمر أحد على آخر " أو ما يتداوله الناس ويغردون به ستصبح الشكاوى مستمرة، وتذهب لـ(فيفا) السعيد بشكل أسرع، ولو من باب "الفزاعة " بعلم أو دون علم لطرف ضد أطراف يجب أن تُقصى، وهنا تكمن فطنة فقدان الطمأنينة.. أو تلك العين المنفتحة عليك.. وإن لم تكن خالفت.. وهذا يعني أن الحكمة التي تزعمها أطراف لم "تعمل" كما يجب.. تعني أيضا تغليب الخاص على العام.. تعني عدم الإيمان بانتخاب، تعني نجاحاً وأعداء نجاح.. تعني تكتلات ما.. تعني أطرافاً ما تشعل الفتيل.. طالما الناس تفسر وتردد ما قد يكون حدث أو يحدث.. تعني الكثير.. ومنها " الهزة ".. ما تشقق ولا يلتئم بسهولة.. إلى اللقاء.