|


فهد القحيز
رسائل للاعبين
2015-05-18
انتهت معظم مسابقاتنا المحلية وتوقف الركض الكروي فيها بعد عناء موسم رياضي طويل.. ومع قرب إجازة الصيف في هذه الأيام وما يصاحبها من توقف تام في البرامج التدريبية في أنديتنا المحلية.. فإن المشكلة التي تقع فيها أنديتنا.. أنها تمنح اللاعبين إجازة طويلة.. رغم أنها تطبق الاحتراف.
ـ والسؤال الهام هنا.. ألا تدرك الأندية (لدينا) الآثار السلبية لتوقف اللاعبين وانقطاعهم عن التدريب لفترة طويلة؟ والمدة الزمنية اللازمة لاسترجاع لياقتهم التي كانوا عليها في نهاية الموسم)؟
ـ عموماً ضعف الجانب التثقيفي للاعب المحترف المحلي.. هو الذي يجعل غالبية لاعبينا يتوقفون عن التدريب تماماً بحيث يقضون الإجازة براحة سلبية... وليست راحة إيجابية... فالأولى تعني التوقف الكلي عن التدريب.. والثانية هي التي يتم فيها ممارسة التدريبات بشدة منخفضة.
ـ المفروض أن راحة اللاعب المحترف في الفترة الانتقالية بين موسمين متتاليين تكون راحة إيجابية يمارس فيها بعض الأنشطة ذات الحمل الخفيف حتى يعود بسرعة لمستوى لياقته السابق دون تعب أو إجهاد.. وأيضا حتى لا تزول التكيفات والآثار الفسيولوجية الناتجة عن ممارسة التدريب البدني طوال الموسم الرياضي.
ـ وللمعلومية.. التدريب البدني المنتظم يتم من خلال المراحل الثلاث (المعروفة) طوال العام (وهي مرحلة الإعداد ومرحلة المباريات والمرحلة الانتقالية بين الموسمين) وفقاً للأسس والمبادئ الخاصة بكل مرحلة من المراحل الثلاث.. هو الذي يقود إلى تحقيق العديد من التكيفات الفسيولوجية الإيجابية على وظائف وأجهزة الجسم المختلفة.. وعلى العكس فإن التوقف عن التدريب البدني أو الإخلال بالأسس والمبادئ الخاصة بكل مرحلة... هو السبب الذي يؤدي إلى زوال التكيف الفسيولوجي الناتج عن التدريب البدني.
ـ فمهم جدا معرفة متى يفقد اللاعب لياقته التنفسية؟ ومتى يعود لمستواه السابق؟ قبل منح الأندية إجازة للاعبين.. لكي يعرف اللاعبون الآثار السلبية للتوقف التام عن التدريب وماذا يجب عليهم إتباعه خلال فترة الإجازة.
ـ فالدراسات أشارت إلى أن التوقف والراحة التامة وعدم التدريب لمدة أسبوعين يؤديان إلى خفض الأداء البدني بمقدار يتراوح من 20 إلى 25%. ويصاحب هذا الانخفاض في الأداء البدني انخفاض في الاستهلاك الأقصى للأكسجين وانخفاض في نشاط الأنزيمات الهوائية وحجم الدم وفي مخزون الجلايكوجيني في العضلات.
ـ وللعودة لمستوى اللياقة السابق.. فإن ذلك يحتاج إلى تدريب بدني (هوائي) تصل مدته إلى (6) أشهر.. وهناك تتفاوت الاستجابة للتدريب بين اللاعبين، فالبعض يستجيب بشكل ملحوظ والبعض الآخر تكون استجابته منخفضة... وهناك تناسب ما بين نسبة التحسن وشدة المجهود البدني أثناء التدريب والتدريب المفيد هو الذي تكون شدته 80% من الاستهلاك الأقصى للأكسجين.
ـ فنتمنى من الأندية توعية اللاعبين وتثقيفهم لكي لا ينقطعوا كلياً عن التدريب ويحافظوا على لياقتهم في فترة التوقف من خلال ممارسة بعض التمارين اللياقية الخفيفة.. مما ينعكس ذلك على جاهزيتهم بصورة عالية مع بداية الموسم المقبل.