|


حرب باردة بين "فيفا" و"يويفا" لكن لا انفصال

زوريخ - (أ ف ب) 2015.05.30 | 09:06 pm

كان الاتحاد الاوروبي لكرة القدم "يويفا" يمني نفسه بان يطيح برأس السويسري جوزف بلاتر والحؤول دون وصوله الى كرسي رئاسة الاتحاد الدولي "فيفا" لولاية خامسة، لكن القارتين الاسيوية والافريقية لعبتا دورهما في خسارة الامير الاردني علي بن الحسين فبقي "سيب" في مكانه.
وبعد ان انتهت المعركة الرئاسية التي ترافقت مع فضائح فساد وتوقيفات من قبل السلطات السويسرية والاميركية على حد سواء، بدأ الحديث عن نوع العلاقة المستقبلية بين الاتحاد الاوروبي والسلطة الكروية العليا.
وعلت بعض الاصوات الاوروبية المطالبة بالانفصال عن فيفا، لكن القارة العجوز بقيادة الفرنسي ميشال بلاتيني لن تصل الى هذا القرار "المتطرف" الذي لا يتمناه الاخير.
في السادس من يونيو وعلى هامش نهائي مسابقة دوري ابطال اوروبا الذي تحتضنه برلين بين برشلونة الاسباني ويوفنتوس الايطالي، سيجتمع مسؤولو الاتحاد الاوروبي لتقرير العلاقة المستقبلية مع اتحاد بلاتر ويقوم الدنماركي الن هانسن، عضو اللجنة التنفيذية في الاتحاد القاري، بالتجييش من اجل اتخاذ القرار "المتطرف".
"في برلين، ساطالب مجددا بان ينسحب يويفا من فيفا"، هذا ما قاله هانسن الذي لا يرأس اتحاد بلاده للعبة، في تصريح لصحيفة "الكسترا بلاديت" الدنماركية.
لكن الانفصال عن فيفا يعني غياب المنتخبات الاوروبية عن نهائيات كأس العالم التي ينظمها فيفا وهذا الامر سيؤثر كثيرا على مستوى البطولة وعلى المنتخبات الاوروبية ايضا، الا ان هانسن الذي يشغل منصب عضو لجنة التدقيق والامتثال في فيفا، وجد الحل: "يجب على الاتحاد الاوروبي ان ينظم كأس اوروبا للامم كل عامين من اجل التعويض".
وهناك وجهة نظر اخرى يجسدها رئيس الاتحاد الالماني وولفغانغ نييسرباخ، احد ممثلي اوروبا في اللجنة التنفيذية لفيفا، فهو يرفض الوصول الى هذا القرار الانفصالي: "من الواضح بان يويوفا يريد تحقيق التغيير في فيفا. لكن ليس هناك اي انفصال بين فيفا ويويفا. دور يويفا لا يتغير، يجب ان نعمل مع فيفا".
وبلاتيني نفسه يعارض ايضا فكرة ترك فيفا، وهو عبر عن ذلك بشكل واضح عشية الانتخابات التي اجريت الجمعة في زيوريخ، قائلا: "سنعقد اجتماعا بين الاوروبيين في برلين في السادس من يونيو لنرى اذ كان هناك من (مسؤولين في يويفا) لا يرغب بالجلوس الى جانب بلاتر، او اذا كنا ستولى مسؤولياتنا باساليب اخرى. انا لا اتمنى كل ذلك، لكني سأستمع الى ما يريدونه".
وهناك عضو في الاتحاد القاري اتخذ قراره قبل اجتماع السبت المقبل، والحديث هنا عن البريطاني ديفيد جيل الذي انتخبه الاتحاد الاوروبي لشغل منصب احد نواب رئيس فيفا، اذ اعلن عن مقاطعته لجلسات اللجنة التنفيذية اعتبارا من يوم السبت.
"لا اخذ هذا القرار بخفة لكن الاحداث الرهيبة التي جرت في الايام الثلاثة الماضية اقنعتني انه من غير المناسب ان اكون عضوا في اللجنة التنفيذية للاتحاد الدولي مع القيادة الحالية"، هذا ما قاله جيل، مضيفا: "اقر بان بلاتر انتخب بطريقة دراماتيكية واتمنى لفيفا كل النجاح في مواجهة القضايا المثيرة للقلق. مع ذلك، فان سمعتي المهنية امر بالغ الاهمية بالنسبة لي، ولا ارى كيف ستحصل اي تغييرات من اجل خير اللعبة في حين لا يزال السيد بلاتر في منصبه".
وتابع "ساتابع مهامي في الاتحادين الانكليزي والاوروبي وانا اخذها على محمل الجد ويشرفني ان اقوم بها".
ولدى معرفته بقرار جيل، حاول بلاتر ان يتعامل مع الموضوع بشيء من الاستهزاء، قائلا: "ديفيد جيل؟ انه ليس متواجدا ولم يعط اي عذر لغيابه" عن اجتماع اللجنة التنفيذية يوم السبت، لكن سرعان ما اتخذ الحديث منحنى جديا بالنسبة للسويسري بعدما كثرت الاسئلة حول موقفه من الانتقادات الاوروبية له: "على الاتحاد الاوروبي ان يساعد فيفا ويتحمل مسؤولياته عوضا عن الغياب عن الاجتماع الاول".
من المؤكد ان العلاقة بين بلاتر وبلاتيني لن تكون طبيعية بعد الان بعد ان اصر رئيس الاتحاد القاري على مطالبة السويسري بالتنحي قبيل الانتخابات، لكنه حافظ على "البروتوكول" وجلس الى جانب رئيس فيفا في اجتماع يوم السبت.
ولم ينتظر بلاتر طويلا لكي يرد عن حملة الاوروبيين والاميركيين، وهو اعرب عن "صدمته" للطريقة التي استهدف بها القضاء الاميركي المنظمة الرياضية العالمية وندد بما اعتبره حملة "كراهية" ضده من قبل مسؤولي كرة القدم الاوروبيين.
وفي مقابلة مع التلفزيون السويسري قال بلاتر انه يشتبه في ان اعتقال سبعة من كبار مسؤولي فيفا الاربعاء الماضي في زيوريخ بموجب مذكرة توقيف اميركية لمكافحة الفساد كان محاولة "للتدخل في اعمال مؤتمر الاتحاد الدولي" الذي اعاد انتخابه لولاية خامسة متتالية الجمعة.
وفي الوقت الذي اشار فيه مسؤولون اميركيون الى امكان توجيه ادانات جديدة ضمن التحقيق، علق بلاتر بالقول ان هناك حملة متعمدة ضد فيفا شملت القيام بعمليات توقيف قبل يومين فقط على التصويت.
وقال بلاتر لقناة ار تي اس السويسرية "هناك مؤشرات لا تكذب الاميركيون كانوا مرشحين لمونديال 2022 وخسروا". واضاف "لست متاكدا لكن الامور غير مطمئنة".
وتابع ان الولايات المتحدة هي "الراعي الاول" للاردن موطن الامير علي الذي كان يسعى لاسقاط بلاتر.
ورد بلاتر على بلاتيني، قائلا "الكراهية لا تأتي فقط من شخص في الاتحاد الاوروبي بل من منظمة الاتحاد الاوروبي التي لم تتقبل اني اصبحت رئيسا لفيفا في 1998 (فاز في الانتخابات على السويدي لينارت يوهانسون رئيس الاتحاد الاوروبي انذاك)".
وعما اذا كان يسامح بلاتيني لمطالباته المتكررة بالاستقالة، قال بلاتر: "اسامح الجميع لكن لا انسى".
واضاف: "لا يمكننا العيش من دون الاتحاد الاوروبي ولا يمكن للاتحاد الاوروبي العيش من دوننا". وختم بلاتر بالقول انه لن يترشح لولاية سادسة في عام 2019.
وتوجه بلاتر الى الاتحاد القاري بكلام يذكره فيه "بان يويفا لا يملك لجنة اخلاقيات (خلافا لفيفا)... يويفا هو الاتحاد الاكبر والاغنى لكن اللاعبين القادمون من خارج اوروبا من اجل اللعب في انديتها وبطولاتها هم من ساعدوه على ان يكون الاغنى".
ما هو مؤكد ان الحرب كلامية حتى الان وابرز دليل ان فيفا لم يعاقب الاتحاد القاري على "عصيانه" بل ابقى له على مقاعده الـ13 في كأس العالم 2018 في روسيا مع اضافة مقعد اخر للبلد المضيف، يعني ان القارة العجوز ستكون ممثلة بـ14 منتخبا، على ان يعود العدد الى 13 في نسخة 2022 في قطر.