|


فهد المطيويع
إعلام إن لم تكن معي فأنت ضدي
2015-06-13

فاز الهلال وحقق ما كان يحتاج إليه هذا الموسم كحد أدنى ليرضي كبرياءه وكبرياء جماهيره العريضة التي صبرت كثيراً على الفريق وإخفاقاته المتكررة، وهذا ما جعل فرحة الفوز بهذا الحجم الذي يوازي قيمة الكأس وراعيها حفظه الله. غاب الهلال أكثر من موسم وعاد من بوابة النصر وهذا ما جعلها البطولة الأجمل بالنسبة لجماهير الهلال، فالمنافسة كبيرة والفوز بكأس الملك من أمام المنافس له وقع خاص في نفوس جماهير الفريقين. في ذلك المساء كل شيء كان جميلاً إلا تجاوزات لاعبي النصر وبعض جماهير الهلال التي تخطت حدود الأدب رغم أهمية الحدث وقيمة الحاضرين. نعم الجماهير ارتكبت حماقة لا تغتفر ولكن ثلاثي النصر كانوا أكثر حماقة ولم تخدمهم الخبرة أو سني العمر لتجاوز مثل هذا الموقف. المضحك أن الإعلام النصراوي يشعر أن من واجبه أن يدافع عن لاعبيه مهما كان حجم الخطأ، وهذا عرف إعلامي سعودي سوقه أصحاب (الريموت) وشلة الأنس التي سخرت نفسها لخدمة أجندات مشبوهة حتى أصبح إعلام الأندية الأخرى يحمل هذا اللواء وهذا المفهوم على اعتبار أن وجودهم أصلاً في الإعلام ليس إلا لخدمة الأندية. للأسف إعلام المدرجات أصبح سمة من سمات الوسط الرياضي في المملكة بعد أن تخلى الكثير عن مسؤولياتهم الأكبر تجاه أمانة القلم. فمن تجده يدافع عن الأخلاق والقيم الرياضية لأغراض تخدم ناديه يأخذ وضعية الهجوم عندما يتعلق الأمر بالفريق المنافس وهكذا دواليك دون حياء أو خجل.
ماذا يمكن أن يقدم إعلام يتقمص دور المحامي لهذا النادي أو ذاك؟، وهل بالفعل نحن بحاجة إلى مثل هذا الإعلام في ظل تخلفنا الرياضي الحالي. على أي حال غياب القدوة بالإضافة إلى غياب القوانين الرادعة منح كل من هب ودب حق النقد تحت بند الجرأة الوقحة التي لا تتوانى عن أي شيء حتى ولو دخلوا في الذمم. الغريب أن هذه الوقاحة المسماة نقداً وحرية رأي تقابل بصمت غريب من المعنيين بالرياضة، خاصة في ظل الاتهامات العلنية والمباشرة لرعاية الشباب والاتحاد السعودي بخيانة الأمانة ومحاباة بعض الأندية، ومع ذلك تمر تلك الاتهامات برداً وسلاماً على صاحب القرار، وهكذا تسير القافلة في طريق اللا ثقة اللا ضمير التي صنعها إعلام المدرجات وأهواء المصلحة.

وجهة نظر
أنا أتفهم فرح الجماهير الهلالية بتحقيق بطولة مهمة في وقت عصيب من تاريخ الهلال، لكن أن تستحضر مفردات دخيلة وغير معروفة على جمهور الهلال فهذا ما لا يرضاه أي هلالي مخلص يحترم الهلال وتاريخه. بكل أمانة بعض هذه المصطلحات جديدة على الجماهير الهلالية ولا هي من أدبياته ولا تخدم نهج الهلال المعروف بكل جميل على جميع المستويات، فقد عودنا الهلال أن تكون أحاديثه وأفعاله داخل المستطيل الأخضر، وهذا ما جعله يعيش التميز بكل تفاصيله، وما وصلت بطولاته 55 من فراغ. أتمنى أن يعي لاعبو الهلال وجماهيره أن حديث الملاعب أكثر وقعاً وتأثيراً من سواليف وخرابيط المدرجات (وهيا تعال) تلك النفخة الكذابة التي حتماً لن توصل أي فريق لمنصات التتويج.